|
|
#1
| |||||||
| |||||||
الامام حسن البنا - من الولادة حتى مابعد الوفاة بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركــاته الامام حسن البنا قبل البداية مقتطفات سريعة عن حسن البنا : الإسم : حسن أحمد عبد الرحمن محمد البنا الساعاتي العمر : 42 عاما تاريخ الميلاد : 14 أكتوبر 1906 - 1324 هـ . مكان الميلاد : المحمودية - محافظة البحيرة - جمهورية مصر العربية . الحالة الاجتماعية : متزوج وأب لولدين وست بنات . من أساتذة حسن البنا : والده الشيخ أحمد البنا والشيخ محمد زهران والشيخ أبوشوشه والشيخ عبد الوهاب الحصافي والشيخ موسى أبوقمر والشيخ أحمد بدير الشيخ محمد عبدالمطلب . من طلاب حسن البنا : تتلمد على يد حسن البنا الكثير ولكن من الشخصيات المشهورة التي تأثرت به سيد قطب ويوسف القرضاوي ومحمد احمد الراشد . إنجـــــازاته : مؤسس جماعة الاخوان المسلمين والمرشد العام لهــا . مكان وتاريخ الوفاة : القاهرة 12 فبراير 1949. لمشاهدة صور الامام حسن البنا .. اضغط هنــا ولادة حسن البنا ونشأته : ولد الإمام حسن البنا في المحمودية بمصر في شعبان 1324هـ أكتوبر 1906، وكان والده الشيخ احمد عبد الرحمن البنا من العلماء العاملين وله عدة مصنفات في الحديث الشريف من أهمها "الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد". بالرغم ان حسن البنا قد نشأ في اسرة بسيطة لكنهــا كانت اسرة محافظة احتضنته وربته تربية دينية فنشأ نشأة الإلتزام والتدين . ولقد كان للإمام حسن البنا ثلاثة اخوان هم عبدالرحمن وجمال ومحمد . ولقد تعلم حسن البنا من والده حرفة إصلاح الساعات، ومارسها.. كما تعلم حرفة تجليد الكتب، ومارسها وذلك سيراً على سنة العلماء التي سلكها والده في التكسب من الحرف والصنائع، ليكون عملهم مبذولاً لوجه الله وخدمة الناس. لذا فقد ساعد ابوه في عمله . حياة حسن البنا العلمية والعملية والحركية : التحق حسن البنا بداية تعليمه بالكتاتيب بالمحمودية وبعدها التحق بمدرسة الرشاد الدينية لمدة أربعة سنوات ثم التحق حسن البنا بعدها بالمدرسة الإعدادية بدأ نشاطه الحركي فيها إذ ترأس جمعية الأخلاق الحميدة ثم التحق بعدها بجمعية أخرى تم تأسيسها أسمها ( منع المحرمات ) . - وبعد انهاءه للمدرسة الإعدادية التحق حسن البنا بمدرسة المعلمين بدمنهور وفيها انخرط في "الطريقة الحصافية"، وبايع شيخها السيد عبدالوهاب الحصافي في 4 رمضان سنة 1341ه 20 أبريل سنة 1923م "وواظب على "حلقة ذكرها".. وكانت هذه الطريقة الصوفية الحصافية من أكثر الطرق بعداً عن البدع والخرافات، ومن أقربها إلى الالتزام بالشريعة والاهتمام بمناهج الإصلاح الخلقي والاجتماعي. وأثناء تنقله بين دمنهور والمحمودية، لاحظ نشاط الجماعات والإرساليات التنصيرية الإنجيلية، التي دخلت مصر في ركاب الاستعمار الإنجليزي، وبدعم من الكنيسة الأمريكية.. التي "أخذت تبشر بالمسيحية في ظل التطبيب وإيواء الصبية وتعليم التطريز". فقام مع عدد من زملائه بتأسيس "جمعية الحصافية الخيرية" وانتخب سكرتيراً لها.. وأخذت هذه الجمعية تمارس الدعوة إلى الأخلاق، ومقاومة المنكرات.. ومحاربة الإرساليات التبشيرية الإنجيلية. وعندما قامت ثورة مصر الكبرى (1337ه 1919م) زادت من تفتح وعيه الوطني ونضجه السياسي، فشارك في مظاهرات الثورة وكانت سنه إبان الثورة بين الرابعة عشرة والسابعة عشرة وعندما قاطع الشعب المصري أثناء الثورة لجنة "ملنر" الإنجليزية