|
|
#1
| |||||||
| |||||||
طريق يوصل إلى الاستقامة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته طريق يوصل إلى الاستقامة فى الأحوال والأقوال والأعمال، وهى شيئان: أحدهما: حراسة الخواطر وحفظها، والحذر من إهمالها والاسترسال معها، فإن أصل الفساد كله من قبلها يجيء، لأنها هى بذر الشيطان، والنفس فى أَرض القلب، فإذا تمكن بذرها تعاهدها الشيطان بسقيه مرة بعد أخرى حتى تصير إرادات، ثم يسقيها حتى تكون عزائم، ثم لا يزال بها حتى تثمر الأَعمال ولا ريب أن دفع الخواطر أَيسر من دفع الإِرادات والعزائم، فيجد العبد نفسه عاجزاً أو كالعاجز عن دفعها بعد أن صارت إرادة جازمة، وهو المفرط إذا لم يدفعها وهى خاطر ضعيف، كمن تهاون بشرارة من نار وقعت فى حطب يابس، فلما تمكنت منه عجز عن إطفائها، فإن قلت: فما الطريق إلى حفظ الخواطر؟ قلت: أسباب عدة: أحدها: العلم الجازم باطلاع الرب تعالى ونظره إلى قلبك وعلمه بتفصيل خواطرك. الثانى: حياؤك منه. الثالث: إجلالك له أن يرى مثل تلك الخواطر فى بيته الذى خلقه لمعرفته ومحبته. الرابع: خوفك منه أن تسقط من عينه بتلك الخواطر. الخامس: إيثارك له أن تساكن قلبك غير محبته. السادس: خشيتك أن تتولد تلك الخواطر يستعر شرارها فتأْكل ما فى القلب من الإيمان ومحبة الله فتذهب به جملة وأنت لا تشعر. السابع: أن تعلم أن تلك الخواطر بمنزلة الحب الذى يلقى للطائر ليصاد به، فاعلم أن كل خاطر منها فهو حبة فى فخ منصوب لصيدك وأنت لا تشعر. الثامن: أن تعلم أن تلك الخواطر الرديئة لا تجتمع هى وخواطر الإيمان ودواعى المحبة والإنابة أصلاً، بل هى ضدها من كل وجه، وما اجتمعا فى قلب إلا وغلب أحدهما صاحبه وأخرجه واستوطن مكانه فما الظن بقلب غلبت خواطر النفس والشيطان فيه خواطر الإيمان والمعرفة والمحبة فأَخرجتها واستوطنت مكانها، لكن لو كان للقلب حياة لشعر بألم ذلك وأحس بمصابه. التاسع: أن يعلم أن تلك الخواطر بحر من بحور الخيال لا ساحل له، فإذا دخل القلب فى غمراته غرق فيه وتاه فى ظلماته فيطلب الخلاص منه فلا يجد إليه سبيلاً، فقلب تملكه الخواطر بعيد من الفلاح معذب مشغول بما لا يفيد. العاشر: أن تلك الخواطر هى وادى الحمقى وأَمانى الجاهلين، فلا تثمر لصاحبها إلا الندامة والخزى، وإذا غلبت على القلب أورثته الوساوس وعزلته عن سلطانها وأفسدت عليه رعيته وأَلقته فى الأسر الطويل كما أن هذا معلوم فى الخواطر النفسانية فهكذا الخواطر الإيمانية الرحمانية هى أصل الخير كله، فإن أرض القلب إذا بذر فيها خواطر الإيمان والخشية والمحبة والإنابة والتصديق بالوعد ورجاء الثواب، وسقيت مرة بعد مرة، وتعاهدها صاحبها بحفظها ومراعاتها والقيام عليها، أثمرت له كل فعل جميل، وملأت قلبه من الخيرات، واستعملت جوارحه فى الطاعات، واستقر بها الملك فى سلطانه واستقامت له رعيته، ولهذا لما تحققت طائفة من السالكين ذلك عملت على حفظ الخواطر، وكان ذلك هو سيرها وجل عملها وهذا نافع لصاحبه بشرطين: أحدهما: أن لا يترك به واجباً، ولا سنة، الثانى: أن لا يجعل مجرد حفظها هو المقصود بل لا يتم ذلك إلا بأن يجعل موضعها خواطر الإِيمان والمحبة والإِنابة والتوكل والخشية فيفرّغ قلبه من تلك الخواطر ويعمره بأضدادها، وإلا فمتى عمل على تفريغه منها معاً كان خاسراً، فلا بد من التفطن لهذا. ومن هنا غلط أقوام من أرباب السلوك وعملوا على إلقاء الخواطر وإزالتها جملة فبذر فيها الشيطان أنواع الشبه والخيالات فظنوها تحقيقاً وفتحاً رحمانياً، وهم فيها غالطون، وإنما هى خيالات وفتوحات شيطانية، والميزان هو الكتاب الناطق والفطرة السليمة والعقل المؤيد بنور النبوة. والله المستعان. ابن قيم الجوزية رحمه الله المصدر: منتديات مدينة الاحلام 'vdr d,wg Ygn hghsjrhlm |
26 - 01 - 2012, 19:28 | رقم المشاركة : [2] | |||
| رد: طريق يوصل إلى الاستقامة بارك الله فيك صدام | |||
27 - 01 - 2012, 17:09 | رقم المشاركة : [3] | ||
| رد: طريق يوصل إلى الاستقامة جزاكي الله خير ع المرور | ||
28 - 01 - 2012, 00:45 | رقم المشاركة : [4] | ||
| رد: طريق يوصل إلى الاستقامة جزاك الله خيرا ونفع بك | ||
28 - 01 - 2012, 00:54 | رقم المشاركة : [5] | ||
| رد: طريق يوصل إلى الاستقامة جزاك الله خير اخي صدام | ||
28 - 01 - 2012, 16:39 | رقم المشاركة : [6] | ||
| رد: طريق يوصل إلى الاستقامة جزاكم الله خير ع المرور | ||
28 - 01 - 2012, 19:50 | رقم المشاركة : [7] | ||
| رد: طريق يوصل إلى الاستقامة يسلمووووووووووو صدام على طرح الجميل والراقي ننتظرك دائما | ||
29 - 01 - 2012, 16:27 | رقم المشاركة : [8] | ||
| رد: طريق يوصل إلى الاستقامة جزاك الله خير اخي ع المرور | ||
مواقع النشر (المفضلة) |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
جميع برامج اختراق الايميل 100% | قاهر الاعداء | قسم البرامج المشروحة | 65 | 10 - 07 - 2011 00:18 |
مكتشف طريق رأس الرجاء الصالح - فاسكو دا جاما - فاسكو دي جاما - دا جاما | DreamsCity | شخصيات في الذاكرة | 1 | 18 - 04 - 2011 19:48 |
ميكانيك السيارات | الرعد | عالم السيارات | 5 | 27 - 01 - 2009 23:48 |
التهاب الكبد الوبائي | احلام | قسم الصحة | 2 | 03 - 01 - 2009 02:05 |
[دوري أبطال أوروبا ][ الجوله الأولى - مجموعات ][مباريات الثلاثاء ] [تقرير + أهداف ال | قلب جرئ | القسم الرياضي | 3 | 18 - 09 - 2008 14:22 |
Powered by vBulletin Version 3.8.7 Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd ترقية وتطوير: مجموعة الدعم العربى |