منتديات مدينة الاحلام

فيس بوك مدينة الاحلام twitter RSS 

 
 

 

 

معجبو مدينة الاحلام علي الفيس بوك

  #1  
قديم 24 - 06 - 2007, 17:48
أحمد خيري غير متصل
..:: من سكان المدينة ::..
 


أحمد خيري is on a distinguished road
افتراضي حضرة العمدة .. يصرخ ويغمي عليه










‏جاءت مشكلة‏ حضرة العمدة ‏الجديد مثل انفجار وابور جاز في القرية ‏ .. فقبل هذه المشكلة التي أوقعت أهلها في ( حيص بيص ) .. لم تكن تسمع‏ ‏لهم‏ ‏صوت‏ .. ‏ولا زعيق‏.... ‏فأهل‏ ‏قريتنا‏ ‏ ‏ناس‏ ‏طيبين و‏أغلبية‏ ‏رجالها ‏يكافحون‏ ‏في‏ ‏دول‏ ‏الخليج .. أما نسائها فيزرعن الأرض .. ويربين البهائم .. ويسيطرن علي أمور القرية .. في إنتظار عودة الرجال من الغربة محملين بالبطاطين المستوردة وترابيع الرأس المزرجشة .. شمرين عن سواعدهن يشيدوا‏ ‏لهن عمارات‏ من الذهب فيها وعلي صدورهن ..
‏لذلك‏ ‏لم نر شجار إلا بين النسوة ..‏ ‏.‏
ولكن هذه المرة كان السبب ما جري لحضرة العمدة الجديد .. وما جري وقع‏ ‏قريتنا‏ ‏في‏ ‏مشكلة‏ ‏لا‏ ‏أول‏ ‏لها‏ ‏ولا‏ ‏آخر‏ .. ‏وانقسم‏ ‏أهلها‏ ‏لأول‏ ‏مرة‏ ‏إلي‏ ‏فريقين‏ , فريق من بقية الرجال‏ المتواجدين بالقرية ،‏ و‏ظهرت‏ ‏في‏ ‏نبراتهم‏ ‏ ‏‏صدي‏ ‏للشماتة ، ‏وهم‏ ‏يقولون‏ :
‏تستاهل .. حد قلها تتدخل في أمور الرجال
أما‏ ‏الفريق‏ ‏الأصغر‏ وهن نسوة القرية ارتسمت ‏‏علي‏ ‏وجوههن‏ إمارات ‏الشفقة‏ , ‏عندما‏ ‏تأتي‏ ‏السيرة‏ ‏أمامهن‏ .. ‏ويقولن‏..‏
‏- ‏والله‏ ‏كانت‏ ‏جدعة‏ .. ‏وبألف‏ ‏رجل
وحتى تتخيلوا‏ ‏‏ صعوبة ‏المشكلة‏ ‏التي‏ ‏تمر‏ ‏بها‏ ‏قريتنا‏ ‏، نبدأ بالشامتين ‏من أهل القرية ، الذين‏ ‏كانوا‏ ‏مرصوصين‏ ‏حول‏ ‏جثة‏ ( غريق ) ‏ ملقاة‏ ‏علي‏ ‏جسر‏ الترعة , ‏وسط‏ ‏أضواء‏ ‏الكلوبات‏ ‏والكشافات‏ ‏المستوردة‏ ‏من‏ ‏الخليج‏ .
