|
|
#1
| |||||||
| |||||||
الشاعر هلال الفارع نبذة عن الشاعر هلال الفارع شاعر فلسطيني من " نابلس " عاش ودرس وعمل في الكويت حتى عام 1990 صدرت له مجموعة شعرية بعنوان " هدايا آخر الليل " المصدر: منتديات مدينة الاحلام hgahuv ighg hgthvu |
13 - 12 - 2008, 17:21 | رقم المشاركة : [2] | ||
| واتا ، مشروع قمعي واتا.. مشروعٌ " قمعيٌّ " ضدَّ القمعْ ساحةُ إنسانٍ، أَقْسَمَ أن يستبدلَ بالكِلْمَةِ نهرَ الدَّمْعْ وَيُفَجِّرَ نَبْضًا مَكْبُوتًا، وَيُميتَ القِسْمَةَ والناقِصَ والضَّرْبَ، وَيُحيي الجَمْعْ!! *** واتا.. مَنْجَمُ فِكْرٍ عَصْرِيِّ المعنى يتلاقَى فيهِ الأيمنُ والأيسَرُ والأقصى والأَدنى والأكبرُ والأصغَرُ والأفقرُ والأَغنى وَيَمورُ الإبداعُ بِها زَهوًا، وَيسيرُ بِساحَتِها هَوْنا!! *** واتا.. الواوُ وَطَنْ يَعْمُرُهُ الإِنسانُ الحرُّ بِهامَتِهِ، مِنْ دُونِ كَفَنْ والألِفُ الْمَمْشوقَةُ كالسيفِ بِوَجْهِ القَهْرِ فَنَنْ تَتَناجى فيهِ الأَفْئِدَةُ اليَقْظَى، مِنْ غَيْرِ وَسَنْ والتَّاءُ المَفْتوحَةُ لا تُغْلِقُ بابًا لِلْفِكْرِ، وَتُوصِدُ كُلَّ الأَبوابِ بِوَجْهِ القَهْرِِ، وَتسلُكُ في رأسِ الخَوْفِ رَسَنْ! | ||
13 - 12 - 2008, 17:25 | رقم المشاركة : [3] | ||
| أدري بأنَّـكِ أنـتِ قاتلتي إنِّي أُحِبُّ جُنونَ عَيْنيْكِ اللَّتَيْنِ أَرَاقَتا قَلَقِي وَأُحِبُّ أَنْ أَبْكي.. وَنَحْنُ مَعًا، نُعَلِّقُ في حُنُوٍّ حُمْرَةَ الشَّفَقِ أَنا قادِمٌ مِنْ خَلْفِ أَهْرامٍ مِنَ الْحِرْمانِ، والإِمْعانِ في الْحُرَقِ وَمُيَمِّمٌ شَطْرَ النَّجاةِ، وَما عَرَفْتُ بِأَنَّني، بِيَدَيَّ أُوقِظُ مَوْجَةَ الْغَرَقِ أَنا مُذْ رَأَيْتُكِ، لا أَزالُ مُسافِرًا بَيْني وَبَيْنَكِ، لَيْسَ يُوصِلُني إِلى عَيْنَيْكِ جِسْرُ الْحِبْرِ وَالْوَرَقِ أَغْفو عَلى أَمَلٍ – إِذا أَغْفَيْتُ – كَيْ أَصْطادَ طَيْفَكِ في مَدارِ الحُلْمِ والْعَبَقِ وَأَعودُ مَحْمومًا، وَلَيْسَ سِوَى انْطِفاءاتٍ وَرَجَّاتٍ على كَفِّي، تُهَدْهِدُ بارِدَ الْعَرَقِ... أَدْري بِأَنَّكِ أَنْتِ قاتِلَتي، فلا تَتَنَكَّرِي في هَيْئَةِ الأَرَقِ!! | ||
13 - 12 - 2008, 17:27 | رقم المشاركة : [4] | ||
