|
|
#1
| |||||||
| |||||||
أخذها الهواء ..! سألوني الناس عنك يا حبيبي كتبوا المكاتيب وأخذها الهوااا........ فيروز نغمة تنبئ بورود بريد الشوق ... أرفع الجوال .. أفتح الرسالة : ــــــــــــــــــــــــــ لمياء ــــــــــــــــــــــــــ رفاق الدرب مازلتم بجوف القلب أحبابا وإن غبنا وإن غبتم فإن الود ما غابا ــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ فعلا .. دائما تغيبون يالمياء .. وحضوركم تختصره رسالة تأتي شهريا أو دوريا وفق هوى المناسبات وأعراض الظروف ... أتراها رسالة جوال للاستهلاك الجماعي .. من تلك الرسائل الفضفاضة الجاهزة للطيران إلى الكل .. دائماً أنهرك لا ترسلي لي رسالة معلبة .. يستحق الشوق أن نمنحه بعض الخصخصة .. أن نفصل له من الكلم مايخص واحداً دون غيره ... وحتى لوكانت رسالتك معادة الإرسال .. مجرد عزف فيروز بها يشفع لأنقلها إلى ( صندوق الحفظ ) حيث تنام رسائل كثيرة .. يستشري من تصنُّع وزيف أغلبها وجع أقل .. لأن الوجع الأكبر ينتابني حين توخزني تخمة الذاكرة .. لأتسكع بين رسائل ماضية للواتي رحلت أيامهن وانطفأت أصواتهن فجأة دون سابق إنذار ... ــــــــــــــــــــــــــ زهرة ــــــــــــــــــــــــــ أسأل الله أن يجمعنا على حبه دوما وأن يوفقكِ ياروان لأن تميزي صحيفة أعمالك بكثرة ذكره وشكره وحسن عبادته . ــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ كانت هذه آخر رسالة وصلت من زهرة قبل أعوام .. انقطاعها فجأة أفزعني فقد عودني غيابها على أن يحضر بها متأخرة .. المهم هي تحضر في بعض أحرفٍ صادقة وإن غابت بحثتُ عنها في وهلة الفزع الأولى ولم أجد ردا غير " لم يتم الرد " ... عاودت المحاولة بعدما تحول الفزع إلى شك لاصطدم بـــــ " إن الهاتف المطلوب لا يمكن الاتصال به الآن نرجو محاولة الاتصال في وقت لاحق " تكررت ذات العبارة إلى ان استحالت مع تضخم الشك إلى " إن الرقم الذي طلبته غير موجود في الخدمة مؤقتاً " " مؤقتاً" كانت تشعل فيَّ بعض أمل لأعاود الاتصال أكثر أكثر من مرة غير مكترثة بأي رسالة صوتية تذكي الفزع ... إلى أن حصلت على الرد أخيرا : ـــ آلو ـــ أهلا ـــ زهرة .. أنا روان ..! ـــ زهرة من ؟!! ـــ عفوا ,, أليس هذا هاتف زهرة ؟!! ـــ لا .. النمرة خطأ . إلحاحي بطلب زهرة أسمعني ( النمرة خطأ ) أكثر من مرة إلى أن صفعوني بـــ : " أيتها المزعجة أنتِ لاتفهمين !.. قلنا لك لازهرة على هذا الرقم .. النمرة خطأ " بل أنتم لاتفهمون .. فإن أخطأت أناملي فلن تخطأ ذاكرة جوالي أبدا .. فهو لايعرف إلا زهرة واحدة .. تعود أن يطلبها على ذات الرقم ... أيعقل أن تكون استبدلت رقمها دون أن تبلغني....!! لا .. لا يمكن فهي دوما تخبرني أولا قبل الأخريات .. تماماً كما أقبلت نحوي أولا من بينهن عندما ولجت إلى مدينتها منتقلة من مدينتي لانتقال عمل والدي .. كان شعوري بالغربة و وقتها يصفعني من عدة زوايا .. جِدَّة المكان .. جِدَّة المرحلة الدراسية .. جِدَّة الأوجه من حولي .. وحدها زهرة من تقدمت تصافحني بمبسمٍ واسعٍ ساحرٍ أريحي يسقفه حاجبان غليظان ملتصقان بتقطيبة عصبية يبدو انها مولودة بها .. كل عصبيتها كانت تندلق في زبد نصائح أخوية .. حين ترى طالبة من المدرسة تهمل في إسدال حجابها أو تتساهل في إحكام التفافه حولها .. أو تزلقه ليسقط على كتفها ... ولم أكن أفلح في امتصاص غضبها حين أخبرها بأن الحجاب قبل أن يكون واجهة شكلية .. هو نظافة داخلية .. فلا يغريك الطلاء الأسود دوما يا زهرة بالعفة .. يحدث أن تتوارى العاهرات تحت أقنعة السواد ....!! كانت ترفض الجدل حول أي ( فرض ) بل هي لا تعترف بــ ( يكره ) ( يستحب ) ( يجوز) ( لا يجوز) .. فكل الأسود عندها يقع بين ( يجب ) و( يحرم ) .. لم أكن أعيّ نفسي بإقناعها .. مجرد الحديث معها يمتعني بمنطقها المترع بالآيات والأحاديث والتي تسوقها سوقا لتتماشى وماتريد .. اختلافنا كان سببا قويا لالتصاقنا وإكمالنا لبعضنا فمنها كنت أتشرب قدسية السواد الكامل .. كما كانت تراني شرفة بيضاء لكل مالاتراه من العالم .. افترقنا .. وعدتُ من جديد إلى مدينتي الأم حيث التحقت بالجامعة .. وبقيت معي زهرة على الخط حيث التحقت بقسم الدرسات الإسلامية في جامعتها وهي تخبرني بسعادتها لأنها أخيرا ستمارس الدور الذي حلمت به .. دور ( الداعية ) ... توالي الأيام أكسبنا ملامح جديدة .. كنت أشتاق دوما لرؤية زهرة دون لقاء .. لذا طلبت منها أن ترسل لي بصورتها الحديثة عبر الجوال وكذا كنت سأفعل بصوري .. وعرضت عليها أن نلتقي غبر كاميرا الماسنجر .. وإذ بها تقول بحذرها المعتاد : " كما أن للجدران آذان .. فحتى لذرات الهواء ياروان أعين هناك كثير من المتطفلين يتلوث بهم الجو .. ربما يغتالونك على غفلة " تلوث فرح تخرجي بانقطاع أخبارها .. غيابها كان يؤرقني دوما .. إلى أن جاءت الفرصة المناسبة عندما زرنا تلك المدينة في رحلة عابرة .. وقوفي على عتبة مدينتها .. كان يعني أن أقف على عتبة بيتها ... طرقتُ الباب أسأل : " زهرة .. أنا صديقتك روان هل تذكريني ؟!!" وكما قالوا : " النمرة خطأ " قالوا : " المنزل خطأ " .. لم يكن أمامي إلا أن اعتصم من وجع " الخطأ " بطرق باب جارتها الثرثارة .. ـــ من أنتِ ؟ ـــ أنا أدعى روان صديقة زهرة التي تسكن بجوارك . ـــ تقصدين التي كانت تسكن ؟ ـــ هل رحلت .. أرجوكِ أخبريني . عندما يشرَّع لك باب على مصرعية فهي دعوة للدخول .. وإنذار مسبق بأن هناك مالا يقال على عجل ..! فنجان قهوة الجارة المضيافة ألهب المرارة التي غصّ بها حلقي .. وأنا أرقب تكدر ملامحها حين ألح عليها بالسؤال : ـــ أين زهرة ؟!! ـــ لقد ستر الله عليها . يخفق القلب بدفقة فرح .. أو ربما برعشة موت .. فقولهم " ستر الله عليها " للإناث تصلح