‏الشيوخ‏ ‏منهم‏ ‏تجدهم‏ ‏وقد‏ ‏إرتصوا‏
‏فوق‏ ‏تراب‏ ‏الترعة‏ أما ‏الشباب‏ ‏والأطفال‏ فالتفوا ‏في‏ ‏تجمعات‏ ‏يتشاورون‏ ‏في‏ ‏أمر‏ ‏الجثة‏.‏
أما‏ ‏المشفقون‏ ‏فلم‏ ‏يذهبن‏ ‏إلي‏ ‏مكان‏ ‏الجثة‏ , ‏بل‏ ‏تجمعن‏ ‏أمام‏ ‏عتاب‏ ‏الدور‏ ‏ليتشاورن‏ ‏في‏ ‏أمر‏ ‏الجثة‏ ‏أيضا‏ .‏
‏ ‏ولا يخطر‏ ‏علي‏ ‏بالكم‏ ‏سببا‏ ‏بعيدا‏ ‏لعدم‏ ‏ذهابهن‏ ‏إلي‏ ‏الترعة‏ .. فرجال قريتنا لا يستطيعون أن يأمرون نسائهن بالاستكانة .. ‏فالذي‏ ‏منعهن‏ ‏من‏ ‏الذهاب‏ ‏لا يعدوا‏ ‏إلا‏ ‏أن يكون عيدان الذرة الطويلة والطريق المظلم ‏. ‏
أما‏ ‏المشكلة‏ ‏التي‏ أنقسم ‏حولها‏ ‏أهل‏ قريتنا‏ , ‏فهي‏ ‏ليست‏ ‏الجثة‏ ‏علي‏ ‏وجه‏ ‏التحديد‏ ‏كما‏ ‏قد‏ ‏تتوهمون‏ , ‏ولكنها‏ ‏في‏ ‏الحقيقة‏ ‏هي‏ ‏حكاية‏ ‏ما حدث‏ ‏في‏ ‏تلك‏ ‏الليلة‏ ‏لحضرة‏ ‏العمدة‏ , ‏الذي‏ ‏لم‏ ‏يمر‏ ‏علي‏ ‏تعيينه‏ ‏غير‏ ‏أسبوع‏ ‏فقط‏.‏
فعندما‏ ‏شاع‏ خبر‏ العثور علي جثة غريبة ، ‏وانتشر‏ ‏في‏ ‏القرية‏ ‏بعد‏ ‏صلاة‏ ‏العشاء‏ ‏ , ‏تسابق‏ ‏شيوخ‏ ‏القرية‏ ‏ورجالها‏ ‏وشبابها‏ , ‏إلي‏ ‏الترعة‏ ‏ليروا‏ ‏بأعينهم‏ ‏القتيل‏ ‏الغريب‏ ‏الملقي‏ ‏هناك‏.‏
أما‏ ‏النساء‏ ‏فوقفن‏ ‏علي‏ ‏عتبات‏ ‏الدور‏ ‏يسألن‏ ‏العائدين‏ ‏عن‏ ‏هذه‏ ‏المصيبة‏ عن ‏القتيل‏ .. وقفن ‏وهن‏ ‏يدعون‏ ‏لحضرة‏ ‏العمدة‏ ‏بالنجاح‏ ‏في‏ ‏أول‏ ‏اختبار‏ ‏له‏ , ‏وخاصة‏ ‏أن‏ ‏تعينه‏ ‏جاء‏ ‏رغم‏ ‏أنف‏ ‏أغلبية‏ ‏القرية .
عندما‏ ‏وصل‏ ‏الخبر‏ ‏إلي دوار حضرة العمدة ‏ , لعن أجداد القتيل ومن حدفه في زمام القرية ، ‏لأنه كان‏ ‏مشغولا‏ لدرجة عدم وجود ‏ ‏وقت‏ أمامه حتى يهتم بتلك‏ ‏المصيبة‏ التي حدفها القدر .. ‏
لا يذهب‏ ‏تفكيركم‏ ‏إلي‏ ‏بعيد‏ , ‏وتحسبون‏ ‏من‏ ‏كلامي‏ ‏بأنه‏ ‏كان‏ ‏مشغولا‏ ‏في‏ إحدى جلسات‏ ‏الصلح‏ , ‏أو‏ ‏في‏ ‏تأدية‏ ‏واجب‏ ‏العزاء‏ , ‏أو‏ ‏في‏ ‏حضور‏ ‏فرح‏ أو طهور طفل .‏
