الاسد ونجاد يؤكدان من دمشق دعم المقاومة وتحذير لاسرائيل من تكرار اخطائها

محمد السوري · #1 27 - 02 - 2010, 18:44

الاسد ونجاد يؤكدان من دمشق دعم المقاومة وتحذير لاسرائيل من تكرار اخطائها

الاسد ونجاد يؤكدان دمشق دعم المقاومة وتحذير لاسرائيل

اكدَ الرئيسُ الايراني محمود احمدي نجاد انَّ المِنطقةَ والعالم على اعتابِ تطوراتٍ عظيمة، وأنَّ التطوراتِ التي حدثت خلالَ العقودِ الاخيرةِ تؤكد أنَّ الغربَ قد وصلَ الى طريقٍ مسدود. وخلالَ المؤتمرِ الصِحافيِّ المشتركِ مع نظيرِهِ السوري في العاصمة السورية دمشق شدد احمدي نجاد على أنَّ الصهاينةَ وحماتَهم قد وصولوا الى طريقٍ مسدودٍ والآمالُ بشرقِ اوسطٍ كبيرٍ تحت اشرافِ الكِيانِ الصهيوني قد ولت.

الرئيس الايراني جددَ التأكيدَ أنّ الخطواتِ التي يخطوها الكِيانُ الصهيوني والضغوطَ التي يمارسُها على الفلسطينيين تأتي من الضَّعفِ لانهم يعتقدونَ أنَّهُم اذا هاجموا شعوبَ المِنطقَةِ فسيجدون طريقا لخلاصهم. وقال : "الكيان الصهيوني وصل الى طريق مسدود وتهديداته للشعب الفلسطيني ناتجة عن ضعفه، وان هذا الكيان يتجه الى الزوال وفلسفة وجوده قد انتهت".
واوضح الرئيس محمود احمدي نجاد: "ان شعوب المنطقة وفي مقدمتهم شعوب سوريا ولبنان وفلسطين وايران والعراق ستواجه اسرائيل في حال كررت اخطائها في المنطقة". واعرب عن اعتقاده ان المقاومة الفلسطينة واللبنانية والشعب السوري سيقفون الى جانب بعضهم البعض بوجه اي حرب اسرائيلية وان الشرق الاوسط الجديد الخالي من "الصهاينة" و"المستكبرين" سيصل الى الحياة.
كما دعا نجاد الاميركيين الى مغادرة المنطقة بدل تقديم النصائح لشعوبها ومحذرا من انه اذا لم تغادر المنطقة فان الشعوب ستقتلع شرها بنفسها.

الرئيس السوري بشار الاسد، اعلن خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع نظيره الايراني، توقيع اتفاقية الغاء تأشيرات الدخول بين ايران وسوريا، مؤكداً انه لا خيار امامنا الا ان نكون سوياً لمواجهة التحديات وتحقيق المصالح المشتركة للبلدين، الاسد اكد وقوف ايران وسوريا بديهياً الى جانب قوى المقاومة فهذا واجب اخلاقي وشرعي.

وفي ما يتعلق بالملف النووي الايراني، راى الاسد أن موقف دمشق ينطلق من مبادئنا ولكن أيضا من مصالحنا كدولة ستسعى يوما من الأيام لامتلاك الطاقة النووية السلمية، وقال "بناء على ما سمعته من المسؤولين الغربيين خلال الأسابيع والأشهر الأخيرة، ظهر أن ما يحصل هو عملية استعمار جديدة في المنطقة من خلال منع دولة مستقلة عضو في الأمم المتحدة وتسعى لامتلاك الطاقة النووية السلمية من حق التخصيب رغم المرونة الايرانية الملحوظة خلال الشهرين الأخيرين تجاه هذا الملف"، معتبرا أن هذا الموضوع مخطط مسبقا إذ يُمنع على الدول الاسلامية أن تمتلك التكنولوجبا لأن المعرفة ممنوعة علينا.
كما أعرب الاسد عن شكره للرئيس الايراني على دعم ايران لسوريا في مواجهة التهديدات الاسرائيلية لنا، مشيرا الى ان هناك محاولات لتحويلنا مجرد قبائل متنائرة لذلك رسائل وحدتنا ضرورة.
وعبر الاسد عن "استغرابه" للدعوة التي وجهتها وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الاربعاء الى دمشق لكي تبتعد بعلاقاتها عن ايران.
وردا على سؤال عن تهديدات اسرائيل، أكد انها لا تأتي من حالة منعزلة بل تأتي في سياق التوسع والعدوان والهيمنة، معتبرا أنه من الخطأ تقييم هذه الحالة من خلال التصريحات، فتصريح اسرئيل لا يعني ان اسرائيل ستقوم بعدوان وعدم التصريح لا يعني أنها لن تقوم بهذا العدوان، وقال "نحن أمام كيان قد يقوم بعمل عدواني في أي وقت، ونحن نقوم دائما بتحضير أنفسنا لعدوان اسرائيلي سواء كان كبيرا أو صغيرا"، ورأى أن هذه التصريحات قد تكون رسالة لسوريا والتيار المقاوم لدفعه للخضوع، ورسالة للداخل الاسرائيل لرفع معنوياته، مشيرا الى أن ردة فعلنا لن تكون مبنية على تصرحات وعلينا أن نكون مستعدين في أي وقت لعدوان اسرائيل قد يتم لأي سبب.

