|
|
#1
| |||||||
| |||||||
القطف الداني من كتاب( الأدب المفرد )16 السلام عليكم ورحمة الله وبركاته القطف الداني من كتاب( الأدب المفرد ) لشيخنا الألباني ثم ذكر-عليه الصلاة والسلام- فى هذا الحديث أدبا آخرا: وهو ما نحن بحاجة إلى معرفته أيضا حتى نبتعد عنه لأنه ليس من أخلاق المسلمين حيث قال – عليه الصلاة والسلام - : "ومَنْ تحلى بما لم يُعط كأنما لبس ثوبى زور" "تحلى بما لم يُعْطَ" أى من ادعى أن عنده كذا وكذا وليس عنده شىء من ذلك فهذا تحلى بما لم يُُعط وهذا لا فرق بين أن يكون الله أنعم عليه مثلا ببستان وهو صادق في ذلك وإنما هو يتظاهر به أمام الناس بأنه غني فهو يتحلى بما لم يُعط أو قال فلان أعطاني وهو في الحقيقة لم يعطه ولكل محله مثلا : يخطبها خاطب ويدعي أن عنده كذا وكذا لماذا يتظاهر بأنه غني ؟! فهذا يصفه النبي – صلى الله عليه وسلم - أنه كلابس ثوبي زور مثلا : لو امرأة متزوجة لاسيما لو كانت درة أو لها جارة فهي تقول لها : أنا زوجي أعطاني كذا وكذا تفعل ذلك و هي كاذبة لتستعلي على درتها أو جارتها فسواء كان من النوع الأول أو الثاني فالنبي – صلى الله عليه وسلم – ينسبه إلى أنه كلابس ثوبي زور ليس كلابس ثوبا واحدا من الزور أو الكذب وإنما هو كلابس ثوبي زور . وهذه كناية على أنه مُتلبس بالزور والكذب من رأسه إلى أخمص قدمه ذلك أن عادة العرب أن يلبسوا عادة ثوبين – الموسع عليه منهم والغني - :إزاراً ورداءً. الإزار:فوطة ما يستر به القسم الأدنى من البدن وهذا أقل ما يجب عليه لباسه . والرداء:هو الثوب الآخر الذى يستر به القسم الأعلى من البدن يعني تماما كما يفعل الحجاج حينما يحجون. فالرسول-عليه الصلاة والسلام- يقول:"مَنْ تحلى بما لم يُعْط.." وفى حديث آخر فى صحيح البخارى ومسلم: "المتشبع بما لم يُعْط كلابس ثوبى زور" المتشبع أي : المتحلي بما لم يعط رجل مثلا : يدعي أنه نائم ليلا ونهارا في بيته وعنده مأكل من أحسن المآكل وأطيبها والحقيقة أنه ليس عنده شيء من ذلك إطلاقا فالحقيقة أنه يدعي ويتحلى بما لم يعط و هذا لايجوز لأنه كذب في حد ذاته ولكنه كذب يريد أن يستعلي به على غيره سواء أكان هذا المتشبع رجل أو امرأة فهو لا يجوز لأنه كذب ومن أفحش الكذب لقوله-عليه الصلاة والسلام-: "كأنما لبس ثوبي زور" * وكذلك إذا تحلى بثياب مستعارة و ادعى أنها ثيابه سُئل الشيخ إذا تزينت المرأة بما لاتملك هل تدخل فى الحديث؟ فأجاب لأ..المقصود هنا إذا تحلى بثياب مُستعارة وادعى أنها ثيابه فهو مقصود هاهنا, أما مجرد لبس ثياب الغيروهذا معروف بين النساء خاصة فى العرف حتى فى عهد الرسول-عليه الصلاة والسلام- كانت العروس تستعير من زينة جارتها؛ هذا لابأس فيه لكن البأس يأتى من ادعائها أنه لها أن تقول زوجي اشترى لي هذا ... أخي أهدى لي .. والحال كذب والمستنكر من التحلى والتشبع ليس مقتصراً على الفعل فقط ؛ بل فعل مقرون بالقول الذى يوهم الآخرين أن هذا الذى لبسه هو مِلكه أو مهدي إليه من غيره . يؤكد بعض الذي جاء في الحديث السابق الرسول – صلى الله عليه وسلم – بالحديث الذي بعده وهو من حديث ابن عمر-رضى الله عنهما- قال:قال رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم-: "مَنْ استعاذ بالله فأعيذوه ومَنْ سأل بالله فأعطوه ومَن أتى إليكم معروفا فكافِئوه فإن لم تجدوا فادعوا له حتى يعلم أن قد كافأتموه" فى هذا الحديث آداب أخرى بالإضافة إلى الأدب السابق وهو ذكر مَنْ أحْسَنَ إلينا بالخير والثناء إذا عجزنا عن مُكافأته بمثل ما أعطانا لكن الرسول – صلى الله عليه وسلم – قد أضاف فوائد أخرى فقال – عليه الصلاة والسلام - : **"مَنْ استعاذ بالله فأعيذوه" كلنا يعلم أنه لا تجوز الاستعاذة بغير الله-عزوجل-لأنه لايعيذ من شر ومن خير إلا الله-تبارك وتعالى- لذلك أمرنا فى القرآن الكريم بأننا إذا تلونا كلام الله-تبارك وتعالى- أن نقول: "أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه ونفثه ونفخه". فلما كانت الاستعاذة لاتكون إلا من الله فإذا استعاذ أحدنا من غيره فينبغى أن نُعيذه لأنه استعاذ بعظيم ألا وهو الله-تبارك وتعالى-. فالرسول-عليه الصلاة والسلام- يأمرنا أنَّ مَنْ استعاذ منا بالله-عزوجل- أن نعيذه ولعل خير مثال عملي مما ثبت فى السُنَّة الصحيحة يفسر لنا هذه الفقرة "من استعاذكم بالله فأعيذوه " ذلك مارواه البخارى فى"صحيحه" عن السيدة عائشة وغيرها من أصحاب النبى-صلى الله عليه وآله وسلم- أنَّ النبى-صلى الله عليه وآله وسلم- تزوج امرأة تُعرف بابنة الجوين أو بالمرأة الجونية فلما دخل عليها اقترب منها قال-عليه الصلاة والسلام-: "هبى نفسك لى" فقالت:"وهل تهب الملوك للسوقة أعوذ بالله منك فقال له ا لقد عذت بعظيم الحقي بأهلك ". كانت هذه المرأة فيما يبدو من سلالة تنتسب إلى الملوك فكانت تنظر إلى نفسها على أنها ذات شرف وذات حسب فهى غمزت من رسول-عليه الصلاة والسلام- بأنه لا يعرف لأنه ليس من أبناء الملوك فقالت : ( هل تهب الملكة نفسها للسوقة ) يعني لعامة الناس الذين هم عادة مساقون من قبل الملوك فقالت : ( أعوذ بالله منك ) فما كان من رسول الله-صلى الله عليه وآله وسلم-إلا أن قال لها: " لقد عُذتِ بعظيم" وفى رواية أخرى"لقد عُذتِ بمُعَاذ إلحقى بأهلك" فصرفها وفارقها لمجرد أن استعاذت بالله لأنها استعاذت بعظيم كما قال-عليه الصلاة والسلام- فصرفها مع أنها كانت من أجمل النساء فى زمانها المصدر: منتديات مدينة الاحلام hgr't hg]hkd lk ;jhf( hgH]f hgltv] )16 |
مواقع النشر (المفضلة) |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
القطف الداني من كتاب( الأدب المفرد )14 | صدام وهبان | القسم الاسلامي | 0 | 25 - 12 - 2011 16:41 |
القطف الداني من كتاب( الأدب المفرد )13 | صدام وهبان | القسم الاسلامي | 0 | 22 - 12 - 2011 17:23 |
القطف الداني من كتاب( الأدب المفرد )11 | صدام وهبان | القسم الاسلامي | 0 | 15 - 12 - 2011 19:56 |
القطف الداني من كتاب( الأدب المفرد | صدام وهبان | القسم الاسلامي | 0 | 11 - 12 - 2011 17:36 |
الفتاوى البازية في شؤون الجنائز وما بها من بدع وضلالات | إنسان | القسم الاسلامي | 6 | 09 - 07 - 2011 17:39 |
Powered by vBulletin Version 3.8.7 Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd ترقية وتطوير: مجموعة الدعم العربى |