|
|
#1
| |||||||
| |||||||
صراع المياه صراع المياه نجم الدين بيرقدار الماء هذا السائل السحري في حياة الانسان والمكون من ذرتين الأوكسجين والهيدروجين .. يكاد أن يكون الإنسان نفسه لإحتواء أجسامنا بأكثر من 75 % .. وقد ذُكِر الماء في القران الكريم في 27 آية .. ولعل أبرز ماذُكِر وأدقه كما في ( وجعلنا من الماء كل شيْ حي ). إذا كان أجسامنا يحتوي على 75 % من الماء.. فإنّ كرتنا الأرضية لها النصيب الأكبر , حيث تكوّن ثلثيها أي ثلثي الأرض يتكون من الماء كأنهار وبحور ومحيطات , والبقية هي الثلث أي اليابسة .. إذاَ لولا المياه لأنتهت الحياة في الأرض.. والطلب على الماء والعرض موجود في الطبيعة يكاد أن يكون متساويين لولا النمو الحاصل في السكان وكذلك الإحتياجات المتزايدة للمياه التي تدخل في حياتنا كمادة أولية وانتاجية في آن واحد.. وهذا مما أدى إلى الإستعمالات الكبيرة والمتعددة للمياه ومنها الإحتياجات الإنسانية والحيوانية , والإستعمالات الزراعية والصناعية التي تزداد وبوتيرة جنونية. كل هذه العوامل أدتْ إلى نشوء الصراع في طلب المياه , ويشهد العالم بوادر ذلك الصراع , ولعل أشده في منطقة الشرق الأوسط مفهوم الشرق الاوسط الجغرافية والسياسية والتاريخية : منطقة الشرق الأوسط The middle East أسم مجازي لاوجود لها في السياسية الجغرافية إلا بعد عام 1850 حيث أطلقه عليها الساسة الأنكليز لأهميتها السياسية والأستراتجية والدينية والإقتصادية والجغرافية والتاريخية والقومية...الخ إذ هذه المنطقة تضم لبيا , مصر , السودان , الإمارات , اليمن , عمان , الشارقة , البحرين , قطر , الأردن , تركيا , سوريا , إسرائيل , السعودية , لبنان , إيران والعراق , وتضاف إليها كل من باكستان وأفغانستان والجزائر والمغرب وتونس وسمي أنذاك الشرق الأدنى . شرق من؟ ولمن الأوسط ؟ والجواب.. إذا هو أسم مجازي لا وجود له في الجغرافية السياسية. ثروات الشرق الاوسط : تضم هذه المنطقة كل الثروات العالمية من : 1- النفط : وجود الأحتياطي الأكبر في العالم إذ يصل إلى 75 % من الأحتياطي الكلي العالمي. 2- المعادن : وتضم المنطقة كثير من المعادن الفلزية مثل الحديد والفسفات والنحاس وحتى الاورانيوم . 3- الغاز والكبريت: تحتل المنطقة المرتبة الأولى من الغاز الطبيعي والكبريت. 4- الموقع الجغرافي المميز : المنطقة تمتاز بوجودها في مركز الموصلات العالمية بين الغرب والشرق والشمال والجنوب. 5- الزراعة : تتميز المنطقة بتنوع المحاصيل الزراعية الغنية من الفواكه والحبوب والخضروات مع جودة المناخ لزراعتها. 6- االتنوع القومي والاثني : تتميز منطقة شرق الأوسط بوجود قوميات وشعوب متعددة وغير متفقة فيما بينها مما جعل الوضع غير مستقرا وهذا مما حفز الكثير من دول الكبرى إلى القيام بأحتلالها ومنها الوضع الفلسطيني , وصراع المذهبي والأثني في العراق. كل هذه الأ مور التي جعلتْ منطقة شرق محاط أنظار الدول الكبرى من خلال الولوج اليها وجاعلا بالتالي منها منطقة غير مستقرة بهدف جعلها هدفا سهلا للهيمنة عليها مستقبلا وهذا مما أدى إلى ظهور المشاكل فيها. مشاكل قد تحدث في المنطقة : أ - مشكلة الأقليات بهدف القضاء على حلم الوحدة. ب- أبعاد الأمن القومي والامن الغذائي. ت – المشكلة الفلسطنية والوجود الصهيوني في المنطقة. ج – إيران وطموحاتها المستقبلية. د – مشكلة المياه وجاعلا منها حلقة من الصراع الدائم في المسرح السياسي في المنطقة وهذا مما سوف نتناولها.. المياه في الشرق الأوسط : الشرق الاوسط منطقة مترامية