|
|
#1
| |||||||
| |||||||
القطف الداني من كتاب( الأدب المفرد القطف الداني من كتاب( الأدب المفرد ) لشيخنا الألباني.. 90 - باب مَنْ أحَبَّ أن يكون عبدًا روى المصنف بإسناده الصحيح عن أبى هريرة- رضى الله عنه - : أنَّ رسول الله-صلى الله عليه وآله وسلم قال: "العبدُ المُسلم إذا أدى حق الله وحق سيده له أجران" والذى نفسُ أبى هريرة بيده لولا الجهادُ فى سبيل الله والحج وبر أمى لأحببتُ أن أكونَ مملوكا) وهذا لما ذكرناه آنفا من أن نجاة المملوك مربوط بطاعتين : طاعة لسيده ، وطاعة لربه . فتمنى أبو هريرة أن يكون مملوكا لكنه لا يستطيع ذلك من حيث إنه عليه واجبات وهي : الجهاد في سبيل الله ، والحج ، و القيام ببر أمه . وعلى كل حال فإن هذا التمنى يبدو أنه ليس حقيقة ؛ فالحُر لا يجوز أن يَسْتعبد نفسه لغيره . ولكن غرضه من مثل هذا الكلام : هو بيان أن هذا المملوك حينما ربنا-عزوجل- ابتلاه بالرق فلا ينبغي أن ينقم بسبب ذلك على ربه ، بل يتخذ ذلك وسيلة تُقربه من ربه ، وتُنجيه من عذابه : وذلك طريقه سهل بأن يطيع سيده ، وأن يعبد ربه حتى يأتيه اليقين هذا هو مقصود أبي هريرة من هذا الكلام .. *سُئل الشيخ :" الجهاد, الحج, البر " هذه الأشياء ليست واجبة على العبد ؟ -العبد مملوك لسيده فلا يجب عليه شىء إطلاقا إلا أن يأذن له سيده. 91 - باب لا يقول عبدى من الآداب التى فرضها الله على الأسياد أن لا يُنادي عبده بعبدى ذلك لأن التعبد ولو باللفظ إنما هو من حق الله على عباده. كما لا ينبغي أن ينادي العبد سيده ( بربِّى ) ؛ لأن هذين الاسمين: "الرب"هو خاص بالله -عزوجل- وكذلك : "العبد" يُتعبد بالانتساب لله-عزوجل-. عن أبى هريرة عن النبى- صلى الله عليه وآله وسلم- أنه قال: "لايَقل أحدُكُم:عبدى أمتى,كُلكم عبيد الله وكل نسائكم إماء الله, وليقل: غلامى,جاريتى,وفتاى وفتاتى" هكذا يُعلم الرسول-عليه الصلاة والسلام- الأسياد أن يلتزموا الأدب مع الله-عزوجل- فلا يُنادون رقيقا من أرقائهم بلفظ"عبدي"؛ [ كلكم عبيد الله ] ولا يُنادى جاريته "بأمتى"؛ [ كل نسائكم إماء الله ] ثم يُعلمنا الألفاظ التى يجب أن نُنادى بها العبيد : غلامى للذكر ، و جاريتى إذا كانت أنثى , أو فتاى, أو فتاتى. هذا الأدب في الواقع ليس هو الأدب الفريد ، فإن هناك آداب أخرى في السنة المطهرة كلها تدور حول الآداب في الألفاظ وفي الكلام هذه الآداب - مع الأسف الشديد - قلّ من يرعاها اليوم من المسلمين حق رعايتها . ولا نعني هذا الأدب ؛ لانقراض العبيد والاسترقاق الذي أصبح في خبر كان ولكن هناك آداب أخرى جاءت بها أحاديث أخرى لايزال موضوعها موضوعا واقعيا ويجب علينا نحن أن نُراعي ذلك. مثــال : فى كثير من الأحيان يطرق سمعنا فلان يُنادى بـ"ياعبد النبى" وهو اسم شائع . و إذا كان النبى-عليه الصلاة والسلام- نهى فى هذا الحديث والذي بعده أن يقول السيد لعبده" يا عبدى" معللا بقوله: "فكلكم عبيد الله" ، فما بال المسلمين اليوم ينتسبون فى العبودية إلى غير الله ولو إلى النبى فيقولون: "عبد النبى"وهذا لايجوز في الإسلام . ومثله الكثير والكثير فى الشيعة فعندهم : "عبد الحسين, وعبد علىّ" وعندهم التعبد إلى غير الله الكثير و الكثير . ولعل اسم : "عبد النبى"سرى إلى المسلمين من أهل السنة من عدوى تأثرهم من آداب الشيعة . نحن نأخذ من هذا الحديث أن نُعالج به خطأً قائماً ومستمراً إلى اليوم وهو التعبد إلى النبى وكذلك عبد الرسول وهذا لا يجوز ؛ كلنا عبيد الله فلا ننتسب لعبد من عبيد الله . ومن هذه الآداب التى أعرض عنها المسلمون كثيراً بسبب جهلهم أولا : بالسُنة ، و ثانيا : إهمالهم لأحكام الشريعة فهناك تعابير نهى الشارع الحكيم عنها مثلا : حينما رأى أحد الصحابة فى منامه أنَّه كان يمشى فى بعض طرق المدينة فيلقى رجلا من اليهود فقال له المسلم: نِعْمَ القوم أنتم معشر يهود لولا أنكم تُشركون بالله فتقولون: (عزيرٌابن الله ) فقال اليهودى : ونِعْمَ القوم أنتم معشر المسلمين لولا أنكم تُشركون بالله وتقولون: ( ماشاءَ اللهُ وشاءَ محمد ) قال:ثم انطلق يمشى فلقي رجلا من النصارى فقال له المسلم: نِعْمَ القوم أنتم معشر