|
|
#1
| ||||||||
| ||||||||
صيام الكائنات الحية صيام الكائنات الحية صيام اللِّمِنْج الدكتور عبد الحكم عبد اللطيف الصعيدي – أستاذ علم الحشرات -كلية الزراعة - جامعة الأزهر نصحبك إلى رحاب آية من آيات الله العجيبة، تلك هي حقيقة صيام حيوان "اللمنج". هذا الحيوان حيوان ثديي في حجم الفأر، يكسو جسمه فراء بُنِّي ضارب إلى الصُّفْرة، وله أرجل قصيرة بالنسبة إلى حجمه، وله أذنان رفيعتان تختفيان خلال فرائه السميك، كما أن ذنبه قصير. ويعيش هذا الحيوان في بلاد النرويج، ويتكاثر بدرجة فائقة؛ ذلك لأن إناث هذا الحيوان تلد في السنة ثلاث مرات أو أربع مرات، وهذا على خلاف ما نشاهده في الحيوانات الثديية التي تلد في العام مرة واحدة؛ فهذا الحيوان يعتبر من الحيوانات الثديية، كما أن الأنثى تلد في العام 27 فردًا، بواقع تسعة أفراد في كل بطن؛ ولذلك فإننا نتوقع أن تتضاعف أعداد هذا الحيوان أضعافًا مضاعفة خلال فترة وجيزة من الزمن، إلى حد أن ذريته تغطي وجه الأرض التي تقطنها بأكملها، وهذه صورة تذهل العقل. وعندما تصل أعداد هذا الحيوان إلى هذا الحد فإنها تترك هذه المنطقة، والتي هي بمثابة منطقة نفوذ لها، وتقوم برحلة شاقة؛ فتضرب في الوديان، متجهة إلى الجنوب، مخترقة الغابات والحقول. إنه زحف رهيب؛ فهذه الأفراد، التي تُعَدُّ بالملايين، يندفع بعضها وراء بعض في أسراب يزيد عرض السرب فيها على نحو ثلاثة أميال، وتستمر في اندفاعها في سير متواصل ليل نهار، وقد يمتد ذلك نحو سنتين، ولا شك أنه يلحقها الضعف والوهن، وتطاردها الحيوانات الجارحة والمفترسات. وأخيرًا تصل هذه الحيوانات الصائمة إلى شاطئ البحر، فتنتهي حياتها بشكل مأساوي؛ حيث تلقي بنفسها في لجة الماء، لتودع الحياة على هذا النحو الغريب، وليسدل الشتاء على هذه الحيوانات، وتترك أهل الدنيا يكدون ويكدحون، وكأنها تلقنهم درسًا مؤداه: هذه هي النهاية، طالت الحياة أم قصرت. ولنا أن نعقب على هذا من الناحية العلمية فنقول: "إن السر وراء هذه الأحداث جميعًا، والدخول في فترة صيام طويل يصل إلى نحو عامين متواصلين، لا في حالة سكون، ولكن في حالة حركة واضطراب، وسعي إلى المجهول، السر وراء ذلك كله هو الآثار التي تنتج عن التنافس الحاد والشديد بين الأعداد الغفيرة والجيوش الوفيرة، التي تتولد عنها هذه الحالة الحادة من السأم والتوجه إلى هذا المعبر المحتوم على هذا النحو، كما أنها تعتبر نوعًا من التوازن البيئي، فلو استمرت هذه الأنواع في هذا التكاثر المتواصل لأمكن أن تملأ وجه الأرض؛ فتهدِّد المحاصيل، وتهدِّد كل ما تصادفه؛ ولهذا فإن الله قدر عليها هذا النمط المعيشي كنوع من ضبط أعدادها، ولعلَّ البشر يدركون مدى إنعام الله عليهم بنعمة الصيام العبادي المنظم". صيام طيور البطريق الدكتور عبد الحكم عبد اللطيف الصعيدي – أستاذ علم الحشرات -كلية الزراعة - جامعة الأزهر إن طيور البطريق من الطيور المغرمة بسكن المناطق الباردة؛ حيث تستهويها الحياة بين الثلوج، فيوجد من هذه الطيور نحو 17 نوعًا في العالم، ويعيش نوع واحد منها فقط في المناطق القطبية الشمالية، بينما تنتشر الأنواع الباقية في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية موزَّعة في البحار الممتدة بين جنوب أستراليا وأفريقيا وأمريكا. وتختلف هذه الأنواع اختلافات بيِّنة في سلوكها نحو وضع البيض وتفريخه، فأنواع