منتديات مدينة الاحلام

فيس بوك مدينة الاحلام twitter RSS 

 
 

 

 

معجبو مدينة الاحلام علي الفيس بوك

  #1  
قديم 11 - 01 - 2012, 16:09
الصورة الرمزية صدام وهبان
صدام وهبان غير متصل
..:: من سكان المدينة ::..
 


صدام وهبان is on a distinguished road
افتراضي دعوة الامام محمد بن عبدالوهاب











د. عائض القرني

الإمام المجدد، شيخ الإسلام الموحد، الذي جدد دين النبي محمد. أصبح في الإسلام علما معروفا، وصار بالإمامة موصوفا. دعا في التوحيد أصل الأصول، وتابع الرسول، وجمع بين المنقول والمعقول.
خرج في زمن أحوج ما يكون إلى مثله، في علمه وعقله، فذكّر الخلف، عقيدة السلف، تدرع بالعلم في فترة ركنت العقول إلى الجهل، وتسلح بالصبر في زمن قل فيه الناصر لأهل الفضل، وذكّر الناس بأعظم مسألة دعا إليها الأنبياء، وهي أهم قضية عند العلماء، فصحح للناس أصل المعتقد الحق في ربهم تبارك في علاه، ونفض عن عقول أهل زمانه ما نال جناب التوحيد وشوّه محيّاه. فحمى جناب التوحيد، وسد كل ذريعة تفضي إلى الشرك بالولي الحميد، لم تكن دعوته صوفية، بنيت على شفا جرف هار من المخالفات البدعية، التي تنافي الأصول الشرعية، بل كان صاحب أثر ودليل، وتحصيل شرعي وتأصيل. ولم تكن دعوته فكرية تبنى على افتراضات العقول، بل أثرية سُنيّة سلفية تقوم على ما صح من المنقول.

هذا الإمام، لم يشغل الأمة بعلم الكلام، بل أسعد الناس بميراث سيد الأنام. ولم يتشدّق بعلم المنطق، بل سال بيانه بالعلم الموثّق، وجرى لسانه بالقول المحقّق. وسلّمه الله من طيش الفلاسفة، أهل الزيغ والسفه، فكان صاحب حجة قاضية، على سنة ماضية، على طريقة من سار، من السلف الأبرار، يعرض المسألة في سهولة ويسر، مجانبا المشقة والعسر، فدنا إليه قطاف الملة المحمدية، وجنى ثمار الشريعة المحمديّة.

عرف الجادة فوصل، ودعا إلى ما دعا إليه الرسل. كان في زمنه علماء، وفي عصره فقهاء، لكن منهم من ظنّ أن السلامة في السكوت، ولزوم البيوت، وطلب القوت، ومنهم من كان في علمه لوثة من البدع، فكيف يدعو الناس إلى ما أنزله الله وشرع، ومنهم من اشتغل بالمناصب، عن أداء الواجب، فهمه ثمن بخس دراهم معدودة من الحطام، يأخذها ثمنا وجاها عند الطغام وتصدرا بالباطل عند العوام، أما هذا الإمام المحفوظ بالعناية، المحاط بالرعاية، فأشرقت شمسه من مطالع السنة، وصارت قافلته الميمونة إلى الجنة، وهذا المجدد لم يأت بمرسوم من الأستانة، ولم يطلب المنزلة لدى العامة والمكانة، بل جاء مصلحا يعيد الأمة إلى سيرتها الأولى الربانية، وإلى ما كانت عليه من المحاسن الإيمانية، وجد في زمن هذا الإمام، في بلاد الإسلام، مشايخ لهم عمائم كالأبراج، وأكمام كالأخراج. تُفعل أمام أعينهم كل طامّة، همهم تبجيل العامّة، يجبون الأموال بالاحتيال، فلا يفتي أحدهم إلا بثمن معجّل، أو بِرِهَان مؤجل، فالعلم لديهم عمامة مكوّرة، وجبة مدوّرة، يعظّم بها أحدهم لدى الرعاع، ويسكت عن كل شرك وابتداع. يرى أحدهم الجهّال يطوفون بالقبور، ويتوسّلون عند الأموات بالنذور، فلا يغضب ولا يثور، لأن دماء حب الدنيا في عروقه تجمّد، فهو تائه مقلِّد، بارد متبلّد.