لسياقين .. سياق الزواج .. وسياق الموت ـــ هل تزوجت أم ...... ماتت .؟! ـــ لا أحد يعرف يا ابنتي .. فزواجها .. وموتها أمر وارد . ـــ لا أفهم !!! ـــ لا يهم أن تفهمي .. المهم أن تحمدي الله أن ستر على صديقتك بعد الفضيحة . ـــ أي فضيحة ؟! ـــ زهرة ـ واستغفر الله ـ جلبت العار لأهلها . ـــ مستحيل !!! ـــ هي الحقيقة سامحها الله . ـــ كيف؟!!!! ـــ صديقتك ـ واستغفر الله ـ صارت بلوتوث . ـــ بلوتوث ؟!!! ـــ هذا ماحصل .. قبل عدة أعوام وفي حفل زفاف شقيقها ..اهتز جسد زهرة لفرط الفرحة فرقصت. أختها أرادت أن تحتفي برقصة زهرة للذكرى فقامت بتصويرها دون أن تعلم بكاميرا الجوال .. ولأن زهرة نادرا ماترقص طلبت ابنة عمها من أختها أن ترسل لها الفيديو لتثبت لصديقاتها أن الرقص لا يتنافى والدين طالما الملتزمات يرقصن .. خالة ابنة عمها أعجبها فستان زهرة فطلبت أن تستقبل الفيديو لتحاكي الفستان .. صديقة الخالة شدها ( الشادو ) الذي تلونت به جفون زهرة .. فاستقبلت الفيديو لتريها للعاملة في الصالون حتى تصبغها بمثله .. زبونة في الصالون أدهشتها الكوشة التي ترقص عليها زهرة فطلبت إرسال الفيديو إليها لتحاكي تصميم الكوشة لا زهرة .. ثم ....... ...... لم تكن الجارة تتوقف عن تتبع تسرب زهرة عبر الهواء ... ولم أكن أنا قادرة عن التوقف عن تخيل زهرة تتجرد من ملابسها ليسقط جسدها قطعة .. قطعة .. كل قطعة .. تتكسر .. تتكسر .. إلى أن تستحيل إلى شظايا .. الشظايا تتفتت .. تتفتت .. إلى جزئيات تطير إلى الأعلى في شكل ذبذبة هوائية عارية .. تطوف الشوارع والميادين .. تخترق جدران البيوت .. والأسوار .. تترسب على الأرصفة !!! ـــ وهكذا ياروان بقيت زهرة تطير من جوال إلى جوال إلى أن نامت في جوالات رجال الحي والحي المجاور بل وطارت إلى المدن الآخرى .. بالمناسبة ألم تصل زهرة إلى مدينتكم بعد ؟!!! ـــ .......................... ـــ العار الذي جرته على أهلها يا ابنتي كان كبيرا الله يغفر لها .. لم يتحمله قلب أمها المسكينة لتموت في سكتة قلبية .. ووالدها المسكين لم يعد قادرا على مواجهة أهل الحي .. لذا أغلق محله الذي يستعيش منه وأخذ بناته ورحل بهن بعيدا تاركاً خلفه بيته و العار . ـــ وزهرة ؟!!!!! ـــ منهم من يقول أن أخوتها الذكور كتموا على أنفاسها ليستريحوا .. ومنهم من يقول هي من كتمت على أنفاسها لتستريح .. وبعضهم يقول بأنها أختلت نفسيا .. وتسري شائعة بزواجها .. وبيني وبينك هذا قول لايصدق فلا أحد يتزوج وحدة صارت بلوتوث . ـــ الحاجبان الغليظان الملتصقان بتقطيبة عصبية .. هما حاجبا المكان !!!!! ـــ ماذا تقولين ؟!!!! ـــ لا شيء .. فقط " بأي ذنبٍ قتلت " .. سأرحل . ـــ انتظري .. ألا ترغبين في حمل صديقتك معكِ .. ربما تطفيء رؤيتك لها ورم هذا الدمع الذي ستتقيح به عيناكِ ياصغيرة . ـــ صدقا .. كيف أحملها معي ؟!!! ـــ بسيطة .. سأرسلها لكِ .. افتحي البلوتوث واستقبلي . : قصه قرأتها وأعجبتني بقدر ما أبكتني احببت مشاركتكم قرائتها المصدر: منتديات مدينة الاحلام Ho`ih hgi,hx >>! التعديل الأخير تم بواسطة الراقيــة ; 03 - 02 - 2008 الساعة 00:16. |
