|
|
#1
| |||||||
| |||||||
سيبقى نور الدعوة ساطعًا هازِئاً بالظلام!! السلآم عليكم ورحمة الله وبركآته لن يخمد صوت دعاة الإصلاح في هذه الأمة ، مهما قست المحن ،واشتدت الأزمات ، ولسوف يقيض الله - تعالى - في كل زمان ومكان مَن يحملون راية الدعوة وينيرون مشاعلها ،ويبذلون من أجل الحفاظ على مبادئها المُهَجَ والأرواح ،غير مبالين بمصاعب الطريق ، ولا عقبات المسير،سيمضون مستعلين بإيمانهم ، معتزِّين بعقيدتهم ساعين إلى غايتهم ،لا تنحني لهم هامة ، ولا تلين منهم قَناة ، يأمرون بالمعروف ،وينهون عن المنكر، ويبلغون رسالات ربهم ،يريدون وجهه ، ولا يقصدون أحدًا سواه. إنهم الفئة الظاهرة على الحق ، الموعودة بالنصر والتمكين ،والتسديد والفلاح ، قال تعالى :{وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [آل عمران: 104]. وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق ، لا يضرهم من خذلهم ،حتى يأتي أمر الله وهم كذلك ). وتاريخ الدعوة حافل بنماذجَ وعناوينَ من أتباع هذه الفئة وأعوانهم ، جاؤوا - خلال مسيرتها - على قدر، فلفتوا الدنيا إلى نور ربها ، وعدلوا ما اعوجَّ من سلوك أهلها وأقاموا ما وَهِيَ من بنيان الفضيلة وصرح الأخلاق ، وكانوا العقلَ الجديد الذي استنارت به الأمة ، والرئة السليمة التي تنفست من خلالها. وبذلك انتصر الخير في كثير من جوانب الحياة ،وتنبَّهت الأمة إلى الخطر المحيط بها ،والمخطط المدمر الذي أُحكم حولها ، والأدوات التي أعدت لتنفيذه ، ممن استغواهم الشيطان ، وجذبهم بريق المال ، واستذلهم وهمُ المنافعِ ، فارتمَوا على الأبواب والعتبات وقدموا دينهم ، وأخلاقهم ، وإرث أسلافهم قربانًا لكرسي ،لا يلبث أن ينزع منهم ، أو منصبٍ ، عما قليل سيحول إلى غيرهم. ولسنا بحاجة لإعمال ذهن ، أو إجهاد فكر، لندرك كيف استطاع المخلصون من دعاة الإصلاح أن يُؤدوا واجبهم ، وينصحوا لأمتهم ، ويجنبوها المزالق والعثار. نعم ،،، لسنا بحاجة إلى شيء من ذلك ، فواقعنا المعاصر خير شاهد على نجاح جهود المخلصين من الدعاة ، وانتشار أفكارهم ومبادئهم ، برغم قسوة الواقع حولهم ، وتكالب الأعداء وتكاتفهم ضدهم ، وبرغم استسلام الأمة لليل مظلم طويل ، جثم فيه الاستعمار المادي والفكري على الصدور، فكمم الأفواه ، وعطل الطاقات ، وخلط المفاهيم ، ووضع من الوسائل ما حسبه كفيلاً بدفن الأمة ، ومسخ هُوِيَّتها ، والقضاء عليها قضاء لا نهوض معه ، ولا حياة بعده. وكان أبرز وسائلهم المدمرة ما أوجدوه من تلك المذاهب والمدارس الفكرية المنحرفة في نشأتها ، وسلوكها ، وفَهْمها ، وأصل عقيدتهاوالتي انساق وراءها عددٌ كبير من أبناء الأمة بمختلف شرائحها وطبقاتها. وهمْ بين ماكرٍ مضلٍّ ، بصير بدرب الغَوَاية والضلال ، يخطط لتقويض أركان هذا الدين ، وتشويه جماله ، وطمس معالمه مندفعًا وراء أحقاد دفينة ، وثارات موروثة ، وبين مخدوعٍ ضعيف الفكر، قليل العلم ، حائر بائر، لا يميز منكرًا من معروف. وإنك واجدٌ بين هذين الصنفين طرازًا آخرَ، همُّه المصلحة والانتفاع ، يمتطي متن كل موج ، ليبلغ الشاطئ المقابل ، حيث توزع الغنيمة ، ويقسم الفيء ، وما عليه بعد ذلك في أي وادٍ هلك الناس. قدر الله غالب : ولقد مضت سنة الله - تعالى - أن لا يذر المؤمنين على حالة تسوءُهم،حتى يميز الخبيث من الطيب ، ثم يتولى أولياءه بالعناية والرعاية ، والهداية والتسديد. وتحققت سنة الله هذه في مطلع قرننا هذا - القرن الواحد والعشرين - فصَحَتِ الأمةُ على أصوات البررة من المخلصين من أبنائها ،مبشرين ومنذرين فجَأَها الصوتُ ، بل أذهلها ، فاستغربتْه بادئ ذي بدء ، لقد بَعُد عهدُها بسماعه ، حتى نسيته أو كادت ، لكنها ما لبثت أن تيقظت منها المشاعرُ ، وتنبهت الفطرة وألقت القلوب السمعَ ، فإذا الصوت صوتُها ، وإذا المنادي ذاتُها، وإذا المطلب هو أمنيته ، فكيف لا تستجيب ؟! وبدأت المسيرة خلف الحادي الجديد هادئةً رتيبة ، هي للضعف يومئذٍ أقرب منها للقوة ، لكن الله - تعالى - شدَّ أزر الضعيف وقوَّاه ، وبارك في القليل فكثره ونمَّاه فغدت دعوة الإسلام في القرن العشرين صوتًا جديدًا ، نابعًا من ضمير الأمة وعقيدتها ، ارتفع حين خفتت الأصوات ، وصدع بالحق عندما سكتت الألسنة ، وأحيا فريضة الجهاد بعدما أُغمدت السيوف وأُلقيت النصال ، وقدم البذل والتضحيات في زمن الشح والانطواء وجدد الأمل بالعزة والنصر، وقد سئم الناس ، وانعقدت القلوب على اليأس والقنوط، فليس ثمة غرابة أن تلتف الصفوة من أبناء الأمة حول باعث الأمل ، ومجدد الرجاء. ثمرة الإخلاص : ومضى الركب راشدًا ، يُحْيي معالم الدين ، ويبشر بإشراقة مستقبله ، ويدعو إلى ظلال كتابه ، وعدالة مبادئه. ولم يمضِ غيرُ يسير حتى غدا للدعوة: "في الإرشاد لسان ، وفي الاقتصاد يدٌ ، وفي الجهاد سلاح ، وفي السياسة رأي ، وفي التربية والتعليم أثر ، وغدا لها في كل بلد من البلدان أتباع وفي كل قطر من الأقطار أشياع ، وما يقظة الوعي العام في حواضر العالم وقراه إلا شعاع من هذه الروح ، بدأ يطرح ثماره ، ويؤتي أُكُلَه ، وسيكون له نبأ بعد حين". واجب أبناء الدعوة : إنه لَتركةٌ مباركة ، وإرث عظيم هذا الذي خلَّفه رجال الرعيل الأول، بعد سعي ناصب ، وسهر دائم ، وصبر على البلاء في ذات الله. ولن يقوى على صونه وحفظه ، إلا مَن تحلَّى بأخلاقهم ، واهتدى بفعالهم ، فصبر على ما صبروا ، وآثر ما آثروا ، وحرص أن يتم البناء على النهج القويم والخطة المثلى ، بعيدًا عن جلبة الأصوات ، وبهرجة الأضواء ، وإبراز الذات ، فلن يثمر عمل بغير الإخلاص وحسن النية. اللهم أحينا على الإسلآم وتوفنا على الإيمان .. اللهم آمين .. المصدر: منتديات مدينة الاحلام sdfrn k,v hg]u,m sh'uWh ih.AzhW fhg/ghl!! |
مواقع النشر (المفضلة) |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
اصول الدعوة | سيف الاسلام | القسم الاسلامي | 3 | 06 - 03 - 2010 20:41 |
أسباب تجعل الإنترنت في مقدمة وسائل الدعوة إلى الله | يـاحـيـاتـي | القسم الاسلامي | 6 | 22 - 02 - 2007 19:44 |
Powered by vBulletin Version 3.8.7 Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd ترقية وتطوير: مجموعة الدعم العربى |