المنطقة الجنوبية تقضي بها فصل الشتاء. وعند حلول الربيع تعود هذه الطيور قافلة إلى وطنها في الشمال، قاطعة مئات الأميال حتى تصل إلى بقعة الإِنْسال والتكاثر، وما إن ينتهي بها المطاف، وتلقي عصا التَّسيار، حتى تخرج إلى اليابس لتبني أعشاشها من قطع الصخور، وبعد نحو ثلاثة أسابيع من وصولها تكون قد هيأت الأعشاش وأتمت التكاثر، فتضع الأنثى بيضتين ذواتي لون أبيض مشوب بالزرقة، فيتولى الذكر مهمة حضانة البيض بدلاً من الأنثى التي تكون مشغولة بالبحث عن الطعام في مياه البحار العميقة، في حين يظل الذكر صائمًا لمدة أسبوعين حتى تخرج الصغار، وعندئذ ينطلق الذكر إلى البحر فيشق ريقه على بعض مائه، وعلى ما يجود الله به له من غذاء فيتناوله بسعادة، في حين ترجع الأنثى فتغذِّي تلك الصغار النضرة. وأما نوع البطريق المعروف باسم الإمبراطور، فإنه لا يبني أعشاشًا؛ فهو على عكس الأنواع الأخرى، فهو يقضي فترة الشتاء في المناطق المتجمدة الشمالية، وهناك يضع بيضه في تلك البيئة الجليدية؛ فتضع الأنثى بيضها، لا على الثلج، ولكن على قدميها الخلفيتين، وقد يتناوب معها الذكر في بعض الأحيان، وتستمر على هذا الوضع صائمة طيلة فصل الشتاء. وعندما يحل الربيع وتذوب الثلوج؛ فإن البيض يفقس عن هذه الصغار. والسر في هذا الصيام القاسي هو احتياج البيض إلى الحضانة على هذه الدرجة المنخفضة من الحرارة. ثم إن الطيور الصغار إذا بلغت حدَّ كمال نموها فإنها تصوم عن الطعام، فلا تقربه حتى يسقط عنها الزغب الذي يشبه الشعر اللبني في الثدييات، ويكتسي جسمها بالريش؛ فتنزل الماء، وتعلن نهاية هذا الصوم بتناول الطعام والشراب. أما الطيور الكبار فإنها تصوم هي الأخرى عن الطعام مرة ثانية فترة تكفي لتبديل ريشها القديم بريش آخر زاهٍ نضير؛ فتعود إلى البحر سعيدة مسرورة، وكأنها تقلد الآدميين حينما يلبسون الملابس الجديدة عند حلول أعيادهم المرتبطة بالصيام، أو كأن الآدميين يقلدون هذه المخلوقات، وإن شئنا الدقَّة فلنقل: "إنها سُنَّةٌ سارية في خلق الله". (ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيم). صيام طائر القِطْقاط الذهبي الدكتور عبد الحكم عبد اللطيف الصعيدي – أستاذ علم الحشرات -كلية الزراعة - جامعة الأزهر إن طائر القِطْقاط الذهبي هو أحد الطيور المهاجرة، وموطنه الأصلي هو كندا، ويقوم بالهجرة من كندا إلى أمريكا، وهي رحلة طويلة وشاقة. ومما يزيد من مشقة هذه الرحلة، ويعمل على صعوبتها أن أسراب هذا الطائر تقطع هذه الرحلة بصورة متصلة، فطول هذه الرحلة يصل إلى نحو ثلاثة آلاف ميل. ومما يزيد من صعوبتها أنها تتم في سماء المحيط الهادي، وإذا كان من الطبيعي أن يلجأ الإنسان والحيوان - خلال الرحلات الطويلة - إلى أن يقطعها على مراحل؛ حيث يلتقط بعض أنفاسه، ويريح جسمه المكدود لبعض الوقت، فضلاً عن تمكنه من تناول بعض الطعام والشراب أو الوجبات الغذائية الخفيفة التي تناسب هذه الظروف، فإننا نجد هذه الطيور تدخل في نوع من الصيام الإجباري والمتواصل ليلاً ونهارًا، فليس أمامها من سبيل سوى مواصلة الرحلة، مع استمرار الصيام؛ فهي بين أمرين أحلاهما مر، وهي تذكِّرنا بمقولة القائد المسلم لجنوده وقد أصبحوا مواجهة العدو حقيقة: "البحر أمامكم، والعدو من ورائكم". فهذه الطيور كذلك ليس أمامها من سبيل سوى مواصلة الرحلة والتشمير فيها عن سواعد الجد؛ لأنها إذا