النصارى لولا أنكم تُشركون بالله فتقولون: (عيسى ابنُ الله ) فقال ذلك النصرانى للمسلم: ونِعْمَ القوم أنتم معشرالمسلمين لولا أنكم تُشركون بالله فتقولون : ( ماشاءَ اللهُ وشاءَ محمد ) فلما استيقظ الرجل سار إلى النبى-عليه الصلاة والسلام- وقصَ له الرؤيا فوقف رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم - فيهم خطيباً وقال: "لايَقولنَّ أحدكم ماشاء اللهُ و شاءَ محمد ولكن ليَقُلْ ما شاءَ اللهُ وحده أو ما شاءَ اللهُ ثم شاءَ محمد" هذا الأدب قد أخلَّ به جماهير المسلمين اليوم فما أكثر ما نقع في هذا الخطأ دون أن ننتبه فيأتي الرجل إلى عميله فيقول له : مالى غيرك وغير الله ، أو مالي غير الله وغيرك هذا الذي أنكره الرسول – صلى الله عليه وسلم – في النص السابق (لايَقولنَّ أحدكم ماشاء اللهُ و شاءَ محمد ) وإن كان ولابد ذكر محمد مع الله - سبحانه وتعالى - فيكون بعده ويذكر ذلك ليس بواو العطف التي تجمع وتقرن الرسول مع الله وإنما بـ(ثم ) التي تعطي التراخي وأن المعنى دون الله بمراتب . و لذلك فقول الناس اليوم : ( ما لي غير الله وأنت ) مما يُسميه العلماء شرك لفظى. فالذى يقول هذا لا يعتقد أن هذا الإنسان يملك له نفعا ولا ضراً و إلا لو اعتقد ذلك كفر وارتد عن دينه و لكنه يُريد أن يستعين به على قضاء حاجته كوسيلة و سبب ، و هذا أمر مشروع لكنه أساء التعبير عن ذلك الذي يقصده فقال : ( مالي غير الله وأنت ) إن كان لابد أن يقول فليقل : مالي غير الله ثم أنت واعتمد على الله ثم عليك . كذلك يأتي رجل آخر يتفق معه على عمل ينهي العملية ويقول : "توكلنا على الله وعليك" الله أكبر , الله يقول فى القرآن: "وعلى الله فليتوكل المؤمنون" ، "وعلى الله فليتوكل المتوكلون" فإذا جعلوا لله شريكا في التوكل فهذا شرك لفظي ؛ لأنهم لا يعنون ما يقولون ، فلا يجوز لمسلم أن يقول : توكلت على الله وعليك ، أو مالي غير الله وغيرك - إما ألا يذكر مع الله أحدا مطلقا وهذا أقطع لدابر الشرك اللفظي - وإما إذا ذكر فبلفظ وحرف ( ثم ) لا بحرف ( الواو ) الجامعة . *سُئل الشيخ عن الذى يقع فى الشرك اللفظى هل يُعاقب؟ فقال : يعاقب القائل لذلك بعد أن ينبه و يبين له ويُعلم بأن الرسول- عليه الصلاة والسلام - نهى عن هذا فإن لم ينته حتما يُعاقب. وكثيرا ما نقع في هذا الخطأ دون أن ننتبه أو نُنَبّه والأحاديث في ذلك كثيرة جدا لما كان رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم- يخطب يوما قام رجلٌ من الصحابة فقال: ماشاءَ اللهُ وشِئتَ يارسول الله فقال: " أجعلتنى لله نِداً قل : ماشاءَ اللهُ وحده" وأكثر من هذا جاء فى صحيح مسلم : أن رجلا خَطبَ فقال في خطبته : "مَنْ يُطع الله ورسوله فقد رشد ومَنْ يَعْصِهما فقد غوى" فقال له الرسول – صلى الله عليه وسلم - "بئس الخطيب أنت , قل:"ومَنْ يعصى الله ورسوله فقد غوى" فهو أخطأ حين قال : :" ومَنْ يَعْصِهما فقد غوى" يعنى لاتجمع بينهما بضمير واحد ؛ فهذا من الشرك اللفظي. وكل ما سبق من الآداب اللفظية التى يجهلها كثير من المسلمين اليوم ومن هذا القبيل الحديث الذي نحن بصدده ( كل رجالكم عبيد الله وكل نسائكم إماء الله ). المصدر: منتديات مدينة الاحلام hgr't hg]hkd lk ;jhf( hgH]f hgltv] |
مواقع النشر (المفضلة) |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
الفتاوى البازية في شؤون الجنائز وما بها من بدع وضلالات | إنسان | القسم الاسلامي | 6 | 09 - 07 - 2011 17:39 |
اخبار جريدة الراي اليوم الاثنين 27-6-2011 - اخبار صحيفة الرأي اليوم | أياد | القسم ألاخباري | 13 | 27 - 06 - 2011 19:44 |
اهم كتب ( تعليم السحر و الشعوذة و التنجيم ) | قاهر الاعداء | القسم الاسلامي | 6 | 26 - 01 - 2011 03:54 |
صلاة الجنازة | فارس الاسـلام | القسم الاسلامي | 3 | 17 - 10 - 2008 10:24 |
سور القرآن الكريم(سبب التسمية_سبب النزول_فضل سور القرآن) | ابن فلسطين | القسم الاسلامي | 11 | 30 - 03 - 2007 21:18 |
Powered by vBulletin Version 3.8.7 Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd ترقية وتطوير: مجموعة الدعم العربى |