كيف تقرأ سريعا وتفهم جيداً

كيف تقرأ سريعا وتفهم جيداً
نظرة في كتاب


رغم مايقال ويشاع عنّا نحن العرب من اننا امة (لاتقرأ) فان الواقع يثبت ان القراءة فعالية اساسية في حياتنا شئنا ام ابينا، فالطلاب الذين يتلقون العلم في مختلف المراحل الدراسية وفي الجامعات والذين يعدون بمئات الالاف تشكل القراءة نشاطا رئيسيا لهم، والانسان العادي طبيبا او مهندسا، او محاميا او في اي مهنة اخرى تشكل القراءة جزءا هاما من نشاطه اليومي سواء بالاطلاع على الصحف والمجلات او قراءة كتب متخصصة تلزمه في عمله، حتى التاجر والصانع ورجل الاعمال مضطر للقراءة، والتعامل مع الكلمة ضمن عمله، واذا اضفنا لهؤلاء عددا كبيرا من المثقفين والادباء والفنانين ورجال السياسة والفكر التي تشكل القراءة فعالية اساسية في حياتهم، ادركنا جيدا ان القراءة جزء اساسي من حياتنا، حتى مع دخول الكمبيوتر والانترنت، فالانترنت ليس الا كتابا رقميا يستلزم القراءة.


من هنا تبرز مجموعة من المشكلات التي يعانيها كل من يقرأ فالقراءة اما ان تكون للتعلم والفهم، او للتسلية او التصفح العابر، او للتدبر والتحليل والتقدير.

معظم الذين يقرأون يتابعون الصفحات كلمة كلمة، ويواجهون احيانا مشكلة في الوقت الذي تستغرقه القراءة، او انهم يواجهون مشكلة في استيعاب ما يقرأون، لهذا يتمنى كل من يقرأ، ان يحقق المعادلة التي تقول (كيف تقرأ سريعا وتفهم جيدا).وفي الدول المتقدمة هنالك تدريبات وقواعد محددة، وكتب متخصصة تعلم القارئ هذه المهارة التي تبدو استثنائية الا وهي القراءة السريعة، حتى بلغ الامر في الكثيرين ان يقرأوا كتابا بسرعة مذهلة بتمرير عيونهم على الصفحة كأنهم يمسحونها بنظرهم مسحا، ومع ذلك يذكرون كل ما فيها.

لهذا فان الكتاب الذي نحن بصدده (التعلم السريع) للخبير الدكتور محمد الحاج خليل والصادر حديثا هو اول كتاب باللغة العربية يتضمن مادة علمية تقود اي قارئ في حال دراسته الى اكتساب مهارة القراءة السريعة والفهم الجيد، ويشكل الكتاب نقلة نوعية في مجال التربية، وفي مجال التعليم، وفي مجال تطوير القدرات لكل من يتعاملون مع الكلمة المقروءة من اي قطاع كانوا، وخاصة للمثقفين والكتاب والادباء، وكذلك للطلاب الجامعيين والباحثين وللأكاديميين، ولكل من يرغب في تحسين سرعة قراءته، وزيادة فهمه لما يقرأ.

مؤلف الكتاب الدكتور محمد خليل الحاج اكاديمي وخبير في التربية، عمل مع منظمات دولية كاليونسكو في العديد من دول العالم لتطوير التعليم، وكمستشار تربوي وألف وترجم عشرات الكتب في اللغة والتربية والادارة التربوية وطرائق التعليم حيث اصدرت مؤلفاته دول عربية ومنظمة اليونسكو، وجامعات عربية.يتضمن الكتاب الذي جاء في 380 صفحة ستة ابواب تتوزع عليها مادة الكتاب وتشكل في مجموعها ما يشبه الدورة التدريبية العملية لاكتساب مهارة القراءة السريعة، او التعلم السريع.

يؤكد المؤلف في المقدمة ان الانسان لا يستطيع ان يقرأ كل ما يلزمه الا اذا بذل جهدا كبيرا واعيا في تحسين مهاراته وعاداته القرائية، اي ان يتعلم كيف يقرأ بفعالية، يشتمل الكتاب بعد ذلك على خطوات هذا البرنامج الذي عرضه المؤلف قبل طباعته على قطاعات مختلفة لاختباره عمليا واكد الجميع ان فعاليته اكيدة في تحقيق القدرة على القراءة السريعة والفهم الجيد.

في بداية الكتاب هناك ما يسمى بالاختبار القبلي وهي طريقة مصممة بتعريف القارئ بمعدل سرعته في القراءة، ومستوى فهمه واستيعابه لما يقرأ، وهذه الطريقة تشمل مادة اختبارية واسئلة ودليل اجابة لقياس سرعة القراءة والفهم.

ثم هناك المادة التعليمية التي تشمل معلومات نظرية وتطبيقات عملية موزعة على عدة وموضوعات مثل انواع القراءة وتقنياتها وهي الاستطلاع، والقراءة العابرة، والقراءة المتفحصة، وقراءة الدرس.

وبعدها جانب تطبيقي عملي لتطوير التقنيات والمهارات القرائية المختلفة في التدريبات الواردة في الكتاب ثم في توجيه القارئ المتعلم لتطبيقها في القراءة اليومية.

وهناك فصل يسمى تحديد الغرض، حيث يشرح فيه المؤلف شرحا وافيا، وتدريبا مفصلا حول كيفية تحديد الغرض من المادة القرائية باستخدام اسئلة محددة، تبين الهدف من القراءة وتحديد نوع القراءة الملائمة.

اما الفصل الذي يتحدث عن التأمل او التنبؤ والتخمين، فهو يشرح مهارة وتقنية جديدة على القراء، هدفها اكساب القارئ القدرة على محاولة التنبؤ بما سيقوله الكتاب او المادة المقروءة، والتأمل والتنبؤ يلي تحديد الغرض من القراءة، ويساعد على اختيار نوع القراءة الملائم.




منقول

المصدر: منتديات مدينة الاحلام