|
|
#1
| |||||||
| |||||||
الوليُّ الصَّغير فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ الوليُّ الصَّغير بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ، الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ ، اللُّهُمّ صلِّ على سيدِّنا مُحَمَّدٍ ، وعلى آلهِ ، وأزواجهِ ، وذُريَّتهِ ، وأصحابهِ ، وإخوانهِ ، منْ الأنبياءِ والمُرسلينَ والصِّدِّيقينَ والشُّهداءِ والصَّالحينَ ، وعلى أهلِ الجنَّةِ ، وباركْ عليهِ وعليهمْ وسَلِّمْ ، كما تُحبهُ وترضاهُ يا اللهُ آمين أخي القارئ الكريم ، أعزَّكم الله تعالى ، قد ثبََتَ في الصَّحيح ( صحيحُ مُسلمٍ ) - عنْ سيدِّنا رسولِ اللهِ ، صلِّ ياربِّ عليهِ وعلى آلهِ وباركْ وسلِّم ْ ، الصَّادقِ الأمينِ الذي ، لا يَنْطِقُ عنْ الهوى ، انه ، قال : [ كَانَ مَلِكٌ فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ ، وَكَانَ لَهُ سَاحِرٌ ، فَلَمَّا كَبِرَ قَالَ لِلْمَلِكِ : إِنِّي قَدْ كَبِرْتُ ، فَابْعَثْ إِلَيَّ غُلَامًا أُعَلِّمْهُ السِّحْرَ ، فَبَعَثَ إِلَيْهِ غُلَامًا يُعَلِّمُهُ ، فَكَانَ فِي طَرِيقِهِ ، إِذَا سَلَكَ رَاهِبٌ فَقَعَدَ إِلَيْهِ ، وَسَمِعَ كَلَامَهُ فَأَعْجَبَهُ ، فَكَانَ إِذَا أَتَى السَّاحِرَ مَرَّ بِالرَّاهِبِ وَقَعَدَ إِلَيْهِ ، فَإِذَا أَتَى السَّاحِرَ ضَرَبَهُ ، فَشَكَا ذَلِكَ إِلَى الرَّاهِبِ ، فَقَالَ : إِذَا خَشِيتَ السَّاحِرَ ، فَقُلْ : حَبَسَنِي أَهْلِي !! ، وَإِذَا خَشِيتَ أَهْلَكَ ، فَقُلْ حَبَسَنِي السَّاحِرُ !! ، فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِكَ ، إِذْ أَتَى عَلَى دَابَّةٍ عَظِيمَةٍ ، قَدْ حَبَسَتْ النَّاسَ ، فَقَالَ الْيَوْمَ أَعْلَمُ آلسَّاحِرُ أَفْضَلُ أَمْ الرَّاهِبُ أَفْضَلُ ؟؟؟ ، فَأَخَذَ حَجَرًا ، فَقَالَ : اللَّهُمَّ : إِنْ كَانَ أَمْرُ الرَّاهِبِ أَحَبَّ إِلَيْكَ مِنْ أَمْرِ السَّاحِرِ ، فَاقْتُلْ هَذِهِ الدَّابَّةَ ، حَتَّى يَمْضِيَ النَّاسُ ، فَرَمَاهَا ، فَقَتَلَهَا ، وَمَضَى النَّاسُ ، فَأَتَى الرَّاهِبَ فَأَخْبَرَهُ ، فَقَالَ لَهُ الرَّاهِبُ : أَيْ بُنَيَّ : أَنْتَ الْيَوْمَ أَفْضَلُ مِنِّي !!، قَدْ بَلَغَ مِنْ أَمْرِكَ مَا أَرَى ، وَإِنَّكَ سَتُبْتَلَى ، فَإِنْ ابْتُلِيتَ ، فَلَا تَدُلَّ عَلَيَّ ، وَكَانَ الْغُلَامُ يُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ ، وَيُدَاوِي النَّاسَ مِنْ سَائِرِ الْأَدْوَاءِ ، فَسَمِعَ جَلِيسٌ لِلْمَلِكِ ، كَانَ قَدْ عَمِيَ ، فَأَتَاهُ بِهَدَايَا كَثِيرَةٍ ، فَقَالَ : مَا هَاهُنَا لَكَ أَجْمَعُ ، إِنْ أَنْتَ شَفَيْتَنِي ، فَقَالَ : إِنِّي لَا أَشْفِي أَحَدًا ، إِنَّمَا يَشْفِي اللَّهُ ، فَإِنْ أَنْتَ آمَنْتَ بِاللَّهِ دَعَوْتُ اللَّهَ فَشَفَاكَ ، فَآمَنَ بِاللَّهِ فَشَفَاهُ اللَّهُ ، فَأَتَى الْمَلِكَ فَجَلَسَ إِلَيْهِ ، كَمَا كَانَ يَجْلِسُ ، فَقَالَ لَهُ الْمَلِكُ : مَنْ رَدَّ عَلَيْكَ بَصَرَكَ ؟؟ ، قَالَ رَبِّي ، قَالَ : وَلَكَ رَبٌّ غَيْرِي ؟؟ ، قَالَ : رَبِّي وَرَبُّكَ اللَّهُ ، فَأَخَذَهُ ، فَلَمْ يَزَلْ يُعَذِّبُهُ ، حَتَّى دَلَّ عَلَى الْغُلَامِ ، فَجِيءَ بِالْغُلَامِ ، فَقَالَ لَهُ الْمَلِكُ : أَيْ بُنَيَّ : قَدْ بَلَغَ مِنْ سِحْرِكَ ، مَا تُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَتَفْعَلُ وَتَفْعَلُ ، فَقَالَ : إِنِّي لَا أَشْفِي أَحَدًا ، إِنَّمَا يَشْفِي اللَّهُ ، فَأَخَذَهُ فَلَمْ يَزَلْ يُعَذِّبُهُ ، حَتَّى دَلَّ عَلَى الرَّاهِبِ ، فَجِيءَ بِالرَّاهِبِ فَقِيلَ لَهُ : ارْجِعْ عَنْ دِينِكَ ، فَأَبَى ، فَدَعَا بِالْمِئْشَارِ ، فَوَضَعَ الْمِئْشَارَ فِي مَفْرِقِ رَأْسِهِ ، فَشَقَّهُ ، حَتَّى وَقَعَ شِقَّاهُ ، ثُمَّ جِيءَ بِجَلِيسِ الْمَلِكِ ، فَقِيلَ لَهُ : ارْجِعْ عَنْ دِينِكَ ، فَأَبَى ، فَوَضَعَ الْمِئْشَارَ فِي مَفْرِقِ رَأْسِهِ ، فَشَقَّهُ بِهِ ، حَتَّى وَقَعَ شِقَّاهُ ، ثُمَّ جِيءَ بِالْغُلَامِ ، فَقِيلَ لَهُ : ارْجِعْ عَنْ دِينِكَ ، فَأَبَى ، فَدَفَعَهُ إِلَى نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ ، فَقَالَ : اذْهَبُوا بِهِ إِلَى جَبَلِ كَذَا وَكَذَا ، فَاصْعَدُوا بِهِ الْجَبَلَ ، فَإِذَا بَلَغْتُمْ ذُرْوَتَهُ ، فَإِنْ رَجَعَ عَنْ دِينِهِ ، وَإِلَّا فَاطْرَحُوهُ ، فَذَهَبُوا بِهِ ، فَصَعِدُوا بِهِ الْجَبَلَ ، فَقَالَ : اللَّهُمَّ : اكْفِنِيهِمْ بِمَا شِئْتَ ، فَرَجَفَ بِهِمْ الْجَبَلُ ، فَسَقَطُوا ، وَجَاءَ يَمْشِي إِلَى الْمَلِكِ ، فَقَالَ لَهُ الْمَلِكُ : مَا فَعَلَ أَصْحَابُكَ ؟؟ ، قَالَ : كَفَانِيهِمُ اللَّهُ ، فَدَفَعَهُ إِلَى نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ ، فَقَالَ : اذْهَبُوا بِهِ ، فَاحْمِلُوهُ فِي قُرْقُورٍ ، فَتَوَسَّطُوا بِهِ الْبَحْرَ ، فَإِنْ رَجَعَ عَنْ دِينِهِ ، وَإِلَّا فَاقْذِفُوهُ ، فَذَهَبُوا بِهِ ، فَقَالَ : اللَّهُمَّ : اكْفِنِيهِمْ بِمَا شِئْتَ ، فَانْكَفَأَتْ بِهِمْ السَّفِينَةُ ، فَغَرِقُوا ، وَجَاءَ يَمْشِي إِلَى الْمَلِكِ ، فَقَالَ لَهُ الْمَلِكُ : مَا فَعَلَ أَصْحَابُكَ ، قَالَ : كَفَانِيهِمُ اللَّهُ ، فَقَالَ : لِلْمَلِكِ : إِنَّكَ لَسْتَ بِقَاتِلِي ، حَتَّى تَفْعَلَ مَا آمُرُكَ بِهِ ، قَالَ : وَمَا هُوَ ؟؟ ، قَالَ : تَجْمَعُ النَّاسَ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ ، وَتَصْلُبُنِي عَلَى جِذْعٍ ، ثُمَّ خُذْ سَهْمًا مِنْ كِنَانَتِي ، ثُمَّ ضَعْ السَّهْمَ فِي كَبِدِ الْقَوْسِ ، ثُمَّ قُلْ: بِاسْمِ اللَّهِ رَبِّ الْغُلَامِ ، ثُمَّ ارْمِنِي ، فَإِنَّكَ إِذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ ، قَتَلْتَنِي ، فَجَمَعَ النَّاسَ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ ، وَصَلَبَهُ عَلَى