اخر اخبار المسيرات في الاردن ، مسيرات اردنية ، لهجة الغضب في الاردن ضد العاهل الاردني

رفعت المسيراتُ الأردنية، الجمعة، لهجةَ الغضب في شعاراتها، خلال مسرات الحراكات الشعبية، وخاصة المسيرة التي شهدتها مدينة إربد شمال المملكة، والتي نظمتها الجبهة الوطنية للإصلاح، وسط تواجدٍ أمني مكثف، حيث هتف المشاركون ضد العاهل الأردني وقالوا: "يا عبد الله ارتاح ارتاح... منت ناوي ع الإصلاح" . وفي وسط العاصمة، شارك عدةُ آلاف، بعد صلاة الجمعة، في مسيرةٍ حاشدة، انطلقت من المسجد الحسيني، دعت لها الحركة الإسلامية، تحت شعار: "جمعة طفح الكيل"، تقدمتها قيادات الحركة الإسلامية، بمشاركة واسعةٍ من الحراكات الشعبية والشبابية في الأردن.

وكانت الحركة الإسلامية دعت إلى المسيرة ردًا على الاعتداء على مسيرتها، الجمعة الماضية، وإحراق مقرها العام في مدينة المفرق. ورفع المشاركون شعارات تندد بأحداث المفرق. وصدحت حناجرُ المشاركين بالعديد من الشعارات والهتافات، منها: (طفح الكيل وزاد الحد والزعران لازم تنضب)، و(اسمع اسمع يا نظام اسمع صوت الشعب)، و(بدنا حكومة مصلحين.. والزعران معروفين، هم تابعين لامين)، و(مين أعطاهم تعليمات اسألوا المخابرات)، و(هذا الأردن أردنا والفاسد يرحل عنا)، و(من ذيبان للمفرق دم واحد هم واحد).
كما خرجت عشراتُ المسيرات في عدد من مناطق الأردن، تنديدًا بالفساد، والمطالبة بالإصلاح تحت شعاري "نصرة وطن" و"الدفاع عن المال العام".

وانطلقت، بعد صلاة الجمعة، مسيره حاشده في محافظة إربد، باتجاه مبنى المحافظة، وسط تواجدٍ أمنيٍ مكثف, حيث انطلقت المسيرة من أمام مسجد نوح القضاة، "مسجد اليرموك"، وحملت اسم جمعة "فتح ملفات الفساد والتسريع في الإصلاحات". وتأتي هذه المسيرة بدعوة من الجبهة الوطنية للإصلاح، للمطالبة بالإصلاح الجاد، وفتح ملفات الفساد. وهتف المشاركون بشعارات ذات سقف عالي، أبرزها: (عهد الخوف ولــّى وراح.. يا بتصلح يا بترتاح).

كما انطلقت، عقب صلاة الجمعة، مسيرةٌ احتجاجية من أمام المسجد العمري، وصولاً إلى مدرسة الكرك الثانوية للبنين، بتنظيم من الحراك الشبابي والشعبي، في محافظة الكرك، تحت شعار جمعة "نصرة الوطن". وأكد المشاركون وقوفهم لنصرة الوطن، ضد كل من تسول له نفسُهُ العبث، وبيع مقدرات الوطن دون وجه حق. وهتف المشاركون نصرةً لفلسطين, مطالبين بإلغاء معاهدة "وادي عربة"، معتبرين أنها عار على جبين كل المواطنين.

وقال الناطق الإعلامي باسم حراك الكرك، معاذ البطوش، إن أعداد المشاركين هذه الجمعة في ازدياد، ومتحمسون أكثر من أية فترة سابقة. حيث هتف المشاركون بشعارات منها: "يا كرك هيجي هيجي الإصلاح بده يجي"، و"الأردن بينادي اليوم.. يا كركي بكفي نوم"، و"فلسطين عربية".

وتم قراءة العديد من الكلمات، أشاروا خلالها إلى أن الحراك وُجِدَ منذ 12 شهرًا لنصرة الوطن والمواطن، وأهم انجازاته كانت عدم رفع الأسعار على المواطنين, وفتح العديد من ملفات وقضايا الفساد. وأكد المشاركون استمرار فعالياتهم حتى بداية العام المقبل، لتحقيق الإصلاح المطلوب.
وتم قراءة بيان جمعة "نصرة الوطن"، والذي جاء فيه: يقترب الحراك الشبابي والشعبي الأردني من إتمام عامه الأول، من حراكه الاحتجاجي على السياسات والتصرفات التي ضيّعت الوطن والمواطن، على امتداد السنوات الكثيرة الأخيرة, جاعلة من دوائره ومناصبه مرتعًا للفساد وأصحابه, بائعةً كل مقدرات الأرض الأردنية, متاجرةً بكل مؤسساتنا وأفرادها عسكرية ومدنية، وراهنة قرارنا السيادي بأيدي الغرب الإمبريالي، وأدواته الاقتصادية الدولية.
وأضاف البيان أن هذا الحراك ما كان وليد ترفٍ وتقليدٍ، بل هو نتاجٌ طبيعي لشعب هُمِشَ، ولوطن سُرِقَت ثرواتُه ولا حُماةَ له, فالحراك ضرورةٌ وطنية, واستمراريته ضرورةٌ لتصويب المسار، ولا يمكن أن يتوقف إلا بتحقيق الأهداف التي وُجِدَ من أجلها، وهي بعنوانٍ واسعٍ "وطن بصورة أنقى وأجل", وشعبٌ بموقعه الطبيعي يُمارسُ حقوقَه، وينفذُ واجباتِه بدافعٍ وطنيٍ بحت.

