|
|
#1
| ||||||
| ||||||
رواية رومانسية حزينة ( عهد الطفولة ) العنوان: عهد الطفولة النوع: رومانسي ،اجتماعي الطول: معتدل ملخص الرواية: هذه الرواية تحكي عن معانات فتاة تعيش في و حدة تبدأ هذه الرواية بآخر المرحلة الثانوية و لكن معظم الأحداث تأتي ما بعد ذالك هذه الفتاة يتيمة أحبت شخص لطالما كان قريبا منها عانت كي تتأقلم في بيئة قد أجبرت على العيش فيها منذ صغر سنها و فجأة تجد نفسها مجبرة على ترك كل شي و تبدأ من جديد و تبتعد عن كل من تحب لتجد نفسها و حيدة ثانية تواجهها ظروف صعبة كثيرة لكنها لا تسطيع مواجهتها لوحدها فتصرخ هاتفة بحبيبها الذي لطالما كان بجانبها و رغم هذا كله لم تستطع الاعتراف بحبه لمعرفت التفاصي تابعو معي من روايتي: هكذا هي الحياة ... تجد نفسك تسير في دربها و حيدافي طرقات خالية من أي شخص عداك و من أي صوت عدى عن صوت خطوات قدميك الحافية و هي تلامس الأرض الصفراء الترابية و قد تعودت أصابعك على لهيبها تتساقط دموعك فتتبخر دون أن يدرك أحد و جودها و قد حاربت الابتسامة شفتيك و احتل الشحوب و جنتيك و اختنقت صرخاتك في حنجرتك المسكينة المصدر: منتديات مدينة الاحلام v,hdm v,lhksdm p.dkm ( ui] hg't,gm ) |
02 - 02 - 2009, 21:00 | رقم المشاركة : [2] | ||
| قد يكون الجزء الأول مجرد تمهيد لأحداث القصة لكن الأجزاء القادمة ستكون مليئة و مشوقة بإذن الله الجزء الأول جلست تراقب الأمطار المتساقطة من خلال النافذة المغلقة التي بدا لها أنها جاءت لتغسيل الكثير من الهموم مرت أمامها ذكرى ذالك اليوم الممطر....... وقتها لم تكن تفهم المطر أو تعرف لم يهطل لصغر سنها فسألت أمها التي كانت تراقب الهطول معها " ما ما ؟!" " نعم حبيبتي؟" " لم يأتينا المطر ؟!" حينها رفعت نظرها إلى السماء السوداء التي تسقط القطرات بغزارة لتقول بعد أن تنهدت " إن المطر يا حبيبتي جاء ليغسل هموم الناس و أحزانهم " سألت الطفلة ببراءة " و لماذا ؟!" مسحت على رأس ابنتها بكل حنان " لكي يبقوا سعيدين دائما " يومها لم تكن تعلم أن الحزن يسكن قلب أمها لم تكن تعلم حقيقة مرضها المميت حتى لو كانت تعلم ماذا بوسع فتاة صغيرة أن تفعل حيال قضاء الله و قدرة انتبهت أن المطر بدأ بالتوقف فذهبت إلى جدتها بأن تستعد للذهاب إلى المستشفى قبل فوات الموعد المحدد لها منال فتاة لم تتم الثامنة عشر من عمرها تعيش مع جدتها منذ حوالي اثنتا عشر سنة بعد و فاة و الديها فوالدها توفي اثر حادث مؤسف أما أمها فقد توفاها الله بمرض الخبيث لذا انتقلت للعيش مع جدتها من والدها التي كانت تعيش مع حفيدها مروان الذي هو ابن عمها بعد أن توفي والداه هو الآخر و هو رضيع و هكذا عاشوا هم الثلاثة وحيدين لكن سعيدين منال الآن في آخر سنة دراسية أما مروان فيعمل في الشرطة و هذا له بفضل الجدة حفظها الله التي لن تنسى فضلها طيلة حياتها بعد أن أجريت الفحوصات الطبية و علمتا بنتائج التحاليل أوصتها الطبيبة قائلة : " إن جدتك فقط تحتاج إلى الاسترخاء و الراحة و أهم شيء الراحة النفسية .... كما يجب أن تتحرك بين فترة و أخرى " أجابتها " سأهتم بها ..... لكنها عنيدة لا تصغي إلي " و في أثناء العودة " عباس يا ولدي .......... مر بنا إلى سوق الخضار" فرد السائق " ان شاء الله " التفتت منال إليها و سألتها " أتريدين شيئا معينا ؟" أجابت من دون أن تكترث لها كثيرا " أريد خضرا طازجة ............