نظم حسن البنا في ذلك شعراً، جاء فيه: يا ملنر ارجع ثم سل وفداً بباريس أقام وارجع لقومك قل لهم لا تخدعوهم يا لئام وإبان تلك الثورة، توفي بالمنفى الزعيم الوطني المجاهد محمد بك فريد (1284 1338ه 1868 1919م) زعيم الحزب الوطني فهز نبأ وفاته حسن البنا، فنظم في ذلك قصيدة مطلعها: أفريد نم بالأمن والإيمان أفريد لا تجزع على الأوطان وبعد مرحلة مدرسة المعلمين بدمنهور انتقلت الأسرة إلى القاهرة، لتكون بجوار ابنها البكر حسن البنا، ليلتحق بدار العلوم في العام الدراسي 1923 1924م. وفي دار العلوم تتلمذ حسن البنا على عدد من علماء ذلك العصر.. وكان من بين الأساتذة الذين تأثر بهم الشيخ أحمد بدير (1295 1347ه 1878 1929م)، الذي كان قد تتلمذ على الأستاذ الإمام الشيخ محمد عبده.. وفي القاهرة وهو طالب بدار العلوم عايش زلازل: سقوط الخلافة الإسلامية 1924م. وصدور عدد من الكتب التي صادمت ثوابت الإسلام. كما صدمته عواصف التغريب الفكري والانحلال الخلقي، التي كانت غريبة عن المجتمع المحافظ الذي ألفه وخلّفه في الريف، وفي المدن شبه الريفية المحمودية.. ودمنهور .. فلقد وجد "الكثير من مظاهر التحلل والبعد عن الأخلاق الإسلامية في كثير من الأماكن التي لا عهد له بها في الريف المصري.. وظهرت كتب وجرائد ومجلات كل ما فيها ينضح بهذا التفكير الذي لا هدف له إلا إضعاف أثر أي دين أو القضاء عليه في نفوس الشعب...". وإلى جانب الآلام الذاتية التي عاشها من هذا الذي رآه وقرأه بالقاهرة.. أخذ يفكر في مصير الأمة التي أراد الأعداء دفعها إلى هذا المصير.. وبعبارته: "كنت متألماً أشد الألم، فها أنذا أرى الأمة المصرية العزيزة تتأرجح حياتها الاجتماعية بين إسلامها العزيز الغالي، الذي ورثته وحمته وألفته وعاشت به واعتز بها أربعة عشر قرناً كاملة، وبين هذا الغزو الغربي العنيف المسلح المجهز بكل الأسلحة الماضية الفتاكة من المال والجاه، والمظهر والمتعة والقوة ووسائل الدعاية. وكان ينفس عن نفسي بعض الشيء الإفضاء بهذا الشعور إلى كثير من الأصدقاء الخلصاء من زملائنا الطلاب بدار العلوم والأزهر والمعاهد الأخرى...". وكانت المكتبة السلفية لصاحبها العالم المجاهد محب الدين الخطيب (1303 1389ه 1886 1969م).. مكان شكواه، ومنتدى محاوراته مع العديد من العلماء والطلاب.. وكذلك دار مجلة "المنار" لصاحبها العالم المجاهد محمد رشيد رضا (1282 1354ه 1865 1935م) والتي يفد إليها العديد من تلاميذ الأفغاني ومحمد عبده. وعندما كان يهم بمغادرة مقاعد الدراسة بدار العلوم، ويدلف إلى ميادين الحياة العامة، أعلن عن "أمله.. وخطته".. وذلك عندما كتب في امتحان مادة "الإنشاء" جواباً على سؤال أستاذه أحمد يوسف نجاتي:! "اشرح أعظم آمالك بعد إتمام دراستك، وبيِّن الوسائل التي تعدها لتحقيقها...". .. فكانت إجابة حسن البنا في ورقة الإجابة تقول: "إن أعظم آمالي بعد إتمام حياتي الدراسية أملان: 1 خاص: وهو إسعاد أسرتي وقرابتي. 