|
|
#1
| |||||||
| |||||||
الفوضى ( Chaos ) صانعة للنظام الفوضى ( Chaos ) صانعة للنظام صالح الطائي بعد أن طرح بعض المتفلسفين المتأثرين بالداروينية Darwinism والتابعين للفلسفة المادية Materialism) ) نظرية التطور عام 1859 تلك النظرية التي خالفت أبسط المسلمات وادعت أن الحياة بدأت بخلية تكونت صدفة من مركبات غير عضوية في ظروف أولية للأرض، دونما التفات إلى حقيقة أن لا الخلية ولا الكائن الكامل يملكان إرادة واعية لتقرير ما ينفع وتنسيق العمل بين الأعضاء وبين الذكر والأنثى واللون والشكل، كثر المقلدون والسائرون على هذا النهج رغم أن النظرية تبدو صراحة كواحدة من المساعي التاريخية الجادة لتحجيم دور الرب في صنع الأشياء وإرادته في تحديد الأصناف والأجناس والألوان والطباع، وعليه دفع الغرور غيرهم ممن تبع منهجهم الاستقرائي فطرح نظريات لا تقل عنها جرأة ومشاكسة ولكنها تصب جميعها في مقصد واحد هو خلق إيمان لدى الناس بأن ليس لله تعالى علاقة بإيجاد المخلوقات وتنوعها، وإنما أمنا الطبيعة هي من فعل ذلك صدفة، ولا أدري لم توقف حدوث مثل هذه الصدف الآن. هل لأن الطبيعة شاخت ودخلت سن اليأس أم أنها أكتفت بما صنعت ولم تعد بحاجة لجديد؟ وفي هذا السياق الاعتباطي جاءت نظرية (الفوضى صانعة النظام) التي قالوا فيها إذا كانت صدفة الطبيعة من دون تدخل قوى خارجية قادرة على صنع الأشياء، فالترتيب أيضا يمكن أن يوجد ذاتيا صدفة من دون تدخل قوى خارجية. والنظرية منذ بداية طرحها وحتى هذه اللحظة تعاني عجزا في التطبيق قل نظيره، ربما لأن من سنن الله في الحياة أنه لا بد من وجود صانع لكل مصنوع ومرتب لكل ترتيب ومنظم لكل نظام فلا يمكن لركام خردة من حديد صديء وخام الألمنيوم وبعض قطع المطاط أن تجتمع سوية لتصنع من نفسها بنفسها سيارة أو طائرة أو أصغر جهاز آخر، بل لا يمكن لها أن تفرز نفسها عن بعضها إذا خلطت بمزيج سوية. كذلك لا يمكن للكتب المطروحة أرضا سواء كانت مرتبة أو غير مرتبة أن ترتب نفسها على الرفوف تلقائيا كما ويستحيل عليها أن ترتب نفسها حسب تصنيف (ديوي العشري) موضوعيا . كذلك لا يمكن للفوضى أن تخلق نظاما مهما كان نوع هذا النظام إلا ما تعارف عليه الناس من الهرج الذي هو من تداعيات الفوضى وليس من صنعها، كما حدث في العراق من تداعيات (الفوضى الخلاقة) التي نشرها الأمريكيون الغزاة في العراق بعد الاحتلال. لكن الظاهر أن السياسيين العراقيين الحاليين يملكون قدرا كبيرا من الإيمان بنظرية الفوضى تصنع النظام وهم رغبة منهم في صنع نظام جديد يقود بلادنا إلى شاطيء (الأمان) الذي غادرته سفينتنا منذ أكثر من أربعين عاما ولم تعد إليه يديمون حالة الفوضى الناشبة منذ التغيير في 2003 ويحافظون عليها ويخترعون لها تفرعات وتشعبات تزيدها تعقيدا، ويحلمون أنها ستعيد النظام ، وهم حينما يكلون ويعجزون عن صنع فوضى جديدة يعودون لما صنعوه من قبل ويجلون عنه صدئه وينفضون عنه الغبار ليعيدون له البريق الخاطف للأبصار لكي يزداد تأثيره بالناس مما يعني أن معاناتنا ومأساتنا التي نعيشها اليوم بسبب الفوضى سوف تستمر وتزداد عنفا وتشعبا!! لقد مهد اكتشاف (مندل) لقوانين الوراثة عام 1865 إلى ولادة علم الوراثة (Genetics) في أوائل القرن العشرين. وهو العلم الذي بنيت عليه قوانين التوارث الجيني والسلوكي للكائنات الحية وأدى فيما بعد للتوصل إلى فك شفرة الـ (DNA ) ومعرفة خارطته العجيبة. فهل سينقل السياسيون العراقيون مناهجهم ورؤاهم وراثيا للقادمين من السياسيين الجدد الذين ممكن أن يرشحوا من حشد هذه الأعداد الكبيرة للقوائم والكيانات؟ وهل ستكون نظرية الفوضى تصنع النظام من هذه المواريث أم أن التجديد قادم لا محال؟ وعام 1809 رأى لامارك Lamarck أن الكائنات الحية تنقل السمات التي اكتسبتها في حياتها إلى الأبناء، فهل ستنتقل العقيدة السياسية الفوضوية المعمول بها في العراق اليوم توارثيا إلى السياسيين الجدد أم ستحدث طفرة وراثية جديدة لا يمكننا التكهن بنوعها وجنسها وطبيعة سلوكها؟ أم أن ذلك كله سيترك لإبداعات الصدفة التي تكلم عنها الماديون؟ هذا ما نحن بانتظاره لكي نحدد اللون الذي سنختاره لملبسنا ولاسيما أننا لا ندري إذا ما كنا سنبقى محتفظين باللون الأسود القاتم الذي يقبض القلوب ويسد الأنفس بعد أن ألفنا وألفناه طوال أربعين عاما؟ أم أننا سنبدله بألوان الفرح الزاهية التي تفتح النفس وتزيد الإشراق وتبعث على التفاؤل؟ سؤال سنعرف جوابه بعد الانتخابات إن نجونا من مؤامرات السياسيين، وتفجيرات الإرهابيين المتكررة وكيد المحتلين!!! نشر بتاريخ 12-11-2009 المصدر: منتديات مدينة الاحلام hgt,qn ( Chaos ) whkum ggk/hl |
مواقع النشر (المفضلة) |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
لعبة الاساطير Chaos Legion | الملك | قسم الألعاب الإلكترونية | 4 | 08 - 05 - 2009 15:56 |
Powered by vBulletin Version 3.8.7 Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd ترقية وتطوير: مجموعة الدعم العربى |