أرادت الاستراحة والتقاط النفس، فإنها ستسقط حتمًا في ماء المحيط، فنراها تستعين بالله لإنجاح رحلتها، وكأنها تنظر من شاهق إلى صورها على صفحة الماء فتظنها أفرادًا قد أدركها الغرق، فتظن أنها أحسن حالاً، ويظل يدفعها هذا المنظر على الابتعاد عن صفحة الماء؛ حتى لا تغرق في لججها، وتستمر على هذه الحال صائمة طائرة لمدة ثلاثة عشر يومًا، وهي بهذا تصوم صوم الوصال، الذي نهى عنه الرسول (صلى الله عليه وسلم) أصحابه؛ مُعلِّلاً ذلك بقوله: "إني أبيتُ عند ربي يطعمني طاعم، ويسقيني ساقٍ"، فإذا كان الله قد قدر عليها هذه الرحلة الشاقة، فإنه يمدها بالطاقات التي تساعدها على إتمام رسالتها، وتعمل على إنجاح مهمتها؛ فالشوق يدعوها، والأمل يحدوها. ولا شك أن صيام هذه الطيور على هذا النحو يعطينا أعظم الدلالات على قدرة الله سبحانه، ويضيف إلينا صورة أخرى وبعدًا آخر من أبعاد منظومة الأمم والكائنات الصائمة؛ فإذا كنا قد ذكرنا أن ثعابين السمك تصوم صوم الوصال العامين أو ثلاثة أعوام؛ سواء أكان ذلك في الصوم الأول وهو صيام الصغار، أو كان في الصوم الأخير وهو صيام الكبار، فإن طائر القِطْقاط الذهبي يقوم بهذه المَلْحمة في جو السماء؛ وعليه فإنه ما إن يصل إلى محطة استراحته، حتى يستريح بعض الوقت؛ ليستعيد أنفاسه اللاهثة، ثم يواصل الحصول على الطعام بشهية، وبكميات تفوق احتياجاته؛ حتى يدخر منها شيئًا في صورة مواد دهنية، فما زالت رحلة العودة -في نفس الطريق- تدق في ذهنه، وتلح على خاطره. المصدر: منتديات مدينة الاحلام wdhl hg;hzkhj hgpdm |
11 - 08 - 2010, 16:25 | رقم المشاركة : [2] | |||
| رد: صيام الكائنات الحية صيام طائر الطرسوح الدكتور عبد الحكم عبد اللطيف الصعيدي – أستاذ علم الحشرات -كلية الزراعة - جامعة الأزهر إن هذا العالم لا تنقضي غرائبه، ولا تنتهي عجائبه، ولكن هذه الغرائب وتلك العجائب ينبغي ألا تمر عن العاقل مرور الكرام، بل عليه أن يأخذ منها مِرْقَاةً للوصول؛ لكي يحظى من الله بالقبول.نعيش اليوم في رحاب طائر مائي يُدْعَى "الطرسوح"؛ فلهذه الطيور سبعة عشر نوعًا، تعيش كلها في البحار الباردة في منطقة القطب المتجمد الشمالي، وتقضي هذه الطيور أكثر من ثلثي حياتها سابحة ومتجولة في مياه البحار؛ بحثًا عن غذائها، فتلتهم منه الشيء الكثير، وهو بطبيعة الحال يزيد عن احتياجاتها الفعلية، فتخزن الكميات الزائدة على هيئة دهون تستخدمها وتتقوى بها أيام المسغبة، ولا تبرح هذه الأنواع تلك المياه إلا لفترات محدودة بغرض التزاوج، ووضع البيض، ورعاية الصغار، وتغيير الريش، فإذا كان الريش مهمًّا للطيور جميعًا، فإنه أكثر أهمية للطيور المائية؛ فهو يساعدها على العوم والسباحة. والطريف في حياة هذه الأنواع جميعًا أنها إذا ما أرادت التزاوج، فإنها تهجر مياه البحر وتقطن اليابسة، فتنشئ الأعشاش المناسبة، وتضع الإناث بيضها في هذه الأعشاش، وببداية وضع البيض تدخل تلك الطيور في مرحلة من مراحل الصيام تمتد خمسة أسابيع. ولك أن تعجب من هذا الصيام الجماعي الذي تتجلَّى فيه دقَّة العدل الإلهي، والتي توقفنا على مشهد من مشاهده في دنيا الأحياء؛ فالأنثى التي لحقها الجهد من وضع البيض تظل صائمة طيلة الأسبوعين الأوليين من وضع البيض، ثم بعد ذلك تتحلَّل من صومها، وتهرع إلى مياه البحر؛ لتنال من رزق الله تعالى شيئًا تتقوى به على مواصلة الرحلة. أما