2 وعام: وهو أن أكون مرشداً ومعلماً، إذا قضيت في تعليم الأبناء سحابة النهار، قضيت ليلي في تعليم الآباء هدف دينهم ومنابع سعادتهم.. تارة بالخطابة، والمحاورة، وأخرى بالتأليف والكتابة، والثالثة بالتجول والسياسة. وقد أعددت لتحقيق الأول: معرفة بالجميل. ولتحقيق الثاني، من الوسائل الخلقية: "الثبات والتضحية"، وهما ألزم للمصلح من ظله، وسر نجاحه كله.. ومن الوسائل العملية: درساً طويلاً، سأحاول أن تشهد لي به الأوراق الرسمية، وتعرفاً بالذين يعتنقون هذا المبدأ أو يعطفون على أهله، وجسماً تعوّد الخشونة على ضآلته، وألف المشقة على نحافته، ونفساً بعتها لله صفقة رابحة، راجياً منه قبولها، سائله إتمامها، ذلك عهد بيني وبين ربي، أسجله في نفسي، وأشهد عليه أستاذي في وحدة لا يؤثر فيها إلا الضمير". فكان العهد.. والصفقة.. والمبايعة.. التي كانت أربح صفقات القرن الرابع عشر الهجري! لقد تخرج حسن البنا من دار العلوم.. وحصل على دبلومها (1346ه 1927م)، ولم يكن قد أتم يومئذ عامه الحادي والعشرين.. وكان ترتيبه الأول على دفعته.. ولقد رُشح للسفر إلى باريس للدراسات العليا.. لكنه تنازل عن حقه في الابتعاث، مفضلاً البقاء بمصر للعمل على تحقيق الأهداف التي حددها لنفسه في هذه الحياة. وعُيِّن مدرساً بإحدى المدارس الابتدائية بمدينة الإسماعيلية في سبتمبر سنة 1927م ربيع أول 1346ه وفي الإسماعيلية رأى من "الحوافز المستفزة" أكثر مما رآه في القاهرة.. رأى نماذج الاحتلال والاستغلال الأجنبي مجسدة أمام سمعه وبصره.. ورأى التغريب الثقافي والاجتماعي يتحدى هوية الأمة وكرامتها. "فهذا المعسكر الإنجليزي في غربها ببأسه وسلطانه، يبعث في نفس كل وطني غيور الأسى والأسف، ويدفعه دفعاً إلى مراجعة هذا الاحتلال البغيض، وما جره على مصر من نكبات جسام. وهذا المكتب الأنيق الفخم، مكتب إدارة شركة قناة السويس في سلطانه وسطوته، واستخدامه للمصريين ومعاملته إياهم معاملة الأتباع المضطهدين، وإكرامه للأجانب ورفعه إياهم إلى مرتبة السادة والحاكمين. وهذه المنازل الفخمة المنتشرة في حي الإفرنج بأكمله، ويسكنها موظفو الشركة الأجانب، وتقابلها مساكن العمال العرب في ضآلتها وصغر شأنها. والشوارع كلها تحمل لوحات لم تكتب إلا بلغة هذا الاحتلال الجاثم على صدورها، حتى شارع المسجد كان مكتوباً هكذا: زRac Du Mosqueeس وفي الإسماعيلية.. وفي هذا المناخ، وتلك الملابسات.. قرر تأسيس "جماعة الإخوان المسلمين" تأسيس جماعة الأخوان المسلمين : فكل ماسبق من دوافع جعلت الإمام حسن البنا يقرر تأسيس جماعة الإخوان المسلمين لذا كان الإسماعيلية بداية الإنطلاقة الحقيقية والميلاد الحقيقي لجماعة الإخوان المسلمين , ونظرا للمساهمة الفاعلة التي كان يساهما حسن البنا في حياة ذلك المجتمع ونظرا لقدرته العجيبة في اجتذاب الناس بعاطفته الدينية القوية، وإخلاصه في دعوته، وبساطته وتبسُّطه، فكان مصدر إعجاب وإجماع الجميع على اختلاف مستوياتهم الفكرية والعلمية والاجتماعية، وكان له تأثير عجيب على سامعيه بما أوتي من مقدرة بيانية فائقة متحدثًا وكاتبًا وخطيبًا، وبما حباه الله من حافظة قوية، فكان يعرف كل من يقابله ولو مرَّة واحدة. فتوجه بدعوته إلى مختلف شرائح الأمة وقادة الرأي فيها: إلى العلماء أولاً.. وشيوخ الطرق ثانياً.. والأعيان ثالثاً.. والأندية رابعاً". وكان أول المستجيبين لدعوته ستة رجال جميعهم من العمال والحرفيين.. فأسس بهم الجماعة في ذي القعدة سنة 1347ه أبريل - مايو 1928م.. وكان للمرأة منذ البداية نصيب في الدعوة.. فأسس حسن البنا بالإسماعيلية "معهد أمهات المؤمنين" لتربية البنات تربية إسلامية صالحة.. كما أنشأ بالجماعة "قسم الأخوات المسلمات". ومن الإسماعيلية انتشرت الدعوة وتنظيمات الجماعة و"شعبها" إلى مدن مصر وقراها.. وتخطت حدود مصر إلى مختلف أنحاء عالم الإسلام.. بل وإلى مواطن الجاليات الإسلامية خارج عالم الإسلام.. وفي سبيل الدعوة والجماعة زار الأستاذ البنا ثلاثة آلاف قرية مصرية من بين قرى مصر البالغ عددها يومئذ أربعة آلاف !!.. وذلك غير المدن، الكبير منها والصغير.. وغير الخطابة التي لم يكن يُجاري فيها كانت الصحافة .. ميداناً لدعوته فأصدر من المجلات: 1 مجلة "المنار" الشهرية. 