| الإنتظار إلى ((جميلة)) التي سجَّلت إعجازاً في صبر المرأة الفلسطينية، عندما وقفت على الرصيف المقابل لركام بناية((الصنايع)) التي دمرها العدو الصهيوني بالقنبلة الفراغية ـ لمدة أسبوعين ـ تنتظر خروج جثة ابنها الوحيد ((غسّان)) *** صُرَاخٌ.. جُثَّةٌ أُخْرى، ((وَبُلْدوزَرْ)) وصوتُ الريحْ. ورائحةُ الدِّماءِ تُحَطِّمُ الرِّئَتَيْن صراخٌ يشربُ الصمتَ الرَّهيبَ ويوقَظُ الحَذَرا، ومن جَوْفِ الرصيفِ تُطِلُّ عيناها كَقُنبلتَينْ تنتظرانِ أَمْرَ الصَّمْتِ واللُّقْيا.. لِتنفَجِرَا "جميلةُ" لا تصدقُ ما ترى .. والريحُ تنْثُرُ شَعْرَها المَبْتُوتَ في وَجهٍ كَقرصِ الشمسِ ، يَنْهَبُهُ الأُفول ومرةً أخرى تَلِفُّ جديلةً شقراءَ في يَدِها وترسِلُها بلا وعيٍ إلى المجهول : ((أَيَّةُ غربة درزت على أقدامنا درزا؟! وأية أحجيات لم تزل تقعى على باب الغد المقفول أية قسمة ضيزى تحللنا على الموت الرخيصِ على الحراب على الأسى والحزن كيف تشاءُ تذبحنا على الأنصاب تنشرنا وتنسانا على الأقدار والأنياب تعشَقُ قتل أطيار الحقولِ وتعتقُ القططَ السمينةَ والكلابْ، فأيُّ حلٍّ فيه سكينٌ ونابْ؟ أي حل لا يُجلُّ النزفَ من ودج الرقاب؟ وكلكم شهداءُ، فانتفِضوا، وسحقاً للأسى والعارِ، والدنيا .. وأشباه الحلولِ، وشرعِ هذا الغابْ))!!! *** وتحتال الدموع على التكتم، والتمرد، والعذابْ تجرُّ في خدَّيْ "جميلةَ" قصةً سوداء، في لون الحياة، هو الترابْ، يطير في الزحَـم المريب لِحَـمل أوصالٍ ، تلاقطها الرجالُ من الركام فتستخفُّ – بلا اكتراثٍ – للأمام : ((فأي معنىً للفناءِ ؟ وأي معنىٍ للقبور بلا أناسٍ ؟ أي معنىً للحياة بلا أسًى ؟ )) وتغوصُ بين المنقذينَ لعله غسانْ وخفّـت كلُّ أنهارِ الدموع إلى اللقاءِ تزاحمت في مقلتيها أيها سيجرُّ هذا الكبتَ والكتمانْ ؟ وفوق لسانها شـبَّ الصراخُ فكـاد يحترق اللسـانْ. وتسـتديرُ إلى الرصيفِ – فذاك يوسفُ – إبنُ بائـعة الحليبِ ، وأين سـاره ؟ أين قـاهرة الشقـاء ؟ ومن تراه يشيع الخبر الحزينَ ، يكون قنبلةً يفجر قلبها ، ويَـذَرُّ في غدها الفنـاء ؟ وكيـف يشفيها العـزاء ، ولم تذر بيتاً على جسد المخيمِ لم تَـرِدهُ بـِسََـطلها!!! خمسـين قرشاً كل ما تجنيـه من سَـفرِ الحليبِ، لتشـتري منـه " ليوسـفَ " ربما قلماً ودفتر أو إذا فاضت أيادي المحسنينَ أتت بسـكّرةٍ لكـوثـر كيـف يكفيـها العزاء لفقـده ؟ لم يبق حي أو زقاق أو فناء ولم يطرزْه الحفـاء وذلك الصوت الرتيـبُ " هنا الحليـبُ .. هنا الحليـبُ " على شفاهٍ ترتوي قصصَ الأسـى من أمسها المنكوبِ تسـردها لأطفال المخيمِ ، مثلَ حسـرتها على فمهـا تذوبُ .. تذوبْ .. وتسـحبها من الهـذيان حوقلـةُ الرجـالِ ، وجثـةٌ أخرى، وزغـردةُ النسـاء ، وخـرقةٌ بيضـاء تُخرجُها عن الصمت الدمـاء ، وفي العـراء ، وبين أنقاض الزمان ونكبـة الدنيا ، تُـجاذِبُـها الجُنـونَ وتَـسـتَبـِدُّ بـلُبـّهـا ، قُـطُـفٌ مُـنَـشّـرةٌ على الأشـلاءِ تَـسرقهـا العيـون . ويُدركها المسـاء وروحُـها لمّـا تزلْ تسـعى على اللحم الممزقِ مَـنْ سـيرتق هذه الأمعاء ؟! من سيخيـطُ أميـالاً من الجرح العميق ؟ وأين غسـانُ ؟ ويفـجـِعُـها السـؤالُ : أماتَ !؟ وابتدأت تخـافُ، ومرََّ أسـبوعان ، لم يخـرج إلى الدنيـا ليروي قصـةَ الماء البعيـد ، وقصـةَ النهر الذي يجـري ، لهيبـاً أو دماً وصديـدْ ويفـجعها السـؤالُ: أمـاتَ ؟ وانصـدعَتْ بأعلى الصدرِ ، روحٌ كاد ينـزعها الأسى لولا بقايا من ركامٍ لا تزالُ تقيلُ في ظل الحريق على الثرى وتأرجحَ الأملُ القتيـلُ أمام عينيها على عرض الطريق ، فأمّـلتْ .. وتنهـدتْ . وتهـزها جثـثٌ تَلاحق في النشـورِ ، فتسـتفيق ، على الحقيـقةِ : ماتَ غسـانُ . وهذا الردمُ والأنقاضُ ترقص فوقَـهُ غسـانُ مـاتْ وماتَ في رجع الذهول صراخُـها : غسـانُ، يا هبـةَ الملوك إلى مقام اللاتْ يا ابن الريـحِ ، يا ابن المـوتِ يا ابني، يا ابن أمسـية اللجـوءِ ويا قتيـل الصمـتِ يا ابن الرحلـة الأولى ويا ابن النزحـة السوداء يا ابن اليُتم يا قربان هذي الأمـة الحمقـاء واندفق البكـاء ومن دموع الفجع نز عنـاء : مع الإعصارِ ، والتيـارِ مَـنْ كفن الحياة يعـود غسـانُ ومن خلف الحـدودِ مع الـورودِ يعـودُ غسـان من الخـوفِ ، من الحـرفِ ، من النزفِ الذي سيجرُّ أنهار الكرامةِ في غدي ، سيـعودُ غسـانُ ومن حلق الفنـاء يعـود غسـانُ من السفَـر العنيـدِ ورحلـةِ الماء البعيـدِ يعـودُ غسـانُ إلى الأرض الحزينـةِ ، لي ... غداً سيعـود غسـانُ غداً سيعـود غسـانُ ،،، ويـومٌ آخر يمضي ، ولا زالتْ "جميلةُ" تقتُـلُ السـاعاتِ واقفـةً وتفتـرش الرصيفَ إلى الصبـاحِ تشـُـدُّ جفـنيـها إلى خَلَلِ الركامِ فربما .. غسـانُ يخرج كي تراهُ .. ولن تراهُ فقد دنا يوم الرحيـلِ ولم يزل غسـانُ يبحـثُ في الجحيـمِ عن المياهْ !! | ||