جِذْعٍ ، ثُمَّ أَخَذَ سَهْمًا مِنْ كِنَانَتِهِ ، ثُمَّ وَضَعَ السَّهْمَ فِي كَبْدِ الْقَوْسِ ، ثُمَّ قَالَ : بِاسْمِ اللَّهِ رَبِّ الْغُلَامِ ، ثُمَّ رَمَاهُ ، فَوَقَعَ السَّهْمُ فِي صُدْغِهِ ، فَوَضَعَ يَدَهُ فِي صُدْغِهِ ، فِي مَوْضِعِ السَّهْمِ ، فَمَاتَ ، فَقَالَ النَّاسُ آمَنَّا بِرَبِّ الْغُلَامِ آمَنَّا بِرَبِّ الْغُلَامِ آمَنَّا بِرَبِّ الْغُلَامِ !!! ، فَأُتِيَ الْمَلِكُ ، فَقِيلَ لَهُ : أَرَأَيْتَ مَا كُنْتَ تَحْذَرُ ، قَدْ وَاللَّهِ نَزَلَ بِكَ حَذَرُكَ ، قَدْ آمَنَ النَّاسُ ، فَأَمَرَ بِالْأُخْدُودِ فِي أَفْوَاهِ السِّكَكِ فَخُدَّتْ ، وَأَضْرَمَ النِّيرَانَ ، وَقَالَ : مَنْ لَمْ يَرْجِعْ عَنْ دِينِهِ ، فَأَحْمُوهُ فِيهَا ، أَوْ قِيلَ لَهُ : اقْتَحِمْ ، فَفَعَلُوا ، حَتَّى جَاءَتْ امْرَأَةٌ ، وَمَعَهَا صَبِيٌّ لَهَا ، فَتَقَاعَسَتْ ، أَنْ تَقَعَ فِيهَا ، فَقَالَ لَهَا الْغُلَامُ : يَا أُمَّهْ اصْبِرِي فَإِنَّكِ عَلَى الْحَقِّ ]0 الدروسُ والعبرُ 1- لجوءُ الظَّلمةِ منْ الملوكِ والرؤساءِ وأهل المراكزِ الاجتماعيةِ العاليةِ ، إلى السَحرةِ والكهنةِ وأولياءِ الشَّيطانِ ، في فترةِ حكمهم ، لكي يستعينوا بهم ، في تزِّيين أفعالهم وأقوالهم ، أمام شعوبهم ، ولكي يبتغون بهم العِزَّة في تثبيت سلطانهم ، فخاب فعلهم ، وخسروا في الدُّنيا والآخرةِ ، ولُعنوا لعناً كبيراً ، فانَّ العِزَّةَ للهِ تعالى ، ولا عِزَّةَ إلا بهِ ، فهو العزيز الحكيم ، قال سبحانه : { سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ }الصافات180، وقال تعالى : { الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ العِزَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً }النساء139 ، ورحم الله القائل : اجعلْ بربِّكَ كُلّ عِزِّكَ يستقرُ ويثبتُ فإذا اعتززتَ بمنْ يموتُ فإنَّ عِزَّكَ مَيِّتُ 2- كانَ الملكُ يدَّعي الرُّبوبية ، ونسي خلقهَ ، حيثُ ، أنَّهُ كانَ يأكلُ الطعام ، وهذا يعني طرحه للفضلاتِ ، ونسي ، أنَّ أولهُ نطفة حقيرة ، وآخره جيفة قذرة ، وأنه يحمل في داخله العَذِرة ، فكيف يدَّعي الرُّبوبية ؟؟؟ ، إنهُ العمى والضَّلال المبين ، إنهُ العلو والطُّغيان الكبير ، قال تعالى : { أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِّن مَّنِيٍّ يُمْنَى }القيامة37 ، { أَوَلَمْ يَرَ الْإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ }يس77 3- لقد ذمَّ اللهُ تعالى السَّحرة ، بقوله تعالى : { ... وَلاَ يُفْلِحُ السَّاحِرُونَ }يونس77 ، وذكرنا اللهُ تعالى بسحرة فرعون ، بعد أن رأوا الحقّ ، فامنوا بالله تعالى وكفروا بفرعون المُفسد ، وكيف اعترفوا بأنَّ الفرعون ، هو الذي أجبرهم على أعمالِ السِّحر ، أمام سيدّنا موسى عليهِ الصَّلاة والسَّلام فقال سُبحانه : { إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَى }طه73 ، وأنَّ تعلم السِّحر