فكل‏ ‏ما هنالك أنه كان ‏يعد‏ ‏العشاء‏ ‏لأولاد‏ه ... ‏لا تتعجبوا‏ .. ‏نعم‏ كان يجهز أكل‏ ‏لوجبة العشاء‏ , ‏لأن‏ ‏الذي لا تعرفونه‏ ‏ولا ‏يخطر‏ ‏علي‏ ‏بالكم‏ أن ‏حضرة‏ ‏عمدة‏ قريتنا ‏وحدة‏ ‏ست .
عندما‏ ‏جاءها‏ ‏الغفير‏ ‏بالخبر‏ , استولت ‏عليها‏ ‏حالة‏ ‏من‏ ‏القلق‏ ‏والتشاؤم .. ‏القلق‏ ‏بالطبع معروف المصدر..‏ ‏لأنها‏ ‏سوف‏ ‏تترك‏ ‏أولادها‏ ‏بدون‏ ‏عشاء‏ .
‏أما‏ التشاؤم فمنبعه‏ ‏ ‏القدر الذي ألقي بجريمة قتل في أول طريق عمديتها ‏ ..
بعثت‏ ‏حضرة‏ ‏العمدة‏ ‏بالغفير‏ ‏الذي‏ ‏جاءها‏ ‏بالخبر‏ , ‏إلي‏ ‏شيخ‏ ‏الغفر‏ ليجيء ‏به‏ , ‏ودخلت‏ ‏هي‏ ‏ترتدي‏ ‏جلبابها‏ ‏الأسود‏ ‏الكاسي‏ , ‏وطرحتها‏ ‏الحرير‏ ‏التي‏ ‏جاءتها‏ ‏من‏ ‏السعودية‏ .
أما ‏زوج حضرة العمدة ‏ فقد كان‏ ‏يجلس‏ ‏في‏ ‏المندرة‏ ‏بطوله الفارع ، مرتديا سروال‏ وصديري بوجه‏ لميع‏‏ ‏فوق‏ فانلة ‏بيضاء‏ ‏ناصعة‏ ‏ .. فقد ‏تغير‏ ‏حاله‏ ‏وتبدل‏ ‏مزاجه‏ ‏إلي‏ ‏حالة‏ ‏من‏ ‏العكننة‏ ‏والغيظ‏ , ‏فالمصيبة‏ ‏أوقعته‏ ‏في‏ ‏حيرة‏ ‏شديدة‏ .. ‏الواجب‏ ‏ ‏‏يحتم‏ ‏عليه‏ ترك‏ ‏أولاده‏ ‏بمفردهم‏ ، ‏والذين‏ ‏كانوا‏ ‏بدورهم‏ ‏يستعدون‏ ‏للعشاء‏ ‏وللنوم‏ ‏لكي‏ ‏يذهبوا‏ ‏في‏ ‏الصباح‏ ‏الباكر‏ ‏إلي‏ ‏مدارسهم‏ ‏في‏ ‏المدينة‏ ‏القريبة‏ ‏ولكن‏ ‏لأن‏ ‏الساعة‏ ‏متأخرة‏ ‏فيجب‏ ‏عليه‏ ألا ‏يترك‏ ‏زوجته‏ ‏بمفردها‏ ‏وسط‏ ‏الرجال‏.‏
لم‏ ‏تمر‏ ‏دقائق‏ ‏معدودة‏ , حتى كان‏ ‏شيخ‏ ‏الغفر‏ ‏يقف‏ مزروعا‏ ‏ ‏داخل‏ ‏حوش‏ ‏الدوار‏ , ‏بجوار‏ ‏مربط‏ ‏البهائم .. تتملكه حالة من الحيرة .. والخوف ..
وهو‏ ‏يتنحنح‏ ‏ويخبط‏ ‏كف‏ ‏علي‏ ‏كف‏ ‏وينادي‏ - ‏يا جماعة‏ .. ‏يا حضرة‏ ‏العمدة‏ .. ‏يا‏ ..‏
