الشهداء قادتنا.حلمهم غايتنا

الشهداء قادتنا.حلمهم غايتنا

المحامي هائل سلام
والد الشهيد نزار سلام

على الرغم من ان نزار,رحمة الله تغشاه,كان زهرة القلب..بهجة الروح, وضوء العيون..الا اننا,اسرتي وانا,احتسبناه شهيدآ عندالله,ودعوناه تعالى ان يتقبله منا.وسامحنا القاتل,وقانونيآ يستفيد المحرض من هذا العفو عن المنفذ.وذلك من اجل وطن جميل,تسوده العدالة والمحبة والمساواة,والتسامح,بين جميع ابنائه.
والحمدلله,ليس لدينا اي نزعات ثأرية او انتقامية,او حتى اقتصاصية.اذ نعتقد ان الشهيد,اي شهيد, هو شهيد مبادئ واهداف وغايات سامية.وان السعي للاقتصاص له,في سياق ثورة سلمية,يبهت معنى الشهادة,ويحول فعلها السامي,الى مجرد فعل جنائي:قاتل ومقتول, جاني ومجني عليه,مجرم وضحية..بمعنى ان الاقتصاص لشهيدثورة,لايبقيه شهيدآ,بل يحوله الى مجرد قتيل.ولهذا ,اساسآ,كانت المسامحة,ابتغاء لوجه الله ومصلحة الوطن.تمثلا لقوله تعالى (ومن عفى واصلح فأجره على الله),وباعتبار انه اذا لم يكن العفو في سياق ثورة شعبية سلمية,تتوخى وطنآ جميلا لكل الناس,فمتى يكون؟!
والمقابل الذي نرجوه هو انتصار مبادئ واهداف الثورة ذاتها,وطنآ جميلا لكل الناس. ولاتنازل عن هذا.
وتجدر الاشارة,هنا,الى ان هذا موقفنا الخاص.لانزايد به على احد,مدركين ان القصاص حق لذوي الشهداء والجرحى,ولاننكره على احد.وبسبب من موقفنا هذا فأن مؤشر المد الثوري, هو نفسه مؤشر حزننا..يخف هذا الحزن,ويتوارى,كلما على المد الثوري,وبشر بامكانية تحقق اهداف الثورة ومبادئها..وعلى العكس,يعلو هذا الحزن,يتمدد ويتعاظم,كلما خف المد الثوري ووهن.ويؤلمنا,ايما ايلام,استغلال موقفنا هذا,استغلالا سياسيا رخيصآ,اي من اجل تمرير صفقات سياسية,على حساب مبادئ واهداف الثورة ذاتها.ولهذا نرى ان قانون الحصانة,فضلا عن كونه يتخالف مع كافة الشرائع والقوانين,السماوية والارضية, ويحصن الفساد,كثقافة وسلوك,فانه يجعل تضحيتنا بلامعنى,مما يضاعف الشعور بالخسارة,ويعزز لدينا الم الفقدان,وهو الم,لو تدركون,عظيم. فان تمنح الحصانة بدون محاكمات ,فلا مشكلة,بالنسبة لنا.ولكن ايضآ بدون استعادة الاموال المنهوبة من قوت الشعب,في الوقت الذي يجوب فيه,رئيس حكومتنا دول الجوار ليجمع الصدقات,فهذا شيئ صعب.القبول به .وان امكننا تجاوز هذا,باعتبار ان الامر يخص كل الشعب,او لاي اعتبارات اخرى,الا ان تقبل مسألة بقاء المراد منحهم الحصانة,وعدم مغادرتهم السلطة,واعتزالهم العمل السياسي,امرآ لايحتمل.اذ ان هذا يجعل تضحيتنا هباء,ودم شهيدنا هدرآ,وتسامحنا مجانيا وابتذاليآ..ما يولد الشعوربخيانة دم الشهيد.وهو شعور مؤلم وممض بلا حدود.
ومع أننا ، هنا ، إزاء موقف خاص، الا انه يمكن للقارئ الكريم ، تفهم مواقف كل اسر وذوي شهداء وجرحى الثورة ، بالقياس اليه

المصدر: منتديات مدينة الاحلام