حوار خاص مع مصمم الأزياء المصري محمد داغر

مصمم الأزياء المصري محمد داغر واحد من أبناء أشهر عازفي الكمان المصريين عبده داغر

اختار مجال الموضة على الرغم من دراسته للموسيقى.. لا شك في أن نشأته في أجواء فنية انعكست على رؤيته للحياة. صمّم الأزياء لنفسه في البدء ثم درس التصميم في باريس وأصبح في وقت قصير أحد أشهر مصممي الأزياء، ترتدي تصاميمه نجمات مصر والعالم العربي. نال حديثاً جائزة أفضل مصمم أزياء في أسبوع الموضة في ميامي.

. ابتكر محمد داغر تصاميم خاصة به تقوم على إخفاء العيوب في جسم المرأة. حول أفكاره الجديدة لموسم الشتاء ومواصفات العارضة المثالية.

تخرجت في الكونسرفتوار قسم صوتيات ودرست الموسيقى لأن والدي يعزف الكمان ويعمل في هذا المجال.

عشقت فن تصميم الأزياء منذ كنت في السابعة من عمري. في البداية كانت المسألة مجرد هواية. أما خطوة الإحتراف الأولى فكانت عندما اقترحت على الفنانة سميرة سعيد تصميم فستان لها، رحبت بالفكرة وبالفعل صممته لها، فأعجبها وارتدته في حفل ليالي التلفزيون، بعد ذلك بدأت العروض تنهال عليَّ.

تابعت دورة في تصميم الأزياء في باريس وافتتحت محترفي الخاص وشاركت في عروض أزياء لمصممين عرب كبار، مثل وليد عطا الله، زياد إنطوان.

أهتم دائماً بإبراز مفاتن المرأة وإخفاء عيوب الجسم في الوقت ذاته والخروج عن المألوف. عندما تكون القَصَّة جديدة ومبتكرة وتبرز الجمال تلفت النظر، عموماً تساوي الأنوثة الطاغية إلى جانب الشكل المميز إطلالة مختلفة وموضة جديدة.

أراعي دائماً إخفاء عيوب الجسم سواء في منطقة الصدر أو الخصر أو الأرداف. مثلاً في حال كان الخصر نحيلاً، أبتكر منحنى في القَصة لأعطي إيحاء باستدارته.

لمصمم الأزياء خيال معين في التعامل مع العارضة حسب موديلاته. يفضل بعض المصممين أن تكون الموديل من دون معالم أنثوية بارزة، ويفضل آخرون أن تكون معالم أنوثتها معتدلة، بمعنى أن تضيف العارضة جمالها وتألقها إلى جمال الفستان نفسه. عموماً يجب أن يكون طولها من 168 إلى 178 سم، على أن يتماشى الوزن مع الطول لأن الفتاة الطويلة تفقد أنوثتها.

في مصر مصممو أزياء يعدّون على أصابع اليد الواحدة، رغم أن هناك الكثير من المواهب الشابة التي لا تجد سبيلاً الى إظهار موهبتها فكيف يمكن لهذا العدد القليل من المصممين أن ينظم أسابيع للموضة تنافس الدول الأخرى؟ المسألة في حاجة إلى مزيد من الدعم والاهتمام بمهنة تصميم الأزياء من خلال تسليط الضوء على هذه المهنة وإبراز أهميتها وإنشاء كليات متخصصة. لكن تبقى الإشكالية في الثقافة السائدة حول بعض المهن بكونها ليست على قدر كافٍ من الأهمية التي تستوجب الدراسة. لكنه تفكير خاطئ فمهنة تصميم الأزياء ليست بسيطة، وحين تتوافر تلك المقومات كلها يمكن أن نتحدث عن إقامة أسابيع للموضة تنافس الدول الأخرى مثل فرنسا وأميركا ولبنان.