ثم‏ ‏تلعثم‏ ‏وتوقف‏ ‏عن‏ ‏الكلام‏ , ‏واحتار‏ ‏بأي‏ ‏اسم‏ ‏ينادي‏ ‏؟‏!‏
ولم‏ ‏يكن‏ ‏هو‏ ‏الوحيد‏ ‏الذي‏ ‏تعصره‏ تلك ‏الحيرة‏ , ‏فكل‏ ‏من‏ ‏كان يقذفه قدرة خلال الأسبوع الماضي ‏ ‏بمشكلة‏ , تستوجب حضوره إلي دوار‏‏ ‏حضرة‏ ‏العمدة‏ ‏تجده‏ ‏ينتصب‏ ‏علي‏ ‏حافة الطريق‏ ‏الزراعي‏ ‏الذي‏ ‏يمر‏ ‏أمام‏ ‏دارها‏ ‏وتعصره‏ ‏نفس‏ ‏الحيرة‏ , ‏ولو‏ ‏كان‏ ‏هناك‏ ‏عشم‏ ‏مثل‏ ‏شيخ‏ ‏الغفر‏ ‏يفتح‏ ‏البوابة‏ ‏الصاج‏ ‏ويدخل‏ ‏إلي‏ ‏الحوش‏ , ‏وينتصب‏ ‏بجوار‏ ‏مربط‏ ‏البهائم‏ ‏ويقف‏ ‏يضرب‏ ‏أخماس‏ ‏في‏ ‏أسداس‏ , ‏محتار‏ ‏بأي‏ ‏اسم‏ ‏ينادي؟
علي‏ ‏أي‏ ‏حالة‏ ‏سوف‏ ‏تتعقد‏ ‏المسألة‏ ‏لهذا‏ ‏فقد‏ ‏تم‏ ‏إبرام‏ اتفاق ‏غير‏ ‏مكتوب‏ , ‏أو‏ ‏معلن‏ ‏بين‏ ‏أهل‏ ‏القرية‏ ‏بأن‏ ‏ينادون‏ ‏عليها‏ ‏بـ‏ ‏حضرة‏ ‏العمدة‏.‏
أخيرا‏ ‏خرجت‏ ‏حضرة‏ ‏العمدة‏ , ‏بجسدها‏ ‏النحيف‏ , ‏وقامتها‏ ‏القصيرة‏ , ‏وساقيها‏ ‏اللتين‏ ‏لا تختلف‏ ‏عن‏ ‏ساقي‏ ‏الفراخ‏ ‏ووجهها‏ ‏ذو‏ ‏المعالم‏ ‏الصغيرة‏ ‏التي‏ ‏كفنته‏ بالطرحة , ‏وبجوارها‏ ‏جاء‏ ‏زوجها‏ ‏بجلبابه‏ ‏الكشمير‏ ‏وشاله‏ ‏المستورد‏ , ‏والذي‏ ‏لا يختلف‏ ‏عوده‏ ‏عنها‏ ‏كثيرا‏ , إلا ‏في‏ ‏هيكل‏ ‏صدره‏ ‏العظمي‏ ‏البارز‏ ‏
أما‏ ‏علي‏ ‏الجانب‏ ‏الأيسر‏ ‏فقد‏ ‏سار‏ ‏شيخ‏ ‏الغفر‏ ‏بهيكله‏ ‏الجميزي‏ ‏وشواربه‏ ‏التي‏ ‏يقف‏ ‏عليها‏ ‏كل‏ ‏طير‏ ‏القرية‏ ‏ولا يسقط‏ ‏وبندقيته‏ ‏التي‏ ‏يحملها‏ ‏فوق‏ ‏كتفه‏ ‏الأيمن‏ ‏كالمعتاد‏ , ‏وقد‏ ‏تآكلت‏ ‏أجزاء‏ ‏كثيرة‏ ‏من‏ ‏جسدها‏ ‏الخشبي‏ ‏ومن‏ ‏خلفهم‏ ‏مشي‏ ‏الغفر‏ , ‏يداعب‏ ‏عيونهم‏ ‏النوم‏.‏
وللإنصاف‏ ‏لم‏ ‏يأت‏ ‏شيخ‏ ‏البلد‏ , ‏لأنه‏ ‏في‏ ‏الحقيقة‏ ‏كان‏ ‏قد‏ ‏حلف‏ ‏برأس‏ ‏أبيه‏ ‏ليترك‏ ‏المشيخة‏ ‏بعد‏ ‏أن‏ ‏عينت‏ ‏واحده‏ ‏ست‏ ‏في‏ ‏منصب‏ ‏حضرة‏ ‏العمدة‏.‏