2 مجلة "الشهاب" الشهرية. 3 مجلة "النذير" الأسبوعية. 4 مجلة "التعارف" الأسبوعية. 5 مجلة "الكشكول الجديد". 6 جريدة "الإخوان المسلمون" الأسبوعية. 7 جريدة "الإخوان المسلمون" نصف الشهرية. 8 جريدة "الإخوان المسلمون" اليومية. ولقد رشح نفسه للانتخابات مرتين بدائرة الإسماعيلية : الأولى في انتخابات سنة 1942م. ثم تنازل عن الترشيح بطلب من الحكومة، بناء على ضغط وتهديد من المحتلين الإنجليز.. والثانية في انتخابات سنة 1944م 1945م. وكان الأستاذ البنا وجماعته في طليعة القوى التي وعت خطورة القضية الفلسطينية، وجاهدت في سبيلها منذ الثورة الفلسطينية سنة 1936م.. فرفعوا شعارات الجهاد لإنقاذ فلسطين من المخطط الصليبي الصهيوني.. كما كانوا في طليعة الذين أعدوا العدة للجهاد المسلح.. وخاضوا معاركه على أرض فلسطين سنة 1947 1948ه.. قبل وبعد دخول الجيوش العربية إلى أرض فلسطين، في مايو 1948م. وفي مايو 1946م، جمادى الثانية سنة 1365ه، استقال حسن البنا من وظيفة مدرس ابتدائي.. بعد ما يقرب من تسعة عشر عاماً قضاها في التدريس.. ويومها كان قد بلغ "الدرجة الخامسة" (!!!) "قانون الموظفين المنسيين"!! وبضغط من الاستعمار.. وخوفاً من قوة الجماعة.. وخاصة بعد تجربتها الجهادية في فلسطين.. صدر الأمر العسكري بحل الجماعة في ديسمبر سنة 1948م صفر سنة 1368ه .. وكان عدد أعضائها العاملين يومئذ نصف مليون عضو.. معهم من الأعضاء المؤازرين أضعاف هذا العدد.. ولها من "الشُّعب" المنتشرة في مصر ما يزيد على 2000 شعبة!.. وتسارعت الأحداث.. واغتيل الأستاذ الإمام الشيخ حسن البنا بالقاهرة في 12 فبراير سنة 1949م ربيع الآخر سنة 1368ه.. فصعدت روح هذا الرجل الملهم المبارك إلى بارئها، بعد أن بذر البذرة التي أنبتت الشجرة الطيبة، التي امتدت أغصانها وأوراقها وثمراتها إلى كل أنحاء الكوكب الذي نعيش فيه.. والتي بارك الله فيها كما لم يبارك في بذرة من البذور الكثيرة التي بذرت في ذلك التاريخ! أما الثقافة التي صنعت هذا العقل المتفرد.. وصاغت هذا المشروع الإصلاحي، فإنها كانت مزيجاً من: 1 فقه القرآن الكريم. 2 وفقه الهدى النبوي الشريف حديثاً وسيرة وخلقاً.. 3 وفقه الواقع المعاصر والمعيش مصرياً.. وعربياً وإسلامياً.. وعالمياً... 4 والتصوف الشرعي، البريء من البدع والخرافات.. والذي أخذه عن الطريقة الحصافية التي تأثر بشيخها السيد حسنين الحصافي، وقال عنه: "وكان أعظم ما أخذ بمجامع قلبي وملك عليَّ لبي من سيرة الشيخ الحصافي رضي الله عنه شدته في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأنه كان لا يخشى في الله لومة لائم، ولا يدع الأمر والنهي مهما كان في حضرة كبير أو عظيم". 5 والسلفية التجديدية الواعية التي أخذها عن الأستاذ محب الدين الخطيب. 6 والعقلانية المؤمنة التي تشبع بها من المدرسة الإحيائية الإصلاحية لجمال الدين الأفغاني... ومحمد عبده.. ورشيد رضا. 7 والمعارف العامة والإنسانية التي رآها "حكمة"، هي ضالة المؤمن، أنى وجدها فهو أحق الناس بها.. انجازات الامام حسن البنا : أولا انجازاته على الصعيد الحركي الدعوي: تأسيس جماعة الإخوان المسلمين التي رادت كل بلدان العالم وشاركت في الدعوة الاسلامية مشاركة فاعلة وساهمت في التغيير والاصلاح مساهمة عملية . ثانيا / مؤلفــاته : 1- مذكرات الدعوة والداعية (لكنها لاتغطي كل مراحل حياته وتتوقف عند سنة 1942م). 