|
|
#1
| ||||||||
| ||||||||
من سلسلة سحر الشرق خرافة الجمعة 13 . ........................ ((يعتبر في الادب الغربي اذا تصادف تاريخ يوم13 بيوم جمعة يعتبر نذير شؤم.)). تبا لك أيتها الثقافة الغربية.اعتقدت منذ أن أعلنت القطيعة معك واخترت الكتابة بلغة الأجداد أنني تخلصت منك ومن ما كل ما هو دخيل إلا أنني عذرا لا زلت تلاحقيني ولا تزال رواسبك قابعة في الأعماق. ما الذي يحدث؟ بالرغم من أنني تجردت من الهندام الذي ألبستني إياه واستبدلته بعباءة جدي إلا أن معتقد لعنة الجمعة لم تفارقني .يا للمصادفة سأمتطي الطائرة في يوم كهذا وهذا ما يقلقني ويزيد من تشاؤمي الذي لن أتخلص منه أبدا .كنت أتمنى أن تتأخر رحلتي ولو لساعات لأتخلص من كابوس الجمعة 13 الذي تهيأ لي أنه يطاردني لكن هذا ما لم يحدث ،الطائرة جاثمة على المدرج والمسافرون الأوائل يعبرون الرواق المؤدي إليها .تبا لك مرة أخرى وتبا لمن جعلوني أعتقد فيما يعتقدون. يقولون أنا حوادث السير على الطر وقات أكثر بكثير من حوادث الطائرات لكنهم يحتفظون بأنصاف الحقائق لأنفسهم ولا يقولون بأن نسبة النجاة فيها جد ضئيلة ألهذا سميت بالكوارث؟ وهذا ما يؤرقني.الموت لا مفرا منه لكنني أفضل الموت الرحيم كما يسميه جدي الموت على فراش الطاعة. كان الحجيج يتبادلون أطراف الحديث والبسمة تعلو محياهم غير آبهين بما يدور في خلدي وكنت ربما الوحيد الذي تنبه إلى هذه المصادفة الغريبة التي أعطيتها أهمية بالغة أكثر مما تستحقه. زوجتي متحمسة للسفر منذ أمد طويل ومستعدة أن تضحي بكل ما لديها من أجل صلاة ركعتين بالقرب من قبر المصطفى. فرحتها كانت لا توصف، منذ أن جمعتنا الأيام وهي تحلم بيوم كهذا. أ يمكن لي أن أسمح لنفسي باتخاذ قرار مبني على المجهول و أعكر صفوها في يوم انتظرته بشغف كبير؟. كانت من حين إلى آخر تصطنع الابتسامات أمام الأولاد لكنها لم تتمكن من حبس دمعتين عند تقبيل ابننا الأصغر محمد الأمين الذي لم يفارقها منذ أن غدرنا البيت.يا له من مشهد أليم ومؤثر.قبلني أحمد ثم جمال بعده نسيمه ثم جاءت عائشة متأخرة عانقتني وأطالت في عناقها لي حتى أحسست بالاختناق رفعت رأسها فأدركت أنها تبكي. عائشة في العاشرة من عمرها. ........................................... عائشة ابنتي لمن لا يعرفها هي أعز أولادي. قاسمتني هموم الكتابة في سن مبكر، منذ أن جئت إلى هذا العالم السحري عن طريق الصدفة. .أينما كنت أحل كانت ترافقني.يعرفها الشعراء ويعرفها الكتاب وتعرفها المدينة أيضا. حضرت معي كل الملتقيات والمهرجانات حتى الأمسيات الشعرية كنا نحضرها سويا.دموعها اليوم تذكرني بتلك الدموع التي ذرفتها أثناء حفل اختتام فعاليات مهرجان مدينتنا الشعري.يومها ألقت قصيدة غنى الربيع بصوتها الرخيم، صفق لها الحاضرون بحرارة لكنها أصيبت بخيبة أمل قبل حفل الاختتام عندما لم تقدم لها شهادة مشاركة كبقية المشاركين، انتفضت وأرادت مغادرة المكان ليلا.يا لها من طفلة مجنونة.