مر‏ ‏موكب‏ ‏العمدة‏ ‏عبر‏ ‏الجرن‏ ‏الموجود‏ ‏عند‏ ‏بداية‏ ‏الطريق‏ ‏الزراعي‏ حتى ‏وصول‏ ‏إلي‏ ‏نهاية‏ ‏القرية‏ , ‏وكانت‏ ‏النساء‏ ‏المتجمعات‏ ‏أمام‏ ‏عتاب‏ ‏الدور‏ , ‏ينظرن‏ ‏لحضرة‏ ‏العمدة‏ ‏بعين‏ ‏الفخر‏ .. والانتصار . ‏ولم‏ ‏تكن‏ ‏تلك‏ ‏النظرات‏ ‏غير‏ ‏مفهومة‏ ‏أو‏ ‏معلومة‏ ‏للرجال‏ .. ‏فمن‏ ‏يوم‏ ‏تعيين‏ ‏العمدة‏ , ‏والرجال‏ ‏يجتمعون‏ ‏علي‏ ‏أن‏ ‏نساء‏ ‏القرية‏ ‏أصبحن‏ ‏يندب‏ ‏في‏ ‏عيونهم‏ ‏الرصاص‏ , ‏فلم‏ ‏يعدن‏ ‏يذهبن‏ ‏إلي‏ ‏الغيطان‏ ‏كالمعتاد‏ , ‏بل‏ أن ‏الست‏ ‏التي‏ ‏لم‏ ‏يسافر‏ ‏زوجها‏ ‏إلي‏ ‏الخارج‏ , ‏أصبحت‏ ‏تتجرأ‏ ‏وتعايره‏ .. ‏وتقلل‏ ‏من‏ ‏شأنه‏ ‏ومن‏ ‏كرامته‏ ‏أمام‏ ‏أهل‏ ‏القرية‏.‏
الحسنة‏ ‏الوحيدة‏ ‏التي‏ ‏يراها‏ ‏الرجال‏ ‏الآن‏ ‏في‏ ‏نسائهن‏ , ‏أنهن‏ ‏أصبحن‏ ‏يتوسطن‏ ‏عند‏ ‏حضرة‏ ‏العمدة‏ ‏لحل‏ ‏مشاكلهم‏.‏
عندما‏ ‏وصل‏ ‏الموكب‏ ‏إلي‏ ‏نهاية‏ ‏القرية‏ ‏ضعف‏ ‏النور‏ حتى ‏بهت‏ , ‏فقد‏ ‏كانت‏ ‏المصابيح‏ ‏الموجودة‏ ‏في‏ ‏الأعمدة‏ ‏قد‏ ‏تكسر‏ ‏منها‏ ‏ما تكسر‏ ‏والباقي‏ ‏منها‏ ‏قد‏ ‏سرق‏.‏
بالإضافة‏ ‏إلي‏ ‏أن‏ ‏عيدان‏ ‏الذرة‏ ‏كانت‏ ‏قد‏ ‏نمت‏ ‏وكبرت‏ ‏وحجبت‏ ‏بقايا‏ ‏الضوء‏ ‏الباهت‏ ‏الآتية‏ ‏من‏ مئذنة ‏الجامع
المهم‏ ‏أن‏ ‏حضرت‏ ‏العمدة‏ ‏كان‏ ‏الخوف‏ ‏والرعب‏ ‏قد‏ ‏استولي‏ ‏عليها‏, ‏وأخذت‏ ‏درجة‏ ‏الحرارة‏ ‏ترتفع‏ ‏عندها‏ ‏كلما‏ ‏اقتربوا‏ ‏من‏ ‏الترعة‏ ‏الموجود‏ ‏عليها‏ ‏الجثة‏ , ‏فأمسكت‏ ‏بذراع‏ ‏زوجها‏ ‏واستماتت‏ .. ‏وكانت‏ ‏أصوات‏ أهل ‏القرية‏ ‏تجئ‏ مختلطة ‏بصفارة‏ أحد ‏الغفراء‏ ‏الموجود‏ ‏بجوار‏ ‏الجثة‏ , ‏وصوت‏ ‏الميكروفونات‏ ‏الذي‏ ‏ينبه‏ ‏عن‏ ‏وجود‏ ‏القتيل‏.‏