2- المرأة المسلمة. 3- تحديد النسل. 4- مباحث في علوم الحديث. 5- السلام في الإسلام. 6- قضيتنا. ثالثا / رسائله : 1- رسالة المنهج 2- رسالة الانتخابات 3- مقاصد القرآن الكريم وفاة الإمام حسن البنا ( إغتياله ) : أعلن النقراشي باشا (رئيس وزراء مصر في ذلك الوقت) في مساء الأربعاء 8 ديسمبر 1948م قراره بحل جماعة الإخوان المسلمين، ومصادرة أموالها واعتقال معظم أعضائها، وفى اليوم التالي بدأت حملة الاعتقالات والمصادرات. ولما همّ الأستاذ حسن البنا أن يركب سيارة وُضع فيها بعض المعتقلين اعترضه رجال الشرطة قائلين: لدينا أمر بعدم القبض على الشيخ البنا. ثم صادَرت الحكومةُ سيارته الخاصّة، واعتقلت سائقه، وسحب سلاحه المُرخص به، وقبضت على شقيقيه الذين كانا يرافقانه في تحركاته، وقد كتب إلى المسؤولين يطلب إعادة سلاحه إليه، ويُطالب بحارس مسلح يدفع هو راتبه، وإذا لم يستجيبوا فإنه يُحَمّلهم مسئولية أيّ عدوان عليه. في الساعة الثامنة من مساء السبت 12 فبراير 1949 م كان الأستاذ البنا يخرج من باب جمعية الشبان المسلمين ويرافقه رئيس الجمعية لوداعه ودقّ جرس الهاتف داخل الجمعية، فعاد رئيسها ليجيب الهاتف، فسمع إطلاق الرصاص، فخرج ليرى صديقه الأستاذ البنا وقد أصيب بطلقات تحت إبطه وهو يعدو خلف السيارة التي ركبها القاتل، ويأخذ رقمها وهو رقم "9979" والتي عرف فيما بعد أنها السيارة الرسمية للأميرالاي محمود عبد المجيد المدير العام للمباحث الجنائية بوزارة الداخلية كما هو ثابت في مفكرة النيابة العمومية عام 1952. لم تكن الإصابة خطرة، بل بقي البنا بعدها متماسك القوى كامل الوعي، وقد أبلغ كل من شهدوا الحادث رقم السيارة، ثم نقل إلى مستشفى القصر العيني فخلع ملابسه بنفسه. لفظ البنا أنفاسه الأخيرة في الساعة الثانية عشرة والنصف بعد منتصف الليل، أي بعد أربع ساعات ونصف من محاولة الإغتيال بسبب فقده للكثير من الدماء بعد أن منعت الحكومة دخول الأطباء أو معالجتهم للبنا مما أدى إلى وفاته، ولم يعلم والده وأهله بالحادث إلا بعد ساعتين أخريين، وأرادت الحكومة أن تظل الجثة في المستشفى حتى تخرج إلى الدفن مباشرة، ولكن ثورة والده جعلتها تتنازل فتسمح بحمل الجثة إلى البيت، مشترطة أن يتم الدفن في الساعة التاسعة صباحاً، وألا يقام عزاء! اعتقلت السلطة كل رجل حاول الإقتراب من بيت البنا قبل الدفن فخرجت الجنازة تحملها النساء، إذ لم يكن هناك رجل غير والده ومكرم عبيد باشا والذي لم تعتقله السلطه لكونه مسيحيا، وكانت تربطه علاقة صداقة بحسن البنا. في الأيام الأولى من قيام ثورة 23 يوليو أعادت سلطات الثورة التحقيق في ملابسات مصرع حسن البنا وتم القبض على المتهمين باغتياله وتقديمهم أمام محكمة جنيات القاهرة حيث صدرت ضدهم "أحكام ثقيلة" في أغسطس 1954 حيث قال القاضي في حيثيات الحكم "إن قرار الاغتيال قد اتخذته الحكومة السعدية بهدف الانتقام لم يثبت تواطؤ القصر في ذلك لكن القاضي أشار إلى أن العملية تمت بمباركة البلاط الملكي، المتهم الأول أحمد حسين جاد الأشغال الشاقة المؤبدة المتهم السابع محمد محفوظ الأشغال الشاقة خمسة عشر عاما المتهم الثامن الأميرلاي محمود