13 - 12 - 2008, 17:29 | رقم المشاركة : [5] | ||
| النداء الأخير انْهَضوا .. النِّداءُ الأَخيرُ لكمْ فانْهَضوا قبلَ أنْ تَنْتَهُوا – مِثََََََََََْـلَنا – في أَنينِ الصَّـفيحْ وَإِيَّاكُمو أنْ تَموتوا كثيرًا، وأنْ تَتْرُكونا طَويلاً، فما زالَ في العُمْرِ مُتَّسَعٌ للقِتالِ، وما زالَ في الأَرْضِ مُتَّسَعٌ للضَّريـحْ انْهَضوا .. نحنُ مَوْتى فلا تَتْرُكونا على نابِ "شارونَ " لا تَتْرُكونا على بابِ " قارونَ " لا تُسْلِمونا لهذا المصيرِ القبيـحْ تَمَنَّيْتُمُ الموتَ؟ مُتُّمْ .. كَفاكُمْ، فَوَجْهُ المُخَيَّمِ مُحْتَقِنٌ بالإِباءِ الذَّبيـحْ وآلافُ " بابا .. وماما " تُزَلْزِلُ مَسْرى النَّبِيِّ، وَمَهْدَ المسيـحْ فكيفَ تَغِـيبُونَ عنْ كَرْكَراتِ الطُّفولَةِ، كيفَ تَذوبونَ في مِثْلِ هذا الغِيابِ الصَّريـحْ ؟! دَعُوا بَعْضَكُمْ بيننا، إنَّنا خائِفونَ عليكمْ ، ومنكمْ، فلا تُدْمِنوا خَوْفَنا مِثْلَنا، لا تَزِيدُوا جُروحَ الجريـحْ انهضوا .. الرَّصاصُ الأخيرُ لكمْ، فانهضوا واطْلِقوهُ على كُلِّ عَرْشٍ كَسيـحْ القِصاصُ الأخيرُ لكمْ، فانهضوا واكتُبوا بالفُؤوسِ على صَفَحاتِ الرُّؤوسِ بِحَزٍّ فَصيـحْ: إلى حَيْثُ أَلْقَتْ ... بِكُلِّ ذَليلٍ وكلِّ رَذيلٍ وكلِّ عميلٍ وكلِّ نَطيـحْ !!!!!! | ||
13 - 12 - 2008, 17:31 | رقم المشاركة : [6] | ||
| أسرجْ حِصانَكَ أَوَّلاً لا تَبْتَئِسْ يا سيِّدي إِنْ قُلْتُ أَنتَ سِوايَ، تلكَ هيَ الحقيقَهْ قدْ نَستَوي في الخَلْقِ، طينٌ واحِدٌ طينُ الخَليقَهْ ولربَّما انْحَدَرَتْ عُروقُكَ - ليسَ مِثلي - مِنْ سُلالاتٍ عَريقَهْ وَلرُبَّما... ولربَّما ويَظَلُّ أَنَّ لِكُلِّ شَيْخٍ - مثلما قالوا - طَريقَهْ !! *** يا سيِّدي، دَعني أَقولُ صَراحةً، ما لي عَليْكَ، وما عَلَيَّهْ أَنا لنْ أَقولَ بِأَنَّني الرَّقَمُ الأَصَحُّ، وأَنَّني مِفتاحُ، أو سِرُّ القَضِيَّهْ أَنا لنْ أَقولَ بِأَنَّني جَمَلُ المَحامِلِ في الصَّحارى الجاهِلِيَّهْ أَنا