فمروان سيأتي غدا و أريد أن أعد لها غدائا مميزا " تفاجأت منال لسماع الخبر " هل اتصل بك ؟" " نعم قال بأنه حصل على إجازة " هذه العجوز .... لم لم تخبرني دائما تحتفظ بأمر مروان عني " أتعلمين لم حصل على إجازة ؟" " لا و لا يهمني مادمت سأراه " إن عمل مروان بعيد عن المنطقة التي يقطنون فيها فقد استأجر شقة في منطقة عمله و لا يزورهم إلا نادرا و لكن مضى وقت طويل منذ آخر زيارة له كانت بسبب ظروف العمل كما يقول حين حصل على الوظيفة و ذالك من أكثر من سنتين بعد تخرجه من كلية الشرطة التي أبعدته هي أيضا عنهم انزعج كثيرا و كان سيرفض الوظيفة لو لا إلحاح الجدة على أن يقبلها قائلة له " أنت يا ولدي لا تظمن ما يخبئه لك المستقبل فلا تخف علينا " " و لكن يا جدتي لقد انتظرت حتى أتخرج لكي أبقى معكم .... لا أريد أن أترككما و حدكما " لكنها ألحت عليه و نجحت في إقناعه و رغم ذالك لم تكن سعيدة في قرارة نفسها من النادر ما يأتي لرؤيتهم و تدعو دائما بأن يتغير الحال إلى الأحسن بعد أن أنهمت منال مذاكرتها ذهب إلى المطبخ لتقطع الخضار من باب المساعدة فهي تشفق على الخادمة لأن الجدة إن و جدتها متأخرة ستوبخها و خصوصا إن كان الغداء يعد خصيصا لمروان ********************** " منال ......ماذا بك يا ابنتي ؟.........ستتأخرين عن المدرسة " فقد كانت منال مستغرقة في النوم و حين تسللت هذه الكلمات الى دماغها قفزت من السرير مسرعة و صلت متأخرة على المدرسة كما توقعت و قد بدأت الحصة الأولى و امتحات اللغة العربية بدأ مع بدايتها كانت منال تراقب الطالبات من النافذة لأن المعلمة قد طردتها من الفصل و حال انتهاء الامتحان خرجت المعلمة طلبت منها منال أن تعيد لها الامتحان فقالت " لماذا أعيد لك الامتحان هاه؟ .........أحضري لي و رقة تثبت لي بأنك مريضة و سأعيد لك الامتحان و غير هذا العذر لا أريد ........أتفهمين ؟" هذه المعلمة معروفة بصرامتها و شدتها لكنها مدرسة ممتازة أخذت تترجاها و شرحت لها ظروفها و عن موعد جدتها في المستشفى أمسكتها المعلمة من يدها و سحبتها بعيدا عن الطالبات و قالت " هذه المرة سوف أسامحك لأنني أعرف أنك طالبة ممتازة " ثم تركتها و ذهبت دون أن تترك المجال حتى لكلمة شكرا " منال !" إلتفتت إلى مصدر الصوت خلفها إنها صديقتها ريم و هي أعز صديقاتها لدرجة أنها لا تتخيل المدرسة من دونها " ريم ...كيف حالك ؟" " الحمد لله كنت أظنك لن تأتي..... لم تأخرت ؟" لم تتح الفرصة لمنال بأن تجيب صديقتها هذا لأن معلمة الرياضيات قد و صلت و التي بدأت فلسفتها " ألم أقل بأني لا أريد طالبة خارج الفصل في الخمس دقائق " أمسكت منال ريم من يدها تسحبها للداخل قبل أن تبدأ المعلمة بالصراخ " تعالي و سأخبرك فيما بعد " تذمرت ريم قائلة " كم أكره الرياضيات و معلمة الرياضيات " إن حصة الرياضيات بالنسبة لمنال مملة فهي لا تفهم شيئا من أسلوب المعلمة في الشرح " منال أخرجي إلى السبورة و أجيبي عن المسألة " تجيب على المسـألة ! هي لم تفهم شيئا أصلا فكيف تجيب عليها ؟! قامت مسلمة أمرها لله وقفت عند السبورة و التفتت إلى المعلمة التي سألتها "ما نهاية الثلاثة من اليمين؟" و بما أن وجهها باتجاه الطالبات و وجه المعلمة باتجاه السبورة رأت احدى البنات تشير إلى الإجابة فأجابت على المسألة و عادت إلى مقعدها انتهت حصة الرياضيات على خير و فهم الدرس في آخر الوقت لكن ليس فهما تاما الحصة اللتي تلتها