حتى ‏وصلت‏ ‏حضرة‏ ‏العمدة‏ ‏أخيرا‏ ‏بموكبها‏ ‏إلي‏ ‏مكان‏ ‏الجثة‏ , ‏وبمجرد‏ ‏أن‏ ‏لمحها‏ ‏الغفراء‏ ‏قاموا‏ ‏بتفريق‏ ‏الناس‏ ‏الموجودين‏ ‏بجوار‏ ‏الجثة‏ ‏المغطاة‏ ‏بكوم‏ ‏من‏ ‏القش‏ , حتى ‏تستطيع‏ ‏حضرة‏ ‏العمدة‏ ‏أن‏ ‏ترتبط‏ ‏وتحل‏ ‏في‏ ‏هذه‏ ‏المصيبة‏ ‏الصعبة‏.‏
والتي‏ ‏تعلقت‏ ‏بها‏ ‏كل‏ ‏العيون‏ , ‏وحبست‏ ‏الأنفاس‏ ‏وهم‏ ‏يتمنوا‏ ‏جميعهم‏ ‏الفشل‏ ‏لها‏.‏
‏- ‏غريب‏ ‏يا حضرة‏ ‏العمدة
قالها‏ ‏أحد‏ ‏الغفراء‏ ‏الذين‏ ‏كانوا‏ ‏يحرسون‏ ‏الجثة‏ .
‏- ‏جاي‏ ‏مقتول‏ ‏جاهز‏ ‏يافندم‏ .. ‏نشيله‏ ‏ونرميه‏ ‏في‏ ‏المصرف
رد‏ ‏شيخ‏ ‏الغفر‏ ‏بسرعة‏ , ‏ليوضح‏ ‏مدي‏ ‏ذكائه‏ ‏لحضرة‏ ‏العمدة‏ ‏وأنه‏ ‏كبير‏ اللمة ‏ويجب‏ ‏أن‏ ‏تعتمد‏ ‏عليه‏ ‏في‏ ‏كل‏ ‏صغيرة‏ ‏وكبيرة‏.‏
‏- ‏صحيح‏ .. ‏ ‏أنا عملتها‏ ‏كثير‏ .. ‏هتمشي‏ ‏الجثة‏ ‏مع‏ ‏المية‏ .. ‏ونريح‏ ‏راسنا‏.‏
كانت‏ ‏الأنوار‏ ‏شديدة‏ ‏في‏ ‏ذلك‏ ‏الوقت‏ ‏حول‏ ‏الجثة‏ ‏وصمت‏ ‏القبور‏ ‏قد‏ ‏حل‏ .. ‏الكل‏ ‏ينتظر‏ ‏ويفكر‏ ‏في‏ ‏حل‏ ‏حضرة‏ ‏العمدة‏ ‏التي‏ انتظرت ‏فترة‏ ‏قبل‏ ‏أن‏ ‏ترد‏ ‏علي‏ ‏شيخ‏ ‏الغفر‏.‏
وأخذت‏ ‏تروح‏ وتجئ ‏في‏ ‏المكان‏ حتى اقتربت ‏أكثر‏ ‏وهي‏ ‏تفرك‏ ‏في‏ ‏يديها‏ ‏وتنظر‏ إلى ‏زوجها‏ ‏الواقف‏ ‏وكأنها‏ ‏تستحثه‏ ‏علي‏ إبداء ‏رأيه‏ ‏وفي‏ ‏استعلاء‏ ‏نظرت‏ إلى ‏الجثة‏ المغطاة ‏وكادت‏ ‏تنطق‏ ‏بالحل‏ ‏إلا‏ ‏أن‏ ‏غباء‏ ‏الغفير‏ ‏أوقفها‏ , ‏فقد‏ ‏عاجلها‏ ‏برفع‏ ‏القش‏ ‏عن‏ ‏الجثة
انظري‏ .. ‏انظري‏ ‏يا حضرة‏ ‏العمدة
وما‏ ‏أن‏ ‏وقعت‏ ‏عين‏ ‏حضرة‏ ‏العمدة‏ ‏علي‏ ‏الجثة‏ ‏المقطوع‏ ‏رأسها ..‏ حتى ‏دبت‏ بأعلى ‏صوت‏ ‏وسقطت‏ ‏مغشيا‏ ‏عليها‏ ‏.. واحتارت‏ ‏القرية‏ ‏بين‏ ‏الجثة‏ الملقاة ‏.. وحضرة‏ ‏العمدة‏ ‏التي تتمدد من‏ ‏يومها‏ علي السرير‏ ‏لا تحدث‏ ‏أحد‏ ‏ولا يسمح‏ ‏زوجها‏ ‏بأن‏ ‏يراها‏ ‏أحد‏ وانقسمت ‏القرية‏ ‏بين‏ ‏شامت‏ ‏وبين‏ ‏مشفق ..