وقتها أعاب الأدباء على المنظمين هذه الهفوة مما جعلهم يبرمجون في الأسبوع الموالي أمسية شعرية على شرفها، بعد تردد رافقتني للمكان لكنها رفضت تسليم الشهادة الأمر الذي أحرجني وأحرج رئيس الملتقى مما جعلني أصعد إلى المنصة لاستلام الشهادة نيابة عنها.تصرفت وهي في العاشرة من عمرها كالكبار ومن يومها أضربت عن حضور المجالس الأدبية واكتفت بالقراءة لي ومع تقدمها في السن أقسمت ألا أزوجها لشاعر أو كاتب لكي تسعد ببقية عمرها بعيدا عن هموم الكتابة ولأن الشعراء يقولون ما لا يفعلون إنهم الغاوون. متشائم. ......... متشائم دائما هكذا تقول زوجتي. اه يا رفيقة حياتي لو تعلمين فيما أفكر الآن.ليس نكاية بك أو نكران الجميل لكن أحتاج إليك وأنت بعيدة عني رفقة الأولاد على الأقل لو حدث لي أي مكروه أكون مطمئنا عليهم.أعلم من خلال السنين التي قضيناها معا أنك جديرة بالثقة وأنك أحيانا إن لم أقل دائما تتصرفين بحكمة العقلاء ولك من المواقف الشجاعة ما يجعل الرجال يغارون مني ويحسدوني فيك. كم من مرة في كفاحنا الطويل وقفنا تحت قوس النصر والفضل يعود إليك وحدك. متشائم اليوم أيضا وأنت بجانبي، أفضلك أن تكوني بعيدة عني. أنا لست أنانيا أو ناكرا للجميل ، ما كنت أفضل أن تواصلي كفاحك من بعدي وتثبتي للملأ أنك كنت وراء عظمتي التي لم يعرف الجيران بأنها من صنعك.أعترف لك يا امرأة، لولاك ما كنت عظيماوشامخا أمام الناس. أنت نصفي الأخر الذي لا يمكن لي أن أتنازل عليه.لكني اليوم أمام ما يتهيأ لي بأنه سيحل بنا أريدك أن تنجي بجلدك واتركيني ومصيري.لا تقلقي فجمال أصبح رجلا يمكنك الاعتماد عليه.ألم نترك له مسؤولية إدارة شؤون العائلة ونحن نغادر البيت؟ بقيت هكذا إلى أن ودعنا الأولاد وفجأة تمالكت نفسي، تلاشت مخاوفي وأدركت أنني في حمى الرحمان سبحان مغير الأحوال.أبدا لن يصيبني أي مكروه .تعززت قناعتي عندما تذكرت أني لا أقوم بما يقوم به الطيارين أثناء غاراتهم الوحشية على الشعوب الآمنة وكيف سيلقون الله إن أصيبت طائرتهم بخلل ما ؟ وسألت نفسي لم لا تتوقع كوندو ليزا رايس وأمثالها ما أتوقعه وهم يجوبون أصقاع العالم أثناء مهامهم الغير نبيلة ؟هم يتنقلون من عاصمة إلى أخرى جوا لإشعال نار الفتن والحروب ولا يتوقعون أبدا أن الموت ملاقيهم.لا داع للتشاؤم إني في حمى الرحمان ومهمتي أنبل. على متن الخطوط التونسية الرحلة 0703 .................................................. . أقلعت بنا الطائرة في هذا الجمعة 13 أكتوبر نحو تونس من مطار السانية وهران وبدا لي بيتي المتواجد في الضاحية الجنوبية للمطار نقطة صغيرة بدأت تصغر وتصغر إلى أن توارى وتوارى معه الحي بأكمله خلف السحب الركامية البيضاء وأضحت حائلا بيننا وبين الأرض،خيل إلي وكأن الطائرة صارت كوكبا قائما بحد ذاته يسبح في رحابة هذا الكون الغير متناهي.سبحان من خلقه وسبحان من خلق هذا العقل البشري الذي أنجز هذا العملاق الحديدي وجعله يحلق بنا في الأجواء ونحن على متنه بأمتعتنا الكثيرة. بدأت الشمس تميل نحو الغروب بعد ساعة من السفر،نظرت من خلف النافذة إلى الأرض وجدت أن الظلام بدأ يلفها شيئا فشيئا في حين كنا نعبر الحدود الجزائرية التونسية حل وقت الإفطار وانقضى اليوم الواحد والعشرون من رمضان.