كانت حصة الانجليزي لكن المعلمة خرجت غاضبة من الطالبات و لم تشرح الدرس كان الفصل في فوضا كاملة و أصوات الطالبات تملأ المكان يمرحن و يلهون أما منال فقد كانت تعاني من صداع في الرأس و حمى خفيفة استأذنت المديرة للخروج مبكرا و في الحصة الرابعة جاءت إحداهن تخبرها بأن الإدارة تطلبها لوصول سيارتها حملت حقيبتها و استأذنت المعلمة فاذا بها تسمع أصوات الطالبات من خلفها " يال حظك" " انت محظوظة " " خذينا معك " صرخت المعلمة تسكتهن توجهت على الادارة و حال و صولها فوجئت بشخص يخرج من غرفة المديرة يرتدي بزة شرطي مروان!!! يا إلاهي لما أتى ......من المؤكد أن جدتي طلبت منه ذالك " منال!" إلتفتت إلى مصدر الصوت لتجد ريم " ماذا هناك ؟" " لقد نسيتي هذا " قالت ذالك و هي ترفع كتاب النحو بيدها تقدمت و ناولتها إياه " من هذا ؟" سألت ريم لكن منال لم تفهم سؤالها و من تقصد " من؟" " لا تتغابي هل هو مروان ؟" يا لها من فتاة لا يفوتها شيء كيف استطاعت رؤيته بهذه السرعة ضربتها ريم مداعبة " يبدو و سيـ ـما" " ريم !؟" زجرتها منال " انتظري حتى يعلمن بنات الفصل " يالها من فتاة ثقيلة الدم " ريم أرجوك ؟" " لا لن أقول شيئا .... إلا اللقاء" عادت مسرعة إلى الفصل و الآن ماذا تفعل إنها تشعر بشعور .........شعور.....شعور مثل الارتباك نعم الارتباك ...القلق....أو إنها حق لا تعرف كل ما تعرفه هو بأنها ........... أتمنى أن تنال اعجابكم أروني ردودكم لأرا ان كان مرحبا بالجزء الثاني أم لا | ||
02 - 02 - 2009, 21:02 | رقم المشاركة : [3] | ||
| خطت خطواتها و هي تحس بقدميها ثقيلتين بل مترددتين يا ترى لم التردد لم تحس بأنها لا تريد بأن ترى مروان أو لا تعلم إن كان هو هذا ما تشعر به فهي لطالما رغبت بعودته أليس هو رفيق طفولتها الوحيد أليس هو من كانت تشاركه كل شيء إذا لم التردد لم لا تنطلق مسرورة إليه و ترحب به و تسأله عن حاله و لمجرد تخيلها للفكرة أحست بوجنتيها تلتهبان رفعت يدها للتتحسس بطرف أصابعها خدها المشتعل هل هذه الحمى أما أنها محرجه " مرحبا " صوت عميق أخرجها من دوامتها هذه رفعت رأسها لتنظر إلى صاحب الصوت كان يتكأ على السيارة و ينظر إليها بابتسامة كم يبدو غريبا جدا عنها بزيه هذه فالصورة التي تتذكرها دائما هي لصبي شقي بعينان متحمستان دائما لطالما تسائلت عن لونهما الأخضر هذا الذي يتناقض تماما عن بشرته السمراء أما هذا الذي يقف أمامها مختلف كل الاختلاف و لكن ما بها تلاحظ هذا الاختلاف الآن هل لأنهما ابتعدا كفاية عن بعضهما أم لأن كل من هما استقل عن الثاني بعد أن كانا مرتبطين معا أدركت أن كلا الجوابين صحيح حين سألها " ألن تردي فأعتقد أننا منذ زمن لم نرى بعضنا البعض " ردت عليه و في صوتها نبرة فيها شيء من الأسى لإدراكها الحقيقة " مرحبا...كيف حالك " أجاب و قد جعلت نبرتها الابتسامة تتلاشى عن تعابيره " الحمد لله .... هل أنت مريضة ؟" أجابت و هي تلقي بنظرها بعيدا " تعبة قليلا " فتح لها باب السيارة لتصعد إليها ظلت منال في دوامتها هذه ماالذي حل بي الآن لم أحسست بهذه الفجوة في قلبي كفى هراء منال إن هذه الحمى هي من لعبت بتفكيرك فحتما لا شيء أحب على قلبك من أن تري مروان مرة ثانية و تسعد الجدة برؤيته لكن الحق يقال هناك جدار كبير بين منال و مروان خلفه بعدهما عن بعضهما فمنذ أن دخل مروان السنة الأخيرة في الثانوية و هو يكرس نفسه للدراسه و التخطيط لمستقبلة و من ثم التحق بكلية الشرطة لينتقل بعيدا عنهم ويدرس أربع سنوات فيها و بعدها حصل على و ظيفة هناك و هكذا لم يبقيا صدقين يتقاسمان كل شيء كما كانا يتشاركان الأحلام و الأماني يخططان لكل شيء معا أحست منال بتوقف السيارة انتبهت إلى أنهما قد و صلا المنزل نفضت منال تلك الأفكار عنها و ابتسمت لتقول " مروان ؟" التفت إليها " شكرا لك ....