لكل بلد طابع وذوق يميزانه. اعتادت المرأة العربية الموديلات المبهرة ذات التفاصيل الكثيرة المعقدة، لكن هذا الذوق بدأ يختلف لأن الرؤية اختلفت فلم يبق الإبهار هو المطلوب بقدر ما أصبح الأمر متوقفاً على البساطة الممزوجة بالأناقة. فضلاً عن أن المرأة أضحت على احتكاك بأحدث خطوط الموضة العالمية من خلال السفر للسياحة والتسوق والدراسة، ما ساهم في تطور ذوق المرأة العربية والخليجية بشكل كبير. يبدو ذلك جلياً في اختيارها التصاميم.

تتمتع المرأة الخليجية عموماً والكويتية خصوصاً بذوق راق وتواكب أحدث خطوط الموضة، وفي الكويت يدرس كثر الموضة في أوروبا وبالتالي يقدمون أفكاراً جديدة ومبتكرة.

تحتاج أزياء الهوت كوتور إلى تركيز وجهد مضاعفين لبلوغ التميز والإبداع، على عكس ملابس الكاجوال التي لا تحتاج إلى جهد كبير. بينما تحتاج الهوت كوتور إلى مصممين ذوي خبرة كي يصمموا موديلات جديدة ومبتكرة بلمسات مختلفة, لنواحي التطريز والخامات والموديل. كما أن الطلب على الهوت كوتور في ازدياد، لذا يهتم به مصممو الأزياء.

أهتم عادة بالألوان والخامات. آخذ في الحسبان أنني لابد من أن أقدم شيئاً مختلفاً عن مجموعات سابقة، كي يكون هناك تجديد في عملي مصمماً. كما أراعي ضرورة أن يبرز هذا الموديل أنوثة المرأة وأن تشعر المرأة التي ترتديه بالإحساس نفسه. أحب عامة الموديلات التي تعبر عن الأنوثة الطاغية. أعشق في هذا السياق بعض الألوان مثل الرمادي والأصفر والأبيض والأزرق.

لا يختلف تصميم أزياء النجمات كثيرا عن تصاميمي للسيدات الأخريات فالمرأة العادية تهتم بملابسها الى حدّ بعيد وبأن تكون ملابسها أنيقة ومبهرة في أي مناسبة. الأمر نفسه بالنسبة الى تصميم أزياء النجمات. لكن الاختلاف يكمن في أن ملابس النجمات توظف في الدراما أو في كليب معين ضمن سياق درامي. قد يكون الاختلاف في مساحة الإبهار أو جرأة التصميم فحسب وفقاً للموقف أو المناسبة.

تعاملت مع معظم نجمات مصر والوطن العربي، بينهن يسرا، ليلى علوي، نادية الجندي، مادلين طبر، هالة صدقي، مي عز الدين، منة شلبي. داليا البحيري وغيرهن.لكل فنانة «ستايل» خاص وموديل معين يلائمها ولا يمكن أن أذكر أن هناك فنانة منهن مميزة عن الأخرى لأنني أحب التعامل معهن جميعاً.

نعم، لا سيما هيفاء وهبي ونجوى كرم ونوال الزغبي.

صباح.

لست من هواة تصميم موديلات غريبة، لكني أحب أن تكون موديلاتي مبهرة جداً للعين، على ألاّ تكون في الوقت ذاته غريبة بالدرجة فلا يتقبلها الناس وينفرون منها. أراعي كذلك أن مجتمعاتنا الشرقية لا تألف الموديلات الغريبة.

أنا خريج الكونسرفاتوار ووالدي عازف الكمان عبده داغر. بعدما كان الغناء مجرد دراسة أصبح هواية بالنسبة إلي. تلقيت عروضاً هائلة لاحتراف الغناء لكنني لا أرى أن هناك ما يمنع أن تكون هوايتي الغناء وعملي تصميم الأزياء. أحببت في تجربة الكليب، استثمار الهواية في عملي مصمماً. في الكليب عارضات يقدمن موديلاتي في سياق الكليب. تجربة ناجحة وأستعد حالياً لكليب آخر.

كريستيان ديور وروبيرتو كافاللي الذي أعتبره أقرب إلى الروح الشرقية، ومن لبنان تعجبني تصاميم جورج حبيقة وزهير مراد.