الذكر فإنه هو الآخر يتقدم ليحمل عبء المشاركة في هذه الحضانة طيلة فترة ثلاثة أسابيع؛ حتى يفقس البيض، وتخرج منه الفراخ الصغار. ويقضي الذكر هذه الفترة هو الآخر لا يذوق شيئًا؛ فبعد أن تخرج الصغار تخفّ الأم مسرعة لتلبية مطالب الصغار، وسد احتياجاتها، في حين يهرع الذكر إلى ماء البحر لينال منه طعامًا وشرابًا، ثم يعود لمشاركة الأنثى تربية الصغار، ولا تندهش إذا ما علمت أن صيام الذكر هذه الفترة يجعله يفقد نصف وزنه. إنها التضحية التي يبذلها الحيوان الأعجم بسعادة وسرور، ولا ينتظر حيالها أي مقابل، ثم لا تلبث تلك الطيور المجهدة المكدودة أن تبدِّل ريشها القديم، ويكسو جسمها ريش جديد زاهٍ تختال به وتفاخر به أقرانها، فقد أدَّت مهمة جليلة من أجل بقاء نوعها. فمن الذي علَّمها هذا السلوك؟! ومن الذي هداها إلى تقسيم أعمال الحضانة على هذا النحو، بل والعدل فيه؟! من الذي هداها لهذا كله؟! إنه الله (الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى * وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى). صيام ديدان الحرير الدكتور عبد الحكم عبد اللطيف الصعيدي – أستاذ علم الحشرات -كلية الزراعة - جامعة الأزهر يقدم لنا عالم الحشرات أنماطًا من الصيام تدل على قدرة الله غي الخلق والإيجاد، وإنه إذا كان المعلوم المشاهَد في دنيا الناس أن تناول الطعام أحد أسباب نمو الكائن الحي وتطوره، فإن ديدان الحرير تدلنا على أن الصوم التام، والامتناع عن تناول الطعام والشراب لا يُلحق بالجسم الضعف والوهن، وإنما يعيد صياغة هذه المخلوقات بطريقة جميلة وأخَّاذة بالألباب، وحتى نقف على أسرار هذا الصيام فلا بد لنا من معرفة سريعة بدورة حياة هذه المخلوقات، والتي نستطيع بيانها على النحو التالي: - في أوائل فصل الربيع يفقس البيض عن يرقات صغيرة نهمة، لا تلبث أن تتغذى على أوراق أشجار التوت لمدة خمسة أيام، فيمتلئ جسمها ويكبر إلى درجة يضيق عنها جلدها؛ فيصبح من المحتم عليها أن تنزع عنها هذا اللباس لتستبدل به لباسًا آخر رحبًا فسيحًا، فلا تجد أمامها إلا الصيام لمدة يوم أو يومين، ريثما يتهيأ جسمها فسيولوجيًّا لنبذ هذا الإهاب. وتتكرر في هذه العملية خلال الطور اليرقي هذا خمس مرات في مدة تبلغ نحو ثلاثين يومًا، وفي نهايتها تبلغ تمام نموِّها، وتصل إلى حجم ملحوظ. حينما تبلغ اليرقة هذا الحجم، فإن عليها أن تدخل نوعًا آخر من الصيام يصل نحو ستة أيام، فتلجأ إلى مكان هادئ لكي تُعِدّ لنفسها خدرًا تأوي إليه، ولَكَمْ تستولي علينا الدهشة، ويستبد بنا العجب إذا ما علمنا أنها تنسج خيطًا حريريًّا وحيدًا يصل طوله من 400 إلى 1200 متر!! وتظل تحرك رأسها حتى يتكوَّن هذا الخدر والذي يُعرف باسم "الشرنقة"، وهو من حرير القز، الذي تتوق النفس لارتداء ثوب منه، لولا أن الله قد حرَّمه على الرجال وأباحه للنساء فهو مناسب لطبيعتهن، وحينئذ يُقال إن الدودة قد عذرت - أي دخلت طور العذراء - وهو طور ساكن يحتاج إلى الهدوء التام؛ لأنه في حقيقته الأمر ليس مرحلة من مراحل النمو، أو حالة من حالات السبات، وإن كان يبدو كذلك، وإنما هو يمثل مرحلة هامة في حياة هذه الحشرة؛ حيث تتعرض لكثير من التحولات السريعة والمتلاحقة، والتي يتم على إثرها إعادة صياغتها وتحولها إلى مرحلة أخرى. وفي نهاية هذا الطور وتلك المرحلة، فإن الدودة الساكنة الصائمة تتحول إلى مارد عملاق، عليه أن يحطِّم القيود والأغلال ليخرج إلى الحياة الرَّحبة الفسيحة، فيفرز سائلاً كاويًا يذيب جزءاً من هذه الشرنقة، فيُزاح الستار عن كائن جميل هو فراشة ديدان الحرير، التي تضع بيضها بعد الإخصاب، وتقضي بقية عمرها التي تصل نحو خمسة أيام صائمة؛ لتودع الدنيا كما أتت إليها خاوية الوفاض، وتُنزل بيضها المُخصَّب حتى الربيع القادم ليعاود الكَرَّة من جديد؛ فسبحان الله المبدئ المعيد!!. | |||