ما كان يجب أن تتعب نفسك و تمرني " بادلها لابتسام و أحست بأن شيء من الارتياح علا و جهه " لا أبدا فمدرستك في طريقي " " هيا الآن فالجدة حتما تتشوق لرؤيتك " التفت لينظر متأملا المنزل " ليس أكثر شوقا مني " قال عبارته تلك و نزل متجها إلى المنزل بخطا سريعة أطرقت منال رأسها لا تنكر بأنها كانت تود لو تستطيع بأن تخبره كم تشتاق إليه و كم شعرت بالوحدة من دونه و فجأة لفت انتباهها صورة موضوعة بعناية بالقرب من مسجل السيارة تناولتها حدقت بها لتبادلها صاحبة الصورة النظرات بابتسامة بريئة شعرها الأسود القصير يتساقط حول و جهها الذي يستند على لعبة قطنية تحتضنها أمامها فكرت من تكون هذه الطفلة و لم مروان يحتفظ بها أعادتها مكانها قد تكون صورة تخص أحد أصدقائه و نسيها هنا نزلت من السيارة لتدخل المنزل طلت من باب الصالة لتجد الجدة ممسكة بيد مروان و باليد الأخرى تتحسس وجهه " يا حبيبي لقد اشتقت إليك كثيرا " رفع مروان يدها إلى شفتيه ليقبلها " و أنا كذالك يا أمي " ثم رفعت هي يده لتقبلها " لا حرمني الله منك يا بني " أحست منال بأنها لم ترى جدتها سعيدة لهذه الدرجة من قبل أنها ترى مروان بكل رجولته يعود طفلا مرة ثانية بين أحضانها لم ترغب بإفساد هذا المشهد العاطفي بينهما فاتجهت إلى غرفتها لتبدل ثيابها *************************************** ألقت بنفسها على السرير القابع في زاوية غرفتها المتواضعة و هي تلف المنشفة على شعرها و هي تحس بألم في رأسها و كأنه يرتج عينها تدمعان و تحس بحرقة في حلقها يا إلا هي هذا ليس و قت المرض فهي قد أصيبت باحتقان في الحلق حسبما تظن يجب أن تستعد للامتحانات جيدا سمعت قرعا على الباب " نعم " جائها صوت الخادمه " ماما تقول غدا جاهز " " حسنا أنا قادمة " إنها لا تشعر برغبة في تناول الطعام و لكت الجدة حتما سوف تغضب و تلح عليها بتناوله و لكنها تذكرت شيئا حينما همت بالخروج و هو أنها من اليوم يجب أن ترتدي حجابها مادام مروان هنا و حين انضمت إلى الجدة و مروان الذي هو الآخر كما يبدو استحم و بدل ملابسه أيضا سمعت الجدة تسأله " بني لم تخبرنا عن سبب هذه الإجازة ؟" أصغت منال بصمت منتظرة الجواب تبادل مروان النظرات مع منال و الجدة ليقول بعدها بابتسامة " لقد تم تحويل عملي على هنا " أحست منال بأنها تغص باللقمة في حلقها من شدة المفاجئة السعيدة " الحمد لله يا رب من صبر نال " كانت هذه الجدة تعبر عن فرحها " الحمد لله و أخيرا ستعود إلي يا حبيبي " كررت منال و هي تبتسم " الحمد لله " لا تعلم منال علاما تفرح أكثر على عودة مروان أم علا فرح الجدة ظلت الجدة طوال الغداء و هي تحمد لله و تسأل مروان بين فترة و أخرى إن كان يرغب بتناول هذا أم ذاك أما منال فبالكاد لمست طبقها نهضت من على المائدة " ما بك منال بالكاد تناولت شيئا ؟" سألتها الجدة " متعبة قليلا ؟" " هل تريدين أن آخذك إلى الطبيب " سألها مروان " كلا يا بني سيأخذها السائق إن كانت تريد فأنت متعب " اعترضت الجدة بحدة لم تعرف سببها منال التي أجابت بشيء من الامتعاض " لا شكرا ...