لمْ أَقُلْ: في مَوْطِني كالقاتِ والأَفْيونِ تُعتَقَلُ الحَمِيَّهْ بعضُ الحَقائِقِ دونَ قائِلِها تُقالُ، ودونَ بَهْرَجَةٍ تَكونُ المَنْطِقِيَّهْ !! أَنا قُلْتُ: إِنِّي بَعضُ هذا الطَّوْدِ مِنْ أَجسادِ أُمَّتِنا الغَبِيَّهْ لكنَّني الجَسَدُ الوحيدُ بهِ الذي ما زالَ يَنْزِفُ أَبجَدِيَّهْ هوَ نَفْسُهُ الجَسَدُ الذي مِنْ أَجْلِ أَنْ تَهْنا قُلوبُ الغِيدِ في وَطَني يُعانِقُ بُندُقِيَّهْ !! *** يا سيِّدي: اذهَبْ وفاوِضْ دونَ تَفويضٍ فما عادَتْ كَسابِقِ عَهْدِها تَهوى انْطِلاقَتَها الخُيولُ المازِنِيَّهْ خُذْ كُلَّ ما يَكْفيكَ مِنْ زادٍ، وَمِنْ ماءٍ، فَإِنَّ إِمامَكَ العَنَتُ الكثيرُ، وَأَنتَ مَفتوحُ الشَّهِيَّهْ أَكثِرْ فهذا اللحمُ مِنْ خيرِ "العدُوِّ" يعَبِّئُ الطُّرُقاتِ في صَبْرا وَشاتيلا، وهذا الدَّمعُ في عَيْنِ الأرامِلِ ذو عَطاءاتٍ سَخِيَّهْ لا تَخْشَ عِبْءَ الحِمْلِ إِنَّ جميعَ هذا اللَّحمِ أَفئِدَةٌ طَرِيَّهْ شَبَّتْ على حُلُمِ الرُّجوعِ، فَعاجَلَتْها – دونَ أَنْ تَدري – سكاكينُ المَنِيَّهْ خُذْ كُلَّ ما يَكفيكَ فالجَدَلُ الذي سَتُثيرُهُ يَحتاجُ مِنكَ لَباقَةً، أو أَلْمَعِيَّهْ أَكْثِرْ.. فليسَ بِغَيْرِ هذا اللَّحْمِ تَبْرُزُ عَبْقَرِيَّهْ واذهبْ كما لو أَنَّ حِطِّينًا حِكايَةُ سامِرٍ أَو لم يَكُنْ في عُمْرِ قَومِكَ.. قادِسيَّهْ !! *** يا سَيِّدي: عَبَثًا تُحاوِلُ، لَنْ يَكونَ بِغَيْرِ حَدِّ السَّيْفِ تَحديدُ الهُوِيَّهْ يا أَيُّها المُتَفاوِضُ المَوْهُومُ، إِنَّكَ واهِنٌ جِدًّا، وَخَصْمُكَ واثِقٌ جِدًّا، فَكيفَ يُوائِمُ الوَهَنُ الشَّديدُ العُنْجُهِيَّهْ ؟!! أَسْرِجْ حِصانَكَ أَوَّلاً فالحَرفُ عِنْدَ العَزْمِ يَغْدو كالشَّظِيَّهْ هي ذي الطَّريقُ، وَذي الحُروفُ، ولِلبَنادِقِ أَوْلَوِيَّهْ أَمَّا إِذا لم تَقْوَ أَنتَ، فلا تُضِعْ مِنَّا القَضِيَّهْ دعْ كُلَّ ما يُضْنيكَ إِنَّ وراءَ هذا الضَّعفِ أَجيالاً... وأَجيالاً قَوِيَّهْ !! | ||
25 - 12 - 2009, 01:41 | رقم المشاركة : [7] | ||