لم نكمل الوجبة التي قدمت ألينا كما كنا نعتقد حتى بدأت المضيفات بجمع الأواني وأمرنا بربط أحزمة الأمان لأننا على بعد عشرة دقائق على مطار قرطاج الدولي وعملية الهبوط مثلها مثل عملية الإقلاع مناورة محفوفة بالمخاطر لا بد التقيد بإجراءات السلامة. عاودني التشاؤم مع عملية الهبوط واضطربت أحشائي.لا شك أن الجميع يحس بما أحس به من اضطراب لكن هذه الدقائق أكثر وطأة علي لأنني أعلم من أي كان من طبيعة عملي أن أخطر الأمور ومعظم الكوارث تحدث فوق المدرجات سواء عند الإقلاع أو الهبوط.ما زاد من مخاوفي أن المطر كان ينزل بغزارة.فكرت في طبيعة الأرضية الزلجة ورجوت الله أن نحط بامان.تنفست الصعداء الا عندما توقفت الطائرة وفتحت الأبواب.عندما وطأت قدماي أرض قرطاج تذكرت زميل من موقع القصة العربية مر من هنا منذ شهرين في الاتجاه المعاكس.جاء شاهر خضرة من أقصى الوطن العربي مستكشفا وطننا الكبير.اكتشفت مثله كما اكتشف من قبلي طيبة أشقاءنا التونسيين وتأكدت من كرمهم من حفاوة الاستقبال الذي حضينا به في نزل فيتوري الليدو بالضاحية الشمالية للعاصمة تونس. نزل فيتوري الليدو. .......................... نزل فيتوري الليدو حسب ما قيل لنا مصنفة تحت خانة ثلاث نجوم.افتتح في أبريل ألفين وهو يتواجد على بعد خمس دقائق على مرفأ La goulette كما يتواجد على عشر دقائق على المعلم الأثري قرطاج وسيدي بوسعيد و بخمسة عشر دقيقة على مطار قرطاج الدولي وبقلب القرية السياحية الأقرب للعاصمة ويطل على شاطئها الجميل. حديث الصمت .................. الريح تعوي خلف النوافذ والمطر يجلد النخيل الممتد على الكرنيش والأمواج في حركة مد تأتي لتنتجر على شاطئ la goulette الفضي .هناك على امتداد البصر تنام تونس الخصراء في حضن الليل في سكينة.المكان خال من أي حركة، من حين الى اخر تمزق هذا الهدوء دورية للشرطة،شيء لم نألفه هناك في حينا لكن هذا انطباع خاطئ احتفظت به أن تلاشى مع طلوع النهار اين أكتشفت أن المكان يعج بالسياح الأجانب وأن سلامتهم تستدعي عناية خاصة واجراءات استثنائية لكي يبقى البلد محافظا على سمعته السياحية الطيبة التي اهتزت منذ أحداث جربة الأليمة. تونس الخضراء يا حبيبتي ها نحن وجها لوجه للمرة الأولي، ها نحن الان نقف كعاشيقين تحت المطر في هذا الليل نتسامر. لا تقولي شيئا دعي الصمت يتحدث بلغة المطر.اغمضي عيناك أنا المجنون بهواك أتركيني أردد مع الريح معزوفة صديقي بن سعيد عبد القادر وليعذرنى ان تجرأت وغييرت زرقاء بخضراء معزوفة حب لتونس ........................ خضراء الحب...ومشعل قديس تحمله كيما ترتعش وتألف ذكرى أغنية كانت لا بد أن تتسلى...سكر قهوتها هل كانت تدرك معنى الأفيون بين أصابعها ا كي تنفث شفتيها ؟ أم كانت تحلم بدخان..يرسمها حتى تقف على ضفته الأولي وتغني فيروزا...(كيفك أنت).. هل كانت تعرف امرأة ثكلى تشبهها وبما هي... أولا بد أن تعزف حزن الشطأن...لتبتعد كادت تنسى لم هذا الرحل المجهول من القلب يتنح انها لم تتغير زمانا على صخرة هذا البحر...تقول كان حبيبي يصنع من شفاهها قبلة ليحدثني هل أنت فتات الحلم..ثانية أم أن الوقت يؤلف لنا ذكرى؟ ...يتبع... المصدر: منتديات مدينة الاحلام lk sgsgm spv hgavr |