سأتحسن بعد أن أرتاح " عادت إلى غرفتها و تناولت اقراص قد تساعدها قليلا نظرت إلى الساعة التي تشير عقاربها إلى الثانية لديها بعض الوقت ستنام حتى الرابعة ضبطت المنبه و حين استلقت تذكرت شيئا " يجب أن عطي جدتي الدواء " قفزت متجهة نحو الصالة لكنها سرعان ما عادت لترتدي حجابها يجب أن تتعود على ذالك منذ اليوم و صاعدا فتشت عن الجدة في غرفة الجلوس فلم تجدها ثم اتجهت إلى غرفتها سمعت قهقهات تنبعث من الغرفة ابتسمت منال لضحكهما قرعت الباب " تفضلي يا ابنتي " أطلت منال برأسها مرح " كيف عرفتي أنه أنا " قالت العجوز مقلدة إياها " لأنك نسيني إعطائي الدواء " و حين أدركت منال نظرات مروان الموجهة إليها أحست بالخجل و اتجهت إلى حيث الأدوية متجاهلة إياه " لم لم تذكريني إذا ؟" قالت " لأنني أعرف أنه مستحيل عليك نسيان ذالك " " أرى أن لك ممرضة خاصة ياجدتي " قال مروان بإطراء زاد من خجل منال " إن منال حفظها الله دائما ما ترعاني جيدا " جلست منال قربها على السرير لتطوقها " هذا لأنك أعظم جدة في العالم " ابتسمت العجوز لها " هاه ....بدأت أغار " ضحكت الجدة قائلة " حفظكما الله لي و أطال عمري لأرى أبنائكم إن شاء الله " هنا قفزت تلك الصورة أمام منال هل تذكرونها تلك الصور للطفلة ذات الشعر الأسود هل من المعقول أن تكون ابنة مروان غمضت عينيها بشدة مبعدة الصورة " هيا الآن خذي دوائك " رن هاتف مروان النقال نظر إلى الرقم ثم خرج ليجيب أما منال فأعطت الجدة الدواء و خرجت متجهة إلى غرفتها لكن كلمات و صلت إلى مسامعها إستوقفتها " آسف .... أقسم بأني نسيت " توقفت لتصغي الي تتمت الحديث " قلت نسيت ........" ثم قهقه ضاحكا " حسنا سأكلمها .... مرحبا حبيبتي ...." لقد تغيرت نبرة صوته و كأنه يكلم طفل أو طفلة هل تكون تلك الطفلة " كيف حالك هاه ماذا تريدين أن أجلب لك ......" عاد ليضحك " حسنا حسنا و ماذا أيضا " انسحبت منال إلى غرفتها لا تريد أن تسمع المزيد من تكون يا ترى هذه الطفلة و من كان يكلم هل يعقل بأن ....... (الجزء الثالث .... أحتاج إليك) فتحت عينيها لتحدق بالسقف لترى صورة مروان منعكسة عليه عادت وأسدلت جفنيها مرة أخرى ماذا لو كان متزوج ؟ ما بك منال من الطبيعي أن يتزوج فمنذ أكثر من خمس سنوات و هو يعش و حيدا في تلك المدينة أ لا تتوقعين أن يتزوج و لكن ماذا عن جدتي ؟ ماذا سيكون شعورها ؟ إنها حتما تريد أن تري أحفاده يا ترى هل ستغضب أم ستكون سعيدة حتما ستسعد فلا شيء أحب على قلبها من رؤيته متزوج و لديه أبناء إذا لا يوجد هناك مشكلة و هو حتما سيخبرها فلن يعيش بعيدا عن عائلته و ينتهي كل شيء انقلبت على جانبها الأيمن و ضعت يدها حيث قلبها لكنك في قرارة نفسك لا تريدين أن تكون توقعاتك صحيحة لم يا ترى ؟ هل تخشين من أمر ما ؟ قالت بصوت يشبه الهمس تقنع نفسها " أخشى أن تتدهور صحة جدتي إن رفضت الأمر" أهذا كل ما هنالك " نعم و ما غير ذالك " كاذبة " لا لست كاذبة و لم أكون كذالك ؟" لا أدري هل لأنك ترغبين بأن يعود كل شيء كما كان قبل ست سنوات " و لم " لأنه كان دائما معك يحنو عليك " أتريدين الحق نعم " هزت رأسها لتقول بعدها " كما أخي الكبير" هل أنت متأكدة " كفى " قالتها بصوت أعلى و هي تقفز من على السرير أحست بشيء دافئ ينساب على و جنتيها رفعت أناملها لتتلمسها ثم رفعتهما أمام عينيها تحدق بالبلل الذي أصابهما دموع!؟ تبكي ماذا؟ الحنين إلى الماضي؟ لا تنكر بأن حياتها أصبحت فراغ من دونه فقد كان هو دائما حولها بل كان كل شيء بالنسبة لها أخرجها من حزنها على فقدها لوالديها انتشل طفلة صغيرة من قوقعة الظلام كيف لها أن تنكر افتقادها له فلطالما أحست بالحاجة إليه فبعد أن رحل أصبحت و حيدة حتى بوجود ريم معها و كذالك الجدة إلا أنها اعتادت بل أدمنت و جوده معها في كل شيء إذا لم لم تبكي طوال تلك السنوات الست خرت على السرير جالسة لأنها أدركت الآن كم افتقدته و لإدراكها أكثر بأنهما أبدا لن يعودا كما كانا من قبل انسكبت دموعها و لكن هذه المرة دموع طفلة تبكي بحرقة على أملها الضائع طفلة خائفة من الظلام بعد أن انطفأت شمعة كانت تضيء دربها طفلة تائهة .... أضاعت الطريق دفنت و جهها في الوسادة قائلة بصوت مملوء بالأسى " لم أبكيك يا مروان الآن ...؟.! " فقد اعتدت أن أكون و حيدة منذ أن رحلت مالذي تغير الآن عبثا تقنعين نفسك استسلمي انك بحاجته كنت تنتظرين عودته فصدمتي بالواقع " لا لم أكن " بلا حتى لو لم تكوني تفكرين بذالك لكنك في الحقيقة كنت تفعلين و كنت تعلمين بأنه سيعود " لا .... لا لم أكن ..." ظلت تردد ذالك حتى غفت ********************************** استيقظت فجأة مجفلة نظرت إلى الساعة إنها الرابعة التفتت على الباب ظننت أنني سمعت صوت طرقات عادت و نظرت إلى الساعة " الحمد لله لم تفتني صلاة العصر " نهضت لتتوضأ نظرت إلى نفسها في المرآة كانت عينها منتفختين قليلا و محمرتين غسلت وجهها تطرد تلك الأفكار أللتي غزتها مجددا لا تريد أن تستعيدها يجب أن تتغلب على ذالك و تركز على دروسها فلا شيء مهم الآن بعد أن أدت صلاته استبدلت حجاب الصلاة بحجاب عادي لفته بعناية حول رأسها حملت كتابها و خرجت متجهة إلى المطبخ لتعد لها كوب من الشاي بالليمون و في طريقها " مروان لم تعودا طفلين حتى تذهب إلى غرفتها " رد مستنكرا "جدتي قرعت الباب لأوقظها فقط " " و إن يكن أنت رجل الآن و هي فتاة لا يجوز أن تدخل غرفتها و تختلي بها " واصل استنكاره " أعلم ذالك جيدا لذا لم أدخل " قالت منهية الأمر " يجب أن تكون حريصا على ذالك " في داخلها منال ضحكت ساخرة نعود كما كنا؟ مستحيل ثم واصلت سيرها و تلك الابتسامة الساخرة قد تسللت إلى وجهها أعدت كوبها و جلست على طاولة المطبخ عصرت المزيد من اليمون في الكوب عله يزيل الألم في حلقها " اللهم اشرح لي صدري و يسر لي أمري " دعت دعائها لتبدأ المذاكرة طاردة كل شيء *********************************** " ما بالها جدتي .... هل تظنني لا أفقه شيئا " ألقى بنفسه على الأريكة أمام التلفاز و أخذ جهاز التحكم من بعد و أخذ يقلب القنوات بحنق و هو يفكر هل أخطأت بأن أيقظتها لأداء الصلاة و لكن سرعان ما توقف عن تقليب القنوات لا لأنه و جد مراده بل لأنه أدرك حقيقة واحدة و كل كم تعرفونها ............. لازال يذكر أول يوم جاءت فيه إلى المنزل طفلة في الخامسة من عمرها بالغة الجمال شعرها المائل للسواد ينسدل إلى ذقنها و يغطي جزء من وجهها فهذه الطفلة قد أطرقت رأسها بحزن عينيها العسليتان احمرت من كثرة البكاء أما يديها الجميلتين كيدي الدمية تشبثت بأطراف ثوبها مرتجفة " هذه منال ...ابنة عمك ......