11 - 08 - 2010, 16:31 | رقم المشاركة : [3] | |||
| رد: صيام الكائنات الحية صيام الضفادع الدكتور عبد الحكم عبد اللطيف الصعيدي – أستاذ علم الحشرات -كلية الزراعة - جامعة الأزهر إن الضفادع من الحيوانات البرّمائية، أي التي تستطيع أن تعيش على اليابس وفي لُجّة المياه؛ ذلك لأنها تتنفس الهواء الجوي عن طريق رئتيها، وإن كانت حركتها في الماء أسرع؛ فقد هيأها الله (سبحانه وتعالى) عن طريق طرفيها الخلفيين؛ فهما طويلان، ولكل منها قدم مُكَفَّف يعمل على المجداف في السباحة والعوم. وهي من الحيوانات ذوات الدم البارد، التي تتأثر كثيرًا بدرجة حرارة البيئة أو الوسط الخارجي الذي يحيط بها؛ ومن أجل ذلك فإننا نلاحظ هذه الحيوانات طوال فصلي الربيع والصيف وشطرًا من فصل الخريف وهي تتجول هنا وهناك حول المجاري المائية وفي الحقول الزراعية؛ حيث تصدر أصواتًا مميزة يطلق عليها نقيق الضفادع، وتمارس أوجه نشاطها المختلفة من تغذية وتكاثر؛ حيث تتغذى على الحشرات والكائنات الحية الدقيقة والصغيرة التي تصادفها في محيطها، مستعينة في ذلك بلسان عجيب، مثبت من الأمام، سائب من الخلف، فإذا صادفت فريسة أسرعت بفرد هذا اللسان إلى الخارج فلا تخطئ فريستها ما دامت في مَرْمَى اللسان. ومما لا شك فيه أنها تلتهم غذاء يفوق احتياجاتها، الأمر الذي يتيح لها اختزان المقادير الزائدة منه على هيئة أجسام دهنية بداخل جوفها، وتكون هذه الدهون من الكثرة والوفرة بحيث تبهر الإنسان، وتصيبه بالدهشة إذا ما قام بتشريح واحدة من هذه الحيوانات في أواخر فصل نشاطها. وبحلول فصل الشتاء؛ حيث تنخفض درجة حرارة الجو المحيط، فيكون من المحتم على هذه الحيوانات أن تحفر لأنفسها حفرًا عميقة في وحل المجاري المائية، أو تخلد إلى السكون في الأماكن الرطبة الهادئة، وتعلن إمساكها عن الطعام والشراب طيلة فصل الشتاء، معتمدة على مقدار الدهن الذي اختزنته في أجوافها أثناء فترات النشاط. ولا شك أن هذا المقدار يكفيها طيلة هذه الفترة، علمًا بأنها تقتصد في استخدامه، فتنخفض معدلات العمليات الحيوية في أجسامها إلى حدودها الدنيا، فهذه الفترة يطلق عليها "البيات الشتوي". فإذا ما بدأت أحوال الجو تأخذ في التحسن في بداية الربيع التالي، فإن هذه الحيوانات الساكنة لا تلبث أن تشعر بتحسين الجو، ثم يدب فيها النشاط، فتخرج من مخابئها، وتتناول ما تجده من طعامها، متحلِّلة بذلك من صوم طال مداه. والطريف في هذا المجال أن هذه الأفراد التي تخلصت من أوزانها الزائدة تتحرك في خفة ورشاقة، وقد استعدت للقيام بعملية حيوية هامة، فهي مُقْدمة على فترة التكاثر والتزاوج، فتصدر الذكور أصوات الغزل التي لا تلبث الإناث أن تنجذب إليها لتلبية نداء الغريزة الجنسية، وكأنها بأصواتها هذه تحاكي بني البشر حينما يتحلَّلون من صيامهم مبتهجين مسرورين، وصدق رسول الله؛ إذ يقول عن أيام الأعياد: "إنها أيام أكل