|
|
#1
| ||||||
| ||||||
ياعاشق الدنيا مهلا بسم الله الرحمان الرحيم وصلى الله على خير خلقه نبينا محمد القائل ((أكثروا من ذكر هادم اللذات )) الموت .. والإنسان مأمور بالاستعداد للقاء الله تعالى في كل حين , فإنه لا يدري متى تأتيه رسل ربه لقبض روحه وقد قال عز وجل : ( وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ). وقال تعالى : ( كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ). قال بعض السلف هذه الآية فيها تعزية لجميع الناس فإنه لا يبقى أحد على وجه الأرض حتى يموت , فما أسعد من استعد لهذه الساعة ! قال جبريل عليه السلام لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم : ( يا محمد , عش ما شئت فإنك ميت وأحبب من شئت فإنك مفارقه واعمل ما شئت فإنك مجزي به). اعلم أخي / أختي في الله أن هذه الدنيا مدبرة فانية , ثم المرد إلى الله تعالى وإلى جنة أو نار , خلودٌ بلا موت , وإقامة بلا ضعن , قال الله جل ثناؤه: (إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ). أخوتي , كم رأينا من شخص أطلق نفسه في شهوات هذه الدنيا ووقع أسير اللذة وغفل عن ذكر الموت والحساب فإذا نصحه الصالحون ما كان منه إلا أن اعتذر بشبابه وغرّه طول الأمل , فو الله لقد فاجأه الموت فأصبح اليوم في التراب دفيناً , وصار بما قدّم من السيئات مرتبطاً رهيناً , ذهبت عنه اللذات , وفارقته الغانيات , وبقيت في عنقه التبعات , وأقبل على الجبار بأعمال الفسقة الفجار.. أعاذنا الله وإياكم من صحيفة كصحيفته , ومن خاتمة كخاتمته. فاتقي الله ياعبد الله .. ولا يكن مثلك كمثله. وأنت تعلم أن هذه الدنيا قد ارتحلت مدبرة , وأن الآخرة قد ارتحلت مقبلة , واذكر ساعة الموت والانتقال , وما يتمثل لديك ساعتها من كثرة السيئات وقلة الحسنات .. ولو أنا إذا متنا تُركنا ........... لكان الموت راحة كل حي ولكنا إذا متنا بُعثنا ............. ونُسأل بعدها عن كل شيء أخي / أختي في الله:اعلموا أننا في رحلة , واعلموا أن لكل بداية نهاية , ولكل أول آخر , وأن كلاً منا , صغيراً كان أو كبيراً , لا بد وأن يأتي يوم يقال فيه : أحسن الله عزاءك في فلان .. فالموت حالٌ لا محالة .. قال تعالى وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ) . الموت .. فالقبر .. فالحساب .. فالجزاء .. إن كان خيراً فخير , وإن كان شراً فشر .. لا دار للمرء بعد الموت يسكنها ............. إلا التي كان قبل الموت يبنيها تجني الثمار غداً في دار مكرمة ............. لا منّ فيها ولا التكدير يأتيها فيها نعيمٌ مقيمٌ دائماً أبداً ................... بلا انقطاع ولا منٍ يدانيها يقول أحد الشعراء الحكماء المسلمين: فارقت موضع مرقدي يوماً ففارقني السكون. يقول : في ليلةٍ ذهبت من بيت أهلي إلى بيت جيراني لأنام ليلة , فما أتاني النوم لأنه تغيّر عليّ المنام الأذن والعين لم تسمع ولم تره ............. ولم يدر في قلوب الخلق ما فيها والمبيت: فارقت موضع مرقدي يوماً ففارقني السكون ............ القبر أول ليلةٍ بالله قل ما يكون ؟ كيف شعورك فيه ؟ كيف يكون حالك ؟ ماذا تقول ؟ كيف أؤنسك ؟ أين ابنتك ؟ أين أبوك ؟ أين أهلك ؟ أين دارك ؟ إذا كان هذا القبر أول حفرةٍ .................. ليوم المعاد والمحبين أكثرُ فماذا تقول اليوم من بعد حسرةٍ ........ تلاقي بها المعبود والله أكبرُ أول ليلة في القبر ... كلها أول جلسة ... أول ليلة تسمى ليلة الصفر ... ساعة الموت ... يوم تُطرح بأكفانك في تلك الحفرة التي طُرح فيها أبوك وجدك . الملوك طُرحوا فيها وتركوا الجنود .. تركوا الحرس .. تركوا القصور .. ثم نزلوا بهذه الحفرة. ثبت في الحديث الصحيح عن عثمان رضي الله عنه أنه كان إذا وقف على القبر بكى , وكان إذا ذُكرت له الجنة والنار لم يبكِ كبكائه للقبر , فقالوا له : تذكر الجنة والنار ولا تبكي ؟! قال : أخبرني خليلي صلى الله عليه وسلم أن القبر أول منزل من منازل الآخرة. إنها كلمات صادقة من نبي كريم ! القبر أول منزل من منازل الآخرة ! تفكرأخي / أختي - في تلك الليلة الأولى .. إذا ضُجِعت في تلك اللحود وحيد فريد بالأعمال والأقوال. تذكري أخي / أختي - في الله تلك الليلة .. أول ليلة تمرّ عليك في القبر. تذكروها