عبد المجيد الأشغال الشاقة خمسة عشر عاما البكباشي محمد الجزار سنة مع الشغل قضاها في الحبس الاحتياطي فأفرج عنه"[4]، إضافة لتعويض مادي كبير تمثل في دفع عشرة آلاف جنيه مصري كتعويض لأسرة البنا[5]، بعد حادثة المنشية في ديسمبر 1954 صدرت قرارات بالعفو عن كل المتهمين في قضية اغتيال حسن البنا، أُفْرِجَ عن القتلة بعد شهور قليلة قضوها داخل السجون[4]. من أقوال حسن البنا : أ- ا الوصايا العشر للامام حسن البنا : 1) قم إلى الصلاة متى سمعت النداء مهما تكن الظروف. 2) اتل القرآن أو طالع أو استمع أو اذكر الله و لا تصرف جزءاً من وقتك في غير فائدة. 3) اجتهد أن تتكلم العربية الفصحى فإن ذلك من شعار الإسلام. 4) لا تكثر الجدل في أي شأن من الشؤون أياً كان فإن المراء لا يأت بخير. 5) لا تكثر الضحك فإن القلب الموصول بالله ساكن وقور. 6) لا تمزح فإن الأمة المجاهدة لا تعرف إلا الجد. 7) لا ترفع صوتك أكثر مما يحتاج إليه السامع فإنه رعونة و إيذاء. 8 ) تجنب غيبة الأشخاص و تجريح الهيئات و لا تتكلم إلا بخير. 9) تعرف إلى من تلقاه من إخوانك و إن لم يطلب إليك ذلك فإن أساس دعوتنا الحب و التعارف. 10) الواجبات أكثر من الأوقات فعاون غيرك على الانتفاع بوقته و إن كان لك مهمة فأوجز في قضائها وقال عن الإسلام الثورة: "إن الإسلام ثورة بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى... يزلزل الأوضاع الفاسدة، ويحطم صروح البغي والعدوان الشامخة، ويجدد معالم الحياة وأوضاعها، ويقيمها على أثبت الدعائم. إنه ثورة على الجهل.. وثورة على الظلم بكل معانيه: ظلم الحاكم للمحكوم.. وظلم الغني للفقير.. وظلم القوي للضعيف. وثورة على الضعف بكل مظاهره ونواحيه: ضعف النفوس بالشح والإثم.. وضعف الرؤوس بالغباء والعقم.. وضعف الأبدان بالشهوات والسقم...". وقال عن تحرير مصر: "أيها المصري أيتها المصرية، أيها الشرقي أيتها الشرقية، علموا أولادكم منذ نعومة أظفارهم أن يكرهوا وأن يمقتوا وأن يلعنوا الإمبراطورية البريطانية، كما يعلّم الآباء الإنجليز أبناءهم أن يحبوا إمبراطوريتهم. تصرفوا بطريقة تجعل على الإنجليز أن يواجهوا قلوباً تكرههم، وألسنة تلعنهم، وأيادي تذبحهم، وإنه لا باب للحرية سوى باب العداء الصريح لبريطانيا، والعداء الكامل والجهاد الواثب ومرحباً به ليحق الحق ويبطل الباطل ولو كره المجرمون"! وقال عن إنقاذ فلسطين: "إن فلسطين هي قلب الشرق النابض، وموطن مقدسات مسلميه ومسيحييه على السواء. وإن الشعب الفلسطيني هو من سلالة الصحابة الفاتحين.. وإن ثرى فلسطين قد روي بدماء عشرات الآلاف من صحابة نبينا محمد {. وإن قضية فلسطين هي قضية العالم الإسلامي بأسره، وهي ميزان كرامته، ومقياس هيبته وقوته. وإن اليهود في فلسطين خطر داهم على سياسة الشرق العامة، ومطامعهم في الوطن القومي غير محصورة، فهم لا يقتصرون على فلسطين، ولكنهم سيخيفون الأرض من كل جانب، وهم خطر على وحدة العرب في الشرق، لأنهم لا يعيشون إلا في جو التفريق، وهم خطر داهم على أخلاق الشرق، فهم قوم خُلُقُهم المال، باعوا من قبل آيات الله بثمن قليل، ولا يزالون يبيعون الأخلاق بثمن بخس.. وإن الصهيونية ليست حركة سياسية قاصرة على الوطن القومي لليهود أو الدولة المزعومة بالتقسيم الموهوم، ولكنها ثمرة تدابير وجهود اليهودية العالمية، التي تهدف إلى تسخير العالم كله لحكم اليهود، ومصلحة اليهود، وزعامة مسيح صهيون، وليست دولتهم التي يعبرون