وأكد البيانُ أن الحراك الوطني أصبح وسيلةَ الشعب لإيصال همه، بعد فشل كل من له صلة بإيصال هم المواطن العادي, ومراجعة بسيطة لما حققه، وجود الحراك كافية لبيان ضرورته، وصدق مسيرته، فلا يمكنُ لعاقلٍ أن يُصَدِقَ حديث البعض اللامسؤول، أن الحراك أضر بالاقتصاد والاستثمار الأجنبي في الأردن, إن ما أضر بالبلد هو الفساد، الذي تمارسُهُ مواقعُ الدولة القيادية وتفريعاتها, هم من باعوا وخصخصوا وتاجروا بالوطن والشعب مقدراتٍ وأفرادًا, ثم إن مشاريع الاستثمار التي جلبتموها طوال العقد الماضي ما زادتنا إلا فقرًا، وما أعطت الوطنَ إلا الشقاءَ، وما رفعت إلا عددَ الفاسدين.
كما انطلقت في مدينة الطفيلة، جنوب الأردن، مسيرةٌ عقب صلاة الجمعة، أكد المشاركون فيها على أهمية الإصلاح في الأردن، وأن حراكهم كان وسيبقى سلمياً، حتى تتحقق المطالب، وينعم الأردن بخيراته دون فساد وإفساد.
ونفذ عددٌ محدودٌ من أبناء لواء الشوبك، وقفةً احتجاجية، أمام مسجد التقوى، عقب صلاة الجمعة، تحت شعار "المال العام"، منتقدين بيع وخصخصة الشركات الكبرى الوطنية ومقدرات الدولة. وهاجم المشاركون في الوقفة التي نظمها الحراك الشبابي والشعبي السياساتَ التي أوصلت البلاد إلى حالةٍ مترديةٍ اقتصاديًا.

وفي محاولة لامتصاص الغضب الشعبي؛ قال مسؤولٌ أردني كبير، فضل عدم الكشف عن اسمه، أن "الملك عبد الله الثاني قد أصدر تعليمات شفوية لأفراد الأسرة المالكة، بتجنب أي تصريحات، أو أحاديث سياسية في الشأن الداخلي الأردني، أو سواها من أحداث إقليمية".
وأضاف المسؤول المذكور، في تصريح لصحيفة "الديار" اللبنانية: "يجب أن يُترَك هذا الأمر للحكومة الأردنية، كي لا يُحسب أي موقف سياسي لطبقة الأمراء، بأنه موقف رسمي للمملكة الأردنية الهاشمية، أو صادر عن القصر الملكي".

كما طالت التعليمات أيضًا موضوع التجارة والأعمال، "وعدم أحقية أيٍ من أفراد الأسرة المالكة بالدخول إلى أية شراكات استثمارية، بدون الإسهام في حصص مالية معلنة، ومدفوعة، كما لا يحق لهم التوسط لتسهيل أي أعمال تجارية لا تتوافق مع القوانين الأردنية".
وبحسب المعلومات، فإن الملك، الذي أخضع مؤسسة الديوان الملكي للأجهزة الرقابية في الدولة، بدأ في انتهاج "سياسة شفافية"، في ظل مساعٍ يبذلُها لتحييد العائلة المالكة، عن أي جدلٍ داخلي.

إلا أن ذلك القرار قد أستثني منه الأمير حسن بن طلال، ولي العهد السابق، من الحديث في الشأن السياسي، كونه يرأس مبادرات وهيئات دولية ذات طابع سياسي، كما أن الأمير حسن يحظى بسمعة دولية كمفكر سياسي واقتصادي تَلقى آراؤه أهميةً استثنائيةً.
ووفقا للمعلومات أيضًا، فإن "الملك، قبل سفره الأخير، كان قد أبلغ هذه التعليمات لأحد أقطاب الأسرة المالكة، الذي نقلها بدوره إلى جميع أفراد الأسرة المالكة".