وتأتي زيارة الرئيس الايراني الى سوريا في وقت تعيش فيه المنطقة حالة من الضبابية، ما جعل الزيارة تحت اعين المراقبين الذين يقرؤون فيها الكثير من الرسائل في اكثر من اتجاه. فكثيرة هي الملفات التي حملتها الطائرة الرئاسية الإيرانية التي أقلَّت الرئيس محمود احمدي نجاد الى العاصمة سوريا. وكثيرة هي القراءات المختلفة في شكل ومضمون هذه الزيارة، فضلاً عن التوقيت.
فلا يمكن لاحد ان يتجاهل حقيقة الظروف الصعبة التي تعيشها المنطقة، في ظل ارتفاع الضجيج الاسرائيلي والاميركي، ومعهما شبكة معقدة من العلاقات والاستطفافات في المنطقة.
وعليه، فإنَّ لقاءات الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد في العاصمة السورية وضعت تحت مجهر المراقبين في وقت غاية بالاهمية والضبابية.
لتتحدث بعدها الزيارة عن نفسها بلغة من الوضوح، باعثة الرسائل الغير قابلة للتأويل. فمن لا يزال يقرأ في ملف التباينات الايرانية السورية بحثاً عن موطئ قدم، ردت عليه الزيارة من الساعات الاولى.
فاختار الرئيس السوري بشار الاسد مجاورة نظيره الايراني ليرد على وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون بأن العلاقات بين طهران دمشق، فوق كل المسارات المرسومة لاي علاقات او تطورات جديدة في المنطقة. ولو لم يكن بين البلدين سوى رابط مواجهة التحديات الصهيونية لكفى لبناء علاقات من التكامل بين البلدين.
بل لم يشأ الرئيس الاسد ان يحد هذا التكامل بالبلدين فحسب، بل جعل تلك العلاقة مداداً وحاضنة لكل حركات المقاومة والتحرر في المنطقة.
ومن ابواب دمشق اراد الطرفان الاجابة على التهويل الاسرائيلي المرفق بمكبارات صوت
عسكرية، مزروعة في اكثر من اتجاه. ليكون تأكيد على ما هو اشبه باستراتيجية المواجهة لكل الاحتمالات المطروحة.
وعلى مسافة ايام من ابواب القمة العربية، أراد الحليفان تسجيل صورتهما الثابتة في ذاكرة الدول الملتفة حول جملة من الملفات المعضلة، ليؤكدا ان الطريق إلى وحدة الكلمة العربية، لا تعيقها استراتيجية هذه العلاقة،بل إنَّ لها حضوراً لا يمكن لاحد ان يتجاهله أو يبني على خلافه، ليكون معها مسار من التقارب على طريق المصالح المشتركة، يزيد من تمتينها ووضوح عناوينها ، اللقاءات المرتقبة للرئيس الايراني مع فصائل المقاومة اللبنانية والفلسطينية، فيكون الشكل رسالة مهمة، فضلاً عمَّا يحمله المضمون.
نقلا عن المنار.

المصدر: منتديات مدينة الاحلام

hghs] ,k[h] dc;]hk lk ]lar ]ul hglrh,lm ,jp`dv ghsvhzdg j;vhv ho'hzih