فجاء هذا الإمام الذي ما تدنس بالدنيا جلبابه، ولا اتسخت بالبدعة ثيابه، وقد عقد العزم، واتصف بالحزم، تحدوه همة عارمة، وعزيمة صارمة، فدعا إلى تجديد ما اندرس من الدين، وإظهار ما خفي من دعوة سيد المرسلين.

فكان الناس معه أقساما ثلاثة، فأصحاب حسد، ضل رشدهم وفسد، لسان حالهم: لماذا اختير هذا من بيننا، إنه يدعو إلى غير ديننا، فكبتهم الله بنصر هذا الإمام، وتآكل حسدهم في صدورهم على مر الأيام.

وأصحاب بدعة وهوى، سقط نجمهم وهوى، ذاق منهم الأمرّين، فحصل على الفوزين، الثواب والنصر المبين.

وأصحاب قلوب حيّة، وفطر نقيّة، عرفوا أن دعوته دعوة مرضيّة، سلفيّة سنيّة، فركبوا في سفينة التجديد، مع هذا الإمام الرشيد، حتى وصلوا معه إلى شاطئ الإصلاح، وساحل الفلاح.

فإذا رأيت من ينال هذا الإمام، ويحط من قدر هذا الهمام، فاعلم أنه مخذول مغرور، أو جاهل مغمور.

واعلم أن الصادق يجعل الله لدعوته التأييد والتمكين، والكاذب يظهر الله عواره ولو بعد حين. وهذا الإمام لم يكن مطلبه السلطان، وجمع الجنود والأعوان، والاستيلاء على البلدان. بل كان قصده تصحيح معتقد الناس، وتصفية التوحيد مما أصابه من الأدران والأدناس، وإزالة الخطأ والالتباس، فأصاب عين الحقيقة، ولزم أحسن طريقة، حتى شرّقت بالخير ركائبه، وغرّبت بالفضل نجائبه، فتقبلها عباد الله بقبول حسن، وعدّوها عندهم من أعظم المنن، وشرق بها من ضل رشده، وخاب جهده، فما ضر إلا نفسه، وما اقتلع إلا غرسه، وهذه سنة الله في البشرية، وحكمته في البريّة، لا تشرق شمس دعوة صادقة، بالتوحيد ناطقة، إلا قيض الله لها أنصارا وأعداء، لتتم سنته في المدافعة بين الفجّار والأولياء، وليتخذ شهداء.

بدأ الإمام بالتوحيد لأنه المسألة الكبرى، والعروة الوثقى. لأن من يعلّم الناس الفروع وقد ذهبت الأصول، كمثل من يداوي الأجسام وقد فقدت العقول، وكيف تفلح أمة يطوف على القبور رجالها، وينشأ على الشرك أجيالها، وتنوح على الأضرحة نساؤها، وتتمسّح بالحجارة أبناؤها، فقبل أن تدرّس الناس الفروع الفقهية، صحح لهم مسألة الألوهية، وقضية العبوديّة، لتأتي البيوت من أبوابها، وترد المسببات إلى أسبابها، وقبل أن تعلِّم الناس أبواب السياسة، وطرق الوصول إلى الرئاسة، يجب تعليمهم الدين الخالص الذي دعت إليه الأنبياء، والتوحيد الحق الذي جاءت به الملّة الغرّاء.

هل يقر للعبد قرار وهو يسمع «وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنْ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ». هل بعد هذا الإنذار من إنذار؟ وهل فوق هذا الخطر من أخطار؟ والله يقول لنبيه وصفيه «لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنْ الْخَاسِرِينَ». إن الأحزاب المفلسة، والطوائف المبلسة، أهملت مسألة التوحيد من حسابها، وحجبت حقيقته عن أحزابها. فكان جزاؤها الخزي والهوان، والذلة والخذلان، لأن أعظم المطالب العلمية، وأكبر المقاصد العملية، هي قضية الألوهية، ولهذا تجد أنَّ أي دعوة قامت على غير التوحيد قد انهارت، وأعلنت هزيمتها وبارت «فَأَتَى اللَّهُ بُنْيَانَهُمْ مِنَ الْقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمْ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ».

ما خُلق الكون؟ وأوجدت فيه حركة وسكون، إلا لمسألة عظيمة ذكرت في الكتاب المكنون: «وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ».

كانت دعوة الإمام المجدّد، تنص على أن يعبد الله وحده ويوحّد، قبل أن يعلم الناس الأحكام، لا بد أن تطهر قلوبهم من التعلق بالأوثان والأصنام، وأن تزكى ضمائرهم من التعلق بالأنصاب والأزلام.

قد يدرك الحلولي والاتحادي مسائل الفقه وهو ضال في باب التوحيد، وقد يلمُّ البدعي القبوري بالأحكام وهو جاهل بحق الله على العبيد. ولهذا تجد من نصب نفسه للفتيا في بعض البلاد، يشاهد مظاهر الشرك تعصف بالعباد، ثم لا ينكر ولو بإشارة، ولا ينهى ولو بعبارة، فأي صلاح لمن هذه حاله، وأي علم ينتظر لمن هذه أعماله.

لقد استقبلت الأمة دعوة هذا الإمام، بالقبول والاهتمام، فصار للمساجد دوي كدوي النحل بالعلم المأثور، وصارت كتائب التوحيد تزيل القباب عن القبور، وانتشر دعاة الحق ينفضون آثار الشرك والبدعة من الصدور، فصار العامي بنور هذه الدعوة أصفى توحيدا، وأخلص دينا، من أئمة الطوائف المنحرفة، لما جعل الله في قلبه من نور المعرفة. بعد أن عمّت الشرور، وانطفأ النور، وحار الناس في ظلمات الشرك بين نذور وقبور، وسحر وكهانة وفجور، فجدد الله بهذا الإمام معالم الدّين، وأيّده بكتائب الموحدين، فالحمد لله رب العالمين حمدا على جلال النعمة، وانكشاف الغمة، وصلاح الأمة



]u,m hghlhl lpl] fk uf]hg,ihf

 
 
 
 
 





رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أسماء 1481 خريجاً من جامعة الكويت خلال الفصل الدراسي الأول 2010 - 2011 البرق القسم ألاخباري 2 04 - 09 - 2011 10:06
اخبار صحيفة عاجل اليوم الاربعاء 27-7-2011 - اخبار جريدة عاجل اليوم أياد القسم ألاخباري 10 27 - 07 - 2011 12:04
اسماء معلمين المعتمدين في حركة النقل الداخلي في جدة ، اعتماد حركة النقل الداخلي للمعلمين بجدة أياد اخبار الوظائف .. وفرص التوظيف 2 08 - 07 - 2011 21:52
اخبار جريدة عاجل اليوم الخميس 7-7-2011 - اخبار صحيفة عاجل يوم خميس أياد القسم ألاخباري 15 08 - 07 - 2011 20:05
اعفاء الدفعة الرابعة والعشرين من صندوق التنمية العقاري 1432 2011 , اعفاء الدفعة الخمسة والعشرين من صندوق التنيمة العقارية 2011 1432 , اسماء المعفيين قاهر الاعداء اخبار الوظائف .. وفرص التوظيف 1 08 - 03 - 2011 05:18


الساعة الآن 12:01.

    Powered by vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
ترقية وتطوير: مجموعة الدعم العربى
  

SEO by vBSEO