ستعيش معنا " كانت تلك هي الجدة تعرف هذه الطفلة إلى صبي في الثانية عشر من عمره كان يحدق فيها باستغراب قالت الجدة بصوت يحاول كسب طمأنينة هذه الصغيرة " قولي مرحبا لمروان " فما كان من الصغيرة ألا أن شدت من قبضتيها " مروان اهتم بها سأذهب لأعد الغداء فقد تأخرت بما فيه الكفاية " أومأ الصبي مجيبا اقترب من الطفلة " إن طعام جدتي لذيذ جدا " لم تجب مد يته ليمسك بيدها المتشبثة بالثوب " لا تخافي .... جدتي طيبة " صمت ثم عاد و قال " هي جدتك أيضا " رفعت رأسها لتنظر إليه مستفهمة فك قبضتها و احتضن كفها بيده ثم أومأ مؤكدا قال و كأنه تذكر شيئا " تعالي سأريك شيئا ما " سحبها معه إلى غرفته ليخرج صندوق كرتوني مخبأ بعناية أزال الغطاء ليكشف عن مجموعه كبيرة من الكرات الزجاجية ملونه و أخيرا شهقت الطفلة شهقة ذهول ابتسم " هل أعجبتك ؟" أومأت بنعم مد يده داخل الصندوق و أخرج كرة منها " خذي هذه لك " كان لونها أزرق جميل و حين رأى ترددها أمسك بكفها و وضع الكرة في راحتها ابتسمت "شكرا لك " "على الرحب و السعة " ابتسم مروان لهذه الذكرى كانت حياته فراغ ... لكن منال اقتحمتها رغما عنه لم يكن له إخوة أو أخوات صحيح أن جدته معه لكن شتان بيمن امرأة كبيرة في السن و طفل فأصبحت هي كل شيء كيف أصبح غريبا عليها الآن و لا يجوز بأن يتعامل معها كما اعتاد " آه " أطلقه ليكمل يا للزمن لم يفكر يومها بأن يفترقا الآن و إلا من قال بأنه سيبتعد كل هذه المدة و............. قطعت تفكيرة نغمة أصدرها جواله معلنا عن رسالة و صلت ضغط على الزر لتظهر " مروان.... كيف حالك يارجل ....يا الله أنا في انتظارك في المكان المعتاد " ضغط ليظهر اسم صاحب الرسالة (خالد) ابتسم انه كان يعلم من هو من أسلوبها هم واقفا و عدل من هندامه جيدا و بينما هو خارج متجها إلى سيارته لمح منال تجلس في الحديقة تقرأ و تحمل كوبا بيدها تقدم منها " مساء الخير " رفعت رأسها مجفلة ضحك " آسف هل أخفتك" قالت بصوت خالي من أي شيء " فاجأتني" هاله ما رأى و جهها شحاب عينيها محمرتان و منتفختان " ما بك ؟" سألها مستفهما أشاحت بوجهها " إنني متوعكة و سأتحسن قريبا " اقترب أكثر " إن كنت لا تشعرين بتحسن سآخذك إلى الطبيب" قالت بشيء من الغضب الذي بدأ يعتريها " لا شكرا لدي امتحان غدا .....و الآن إذهب قبل أن تراك الجدة و تغضب" فوجئ لما قالت إذا فهي سمعت حديثنا و لكن لم تغضب هي منه أهذا ما استحقه لسؤاله عنها استدار بحنق ليتابع طريقه لكن سرعان ما لانت ملامحه لا يدري لما للحظه رآها عادت تلك الطفلة *************************** " مرحبا يا رجل ....كبف حالك " هب خالد مرحبا من مقعده على الطاولة الخارجية للمطعم " مرحبا بك " جلس مروان قبالة كما اعتادا دائما " ما هذا يا أخي لو لم أعلم بالصدفة لم تكن لتخبرني ؟" قال خالد مستنكرا رد عليه مروان " لا ...معقول أن أنسا رفيق عمري خالد" " لا أدري عنك ؟" قال ذالك و هو يخرج سيجارة و يضعها في فمه ثم يعرض واحدة لمروان " لا شكرا تعلم أنني أقلعت عن التدخين " خالد هو صديق مروان المقرب منذ أيام المراهقة إلا أنه انتقل هو و أهله ليعشو ا في المدينة ملامحه هادئه جميلة من يراه لأول مره يحسبه قليل الكلاب شخصية مرحة صادق و نصوح يستطيع أن يفهم مروان بسرعة " ماذا تشرب ؟" سأل خالد بعد أن استدعى النادل " شاي بالليمون " قال باشمئزاز " يا أخي لا أدري ما الذي يعجبك فيه ألم تغير ذوقك بعد؟" هز رأسه نافيا بلا أعطى الطلب للنادل " ما هي أخبارك يا خالد؟" اتكأ إلى الوراء على كرسيه " كل الخير ... وأنت ؟" " الحمد لله .." أردف