الأطراف ذات مساحة أرضية تقارب أكثر من 20 مليون كم2 وبنفوس تعدادها أكثر من 300 مليون نسمة . المنطقة كانت في الماضي السحيق دائمة الخضرة بفضل النوع المناخي الرطب , وسقوط الأمطار بحدود 300 ملم سنويا. المشاكل المناخية والبشرية في المنطقة : وبسبب التحول المناخي قبل 15 الاف عام أدى إلى ظهور : - الصحاري في معظم مناطقها. - إنحصار المنطقة الزراعية الخضراء إلى أقل من 20 % . - بداية النزوح الجماعي وخاصة من الجزيرة العربية إلى مصر والعراق وسوريا والأردن طالبا للماء والخضرة والأمن الغذائي , وهو بالهجرات الجزرية وأحيانا تسمى بالهجرات السامية . وقد غيرتْ هذه الهجرات ديمغرافية المنطقة لنزوح الاف منهم وإستيطانهم في المنطقة مثل النزوح السومري والأموري والأشوري والكلداني إلى العراق , والنزوح الفنيقي إلى سوريا وشمال إفريقيا والهكسوس إلى مصر. - بداية التقسيمات السياسية والأثنية والدينية في المنطقة كمثل ظهور القومية العربية والأديان السماوية كاليهودية والمسيحية والإسلام مما ساهمت في ترسيخ وصقل الثقافات الإجتماعية الجديدة في المنطقة. كل هذه العوامل أدتْ إلى تقاسم كل شيء في هذه المنطقة من الغذاء والأرض والثروة وأخيرها الثروة الحياتية آلا وهي المياه. المياه في الشرق الاوسط كانت تستعمل ولحد الزمن القريب لأرواء الملايين من البشر والحيوان والنبات لوجودها بكميات هائلة مصادر المياه في المنطقة مالها وماعليها مصادر المياه في شرق الاوسط كالاتي : 1- الأمطار والثلوج : تتساقط في منطقة الشرق الاوسط كميات هائلة من الأمطار والثلوج تتراوح كمياتها من 20 إلى 300 ملم سنويا, وهي كميات كبيرة مما تؤدي إلى الخزين الهائل من المياه في الأنهار والجداول والبحيرات. 2- الأنهار : تجري في المنطقة أنهار كبيرة جدا منها النيل ودجلة وفرات ونهر الغراف والزاب الكبير والصغير ونهر الكارون والوند والعظيم والعاصي وغيرها من الجداول والعيون. وكانت هذه النهار يوما ما مشكلة كبيرة كانت تسبب في غرق مناطق شاسعة من الأرض وقتل الاف مؤلفة من الإنسان والحيوان والنبات , وكميات المياه الصادرة تتراوح بين 150 – 200 مليار متر مكعب سنويا. 3- الخزانات الإصطناعية والطبيعية : نتيجة الكمية الهائلة من الامطار والانهار وجِدتْ خزانات طبيعية في المنطقة وخاصة في العراق ومصر والأردن , كذلك خزانات إصطناعية مثل السد العالي وسد الموصل والثرثار ودوكان ودربندخان في العراق وسد نهر الأردن في الاردن وسد الفرات في سوريا وبحدود 21 سدا ومشروعا على نهرين دجلة والفرات في تركيا. هذه السدود والخزانات الاخرى الصغيرة ساهمت في مد المنطقة بالمياه عند الحاجة. 4- المياه الجوفية : المياه فوق الارض التي ذكرناها سابقا توازيها الثروة المخزونة تحت سطح الارض والتي هي مازالت الأحتياطي الاستريجي للمنطقة لم تستثمر لحد الان. 5- محطات التحلية المائية في الجزيرة العربية ( السعودية , الإمارات , عمان , قطر , الكويت والبحرين ) وهي الاحتياطي الكبير لمياه الشرب الانساني والحيواني وحتى الزراعي. فكميات المياه المتوفرة تكفي نظريا لضمان الحياة البشرية نحوا ما كأستعمالات اليومية والزراعية والصناعية وبحدود 11 – 80 م مكعب يوميا للفرد الواحد في المنطقة ( بحدود 300 مليون نسمة ) ولحد يومنا هذا هناك توازن مائي , ولحدما. ولكن كما أسلفنا فالدول الكبرى تريد خلق الأزمات بهدف إحداث البلبلة في المنطقة والهيمنة تارة أخرى. السؤال الذي يطرح نفسه في أين يكمن المشكلة في متطلبات المياه وما هي أزمتها ومتى ستظهر؟ وما هي أبعادها المستقبلية؟ للأجابة على كل هذه الاسئلة تتطلب حلا فنياَ وسياسياَ وإجتماعياَ وحتى دينياَ , لكون المنطقة تدين بأكثرية بديانة الاسلام والاقلية المسيحية واليهودية , وجوهر الإجابة تكمن في أن لنضع حلاّ مستقبلياَ للجفاف الذي سوف يلحق بنا في المنطقة , وكيفية التقاسم حتى القطرة الاخيرة من الماء بين 300 مليون نسمة. التخوف من الجفاف في الجزيرة العربية قبل عشرة الاف عام مما سبب إلى النزوح المليوني من البشر شمالاَ وغرباَ. المياه في الشرق الاوسط في رأي الباحثين كافية لإحتياجات سكانها ولكن الخوف من الجفاف وإنحسار الأمطار والثلوج مما يسبب في قلة الإمدادات المائية للجدوال والأنهر والسدود. كان ولايزال دور الدول الكبرى في بسط نفوذها وأستثمار الموضوع مما أدى إلى تأجيج الصراع حول المياه في المنطقة ودق ناقوس الخطر بهدف المقايضة المالية في بناء السدود ومشاريع مائية عديدة. في محاضرة لرئيس وزراء تركيا الاسبق تورغوت أوزال في واشنطن قال قولته الشهيرة ( نستطيع أن نقايض قطرة الماء بقطرة النفط ) وبعد هذه المقولة بدأت مشاكل المياه في الشرق الأوسط , وماهو هذا الصراع؟ الصراع حول المياه في منطقة الشرق الاوسط والعالم أولا : ماهية ونوعية هذا الصراع مشكلة المياه عالمية ولحد الان. لم تبدأ المشكلة على شكلها المأساوي ولكن كل البوادر تؤكد إمكانية ظهورها على شكل مشكلة وقتية ثم تتحول إلى دائمية – ومن ثم إلى الصراع – وبعدها مرحلة الحروب على المياه. هذه الدلائل وإستنتاجات بعض الكتّاب والمفكرين , ولكن لنبدأ بتحليل الوضع على ساحة الشرق الاوسط , وكما أسلفنا ولحد الان إن كميات المياه فيها متطابقة أو كافية وحسب القياسي العالمي ب 11 م مكعب للفرد الواحد في الشرق الاوسط , تحليةَ , أمطاراَ , مياه جوفية أو سطحية , الخزانات , الانهار والجداول الجارية ولكن الذي يحدث في بعض المناطق من الشرق الاوسط أن نوعية المياه لاتطابق والمقاييس العالمية لها. ونوعية المياه ليست فقط محصورة الان على منطقة الشرق الاوسط بل كل العالم تشهد تحولات مناخية من الإحتباس الحراري الذي أثّر على نوعيتها في زيادة الاملاح أو تلوثها بمكونات الكيمياوية الآتية من المصانع في بعض الدول الصناعية أو بتلوث الإنساني نفسه نتيجة رمي الكميات الكبيرة من مياه الصرف الصحي ومنها إنها : - نوعية المياه مهمة جداَ لأنها تؤدي إلى تدهور الزمني لحياة الإنسان وظهور أمراض عديدة. - كمية المياه وتدفقاتها المتجددة لها تأثير كبير في الاستعمالات اليومية للفرد والمجتمع وحتى في البلد الواحد. - الامدادات الزراعية: وهذه العمود الفقري لحياة المجتمع. فالزراعة تعني إمدادات الغذاء أولاَ , فالدورة الحياتية تتجدد من خلال الزراعة وتؤدي بالنتيجة إلى زيادة الاوكسجين الجوي ومن خلال عملية التركيب الضوئي ثانيا , وثالثها إقتصاد البلد حيث أنّ إمدادات الغذاء تزيد الانتاج المحلي العام ومن ثم زيادة دخل الفرد. - إمدادات الحاجات الصناعية : كل الانتاج الصناعي بحاجة إلى مياه التي تدخل جانبا كبيراَ في الحصيلة النهائية للمادة المصنعة ماديةَ كانت أو إستهلاكية. - إدامة حياة الغابات وحياة الحيوانات وهذه مهمة جداَ وبدونها تتقلص المساحة المزروعة في الاحراش والغابات ومما تؤدي إلى قلة الحيونات البرية , وكل هذه العوامل لها تأثيرها في منطقة الشرق الاوسط. ولو أخذنا أي بلد فيها مثل مصر والعراق على سبيل المثال لاالحصر سنجد هذه العوامل متأثرة فيها وتضاف عليها مشكلة أخرى وجديدة إذ هناك مشكلة قادمة