|
|
#1
| |||||||
| |||||||
ماذا تعرف عن الحب عرف الحب بانه شعور نفسي واحساس قلبي وانبعاث وجداني ينجذب به قلب المحب تجاه محبوبه بحماسة وعاطفة وبشر..والاسلام بنظرته الواقعية اعترف بهذه الظاهرة المتأصلة في النفس البشرية يقول سبحانه وتعالى: (زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والانعام والحرث ...)الا انه جعل الحب مراتب وقسمه درجات: 1ـ حب الله ورسوله والجهاد في سبيله: وهذا مشروع لا كلام فيه ولا نقاش بل هو الواجب على كل ناطق بالشهادتين يقول سبحانه: (قل ان كان آباؤكم وابناؤكم واخوانكم وازواجكم وعشيرتكم واموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها احب اليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لايهدي القوم الفاسقين ..) وقال عليه السلام: (لا يؤمن احدكم حتى اكون احب اليه من والده وولده والناس اجمعين) مع ملاحظة ان حب الله ورسوله ليست مجرد عاطفة جياشة وانما هي تمثل حقيقي لاوامر الشرع واجتناب نواهيه وتجسيد كامل لمعاني الاسلام وقيمه ومبادئه في حياة المرء وتصرفاته فلا يقدم على امر ولا يحجم عنه الا وفق المنهج الرباني.. فهي استقرار في القلب ثم تفيض على الجوارح حتى تترقى بالمرء الى مرتبة الربانية (وما زال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه فاذا احببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها ولئن سألني لاعطينه ولئن استعاذني لاعيذنه) وبهذا يتجرد المرء من اوحال المادية ويسمو بنفسه الى نظافة الروح وكم حكى لنا التاريخ نماذج خالدة وشخصيات فذة في هذا المجال وهذا الحب هو اسمى المراتب واشرفها.. ولكن اكثر الناس لايعلمون). 2ـ حب الآباء والابناء والاخوان والعشيرة والازواج والوطن: وقد جعلها الاسلام في المرتبة الثانية واعتبر هذه المشاعر القلبية والعواطف السامية والمشاعر الصادقة في مرتبة الحب الشريف التي توثق اواصر المحبة والمودة والرحمة والتعاطف والتي تنشئ لنا بالتالى مجتمعا متحابا مترابطا متماسكا يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد اذا اشتكى منه عضو تداعى عليه سائر الجسد بالحمى والسهر) فهذه المرتبة من الحب تحقق مصلحة الافراد والاسر بشكل خاص وتحقق مصلحة الشعوب الانسانية بشكل عام .. فلا عجب ان نرى الشريعة الاسلامية في توجيهاتها وانظمتها واحكامها قد عمقت محبة الابوين لاولادهما ومحبة الاولاد لابويهما وكذلك محبة الزوج لزوجته والعكس وكذلك محبة المسلم لابناء عقيدته ومحبته لاصدقائه وجيرانه وذوي قرباه (يا ايها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ..) (ومن آياته ان خلق لكم من انفسكم ازواجا لتسكنوا اليها وجعل بينكم مودة ورحمة) ويقول صلى الله عليه وسلم: (لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه) وقد شرع سبيل المحافظة على هذه الرابطة وسائل وقائية تحول دون انفلاتها فنهى عن القطيعة والخصومة الا لعذر مبيح كفسق او كفر يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (لا يحل لمسلم ان يهجر اخاه فوق ثلاث يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام) وقال: (لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا ولا تقاطعوا وكونوا عباد الله اخوانا) . 