كفرٌ ، وقد أتت به الشياطين عليهم لعنة اللهِ تعالى ، لكي تفتنَ بني آدمَ وتنشر بينهم البغض والكراهية والفساد والدَّمار والقتل ، فكثير من الناس من مات مقتولاً بسحرِ السَّحرةِ ، أعاذنا الله تعالى والمسلمينَ من شرهم آمين ، قال تعالى : { وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَـكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ .. }البقرة102 ، وقد بينَ الإسلام ، أنَّ السِّحرَ من المُهلكاتِ ، وأمرَ بتجنبهِ ، فقد ثَبُتَ عن سيدِّنا رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ، قوله : ( اجْتَنِبُوا السَّبْعَ الْمُوبِقَاتِ ، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَمَا هُنَّ؟؟ ، قَالَ : الشِّرْكُ بِاللَّهِ ، وَالسِّحْرُ ، وَقَتْلُ النَّفْسِ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ ، وَأَكْلُ الرِّبَا ، وَأَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ ، وَالتَّوَلِّي يَوْمَ الزَّحْفِ ، وَقَذْفُ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ الْغَافِلاَتِ )0 4- لقد أعطى اللهُ تعالى للإنسانِ هذا العقل العظيمِ ، والذي من خلالهِ ، يميزُ النافع من الضَّارِ، والخير من الشَّرِ ، والإيمان من الكُفر ، وصدقَ اللهُ تعالى حيث قال : { إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً }الإنسان3 ، وقال سُبحانه : [ وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا{7} فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا{8} قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا{9} وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا{10}] سورة الشمس ، فنرى هذا الوليّ الصَّغير ، كيف استخدمَ فطرتهُ السَّليمة وعقله وتوجه إلى ربه تعالى بالدُّعاءِ الخالصِ ، في التميزِ بينَ الإيمانِ و الخيرِ ، المتمثل: في الرَّاهب ، وبين الكفرِ والشَّرِ المتمثل : بالسَّاحرِ0 5- أنَّ ما صحَّ ، أن يكونَ مُعجزة لنبيٍّ من الأنبياءِ ، عليهم الصَّلاة والسَّلام ، فهو يصحُّ ، أن يكون كرامة لوليٍّ من أولياءِ اللهِ تعالى ، فكان هذا الوليّ الصَّغير ، يُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ ، وَيُدَاوِي النَّاسَ مِنْ سَائِرِ الْأَدْوَاءِ0 6- لم ينحرف هذا الوليّ الصَّغير ، عن طريقِ التوحيدِ أبداً ، بل ثَبُتَ بتوجهاتهِ إلى اللهِ تعالى وحدهُ ، ( ... فَقَالَ : إِنِّي لَا أَشْفِي أَحَدًا ، إِنَّمَا يَشْفِي اللَّهُ ، فَأَخَذَهُ فَلَمْ يَزَلْ يُعَذِّبُهُ...) ، وقدْ تحمَّلَ منْ تعذيبِ الملكِ لهُ ، ما تحمَّلَ ، من أجلِّ دينهِ وتوحيدهِ ، فللولايةِ ثمنها ، وقدْ قالوا : وُكِلَّ البلاء بالولاءِ كَي لا يُدْعَى0 7- إنَّ اللهَ تعالى ، يدافعُ عن عبادهِ الصَّادقينَ ، وعنْ أوليائهِ المُخلصينَ ، قال تعالى : { إ ِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا .. }الحج38 ، وقال سُبحانه : {.. وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ }الروم47 ، وقال عزَّ وجلَّ : { إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ }غافر51 ، لذلكَ لم يستطيع الملك الكافر، من أنْ يُلحقُّ الأذى ، بهذا الوليّ الصَّغيرِ ، لأنهُ كانَ مع اللهِ فكانَ اللهُ تعالى معه0ُ 8- لقد استكملَ اللهُ تعالى ، لوَلِّيهِ الصَّغيرِ ، فضائل الخيرِ جميعاً ، فاختارهُ للشَّهادةِ ، ليكونَ منْ الأحياءِ ، بين الناس وهم لا يشعرونَ ، وأحياءٌ عند ربهم يُرزقونَ ، فقد جادَ هذا الوليّ الصَّغيرِ ، بأسْمى مراتب الجُودِ ، ألا وهو الجود بالنفسِ ، من أجلِ ، أنْ يرفع راية التوحيدِ ، وأنْ يَرُدَّ أهل الضلالةِ إلى خالقهم سبحانهُ ، فما أرفعها من شهادةٍ0 9- يبينُ الحديثُ الشَّريفِ ، مدى قساوة قلب الملكِ ، فلم يستفيد من كلِّ هذا الكرامات التي رآها من الوليِّ الصَّغيرِ ، بل ازدادَ طُغياناً وكفراً ، واختار أن تكون جهنم مأواهُ ، وانْ تلازمه ، لعنة اللهِ تعالى والناسِ أجمعينَ ، وان يكون عذابه في الآخرةِ ، من جنسِ ، ما كان يُعذّبُ بهِ أولياء اللهِ تعالى ، أنهُ عذابُ الحريقِ ، قال تعالى : { إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ }البروج10 ، وقال سبحانه : { وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُواْ الْمَلآئِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُواْ عَذَابَ الْحَرِيقِ }الأنفال50 ، وقال عزَّ وجلَّ : { كُلَّمَا أَرَادُوا أَن يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ }الحج22 10- يبينُ الحديثُ الشَّريفِ ، أيمان الصَّبيّ ، ونصيحته ، لأُمِّهِ بالثَّباتِ على دينِ التوحيدِ العظيمِ ، وتحمل العذابِ الزَّائلِ ، لكي تحظى ، بالشَّهادةِ والمغفرةِ والرِّضوانِ والجنَّةِ والمقامِ الرَّفيعِ ، عندَ المليكِ المُقتدر ، قال تعالى : ( إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ{54} فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ{55}) سورة القمر ، و أسأله تعالى برحمتهِ وكرمهِ ، أن يجعلنا ، سَلَماً لأوليائهِ ، وأعداءاً لأعدائه ، وان يختم لنا بصالحِ الإعمالِ ، وان يكتبنا من عبادهِ الصَّالحينَ ، آمين ، فسبحانَ اللهِ تعالى وبحمدهِ ، عدد خلقهِ ، ورضاء نفسهِ ، وزنة عرشهِ ، ومداد كلماتهِ ، وعدد نعمائهِ ، التي لا تُحصى ، وصلِّ يا ربِّ على سيدِّنا مُحَمَّدٍ وعلى آلهِ وأزواجهِ وذُريَّته وباركْ وسلِّمْ ، كما تُحبهُ وترضاهُ آمين ] 0 {.... رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ }الأحقاف15 {... رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ }النمل19 آمين المصدر: منتديات مدينة الاحلام hg,gd~E hgw~Qydv |
مواقع النشر (المفضلة) |
| |
Powered by vBulletin Version 3.8.7 Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd ترقية وتطوير: مجموعة الدعم العربى |