ماذا يفرض علينا الواقع كمسلمون؟

جيف هاردي · #1 19 - 05 - 2009, 22:01

يُعاب علينا ـ نحن المسلمين ـ أنّنا بعيدون عن الأخذ بأسباب الحضارة التي وصلت إليها المجتمعات الغربيّة على صعيد الفنّ، في تنوّع مجالاته، واتّساع تقنيّاته؛ وتطوّر الفنون في أيّ مجتمع بات يشكّل مؤشّراً على تطوّره الحضاري. والذي يبدو أنّ المسلمين، بسبب كثير من التعقيدات والمحرّمات، أصبحوا منعزلين عمّا يجري حولهم على الساحات الفنّية في العالم؛ سواء في صناعة الأفلام على تطوّرها، أو في عالم صناعة الغناء، أو الموسيقى، أو المسرح، أو الرسم، أو النحت، وغير ذلك..
ويسقط كثيرون تحت مفاعيل هذه الفكرة، فيشعرون بالتأخّر الحضاري، ويُحاول آخرون أن يتلمّسوا بعض الجوانب الحضاريّة في التاريخ، ولو من باب الإفحام الذي لا يعني الشعور بشرعيّة ما يطرحه في باب المحاججة.
ما من شكّ أنّنا نعاني تأخّراً على مستوى ما توصّلت إليه الحضارات الغربيّة بالخصوص، على مستوى التقنيّات والوسائل التي حرّكتها في مختلف الميادين؛ إلا أنّ هذا يدعونا إلى التوقّف عند بعض النقاط المنهجيّة، حتى يُوضع الشعور بالتأخّر، أو ادّعاء الحضاريّة، كلٌّ في حجمه الطبيعيّ:
أوّلاً: إنّ التقدّم في التقنيّة لا يعني إلا امتلاك الأدوات التي تُتيح للإنسان أن يستخدمها في سبيل تطوير المضمون الحضاري الذي يتّصل بتطوير الإنسان في كلّ مجالاته.
ثانياً: إنّ كلّ من يمتلك الوسائل والأدوات الحضاريّة إنّما يحرّكها من خلال خلفيّته الفكريّة في ما يعتقد أنّه يشكّل الموضوع الحضاريّ بالنسبة إليه؛ ولذلك يجب النظر إلى ما أنتجه الغرب على مستوى الفنون من زاويتين: الزاوية التقنيّة التي تمثّل نتاجاً حضاريّاً دون أدنى شكّ، والزاوية المضمونيّة التي لا بدّ أن تُقرأ ضمن الخلفيّة الفكرية والقيمية التي ترتكز عليها مجتمعاته، وضمن الإشكاليّات التي تعيشها تلك المجتمعات.
ثالثاً: إنّ ما تقدّم يفرض علينا ـ نحن المسلمين ـ أن نتناول الفنّ ضمن مستويين:
أـ التقنيّة: صحيح أنّ ثمَة جدلاً فقهيّاً حول استخدام بعض التقنيّات، كما في مسألة الغناء أو نحت ذوات الأرواح مثلاً؛ إلا أنّ بعض النظريّات الفقهيّة تنفي اتّسام التقنيّة بالحُرمة المطلقة، وأنّ المضمون أو الحالات الطارئة على المضمون هو الذي يوجب الحرمة. وبالتالي، ليس هناك ما يمنع إطلاقاً من الاستفادة ممّا توصّل إليه الآخرون في هذا المجال، بل هو جزء من التلاقح الحضاري الطبيعي.
ب ـ المضمون: وهنا نُشير إلى إشكاليّتين: أنّ الغرب وضع معايير حضاريّة لرقيّ أيّ مجال فنّي؛ إلا أنّه لا يُمكن اعتبار ذلك نهائيّاً، وإنّما ينبغي أن يُقرأ من الزاوية الحضاريّة والفكريّة التي يستند إليها الغرب نفسه؛ وهذا ما يفرض أن نضع معايير تنطلق من الرؤية القيمية التي نعتقدها من وجهتنا الحضاريّة عندما نُريد أن نُنتج الفنّ، في أيّ مجالٍ من مجالاته.
وثانيهما أنّ المضمون الذي ينبغي أن نعالجه في صناعة الفنّ ينبغي أن ينطلق من الإشكاليّات التي يفرضها واقعنا كمسلمين، لا أن نُسقط مواضيع لا تلامس واقعنا، وإنّما تفرض واقعاً ينبغي على المسلم أن يعيشه باسم الحضاريّة أو التمدّن أو ما إلى ذلك؛ فإنّ هناك أولويّات ينبغي أن يتحرّك فيها الإنتاج الفنّي، سواء في المجال المعرفي، أو في المجال العملي، ممّا نستطيع أن نُنتج معه فنّاً خاصّاً، يأخذ بأسباب الرقيّ المستند إلى تطوّر وسائله وأساليبه، ونُبرز معه تميّزنا الحضاريّ، من خلال المضمون الذي نتناوله، والله من وراء القصد.
اسف على الاطاله

المصدر: منتديات مدينة الاحلام

lh`h dtvq ugdkh hg,hru ;lsgl,k?

عبدالله ابو بصير · 19 - 05 - 2009, 22:16

الحضارة الإسلامية الأصيلة؛ وهي الحضارة التي جاء بها الإسلام لخدمة البشرية

ولا ننسى ان الخضارة كانت حضارة عربية اسلامية ولكن توقفت عند حد معين

ولها اسبابها الخاصه

جيف هاردي · 15 - 06 - 2009, 15:39

اولا شكرا على المرور ...كلامك صحيح ولكن من لم يتمسك بحقه فقد اضاعه (ولو انني بنيت جبلا ثم اني تركته قبل ان اضع الحجره الاخيره في قمته لاعدت نفسي فاشلا ) هكذا قال احد الفلاسفه..لقد اصبحت الحضاره الاسلاميه ملكا لما يملك واليك مثلا حضارتهم في اسبانيا ؟

البرق · 17 - 06 - 2009, 12:51

جيف هاردي بارك الله فيك

على الموضوع الرائع والجميل

ننتظر المزيد والجديد

المواضيع المتشابهه
الموضوع	كاتب الموضوع	المنتدى	مشاركات	آخر مشاركة
طالب و أخته يَعلمان بالأسئلة ولكنهما رسبا !	بيســــان	القسم الاسلامي	18	19 - 05 - 2009 22:21
ماذا فعل المشرف العام بعد وفاه احد الاعضاء	المصـــ افريكانو ـــري	ملتقى اهل المدينة	8	18 - 10 - 2007 16:50
ماذا تفعل عندما تعجز الكلمات عن وصف ماتشعر به؟؟	بنوته فرعونيه	المنقولات العـــامة	11	03 - 10 - 2007 03:25

ماذا يفرض علينا الواقع كمسلمون؟

ماذا يفرض علينا الواقع كمسلمون؟ يُعاب علينا ـ نحن المسلمين ـ أنّنا بعيدون عن الأخذ بأسباب الحضارة التي وصلت إليها المجتمعات الغربيّة على صعيد الفنّ، ...