|
|
#1
| |||||||
| |||||||
عذاب السنين كنت اتمشى بالحي الذي اقطن فيه كان الغرض من التمشية ترفيه النفس واخراجها عن بعض ماالم بها مؤخرا من الحزن واخواته والهم وابنائه ، كان تفكيري يكاد ان يكون مستمرا لدرجة انني لم اعد اشعر بقدمي وكأنني محمول ببساط سحري . كانت افكاري متسارعة ومتعددة لذلك لم اشعر الا وانا امام مكان غريب قليلا لم اعتد التواجد به او ربما مررت به من قبل ولم يسترعي انتباهي ، كأنني رجعت بالبساط السحري الى اجيال مضت فالمكان عبارة عن بيت خشبي لا لون له الواحه الخشبية متراصة بطريقة عشوائية وغير مثبتة باحكام وكان هناك عداوة بين هذه الالواح والمسامير كانت الارض مفترشة بمخلفات وقاذورات عالجتها السنين فاصبحت كأنها طرق روما المعبدة ولكن هذا الطريق يمتاز بتعدد الالوان بها وتختلف المادة فهناج زجاج مبعثر وعلب مشروبات متراصة باحكام تعكس اشعة الشمس دوما فمن يراها من بعيد يشعر بان هناك قطعة فنية ومن يقترب يصدم بالواقع اقتربت من هذا البيت المتهالك بدافع الفضول لكي انظر الى هذا البناء الذي يعبق برائحة الاجيال فالروائح الكثيرة المنبعثة وخاصة الخشب الذي امتلئ بالرطوبة نجد هذه الرائحة تذكرنا بالماضي وبقصص سمعناها وصفة مثل تلك الرائحة .. وفجأة تسمرت قدماي اثر سماعي لنباح كلب ولا اخفيكم بانني لا استلطف الكلاب تسمرت في مكاني وكانت عيناي تنظر الى الاعلى وركبتاي تكاد ان ترتطم بالارض من كثرة الارتجافات التي لم تعتد تحتملها قدماي ، فسقط ارضا على ركبتاي وانا مستسلما لبدء هذا الهجوم الشرس من هذا المخلوق الشرس واغمضت عيناي فهما العضلتان الوحيدتان التي استثناها الشلل. فجأة انهى هذا المشهد المريع صوت ضعيف بكلمات لم افهمها كلمات اشبه بالطلاسم هي قليلة لم افهمها ولكن بعدها خف نباح الكلب وكانيي استشعره يغادر من بعد صوته انصرف بعدها الكلب تاركا اخيكم في ارتعاشته اللاارادية ، اقترب مني صاحب الصوت الضعيف خارجا من ذلك البيت المتهالك مقتربا نحوي ، بدأت هيئته تتضح عندما فتح الباب وكانني في مشهد مسرحي اطفئت انواره استعدادا لخروج البطل . بدأت الظلمة تتلاشى رويدا وكان هناك مصباح بالاعلى وكأنه بدأ يتحرك باتجاه العجوز بادئا بملامح جسده الضعيف ومن ثم كاشفا عن ملابس مهترئة مرقعه ومنتهيا بوجه كئيب كانت اثار السنين بادئة على ملامحه فحدود الفم الى الاسفل وتجعيدات الوجه تكاد تخفى العينين . لا اخفيكم لقد فزعت كثيرا من هذا المنظر وكانني قد قذفت الى عالم اخر او زمن ، لم يحركني ويريح بالي الا عندما نطق العجوز :من انت؟ عندها شعرت بالراحة وبانني امام شخص نبذته الايام واسكنته في ذلك الحطام . انا عابر ياعم مررت بالقرب من دارك فاهالني منظره فدفع بي الفضول لارى مابه اجابني : هل غدت حياة الاخرين يابني مسرحا للفضوليين ؟ احرجني بكلماته تلك واطرقت راسي الى الارض خجلا واعتذرت منه . قال لي لا عليك فانا في موقعي هذا عرضة للكثير من نظرات الاستغراب والاقاويل ولست انت اولهم ولكن اراك من افضلهم لانني اتعرض للمضايقات من الاطفال والشباب لا بل تصل من الكبار بعض الاحيان . احزنني كلامه ودب الفضول مرة اخرى الى راسي ا: مالذي اتى بك الى هذا الحال؟ اجاب انه عذاب السنين فوجودي في هذا المكان ليس وليد اليوم بل هو امتداد لسنين قضيته بعيدا عن الاهل والمعارف . لقد نشأت يابني غريبا في هذه الدنيا فلقد توفي والداي وعهد الى احد اقاربني مهام تربيتي وكان ذلك القريب لديه من الاولاد مايجعل اقامتي لديهم غير مرحب به . ياولدي انا لم استطع ان اتعلم شيئا امضيت حياتي في خدمة قريبي هذا واشباع اطماع زوجته التي كانت تتفنن في الطلبات والشكوى من وجودي الدائم لقد كبرت لديهم وانا اشبه بالانسان المنبوذ الذي لايعرف من الحياة الا الطلبات والمشاوير فلم انعم بطفولة كباقي الاطفال ولم يتسن لي تكوين الصداقات فلقد كان خروجي فقط للعمل في مخبز بالقرب من النادر تلفح ليونة وجهي نيران الافران وتهلك رئيتاي تطاير الدقيق وتدمع عيناي عند شتمي من قبل بعض المشترين من اجل التعليج في اعداد الخبز وبعد هذا كله لم يكن لي سوى الفتات من راتبي . سكت العجوز وهو يتنهد وسط اغماضة شديدة لعينيه التي بالكاد تمطر بضع دميعات فلقد افنى دموعه بكاء السنين. تغرغرت عيناي لانني كنت السبب في اخراج مابه من هموم . استكمل الرجل قصته بل عذاب حياته : في يوم من الايام تمنيت ان افرح معدتي بغذاء لم يسبق لي تناوله فلم يكن غذائي معهم الا من فضلتهم التي لاتكفي دوما لسد استغاثة معدتي . اشتريت بمالي طعاما لي وعدت الى المنزل وكان هذا الغذاء قد اعاد لجسدي النحيل طاقته . قابلتني زوجة قريبي طالبة معي من نقود فقلت لها بانني تغذيت بها اليوم ولم اكمل كلامي الا وصفعة غادرة من يدي تلك القاسية افقدتني اتزاني واثارت في بكائي وكان ذلك مع قدوم قريبي الذي استفسر عن السبب فافترت علي تلك القاسية وقالت بانني تعديت على احدى بناتها ولم استطع ان التقط انفاسي من صفعتها الا وقريبي يكيل لي اصناف اللكمات والسباب .طردني نعم طردني وتركني في الشارع وانا شاب في منتصف العشرينات . اخذت اهيم بين الطرقات لعلي اجد مقرا اسكن فيه فكان الجميع يصد بابه امامي واولهم صاحب المخبز الذي اخبره قريبي باتهاماتهم لي وطردت من الحي الذي كنت فيه لانهم لايريدون السيئين امثالي . مع هذا كله قتلني التفكير ولم استطع تحمل مافيه وغبت عن الدنيا مؤقتا وافقت في مستشفى للامراض النفسية نقلت اليها وتم ابقائي فيها فترة طويلة وجدت فيها اناس طيبين امثالي بقايا عذاب السنين . ومرت سنوات اخرجوني بعدها للحياة مرة اخرى وسط رفض قريبي استلامي لم اجد سوى هذا المكان اشتغلت فيه كبائع للخردوات استطعت بعدها تشييد هذا المنزل ولكن بعد فوات السنيني فالناس الان ليسوا كالسابق كل شئ تغير لا استطيع ان اعيش بينهم انها عزلتي لا اريد غيرها لا اريد ان اعاني من جديد . بدأ العجوز بالدخول داره وهو يتمتم من بعيد واختفى في الظلمة من جديد تاركا لاخيكم الحزن الشديد . بعد ذلك انظروا اخواني واخواتي رواد وقارئ الساحة كيف تكون القسوة سببا لتحطيم حياة انسان . اين التكاتف اين المحبة ؟ غرتنا هذه الدنيا فانستنا واجباتنا تجاه من هم حولنا بل قد نسينا اقرب الناس لنا . لا تستمروا بالقراءة من لديه والديه فليحسن برهم وليمسح دمعتهم فانهم في حاجة لوقفة اقولها خوفا من عذاب السنين المصدر: منتديات مدينة الاحلام u`hf hgskdk |
04 - 08 - 2006, 21:23 | رقم المشاركة : [2] | |||
| شكرا علي القصه ودمت رآآآئع | |||
12 - 09 - 2006, 21:20 | رقم المشاركة : [3] | |||
| الف شكر اخي العزيز على كل ماتقدمه دمت | |||
14 - 09 - 2006, 14:27 | رقم المشاركة : [4] | |||
| قصة شيقة بالفعل ودمت يالغلااااااااااااا الجرئ2006 | |||
18 - 10 - 2006, 08:29 | رقم المشاركة : [5] | |||
| مشكووور على القصه الرائعه الله يعطيك العافيه | |||
29 - 10 - 2006, 23:33 | رقم المشاركة : [6] | ||
| مشكور اخي ودمتم بالف خير | ||
30 - 10 - 2006, 13:27 | رقم المشاركة : [7] | |||
| العزيز رنين الصمت الف شكر لك اخي الغالي على هذه القصة ودمت | |||
مواقع النشر (المفضلة) |
| |
Powered by vBulletin Version 3.8.7 Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd ترقية وتطوير: مجموعة الدعم العربى |