|
|
#1
| |||||||
| |||||||
القطف الداني من كتاب( الأدب المفرد )11 السلام عليكم ورحمة الله وبركاته القطف الداني من كتاب( الأدب المفرد ) 92- باب : هل يقول سيدى ؟ روى المصنف بإسناده الصحيح : عن أبى هريرة عن النبى- صلى الله عليه وآله وسلم- قال: "لايقولنَّ أحدكم عبدى وأمتى ولايقولنَّ المملوك ربى وربتى وليقل فتاى وفتاتى وسيدى وسيدتى,كلكم مملوك والرب الله-عزوجل-" هذا الحديث أفاد جواز إطلاق العبد أو العبدة لفظة السيد والسيدة على مولاه أو مولاها . أى أن لفظة السيد ليست خاصة بالله-عزوجل-. وإن كان الأصل أن لفظة السيد - السيد الحق هو الله ، لكن الله أجاز للمسلمين على لسان نبيه أن يستعملوا كلمة السيد لغير الله- عزوجل- كما سبق وهذا الحديث صريح. وحينما جاء سعد بن مُعاذ إلى النبى- صلى الله عليه وآله وسلم- وهو راكب على دابته وكان مريضا مُصابا فى أكحله كان مريضا لايستطيع أن يُنزل بنفسه عن دابته لما جاء إلى الرسول- عليه الصلاة والسلام- وكان عنده قوم سعد بن معاذ فقال- عليه الصلاة والسلام- لهم أى للأنصار: "قوموا إلى سيدكم فأنزلوه" فسماهُ سيداً كذلك قال-عليه الصلاة والسلام-فى حديث صحيح رواه الإمام مسلم فى "صحيحه" : "أنا سيد الناس يوم القيامة أتدرون فيم ذلك ؟.. " ثم ذكر- عليه الصلاة والسلام- حديث الشفاعة وهو حديث طويل جداً. *عن مطرف قال: قال أبى: (انطلقتُ فى وفد بنى عامر إلى النبى - صلى الله عليه وآله وسلم -فقالوا: أنتَ سيدُنا قال:السيد الله). هذا الوفد إما جاء ليُؤمن أو كان قد آمن فجاء ليسلم على النبى- صلى الله عليه وآله وسلم- فبادروه بقولهم: "أنتَ سيدنا" قال: "السيد الله" فكيف هذا وقد عرفنا مما سبق أن الرسول-عليه الصلاة والسلام- فعلا سيد بل هو نفسه قال لمثل سعد بن معاذ :"قوموا لسيدكم" فلماذا قال – عليه الصلاة والسلام - : "السيد الله"؟ ّ ** ذلك ليُلفت النظر أن السيادة الحقيقية إنما هي لله-عزوجل-. و قد جاء فى سنن أبى داود أن الرسول-عليه الصلاة والسلام- مَرِضَ ذات يوم فقيل له: ألا نأتى لك بالطبيب ؟ قال:"الطبيبُ اللهُ" هو- طبعا - لا يُريد بهذه العبارة إنكار الطب والأطباء من أصله لا... لأنه هو الذى قال: "ياعباد الله تداووا فإن الله لم يُنزل داءً إلا وأنزل له دواءً" وقال فى حديث آخر:"علمه من علمه وجهله من جهله". لذلك لايمكن للرسول- عليه الصلاة والسلام- والحالة هذه أن ينكر الطب من أصله أو الأطباء الذين يتعاطون مهنة الطب. إذن ما الذي عناه عندما قالوا له : هل نأتي لك بطبيب ؟ قال : ( إنما الطبيب الله ) ؟ -* إنما عنى بقوله : "الطبيب الله" أن يلفت النظر إلى أن الطبيب الحق الذى يُداوي الناس ويشفيهم بأمره إنما هو الله , والأطباء إنما هم أسباب – فقط – ووسطاء , فكأنه -عليه الصلاة والسلام-أراد أن يُذكّر الناس أن لايقفوا عند الأسباب – فقط - فينسوا ربَّ الأرباب الذي خلق الطب والأطباء والأسباب والمسببات .. على هذا النحو حينما قالوا له : أنتَ سيدنا قال:"السيد الله" يُريد أن يَذكرأن السيادة الحق إنما هى لله-عزوجل- فكأنه يقول: إذا أطلقتم لفظة السيد علىَّ فلا تُغالوا فى هذا الإطلاق وإنما قفوا عند الحقوق التي أعطاها الله – عز وجل - لي ولا تزيدوا فيها . , وجاء هذا المعنى في حديث آخر يقول -عليه الصلاة والسلام- فيه : "لاترفعونى فوق منزلتى التى أنزلنى الله فيها". لما قال الرسول – صلى الله عليه وسلم - : ( السيد هو الله ) عادوا فقالواوأفضلنا فضلاً وأعظمنا طولا