فإن لها في قلوب المؤمنين وقعاً , إن لها في قلوب الصالحين أثراً يدفع إلى الطاعات , ويجعل العبد في جدٍ واجتهادٍ من المرضات , تذكري أول ليلة في القبر , واحفزي النفس للقاء الواحد الأحد وتجمّلي بالعمل الصالح علّك تصيب من رحمة الله ما يكون لك سبباً في النجاة من ذلك الهول.. مرّ علي رضي الله عنه بالمقابر فقال : لا تغترروا بصموت أهل المقابر , فكم من نفس فيها تحاسب ! وكم من نفس فيها تفتن ! وكم من نفس فيها تعذب ! وكم من قبر فيها يضيق فتختلف ضلوع صاحبه. لو تكلم القبر لقال :, أنا بيت الوحشة , أنا بيت الغربة , أنا بيت الدود والهوان , نزعتُ الكفين من الكوعين , والفخذين من الركبتين , والركبتين من الساقين , والساقين من القدمين , لو رأيتم الميت بعد ثلاث ليالٍ في بطني لاستوحشتم منه , سالت مقلتيه على خديه , وتقلصت شفتاه عن أسنانه , وخرج الصديد والدم من الأنف والفم , انتفخ بطنه وعلا صدره , فرحماك ربي ! رحماك ربي ! زيادة المرء في دنياه خسران ............. وربحه غير محض الخير خسرانُ يا عامراً لخراب الدار مجتهداً ................. بالله هل لخراب الدار عمرانُ ؟ زيّنا الفلل , ركبنا المراكب البهية الرضية , عندنا مناصب ووظائف .. لكن ماذا فعلنا في القبور ؟ أتعرف قبر الملك من المملوك ؟ أتعرف قبر الغني من الفقير ؟ أتيت القبور فناديتها .............. أين المعظم والمحتقر ؟تفانوا جميعاً فما مخبرٌ .............. وماتوا جميعاً ومات الخبر فيا سائلي عن أناسٍ مضوا .......... أمالك فيما مضى مُعتبَر ؟ مالنا لا نفكر ؟ مالنا لا نتدبر ؟ مالنا لا نعدّ إعداداً جيداً للقاء الواحد الأحد ؟ ( وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى). قال أبو نعيم في الحلية : كان مطرف بن عبد الله أحد الصالحين يزور المقابر فيبكي ويدعو لهم , وفي ليلة من الليالي ما زارهم .. كانت الليلة باردة ممطرة فترك زيارتهم , فرأى في المنام كأن رجلاً من أهل المقابر من المسلمين يقول : يا مطرف , ما زرتنا الليلة , والله الذي لا إله إلا هو يا مطرف أنا نستأنس بزيارتك , وإن الله ينور قبورنا بزيارتك أسبوعاً كاملاً , يا مطرف تزود من "لاإله إلا الله" فقد حيل بيننا وبين "لا إله إلا الله" .. والله لو تعلم يا مطرف نفع لا إله إلا الله لقضيت بها أنفاسك. قال تعالى : ( وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِمْ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا فِي شَكٍّ مُرِيبٍ). فانظر يا عبد الله مقامك وتوهّم مكانك , ومن أي أولئك تكون ؟ إن أعظم الخسارة خسارة أولئك الذين وصفهم الله تعالى بقوله : ( قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ). وأعظم الفوز قوله تعالى : ( فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ). الفاني الخسيس , على الحظ الباقي النفيس , وممن باع جنة عرضها السماوات والأرض بسجنٍ ضيقٍ في هذه الدنيا الفانية ! ويا عجباً ممن باع سماع خطاب الرحمن .. بسماع المعازف والغناء ! فتذكر يا غافلاً عن الآخرة وتفكر في الموت وما بعده فكفى به قاطعاً للأمنيات , وحارماً للذات , ومفرقاً للجماعات , كيف والقدوم على عقبه لا تدري المهبط بعدها إلى النار أم إلى الجنة ؟! فيا عجباً ممن آثر الحظ المصدر: منتديات مدينة الاحلام dhuhar hg]kdh ligh |
مواقع النشر (المفضلة) |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
اكبر مجموعة من الرسائل | البرق | مسجات - رسائل جوال - وسائط - mms - sms | 1 | 07 - 03 - 2010 12:08 |
اكبر موسوعة مسجات هنا منوعة دينية ...شبابية..بناتية | خادمة المرابطين غزاوية200 | مسجات - رسائل جوال - وسائط - mms - sms | 4 | 21 - 11 - 2009 10:34 |
اكثر من 10000 مسج | قاهر الاعداء | مسجات - رسائل جوال - وسائط - mms - sms | 9 | 06 - 08 - 2009 21:47 |
أبتسم ترى الدنيا ماتسوى | ابن حماس | المنقولات العـــامة | 1 | 20 - 05 - 2009 10:24 |
[®][ ليت الدنيا مثل امي...ازعلهاا وترااضيني ][®] | افلاطون | المنقولات العـــامة | 2 | 22 - 05 - 2008 01:05 |
Powered by vBulletin Version 3.8.7 Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd ترقية وتطوير: مجموعة الدعم العربى |