12 - 12 - 2006, 20:00 | رقم المشاركة : [2] | |||
| قاص المدينة في الحقيقه ابداع مابعده ابداع اشكرك بعنف واشكر فيك روحك التي تمتعنا دائما ننتظر منك ماتبقى لكي تكتمل الفكره ويكون قد جمعنا قليل من رد نرد به على شحصك الرائع | |||
13 - 12 - 2006, 19:56 | رقم المشاركة : [3] | |||
| المبدع والاديب والكاتب اسعدك ربي ودفع عنك كل تشاؤم ومشكور اخوي على ماكتبته هنا وننتظر ماتبقى يسلمووووووو | |||
13 - 12 - 2006, 22:00 | رقم المشاركة : [4] | |||
| الراقي والمبدع والمتألق اخي العزيز تهنا بين اقلام واقلام تعلقنا ببعضها واعجبنا البعض الاخر ولكن قلمك لامس شغاف القلوب بطرحه واقتبس الحقائق والواقائع وحولها الى لوحات نتتبع مابها بصمت واعجاب تعكس لنا واقعا نعيشه ونلمسه اخي العزيز الف شكر لك على هذه الابداع وننتظر جديدك وحضورك الذي يثير كل اعجابنا دمت ناجحا ومتالق الســــامي | |||
13 - 12 - 2006, 22:43 | رقم المشاركة : [5] | |||
| الاخ العزيز ماشاء الله عليك بصراحة بدات اقرا الكلام من اوله ماحسيت الا وانا بالنهاية ومازلت في شوق لتتبع الباقي الف شكر لك اخي | |||
14 - 12 - 2006, 01:51 | رقم المشاركة : [6] | |||
| عاشق الاحلام شكرا لك على المرور من هنا. ستأتي البقية. | |||
14 - 12 - 2006, 01:52 | رقم المشاركة : [7] | ||||||||||||||||||||||||||
|
شكرا للادارة على ما ورد منها. | ||||||||||||||||||||||||||
19 - 12 - 2006, 01:14 | رقم المشاركة : [8] | |||
| الاستــــــاذ القاص الشـــــــريف استرسلت بشغف بين اسطر قصتك الرائعه اشبعت ذائقتنا من روائع الحديث مقتطفاتك كانت كقطر الندى على وجنتى زهره ذابله والا ساظل هنا اترقب النهايه تقبل اجل التحايا لروعتك همساتـ قلبـ | |||
24 - 12 - 2006, 15:44 | رقم المشاركة : [9] | |||
| شكرا لك على الحضور المميز والدائم سأعمل جاهدا لاتمام السلسلة.والله ليس لدي وقتا كافيا الا انني ساحاول قبل ان تطير الافكار مني التي احتفظ بها. | |||
12 - 01 - 2007, 06:59 | رقم المشاركة : [10] | |||
| سلمت وسلمت يدك فى انتظار جديدك دمت فى رعاية الله وحفظه | |||
15 - 01 - 2007, 09:44 | رقم المشاركة : [11] | ||||||||||||||||||||||||||
|
شكرا.ارجو ان اكون في المستوى. | ||||||||||||||||||||||||||
27 - 01 - 2007, 11:37 | رقم المشاركة : [12] | ||
| الاخ الغالي الف شكر لك على شكرا لك المزيد | ||
29 - 01 - 2007, 17:06 | رقم المشاركة : [13] | ||||||||||||||||||||||||||
|
شكرا على الزيارة. | ||||||||||||||||||||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
مجلة أمريكية تنشر خريطة الشرق الأوسط الجديد ما بعد التقسيم | همسات القلب | القسم ألاخباري | 2 | 10 - 08 - 2006 18:18 |
Powered by vBulletin Version 3.8.7 Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd ترقية وتطوير: مجموعة الدعم العربى |