| صُدفَـــةٌ لَنْ تَكُـــون تَأَخَّرْتِ... مَنْ كَانَ يَدْري، بِأَنَّكِ سوفَ تَجِيئِينَ في لَحظَةٍ مُسْتَقِيلَهْ وَأَنَّكِ – في صُدْفَةٍ لَنْ تَكونَ – سَتُحْيينَ كُلَّ شُجُوني القَتِيلَهْ؟!! تَأَخَّرْتِ... كانَ عَلَيْكِ – إِذا شِئْتِ – أَنْ تَتَعَدَّيْ حُدودَ الطُّفُولَهْ وما كَانَ ذلكَ بالمُسْتَحِيلِ، فَكُلُّ الْمَسافَةِ كانَتْ سِنِينَ قَلِيلَهْ وَكُلُّ الحِكايَةِ كانتْ: قَلِيلاً مِنَ الْكُحْلِ و" الرُّوجِ "، فَكَّ الضَّفِيرَةِ، كَيْ تَتَدَلَّى على لَوْحَةِ الصَّدْرِ أَحْلى جَدِيلَهْ!! تَأَخَّرْتِ جِدًّا... وَكُلُّ الْحِكَايَةِ كانَتْ: قَلِيلاً مِنَ التَّبْغِ واللَّثْغِ، بَعْضَ التَّكَسُّرِ في المفْرَداتِ الكَسُولَهْ وَبَعْضَ الشَّقَاوَةِ، كَيْ تُسْتَفَزَّ أُنُوثَتُكِ الْمُسْتَحِيلَهْ!! *** رَسَمْتُكِ فَوْقَ جِدَارِ صِبَايَ، عَلَى غَفْلَةٍ مِنْ عُيُونِ الْقَبِيلَهْ وَشِلْتُكِ في خَافِقِي، وَاخْتَرَعْتُ جَمِيعَ شُؤُونِكِ وَفْقَ اشْتِهَائِي، وَوَفْقَ عَذابَاتِ رُوحي الْجَمِيلَهْ وَقَطَّرْتُ طَيْفَكِ شَيْئًا فَشَيْئًا، كَما اسْتَمْطَرَتْهُ أَصَابِعُ كَفِّي النَّحِيلَهْ وَأَبْدَعْتُ رَسْمَكِ.. أَبْدَعْتُ رَسْمَكِ حَتَّى كَأَنِّي بِهِ، كُنْتُ أَوَّلَ مَنْ أَبْدَعَ الْهَنْدَسَهْ وَلَوَّنْتُ عَيْنَيْكِ بِالْمائِجِ الْمُتَهادِي، وَأَجْرَيْتُها في مَنَامِي، عَلَى حُلُمٍ نَزَّ مِنْ سُنْدُسَهْ! زَرَعْتُكِ في كُلِّ زاوِيَةٍ مِنْ فُصُولِ الشِّتاءِ الطَّوِيلَهْ وَفي كُلِّ نَسْمَةِ حُبٍّ عَلِيلَهْ وَفي كُتُبِ الْمَدْرَسَهْ وَكُنْتُ إِذا قُرِعَ الْجَرَسُ الْمُسْتَحِيلُ، وَطارَ التَّلامِيذُ لِلدَّرْسِ، كُنْتُ أَفِِرُّ إِلَى صُورَةٍ في كِتَابِي، إِلَى آيَةٍ نَزَفَتْ مِنْ ثَنايا عَذَابِي، وَسَمَّيْتُها آنِسَهْ أُقَلِّبُها كَيفَ شَاءَتْ يَدِي الْبَائِسَهْ وَأَرْقُبُ فيها تَوَهُّجَ رُوحِي، وَبَرْقَ شَبَابِي وَفِي كُلِّ يَومٍ، أُوَشِّي مَلامِحَها الْمُعْجِزاتِ، بِلَهْفَةِ قَلْبِي، وَصَمْتِ اضْطِرَابِي أُلَوِّنُها مِنْ دِمَائِي وَحِينَ انْتَهَيْتُ، خَرَجْتُ أُفَتِّشُ عَنْ صُورَةٍ، كُنْتُ أَقْرَأُ فيها قَصِيدَ رِثائِي وَفَتَّشْتُ عَنْكِ جُيُوبَ النُّجُومِ، وَعُبَّ السَّمَاءِ وَكُلَّ عُيُونِ النِّسَاءِ وَفَتَّشْتُ حَتَّى مَلَفَّ الْقَضاءِ!! فَأَيْنَ تَوارَيْتِ لَمَّا دَنَتْ سَاعَةُ الصِّفْرِ، وانْطَفَأَتْ في الدُّروبِ خُطَايَ، وَبُحَّ غِنَائِي؟! لِمَاذا وَقَفْتِ عَلَى عَتَبَاتِ الطُّفُولَةِ، حينَ لَجَمْتُ الزَّمانَ، إِلَى أَنْ تَهَاوَتْ يَدَايَ، وَأَسْلَمْتُ لِلزَّمَنِ الْجَامِحِ حَبْلَ قِيَادِي وَأَطْلَقْتُ في الأُفُقِ الصَّعْبِ كُلَّ جِيَادِي إِلَى أَنْ تَيَقَّنْتُ مِنْ عَبَثِ الحُلْمِ والشِّعْرِ، تُدْمِي قَوافِيهِ خَفْقَ فُؤَادِي؟! لِماذا تَوَارَيْتِ حِينَ تَنَاهَى يَرَاعِي إِلَيْكَ، وَشَبَّ مِدَادِي؟! وَهَا أَنْتِ تَأْتِينَ في صُدْفَةٍ لَنْ تَكُونَ، فَتُدْنِينَ مَسَّ سُهَادِي وَجُوعَ السَّهَرْ وَتُحْيِينَ مَا جَفَّ مِنْ حُلُمٍ وَانْدَثَرْ! تَأَخَّرْتِ.. كَانَ عَلَيْكِ – إِذا شِئْتِ – أَنْ تَمْهَرِي بِالْتِماعَةِ عَيْنَيْكِ وَجْهَ الْمَرَايَا، وَصَمْتَ الصُّوَرْ وَأَنْ تَتَعَرَّيْ أَمامَ الْمِدادِ، وَتَحْتَ الْمَطَرْ! تَأَخَّرْتِ جِدًّا... فَهَا أَنا لَيْسَ يُطَاوِعُنِي سَاعِدِي، بَعْدَمَا أَرْهَقَتْهُ المَسَافَةُ ما بَيْنَ خَصْرِكِ فِي غِيِّهِ.. وَالْحَذَرْ وَهَا أنَا مُنْذُ اشْتِعَالِكِ – في صُدْفَةٍ لَنْ تَكُونَ – اُلَوِّحُ لِلذِّكْرَياتِ الْقَتُولَهْ وَهَا أَنَا صَمْتِي يُراوِدُ صَوْتِي، وَيُذْكِي بِروحِي سَعِيرًا مِنَ الآهَةِ الْمُشْتَهَاةِ الثَّقِيلَهْ وَهَا هُوَ حَسْنُكِ يَدْرُجُ في خَاطِري كَالْحَمامِ... وَيَمْضِي، ... وَأَبْقَى أُطارِحُ قَلْبِي الذَبِيحَ هَدِيْلَهْ!!! | ||
مواقع النشر (المفضلة) |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
جميع قصائد الشاعر (الدكتور مانع سعيد العتيبة) | احلام | قسم المنقولات الادبيه | 24 | 11 - 10 - 2010 03:52 |
الشاعر نزار قباني | ابن حماس | قسم المنقولات الادبيه | 24 | 31 - 12 - 2009 00:47 |
الشاعر أحمد بشير العيلة | ابن حماس | قسم المنقولات الادبيه | 9 | 31 - 12 - 2009 00:26 |
الشاعر امل دنقل | ابن حماس | قسم المنقولات الادبيه | 28 | 25 - 12 - 2009 02:27 |
الشاعر اليمني شاعر المليون للاطفال2008 أيمن ناصر طالب | البرق | قسم المنقولات الادبيه | 2 | 06 - 05 - 2009 15:07 |
Powered by vBulletin Version 3.8.7 Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd ترقية وتطوير: مجموعة الدعم العربى |