عنها بجملتهم المأثورة: "ملك سليمان إسرائيل من الفرات إلى النيل"، في عرفهم إلا نقطة ارتكاز تنقض منها اليهودية العالمية على الأمة العربية دولة فدولة، وعلى المجموعة الإسلامية أمة بعد أمة. أما أمم الغرب، في أوروبا وأمريكا، فقد تكفل الذهب اليهودي، والإغراء الصهيوني بتوجيه زعمائها وحكامها حيث يريد. وإن الإنجليز واليهود لن يفهموا إلا لغة واحدة: هي لغة الثورة والقوة والدم".. وقال عن الوحدة العربية: "إن قضية وحدة العرب هي أعدل وأنجح وأوضح قضية في التاريخ، فمن البديهيات التي لا تقبل الجدل أن العرب أمة واحدة. وإن هذا التعبير يساوي في أحقيته ووضوحه واستقراره في النفوس والأذهان قول القائلين: السماء فوقنا والأرض تحتنا، فلقد اصطلحت على تكوين هذه الوحدة العربية وتدعيمها كل العوامل الروحية واللغوية والجغرافية والتاريخية والمصلحية...". وقال عن تحرير الوطن الإسلامي: "إن الوطنية هي فرض من الله، هو الذي أمر به، وهي جزء من تعاليم الإسلام.. ونحن لا نطيق أن يكون في أرض الإسلام مستعمر واحد.. ولذلك، يعمل "الإخوان" بالنفس والمال في سبيل تحرير الوطن الإسلامي العام. إن الوطن الإسلامي لا يتجزأ، وإن كل شبر فيه مسلم يقول: "لا إله إلا الله، أو رفعت عليه يوماً من الأيام راية الله قد صار أمانة في يد المسلمين قاطبة، ووجب عليهم أن يقدروا حرمته بالنفوس والأرواح...". وقال عن الجهاد.. والاستشهاد: "إن الأمة التي تحسن صناعة الموت، وتعرف كيف تموت الموتة الشريفة يهب الله لها الحياة العزيزة.. فاعملوا للموتة الكريمة تظفروا بالسعادة الكاملة، رزقنا الله وإياكم كرامة الاستشهاد في سبيله...". وعندما سئل هذا الرجل الرباني الملهم، الذي كان من أبرز مجددي الإسلام في القرن الرابع عشر الهجري العشرين الميلادي والذي أكرمه الله، فاستجاب دعوته، ورزقه كرامة الاستشهاد في سبيله .. عندما سئل: من أنت؟؟ كان جوابه: "أنا: سائح يطلب الحقيقة.. وإنسان يبحث عن مدلول الإنسانية بين الناس. ومواطن ينشد لوطنه الكرامة والحرية والاستقرار والحياة الطيبة في ظل الإسلام الحنيف. ومتجرد أدرك سر وجوده، فنادى: إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له، وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين". قالوا عن حسن البنا 1- وقد رثاه المجاهد المغربي عبد الكريم الخطابي وقال «يا ويح مصر والمصريين، مما سيأتيهم من قتل البنا، قتلوا وليًّا من أولياء الله، وإن لم يكن البنا وليًّا فليس لله ولي.» 2- المحدّث ناصر الألباني :لو لم يكن للشيخ حسن البنا _ رحمه الله _ من الفضل على الشباب المسلم سوى انه أخرجهم من دور الملاهي في " السينمات " ونحوذلك والمقاهي ، وكتّلهم على دعوة واحدة ، ألا وهي دعوة الإسلام ..لو لم يكن له من الفضل إلا هذا لكفاه فضلا ً وشرفا 3- الشيخ محمد الغزالي :كان حسن البنا _حيث حلّ _ يترك وراءه أثرا ً طيبا ً، وا لقيه امرؤ في نفسه استعداد لقبول الخير إلا وأفاد منه ، ما يزيده صلة ً بربّه ، وفِقها ً في دينه ، وشعورا ً يتبعه نحو الإسلام والمسلمين ، ولارجل الذي يشتغل بتعليم الناس لا يستطيع في أحيانه كلّها أن يرسل النفع فيضا ً غدقا ً، فله ساعات يخمد فيها وساعات يتألق وينير .إن الإشعاع الدائم طبيعة الكواكب وحدها ، وقد كان حسن البنا في أفقه الداني البعيد من هذا الطراز الهادي بطبيعته لأن جوهر نفسه لا يتوقّف عن الإشعاع .