بعد أن لاحظ الحماس غاب عنه " ما بالك لست على ما يرام ؟" قال و هو يراقب النادل و هو يضع طلبهما على الطاولة " أمي تريدني أن أتزوج " أطلق مروان ضحكته عاليا " لا تسخر " " يا أخي تزوج و أرحها " قال بعد أن ارتشف من فنجانه " مروان أنا جاد" عادت الجدية إلى مروان ليقول و هو يحرك قطع السكر بالملعقة في كوبه " إذا لم ترفض ؟" حدق إلى صورته المنعكسة في السائل الأسود أمامه و دخان القهوة تأرجحها " تريد ان تخطب لي ابنة خالتي " أكمل مروان عنه " وأنت ترغب بأن ترتبط بغيرها صحيح ؟" أومأ مجيبا " و أمك لا تريدها ؟" " لا ... لم أخبرها بعد عنها " سأل مروان مستغربا " ولم لا ؟" تنهد ليجيب بعدها " لأني لست واثقا من أن الفتاة ستكون لي " قال ذالك و هو ينظر في عيني مروان المتعجبة " ولم لا ؟" " لا أدري " قال ذالك و كأنه لا يريد الخوض في المزيد لكنه عاد ليسال " و ماذا عنك ؟" لم يكن سؤاله مجرد تغير لدفة الحديث بل هو مكمل لكلام خالد كما أحس به مروان من الفضول الذي يلمع في عينيه منتظرا الإجابة أجاب ببرود متجاهلا نظرته " ليس بعد" " و لم لا ؟" ارتشف من كوبه ليقول بعدها " لم يحن الوقت " " حقا " كان خالد مركزا النظر في عينيه و كأنه يبحث عن الإجابة فيهما لا من كلامه " المهم كيف تسير أمور عملك ؟" سأل محاول تغير الحدث ليجب خالد وهو يعلم مقصده " على خير ما يرام " ****************************** عاد مروان إلى المنزل متأخرا بعد أنقضى أمسيته مع بعض الأصدقاء الذين انضموا إليهم لاحقا تسللت ابتسامة إلى شفتيه هو يري منال تدرس على درج المنزل في هذا الوقت هذه الفتاة حولت كل ركن في المنزل إلى مكان للدراسة يبدو بأنها تحاول أن تغير من جو المذاكرة تمنى من كل قلبه بأن يوفقها الله في امتحاناتها دنا منها " مساء الخير " رفعت نظرها إليه لترمقه بنظرة فاحصة و كأنها تتأكد من أن هذا الشخص هو مروان ثم قالت " مساء الخير" ابتسم " أرك تدرسين حتى الآن " قالت و قد أحس بأنها لا تريد أن تبدأ حديثا معه " أحاول أن أستغل كل مكان و كل دقيقة للمذاكر’ة" ثم رمقته بنظرة ذات معنا استغرب مروان اسلوبها هذا حيث جعل السؤال يخرج رغما عنه " منال ما بك ؟" قالت و هي تقلب صفحات الكتاب بين يديها " لا شي فقط اتركني و شأني " لكنه عاد ليسأل فأسلوبها لم يعجبه " قلت ماذا هناك هل أغضبتك بشيء" أجابته بانفعال " قلت اذهب و من الأفضل أن تعود من حيث أتيت فهناك من ينتظرك " من المؤكد بأنها لاحظت الصدمة في عينيه من جوابها الذي أفلت منها همت واقفة تريد المغادرة هاربة إلا أن يد مروان امتدت لتمسكها من ذراعها و تمنعها من الذهاب قال بصوت يحمل الاستغراب و المفاجئة في نفس الوقت " ماذا قلت " شدت يدها قائلا " أنت تعرف جيدا ما أقصد" لم يلفتها جوابها هذا جعل بركان يتأجج بداخله ليعود فيسألها و هو يصر على أسنانه " قلت هناك من ماذا؟" رأى الرعب قد تسلل إلى عينيها لأن عينيه الخضراء قد التهبت كل الجمر | ||
04 - 02 - 2009, 20:02 | رقم المشاركة : [4] | ||
| مشكووووور يالغالي على الجهد الرائع وننتظر القادم | ||
مواقع النشر (المفضلة) |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
قصة حزينة | دموع القلب | قسم القصص والرويات | 4 | 08 - 01 - 2006 02:20 |
Powered by vBulletin Version 3.8.7 Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd ترقية وتطوير: مجموعة الدعم العربى |