3ـ الحب الدنيء: وهو حب الدنيا والشهوات والملذات وحب اعداء الله من الكفرة. وحب المال المطغي واتباع هوى النفس..وكل هذا قد حذر الشارع منه وبين مغبة الوقوع في حماته والتلطخ باثمه، فانه سبب هلاك المرء ودمار في الدنيا والآخرة يقول الحق سبحانه (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم اولياء تلقون اليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق) ويقول سبحانه: (ارأيت من اتخذ إلهه هواه أفانت تكون عليه وكيلا ام تحسب ان اكثرهم يسمعون او يعقلون ان هم الا كالانعام بل هم اضل سبيلا) ويقول عليه السلام: (حب الدنيا رأس كل خطيئة) . 4ـ الحب العفيف: وهو على نوعين متزن وغير متزن : فالمتزن هو المراد عند اطلاق هذا اللفظ وهو المفهوم الاصلى للحب العفيف ومعناه ان يحب الرجل امرأة حبا خالصا عفيفا منزها عن الشهوة بعيدا عن الخنا مجردا عن الفحش ويخالط هذا الحب العفة من جانب الرجل بدافع التقوى والصلاح.. وربما فجر المحب بعض ما يكتنفه في شكل ابيات من الشعر او مقتطعات من النثر.. اما الحب غير المتزن فهو الذي تخالطه انواع من الافعال التي تتناقض مع مستلزمات الايمان واخلاقيات الاسلام والاسلام بواقعيته المستمرة وصلته الدائمة بالحياة لم يعطل المواهب المتأصلة بالنفس الانسانية ولم يقتل الاستعدادات الفطرية التي اودعها في البشر .. وانما وجه هذه المواهب وهذه القدرات والاستعدادات وهذه الطاقة الى ما فيه خير الانسانية جمعاء والى ما ينفعها في دينها ودنياها وآخرتها .. فمع اعترافه بظاهر ميل الرجل للمرأة والمرأة للرجل لم يكبت هذا الميل بل اتخذ في سبيل ذلك طرقا تشبع هذا الميل في صورة صحيحة لا غبار عليها ولذا ينبغي ملاحظة عدة امور هامة نجملها في نقاط: * ان هذا الحب اذا ما خالطه شيء من الافعال التي تتصادم مع مقتضيات الايمان واخلاقيات الاسلام فهو حب محرم لا يجر على صاحبه الا التعاسة في الدنيا والشقاء في الاخرة ولبئس ما هو عليه وما يؤول اليه .. فالخلوة مع الحبيبة من غير محرم مما يتعارض واخلاقيات الاسلام فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (الا لا يخلون رجل بامرأة الا مع ذي محرم) وفي حديث آخر (ما خلا رجل بامرأة الا كان الشيطان ثالثهما) وكذلك الحديث والتسامر الذي يتتبع هذه الخلوة هو محرم ايضا..اما كلام الغرام وما ماثله من الرسائل الغرامية المحمومة فهو مما لا نقاش في حرمته القاطعة وكل من فعله فهو مولغ في الاثم الى اذقانه فالله عز وجل يقول في كتابه (ولا تقربوا الزنا) ولم يقل (ولاتزنوا) ليبين ان كل ما يقرب الى الزنا يعطى حكم الزنا ولا يختلف رجلان ان كلام الغرام ورسائله بريد الى الزنا.. اضافة الى ان قواعد الاخلاق وعادات المجتمع ترفض هذا الامر من اساسه والدليل عليه ان العاشق لا يرضى بذلك لامه واخته فكيف يرضاه عاقل لغيره بل ربما كان ذلك الغير صديقا حميما فما اعظمها من خيانة وما اشنعه من جرم ويلحق بهذا وذاك المكالمات الهاتفية وان انعدمت الخلوة فما يكون فيها من كلام الغرام والعشق كاف للتحريم اضافة الى ان المرأة منعت من مجرد الضرب بالقدم حتى لا تثير الرجال (ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن) فكيف بالتغنج