وتتوسع في المدى البعيد لذا أخذتْ هذه الدول الاحتفاظ بمياهها الاقليمية وعدم الاخذ بمبدأ ( الدول المتشاطئة ) كما يحدث الان في تركيا وسوريا والعراق أو كما بين سوريا وأردن وإسرائيل أو كما بين مصر وأثيوبيا والسودان وغيرها من الدول. فتركيا التي فيها منبع كبير لنهري الدجلة والفرات حاولتْ جاهدة الحفاظ على مياهها الاقليمية ولهذا تم صرف المليارات من المال لبناء الخزانات والسدود والتي هي بحدود 21 مشروعا على النهرين المذكورين مما أدى إلى إنحسار المياه في سوريا والعراق مع تردي في نوعية المياه فيهما, وكذلك بناء إيران سدود عديدة على أنهارها الصغيرة مما أدى إلى عدم وصول مياه هذه الانهار إلى أرض العراق كمثل نهر الوند والكارون. أما بين سوريا وأردن وإسرائيل فالمشكلة ما زالت قائمة حول تقاسم نهر الاردن وكذلك مشكلة تقاسم نهر النيل مازلت قائمة بين مصر والسودان وإثيوبيا ... ثانيا : حل الصراع تعاني منطقة الشرق الاوسط عموما من مشكلة المياه ولكنها لم تصل لحد الان إلى صراع قوي ولكن في المستقبل قد تحدث وتتفاقم إن أهملتْ. هناك نوعنما من المفوضات المائية بين الدول المنبع أو الدول المتشاطئة والدول التي تتغذى من هذا المنبع . وأن أهملت المشكلة تماما ولسنين طويلة قد تتفاقم وتتحول إلى صراع مسلح و حرب دامية أو ما يسمى الحرب القادمة. هناك حلول وسطية بين دول الشرق الاوسط أساسها التفاهم القومي أو الديني أو السياسي وعليه لا خوف من تلك المشكلة أو الصراع في الوقت الراهن , ولكن هناك دلائل تذكرنا بأخطارها المستقبلية , ولحد من هذه المشكلة عقدتْ هيئة الامم المتحدة عدة إجتماعات عالمية لمعالجة المشكلة ونتجت عنها التوقيع على قوانين عديدة للحد من مشكلة المياه ولكنها لم تنفذ على أرض الواقع. الخاتمة كل الدلائل تشير بوجود بعض المشاكل المائية في المنطقة في كمية المياه المنخفضة ونوعيتها المتدنية . المنظرون يتفقون على أن هذه المنطقة ( منطقة الشرق الاوسط ) ستشهد مشاكل عديدة بعضها وصلت بالفعل إلى الصراع وقد تصل إلى حروب متتالية. مازال ومايزال هذا الهاجس – هاجس الخوف - مستمرا إن لم تجد له حلاَ شافيا فالمنطقة لا تتحمل عبئا جديدا يضاف إلى أعباءها المستديمة.. المصادر 1- عماد مفيد – الصراع على مياه الشرق الاوسط http//www.e-joassocce.net 2- صاحب الربيعي – القانون الدولي والخلاف والاتفاق حول مياه الشرق الاوسط - دار الكلمة – 2005 دمشق 3- أرتون سوفر – الصراع على المياه في الشرق الاوسط – جامعة حيفا – 2006 4- جورج المصري – الاطماع الاسرائيلية في المياه العربية – مركز الدراسات العربي – الاوروبي - 1996 المصدر: منتديات مدينة الاحلام wvhu hgldhi |
مواقع النشر (المفضلة) |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
شركة Quest اضخم شركة تسويق شبكي تقدم لك فرصة عمل وتصبح مندوب بالشركة | u2bsd | قسم إعلانــات مواقع الانترنت | 97 | 28 - 12 - 2012 10:18 |
ميكانيك السيارات | الرعد | عالم السيارات | 5 | 27 - 01 - 2009 23:48 |
كيف تحافظ على سيارتك ميكxxxxxxxxياً لسنوات اكثر ..؟؟ | ابن حماس | عالم السيارات | 6 | 23 - 09 - 2008 03:54 |
التغيرات المناخية تهدد موارد المياه على الأرض | الاخبـــار | المنقولات العـــامة | 1 | 15 - 05 - 2008 17:38 |
المياه الزرقاء !! | نجمة المشرق | قسم الصحة | 7 | 05 - 08 - 2006 01:37 |
Powered by vBulletin Version 3.8.7 Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd ترقية وتطوير: مجموعة الدعم العربى |