08 - 02 - 2008, 00:45 | رقم المشاركة : [2] | |||
| لاحول ولا قوة الا بالله فعلا هذا داء مستشري لايجب السكوت عليه شكرا لك اختي الراقيه وشكرا لحضورك الزاهي الندي تثبت لما ارى فيها من عبره | |||
10 - 02 - 2008, 10:41 | رقم المشاركة : [3] | |||
| مدينة الأحلام فعلا التصوير صار منتشر صاير اسهل شي عالشخص انه يصور وينشر وكل شي عائد للضمير الف شكر على مرورك | |||
10 - 02 - 2008, 11:56 | رقم المشاركة : [4] | |||
| قاتل الله التكنولوجيا وماتصنعه فينا فهي توقظ الشيطان الذي يحاول ان ينام في اعماقنا لاحول ولا قوة الا بالله مشكوره اختي عسى الله يهدي الشباب وخصوصا الفتيات فتأخذ كل واحده منها حذرها التام دمت | |||
13 - 02 - 2008, 23:27 | رقم المشاركة : [5] | |||
| والله حراام ,, ماادري متى راح يصحى ضمير اهل مصائب البلوتوث ,, شكرا لك اختي الغاليه على القصه وتسلمين | |||
16 - 02 - 2008, 16:41 | رقم المشاركة : [6] | |||
| السامي ..بيسان شاكره لكم مروركم وتعقيبكم وماعندنا الا نقول الله يعطينا خير التكنولوجيا ويكفينا شرها | |||
29 - 02 - 2008, 02:20 | رقم المشاركة : [7] | |||
| لاحوله ولا قوة الا بالله ما بقي فيه ضمير ولا اخلاق ملعونه التكنولوجيا التي قلبت الموازين دمت بحفظ الله | |||
20 - 06 - 2008, 10:38 | رقم المشاركة : [8] | |||
| العضو الخطير مشكور على مرورك وتعقيبك لاعدمناك | |||
05 - 10 - 2008, 14:03 | رقم المشاركة : [9] | |||
| مشكورة راقية على القصة المؤلمة والموثرة جدا اللة ينجينا من بلاويا لتكنولجيا صديقك الصمت المؤلم | |||
26 - 08 - 2010, 05:05 | رقم المشاركة : [10] | ||
| رد: أخذها الهواء ..! لاحول ولاقوة إلا بالله فعلا هذا سبب انتشار البلوى الله يستر علينا وعلى المسلمين | ||
02 - 10 - 2010, 15:56 | رقم المشاركة : [11] | ||
| رد: أخذها الهواء ..! قصة رائعة جدا فعلا ماذنب زهرة وماذنب اهلها من الجاتي ومن الضحية هل هو قسوة المجتمع الذي لم يرحم زهرة وينظر بصوابية لماضيها الابيض وعند اول خطأ غير مقصود تدمرحياة هذه الشابة انا ارى ان الجاني الوحيد هو قلة الدين والاخلاق لبعض الناس في مجتمع زهرة لان الدين والاخلاق تفرض التروي والتحقق قبل ان نحكم على الناس مشكورة اختي | ||
18 - 05 - 2011, 19:00 | رقم المشاركة : [12] | |||
| رد: أخذها الهواء ..! لا حول ولا قوة الا بالله | |||
مواقع النشر (المفضلة) |
| |
Powered by vBulletin Version 3.8.7 Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd ترقية وتطوير: مجموعة الدعم العربى |