وشرب وبعال". صيام الأسماك الرئوية الدكتور عبد الحكم عبد اللطيف الصعيدي – أستاذ علم الحشرات -كلية الزراعة - جامعة الأزهر إذا كان المشهور عن الأسماك أنها تتنفس عن طريق الخياشيم، فإن هناك أنواعًا من الأسماك التي يُطلَق عليها الأسماك الرئوية، قد زوَّدها الله برئات تتنفس عن طريقها الهواء الجوي، وهذه الأسماك تعيش في أنهار وسط أفريقيا ومستنقعاتها، وفي منطقة نهر الأمازون الجنوبية. ومعلوم أن كلاَّ من الحرارة المرتفعة والجفاف في هذه المناطق المدارية تعمل على دخول كثير من الحيوانات في مرحلة من البيات الصيفي؛ ذلك لأنها لا تستطيع الصمود أمام هذه الظروف القاسية، فما يكاد موسم الجفاف يحل حتى تلجأ هذه الأسماك إلى القيام بصنع ملاجئ خاصة لها، وهي أشبه بالكهوف الرطبة والمبطنة من الداخل. وبكل من هذه الكهوف توجد فتحة علوية صغيرة لدخول الهواء، ويتم صنع هذه الكهوف في وحل القاع، وعلى عمق نحو نصف متر، كما أن هذه الأسماك يحدث لها نوع من التأقلم الذاتي؛ فيفرز الجلد طبقة رقيقة متماسكة أشبه بغشاء السلوفان، وهذا الغشاء يحيط بالجسم كله ويغلفه، وذلك لحكمة وفائدة عظيمة هداها الله إليها، ألا وهي العمل على منع تسرب سوائل الجسم وجفافه خلال هذه الفترة. وتظل هذه الأسماك صائمة عن الطعام والشراب خلال فترة الجفاف هذه، ويساعدها على اجتياز هذه المرحلة أنها تعمد إلى العمليات الحيوية اللازمة لحياتها فتخفضها إلى أدنى مستوى؛ فكمية الدهون التي قد تترسب في أجسامها خلال فترة النشاط تعتبر الرصيد النهائي الذي يمدها بمقومات الحياة أثناء هذه الفترة، فينخفض معدل التنفس نظرًا لقلة الحركة. ومن الطريف في هذا الصدد، بل المعجز، هو أن طول فترة الصيام هذه تختلف طولاً وقصرًا باختلاف الأعوام، وباختلاف الأحوال؛ فحينما تهطل الأمطار الغزيرة مرة أخرى فإن هذه الأسماك تتسلل من مخادعها، وتنفض عن أجسامها تلك القلادة الرقيقة الشفافة التي قد تسترت بها، وتفطر على جرعات من الماء، ريثما تجد أغذيتها المفضلة فتقتات عليها. وأما إذا استمرت أحوال الجفاف، فليس أمام هذه الأسماك إلا موصلة الصيام، بل والبقاء في تلك الكهوف المظلمة، تسبح بحمد ربها وتقدسه، وتجأر بألسنة حالها إلى الله؛ كي يمدها بمدده. وقد أثبتت بعض الدراسات إمكانية استمرار هذه الأسماك صائمة طوال فترة جفاف استمرت أربع سنوات متتالية ومتواصلة. والمدهش في هذا الموضوع حقًّا هو أن هذه الأسماك بعد أن خرجت من بياتها الطويل الشاق قد باشرت نشاطها بحيوية كاملة مع عودة الأمطار، وتباشير وفرة المياه والغذاء. فإذا كان الله تعالى قد قصَّ علينا في الكتاب المسطور قصة أهل الكهف الذين لبثوا في كهفهم ثلاثمائة سنين وازدادوا تسعًا، فهذه قصة من الكتاب المنظور تبين لنا في جلاء ووضوح أنه: (مَا تَرَى فِي خَلَقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ). الحشرات التي تفضل الصيام على قمم الجبال الدكتور عبد الحكم عبد اللطيف الصعيدي – أستاذ علم الحشرات -كلية الزراعة - جامعة الأزهر من الطريف في عالم الحشرات ما يشاهد من ميل بعض أنواع الخنافس إلى قضاء وقت الشتاء؛ حيث البرد القارس على قمم الجبال، فبمجرد أن تحس ببرودة الجو، وأن تباشير الشتاء قد أقبلت فإنها تهرول إلى قمم الجبال، وكأنها بهذا تنادي بني جنسها قائلة: "من يسبح معي ضد التيار".