بكلام ينافي الادب ويناقض الحشمة ويذهب الحياء ويئد المروءة.. فكل ما كان في هذا المجال محرم شرعا فالتوصل به الى الحب العفيف محرم قطعا ومعنى المحرم انه يثاب تاركه ويعاقب فاعله فليتفطن العاقل اين مصيره وينظر بعين عقله لا نفسه وشهوته ... فالاسلام وجه المحبة في هذه الحالة الى الوجهة الصحيحة فأمر بالزواج ورغب فيه وحث عليه وكل ما هو خارج عن هذه الطريق فهو محرم لانها لاتشبع الشهوة بالصورة الصحيحة المأمور بها فهي تتنافي مع العقول والعادات السليمة.. ان هناك من يتستر تحت ستار الحب ليحقق مآربه الخبيثة ورغباته المنحرفة وكثيرا ما يقع الجانب الاخر (المحبوب) ذكرا او انثى في شباك هذه الاحبولة فلا ينتبه للكلمات المعسولة والعبارات المنمقة وغالب هذا النوع من الحب ما تكون نهايته مؤلمة وعاقبته وخيمة .. وهناك من يتظاهر بالحب ربما ليملأ الفراغ في نفسه فيدعيه بمجرد رؤيته الجمال الظاهري فيفتتن به ويتغنى بأشعاره (آه لقد دخلت قلبي من اول نظرة) وهو كلام مجوف عار عن الحقيقة وان شئت الحقيقة فهذا يسمى اعجابا وليس حبا وهو وفتى لا يفتأ ان يزول بمجرد رؤية هذا الشخص لنوع آخر من الجمال وهوأقوى دليل على اكذوبة هذا الحب ان صح اطلاقه عليه.. وهناك حقيقة يجعلها العشاق وادعياء الحب وهي ان المحبة الحقة لا تأتي الا عن معرفته لاحوال وتصرفات المحبوب معرفة لرغباته وآماله وآلامه وطموحاته ومشاعره.. الخ. وهذه المعرفة لجميع هذه الجوانب لا تأتي الا عن معايشة ..فربما اظهر احدنا للاخر الود والاحترام ثم يكتشف بعد المعايشة له عن خبث طوية وسوء نفس .. وهكذا الحال مع جميع الناس عشاقا او معشوقين فرب محب اسقط في يده بسب ما تكشف له عن محبوبته من سوء الخلق ودمامة النفس.. ورب محبوبة ابدى لها حبيبها بعد رحلة حب وعذاب عن ناب الغدر والخيانة او اقلها القساوة والجفاء والاخلال بالحقوق المفترضة.. وربما كانت النتيجة انفصام عرى الزوجية.. ان الاسلام وجه الى الطريقة الحسنة لاختيار شريكة الحياة..ولم يشترط وجود المحبة التي يتغنوا بها وانما جعل جملة شروط على ضوئها يختار المرء شريك حياته: فمن جانب الرجل يقول صلى الله عليه وسلم: (تنكح المرأة لاربع لمالها ولجمالها ولحسبها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك) ومن جانب المرأة يقول: (اذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه الا تفعلوا تكن فتنة في الارض وفساد كبير) فاذا ما وجد هذا او ذاك شريك حياته وانطبقت عليه الشروط فان المحبة الفعلية تأتي بعد ذلك لا محالة له مصداقا لقوله سبحانه وتعالى : (ومن آياته ان جعل لكم من انفسكم ازواجا لتسكنوا اليها وجعل بينكم مودة ورحمة ان في ذلك لآيات لقوم يتفكرون) والمودة والرحمة هي الحب الحقيقي وهي العشق الوهمي الذي يتغني به ادعياء الحب ولا يكون ذلك الا بعد الزواج بعد ان يعرف الزوجان حقيقة الآخر ويتكشف لكل منهما ما كان مخبأ قبله..