pqvm hgul]m >> dwvo ,dyld ugdi

 
 
 
 
 





رد مع اقتباس
قديم 25 - 06 - 2007, 14:49   رقم المشاركة : [2]
الادارة
 

مدينة الاحلام is on a distinguished road
افتراضي

لقد زاد الطين بله شيخ الغفر
هههههههههههههههههههه

مشكور احمد خيري على هذه القصة التي تابعتها بصمت وحضور انتباه

ولكن لي ملاحظة صغيرة اتمنى ان تقبلها مني

رائعــة بكل شي الا ان هناك شي احدث فيها شرخا او كسرا وهو استعمالك لبعض الكلمات العامية وادراجها بين القصة او بمعنى آخر استخدامك للغة العربية والعامية في آن واحد ... اعتقد ؟

الف شكر لك على تميزك وحضورك

وعلى كل ماتقدمه للمدينة


مدينة الاحلام غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 26 - 06 - 2007, 01:36   رقم المشاركة : [3]
نائب المشرف العام
 

السامي تم تعطيل التقييم
افتراضي

احمــد خيري

مشكور اخي الغالي

وفعلا لكل شخص مهمته التي يستيطع ان يؤديها باتقان

وعندما ينوي بارتجال اعمال غيره فلابد ان يقع في االكثير من الاخطاء والاخطار

قصة هادفة
دمت اخي بهذه الروعة


السامي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 26 - 06 - 2007, 22:30   رقم المشاركة : [4]
فارس المدينة
 

فارس الاحلام is on a distinguished road
افتراضي

مشكووور اخي الغالي احمد خيري

فعلا كنت هادفا عندما وضعت هذه الحروف

وكما قال من سبقني انه لكل مهمته وهاهي نهاية حضرة العمدة تبرهن ذلك مشكور وعساك على القوه


فارس الاحلام غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 30 - 06 - 2007, 13:43   رقم المشاركة : [5]
..:: من سكان المدينة ::..
 

أحمد خيري is on a distinguished road
افتراضي

حقيقي أنا سعيد بهذه التعليقات الجميلة .. وأحب أن أوضح أستخدامي للغة العامية ما هي إلا نقل نبض الحياة الريفية ومنح القارىء مصداقية .. شكرا مدينة الأحلام .. شكرا أخي العزيز السامي .. شكرا لكلامتك الرقيقة فارس الأحلام


أحمد خيري غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 30 - 06 - 2007, 22:32   رقم المشاركة : [6]
..:: من سكان المدينة ::..
 

عاشق الاحلام is on a distinguished road
افتراضي

مشكور اخي الغالي احمد خيري
دائما اتتبع حرفك الجميل


عاشق الاحلام غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 01 - 07 - 2007, 15:21   رقم المشاركة : [7]
..:: من سكان المدينة ::..
 

أحمد خيري is on a distinguished road
افتراضي

شكرا أخي العزيز عاشق الأحلام علي كلماتك الرقيقة


أحمد خيري غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 04 - 07 - 2007, 23:09   رقم المشاركة : [8]
..:: مشرف قسم الجوال ::..
الصورة الرمزية أبوالطيب
 

أبوالطيب is on a distinguished road
إرسال رسالة عبر مراسل MSN إلى أبوالطيب إرسال رسالة عبر مراسل Yahoo إلى أبوالطيب إرسال رسالة عبر Skype إلى أبوالطيب
افتراضي

تحياتي للجميع

أسلم أخي أحمد خيري


مشكور
أبوالطيب ..


أبوالطيب غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 12 - 07 - 2007, 14:52   رقم المشاركة : [9]
..:: من سكان المدينة ::..
 

أحمد خيري is on a distinguished road
افتراضي

شكرا أخي الطيب أبو الطيب


أحمد خيري غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 12 - 07 - 2007, 16:34   رقم المشاركة : [10]
..:: مشرفة سابقة::..
 

بنوته فرعونيه is on a distinguished road
Red face


قصه ممتعه والكلمات العاميه
تحفه ياقمر اكيد انت مصرى صح؟
من اللغه العاميه عرفت
منور يابن بلدى
اختك بنوته فرعونيه


بنوته فرعونيه غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 25 - 07 - 2007, 16:55   رقم المشاركة : [11]
..:: من سكان المدينة ::..
 

أحمد خيري is on a distinguished road
افتراضي

صح .. الصح .. شكرا يا فرعونة


أحمد خيري غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 17:48.

    Powered by vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
ترقية وتطوير: مجموعة الدعم العربى
  

SEO by vBSEO