ومعلوم أن قمم الجبال والأماكن المرتفعة في البلاد الأوروبية تكون شديدة البرودة إلى حد أن تكتسي بالثلوج؛ فتنخفض درجات حرارتها إلى نحو 30م تحت الصفر، ولا شك أن هذه الحشرات ستصادف هذه الظروف القاسية؛ فهي - وإن كانت أجسامها ممتلئة بكميات من الدهن - تستطيع الاعتماد عليها خلال فترة بيات وصيام تستغرق فصل الشتاء، غير أن هذه البرودة لا بد أن تؤثر فيها، وتجعلها بحاجة أخرى إلى كمية من الوقود الذي يمدها بالدفء، وبخاصة في أواخر الشتاء؛ حيث يكون مخزونها الغذائي قد أوشك على النضوب وإحساسها بالبرودة يصبح شيئًا ملموسًا؛ فماذا تفعل هذه الحشرات التي لم يَحِن بعد وقت إفطارها؟ هل تستسلم لتلك الظروف، أم أن الله سبحانه قدر لها وسيلة مناسبة تخرج بها من هذا المأزق الحرج؟ نعم، إن الله (سبحانه وتعالى) الذي وصف صنعته بالحُسن، ووصفها بدقة التدبير وإحكام التقدير – قد أعطى كل مخلوق من الوسائل ما يجعله يشق طريق حياته على نحو مُرضٍ؛ فلم تشأ عناية الله أن تتخلى عن هذه الحشرات. كما لم تتخلَّ عن غيرها؛ حيث تتم بداخل أجسامها عملية هامة إبان نزوحها إلى قمم الجبال، ألا وهي أنها تأكل في هذه الفترة بشراهة، وتخزِّن الكميات الزائدة عن احتياجاتها على هيئة دهون. وفي نفس الوقت فإنها تمتنع عن شرب الماء فتقل نسبة الماء في أجسامها، ويتحول الماء الحر الذي كان موجودًا بسوائل أجسامها إلى نوع آخر من المياه، وهو الماء المرتبط، وهو عبارة عن نوع من المياه التي تذوب فيها بعض المكونات الغذائية وتجعلها كثيفة القوام؛ ولهذه الصورة من المياه فائدة هامة، ألا وهي إكساب هذه الحشرات القدرة على تحمُّل درجات الحرارة المنخفضة؛ فلا تتجمد المياه بداخل أجسامها عندما تنخفض درجة الحرارة إلى ما دون الصفر المئوي. وإذا حدث ما لا تحمد عقباه من انخفاض درجة الحرارة إلى حدود ليس في مقدورها تَحمُّلها فإننا نجد رحمة الله بهذه المخلوقات تكسبها خاصية أخرى على درجة كبيرة من الأهمية؛ حيث يكون في مقدور هذه الحشرات أن تحصل على طاقة حرارية مذهلة؛ وهو ما بداخل أجسامها من الماء، ومعلوم أن هذه الحرارة هي الحرارة الكامنة للماء، فإذا ما انخفضت درجة حرارة الوسط المحيط إلى 30م تحت الصفر المئوي، فإن هذه الحشرات تقوم بتحرير طاقة الماء فترتفع درجة حرارة أجسامها إلى الصفر المئوي، أي ترتفع 30م، ولا تتكرر هذه العملية إلا مرة واحدة، وتكفي هذه الحشرات لإتمام صومها في ذلك المنتجعات الشتوية فتبارك الله القائل: (إِنَّ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ). صيام أسماك السالمون الدكتور عبد الحكم عبد اللطيف الصعيدي – أستاذ علم الحشرات -كلية الزراعة - جامعة الأزهر ما زلنا نعيش في رحاب عالم البحار، الذي يقدم ألوانًا وأشكالاً من صيام الأسماك، واليوم نعيش مع صيام أسماك السالمون الأحمر؛ فصيامه الفطري يعتبر آية من آيات الله تعالى، وصورة من صور التنوع البيولوجي العجيب والغريب؛ فهذه الأسماك تعيش مراحل صباها الباكرة في مياه الأنهار العذبة، ثم لا تلبث أن تهجرها متجهة إلى المياه الملحة في البحار والمحيطات. وإذا كانت ثعابين السمك تمارس نوعين من الصيام: الصوم الأول والصوم الثاني والأخير، في عرض المحيط، وفي مياه تبلغ ملوحتها 35%، كما أنها لا تتكاثر ولا تضع بيضها إلا في هذا الماء الملح الأجاج - فإن أسماك السالمون الأحمر تمتاز بأن لها نمطًا آخر من أنماط الصيام؛ فهذه