كانت لدى حسن النبا ثورة طائلة من علم النفس وفن التربية وقواعد الإجتماع ، وكان له بصرٌ نافذ بطبائع الجماهير ، وقيم الأفراد ، وميزان المواهب ، وهذه بعض الوسائل التي تعين على الدعوة وليس كلّها . 4- لكاتب الأمريكي روبرت جاكسون :هذا الشرق لا يستطيع أن يحتفظ طويلا ً بالكنز الذي يقع في يده . إنه رجل لا ضريب له في هذا العصر .. لقد مرّ في تاريخ مصر مرور الطيف العابر الذي لا يتكرر . كان لابد ان يموت هذا الرجل _ الذي صنع التاريخ وحوّل مجرى الطريق _ شهيدا ً كما مات عمر وعلي والحسين . كان لا بد أن يموت مبكرا ً ، فقد كان غريبا ً عن طبيعة المجتمع .. يبدو كأنه الكلمة التي سبقت وقتها ، أو لم يأت وقتها بعد 5- قال الشهيد سيّد قطب رحمه الله ، تحت عنوان : حسن البنا وعبقرية البناء :" في بعض الأحيان تبدو المصادفة العابرة قدرا مقدورا وحكمة مدبرة في كتاب مسطور . حسن البنا . إنها مصادفة أن يكون هذا لقبه . ولكن من يقول : إنها مصادفة ؟! والحقيقة الكبرى لهذا الرجل هي البناء وإحسان البناء بل عبقرية البناء ؟!.. وإن استشهاده عملية جديدة من عمليات البناء ، عملية تعميق للأساس وتقوية للجدران . وما كان ألف خطبة وخطبة ، ولا ألف رسالة للفقيد الشهيد لتلهب الدعوة في نفوس الإخوان كما ألهبتها قطراتُ الدم الزكي المهراق .. إنّ كلماتنا تظل عرائس من الشمع ، حتى إذا مُتنا في سبيلها دَبَّت فيها الروح ، وكتبت لها الحياة . وعندما سلَّط الطغاة الحديد والنار على بناء حسن البنا والعاملين فيه ، استطال على الهدم ، لأن الحديد والنار لايمكن أن يهدما فكرة في يوم من الأيام " . 6- وقال السيّد أبو الحسن الندوي رحمه الله :إن كلّ من عرف حسن البنا عن كثب لا عن كتب ، وعاش متصلا به ، عرف فضل هذه الشخصية التي قفزت إلى الوجود وفجأت مصر ثم العالم العربي والإسلامي كله بدعوتها وجهادها وقوتها الفذّة . فقد اجتمعت فيه صفات ومواهب تعاونت في تكوين قيادة دينية اجتماعية لم يعرف العالم العربي والإسلامي وما وراءه قيادة دينية أو سياسية أقوى وأعظم تأثيرا ، أو أكثر انتاجا منها منذ قرون ، وفي تكوين حركة إسلامية يندر أن تجد حركة أوسع نظاما ، وأعظم نشاطا ، وأكبر نفوذا . المـصادر :1 - موسوعة ويكيبيديا الحرة . 2- مدونة من الآخر . 3- منتدى تحدي الشباب العربي 4- موقع الامام حسن البنا . 5- منتديات ابناء العرب المصدر: منتديات مدينة الاحلام hghlhl psk hgfkh - lk hg,gh]m pjn lhfu] hg,thm ]fd p.k |
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدلالية (Tags) |
مابعد, الامام, البنا, الولادة, الوفاة, دبي, حزن |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
صور الامام حسن البنا | DreamsCity | صور شخصيات و مشاهير | 3 | 04 - 01 - 2012 18:45 |
شخصية الاسبوع ( حسن البنا ) | عبدالله ابو بصير | شخصيات في الذاكرة | 3 | 13 - 11 - 2008 22:53 |
فيلم أغتيال الامام حسن البنا مؤسس جماعة الاخوان المسلمين | عبدالله ابو بصير | المنقولات العـــامة | 4 | 11 - 10 - 2008 15:54 |
العملية القيصرية ، الولادة القيصرية Cesarean Section ، Cesarean delivery | البرق | قسم الصحة | 0 | 14 - 06 - 2008 13:40 |
علي بن أبي طالب رابع الخلفاء الراشدين | امير القلوب | القسم الاسلامي | 3 | 04 - 04 - 2007 18:03 |
Powered by vBulletin Version 3.8.7 Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd ترقية وتطوير: مجموعة الدعم العربى |