ويجب ملاحظة امر هام الا وهو التفريق بين الميل الفطري والحب فكل جنس قد ركب فيه الخالق سبحانه ميل فطري للجانب الآخر وهذا ما لاينكره احد ولكن لا يكون بطبيعة الحال ترابط بين الحب والميل فالفرق بينهما شاسع فلينتبه الغافل .. وهذا ما يفسر لنا تصرفات بعض الشباب والفتيات الخارجة عن حدود الادب والحشمة والاخلاق والدين.. من متابعة كل جنس للآخر وما يحصل من مغازلة ورسائل غرامية .. الخ وما هي لعمر الحق الا حبائل الشيطان وهمزاته يوحييها لاولئك الذين امحلت ضمائرهم عن الحياء والعفاف والحشمة واقفرت قلوبهم عن مخافة الله فأصحبوا قرناء الشيطان يزين لهم الباطل ويبهرهم به (ومن يزغ عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين) (وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون) وانطلاقا من واقعية الاسلام فان من ابتلى بحب امرأة وما استطاع ان يصل اليها بعقد او زواج فعليه ان يتشاغل عنها وينساها فان بقيت حاضرة في ذهنه وماثلة في تصوره فعليه ان يبذل قصارى جهده وغاية سعيه في ولوج طريق التسامي والاستعفاف عسى ان يجعل الله له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا (ومن يتوكل على الله فهو حسبه) والصبر مفتاح الفرج (انما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب) وقد اعتبر الاسلام من ابتلى بهذا الامر فصبر وعف فمات انه في مرتبة الشهيد وذلك في الحديث ان الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (من عشق فعف فكتم فصبر فمات فهو شهيد) اما العاشق الذي لا يتحلى بالعفة ولا يتسامي عن الحرام ولا يصبر على المصيبة فما هو الا والج طريق الغواية وسالك سبيل الفاحشة وسادر في متاهات الهواجس والافكار ... وربما قتل نفسه فانتحر .. او قتل غيره فشقى وفجر او توغل في الفاحشة فشذ وانحرف او ضناه السقام فعجز وقعد.. وقبل ان اختم كلامي اعرض لقضية الغزل في الشعر: فالغزل: هو التغني بأمرأة ذات محاسن اظهارا لمفاتنها واعجابا بمحاسنها والغزل في نظر الشرع نوعان: 1ـ محرم: وهو التغزل بامرأة معينة معروفة اظهارا لمفاتنها وافصاحا عن محاسنها ويدخل تحته الغزل الذي يحرك الشهوة ويثير كوامن الغريزة كالوصف الدقيق للمفاتن او تصوير اللثم والعناق .. الخ فهذا الغزل حرام باتفاق لكونه يؤدي الى انتشار الميوعة وانحلال الاخلاق وبالتالي هدم القيم في المجتمع المسلم وانتشار الرذيلة وهذا من باب سد الذرائع لان الاسلام اذا حرم شيئا حرم ما يفضي اليه من الوسائل وما هذا الا مقدمات للزنا والعياذ بالله وهو ما يسمى في العصر الحالي بالادب المكشوف. 2ـ مباح: وهو التغزل بامرأة غير معينة وغير معروفه شريطة ان يكون التغزل غير مهيج للغرائز وغير محرك لكوامن الشهوة ولا أدل على مشروعيته من الابيات التي قالها كعب بن زهير رضي الله عنه في حضرة النبي عليه الصلاة والسلام والذي البسه بردته فور سماعها ولم ينكر عليه صلى الله عليه وسلم ومما قاله: بانت سعاد فقلبي اليوم متبول متيم اثرها لم يفد مكبول وما سعاد غداة البين اذ رحلوا الا اغن غضيض الطرف مكحول تجلوا عوارض ذي ظلم اذا ابتسمت كأنه منهل بالراح معلول المصدر: منتديات مدينة الاحلام lh`h juvt uk hgpf |
26 - 05 - 2008, 12:18 | رقم المشاركة : [2] | |||
| اولا يشرفني ان اكون اول من يرد على موضوعك الرائع يالغالي ومشكوووووووووووووور على الجهد البذول | |||
مواقع النشر (المفضلة) |
| |
Powered by vBulletin Version 3.8.7 Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd ترقية وتطوير: مجموعة الدعم العربى |