الأسماك تقضي جانبًا من حياتها في عرض البحار، يصل إلى نحو 4 – 7 سنوات، فإذا ما أصبحت على وشك النضج الجنسي، وأصبحت مهيأة للتكاثر؛ فإنها تتجمع في منطقة بشمال المحيط الأطلسي عبر سباحة شاقة تقطع خلالها 4 - 5 آلاف كيلو متر، ثم تكمل رحلتها هذه إلى حيث تصب الأنهار مياهها في البحر، فيتجه كل نوع إلى الموطن الأصلي الذي نشأ فيه وترعرع. ومن الطريف أن هذه الأنواع تبدأ صيامها الأول والأخير بمجرد أن تترك المياه المالحة؛ لتبدأ السباحة في المياه العذبة، وتستغرق رحلتها هذه عدة أشهر، تواصل فيها التقدم والتجول عبر مياه النهر حتى تصل إلى مكان مناسب تجده صالحًا ومناسبًا وملائمًا لوضع البيض وتحضينه، وقد يكون من المفيد في تعرفها على هذا المكان إحساسها المرهف الذي اكتسبته من طول الصيام، فما أن تهتدي إلى البقعة الملائمة حتى تحط رحالها، وتبدأ في معسكر عمل تشترك الأمهات والآباء؛ حيث تحفر أماكن لوضع البيض؛ فتقوم الإناث بوضع البيض، ثم تنشر الذكور عليه حيواناتها المنوية ليتم إخصابه خارجيًّا، كما هو الحال في كثير من الأسماك العظمية. وعقب إتمام هذه العملية تقوم الإناث بغريزتها التي أودعها الله فيها عند إتمام هذه العملية - بتغطية البيض وطمره بطبقة مناسبة من تربة قاع النهر، وتظل قابعة إلى جوار وديعتها حتى تفقس تلك الصغار وتخرج من أجداثها، وتزيح عن كواهلها هذا الثرى، وتنفض عن نفسها هذا الغبار. وعندئذ تلقي عليها الأمهات والآباء نظرات الوداع، وتدرك أنها قد أنهت مهمتها، فتودِّع الدنيا صائمة متبتِّلة لربها، في نفس الأماكن التي استقبلت هي فيها الدنيا، مخلِّفة وراءها جيلاً من الأبناء يستعد للقيام بدورة أخرى من دورات الكبد والمعاناة التي تلاقيها سائر المخلوقات، حتى إذا ما شبت تلك الصغار عن الطوق، وبلغت مبلغ الآباء دخلت في صيامها الأول والأخير، وودعت الدنيا صائمة في مسقط رأسها ومسقط رأس الآباء. (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيد). | |||
11 - 08 - 2010, 18:14 | رقم المشاركة : [4] | ||
| رد: صيام الكائنات الحية سبحان الله العظيم وحتي الكائنات تصوم لخالقها لازم ان نعتبر من الكائنات وشكرا جزيلا سالي في حالي علي جميع و طرح هذا الموضوع | ||
12 - 08 - 2010, 02:10 | رقم المشاركة : [5] | ||
| رد: صيام الكائنات الحية سبحان الله بارك الله فيكي اختي تقبلي مروري | ||
12 - 08 - 2010, 02:17 | رقم المشاركة : [6] | |||
| رد: صيام الكائنات الحية جزاك الله خير على الموضوع | |||
12 - 08 - 2010, 02:48 | رقم المشاركة : [7] | |||
| رد: صيام الكائنات الحية | |||
مواقع النشر (المفضلة) |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
صدام يكتب أبيات من الشعر خلال محاكمته | الجرئ2006 | القسم ألاخباري | 5 | 05 - 09 - 2009 16:53 |
شخصية الاسبوع ( صدام حسين ) | عبدالله ابو بصير | شخصيات في الذاكرة | 3 | 30 - 07 - 2008 22:58 |
صور دفن صدام | صدام حسين | القسم ألاخباري | 7 | 08 - 01 - 2007 15:39 |
صدام حسين استعاد كل شموخه مع اعدامه | alshrqy | القسم ألاخباري | 4 | 02 - 01 - 2007 18:53 |
صدام حسين | صدام حسين | القسم ألاخباري | 3 | 01 - 01 - 2007 15:36 |
Powered by vBulletin Version 3.8.7 Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd ترقية وتطوير: مجموعة الدعم العربى |