فقال:"قولوا بقولكم ولايَسْتجْريَنَّكُمُ الشيطان") - لم يُنكرعليهم هذا القول السابق و لكنه-عليه الصلاة والسلام- أيضا نبههم إلى ضرورة عدم الغلو فيما يُخاطبون به الرسول -عليه الصلاة والسلام- من مدح وتزكية لا يغالوا في ذلك فقال : . "لايستجرينكم الشيطان" أى لايجركم بسبب مبالغتكم فى الثناء على الرسول -عليه الصلاة والسلام- ولعل هذا تفسيره فيما وقع فيه بعض الناس اليوم من مُخاطبتهم فى بعض أناشيدهم بقولهم للنبى-عليه الصلاة والسلام-: فإنَّ من جُودِكَ الدنيا ودرتها ومن علومك عِلمُ اللوح والقلم فإن هذا الكلام هو الذي أشار إليه النبي قولوا بقولكم هذا أو ببعض قولكم ولا يستجرينكم الشيطان حتى تقولوا ما ليس بحق لأنه يقول فى القرآن:"ولو كُنْتُ أعلمُ الغيبَ لاستكثرتُ من الخير وما مسنى السوء". فكيف يخاطب بهذا الشعر السابق نسب علم الغيب إلى أنه بعض علم الرسول-عليه الصلاة والسلام-!!! وهذا غلو من القوم. وعلم الله القلم هذا ما وصفه في القرآن : ( ما فرطنا في الكتاب من شيء ) وهو اللوح على الأصح . - إذن ما من شيء إلا علمه الرسول وهذا غلو في القول . وفي السنة يقول الرسول : ( أول ما خلق الله القلم فقال له أكتب قال : وما أكتب ؟ قال له : اكتب ما هو كائن إلى يوم القيام ) فلا يجوز أن ينسب إلى رسول الله أنه عالم ما هو كائن إلى يوم القيامة !!! هذا بالنسبة للشطرة الثانية من البيت . أما الشطر الأول من البيت كلام لا يكاد يعقله عاقل : فإن من جودك الدنيا ودرتها ودرة الدنيا هي الآخرة ، فكيف يكون الرسول جاد بالآخرة أيضا ؟ طبعا نستطيع أن نؤول جوده بالدنيا لما جاءه الملك وعرض عليه أن يجعل له الجبل فضة أو ذهب فقال لا إنما أرضى أن أكون : عبدا رسولا فأعرض عن الدنيا . لكن كيف بالآخرة !!! فهل يعقل بمسلم يؤمن بالله واليوم الآخر أن يعرض عن النعيم في الآخرة إلا لمن يعلم !!! ( فيها ما لا عين رأت ولا أظن سمعت ولا خطر على قلب بشر ) فيها كما قال تعالى : ( للذين أحسنوا الحسنى وزيادة ) - الحسنى : للذين أحسنوا في الدنيا الجنة ، - والزيادة : هي رؤية الله في الآخرة وفي الجنة . هذه الرؤية كما جاء في الأحاديث الصحيحة ( يرى المؤمنون ربهم ينسون كل ماهم فيه من نعيم الجنة ) فهل يعقل أن يقال على الرسول أنها جاد بالدنيا وبالآخرة !!! هذا الكلام الذي خشيه الرسول – صلى الله عليه وسلم – على أمته فقال : ( ولا يستجرينكم الشيطان ) نسأل الله عز وجل : أن يعرفنا بكلام نبينا – عليه الصلاة والسلام – وأن يؤدبنا بأدبه إنه سميع مجيب . آمين المصدر: منتديات مدينة الاحلام hgr't hg]hkd lk ;jhf( hgH]f hgltv] )11 |
مواقع النشر (المفضلة) |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
القطف الداني من كتاب( الأدب المفرد | صدام وهبان | القسم الاسلامي | 0 | 11 - 12 - 2011 17:36 |
الفتاوى البازية في شؤون الجنائز وما بها من بدع وضلالات | إنسان | القسم الاسلامي | 6 | 09 - 07 - 2011 17:39 |
اهم كتب ( تعليم السحر و الشعوذة و التنجيم ) | قاهر الاعداء | القسم الاسلامي | 6 | 26 - 01 - 2011 03:54 |
صلاة الجنازة | فارس الاسـلام | القسم الاسلامي | 3 | 17 - 10 - 2008 10:24 |
سور القرآن الكريم(سبب التسمية_سبب النزول_فضل سور القرآن) | ابن فلسطين | القسم الاسلامي | 11 | 30 - 03 - 2007 21:18 |
Powered by vBulletin Version 3.8.7 Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd ترقية وتطوير: مجموعة الدعم العربى |