|
|
#1
| |||||||
| |||||||
الحرب مع الحوثيين.. جغرافيا الحرب الخامسة قتلى بالمئات وجرحى مصابون بالصمم الحرب مع الحوثيين.. جغرافيا الحرب الخامسة خلافاً للحروب الأربع السابقة اتسع نطاق الحرب الأخيرة الدائرة بين أتباع الحوثي والقوات الحكومية ليشمل مناطق تابعة لمحافظتي عمران وصنعاء. منتصف مايو الفائت دوت لأول مرة أصداء انفجارات المواجهات بين الجانبين في أنحاء متفرقة من العاصمة. وقد كانت منطقة بني حشيش التي لا تبعد عن صنعاء بأكثر من 20 كيلو متراً، ميداناً لمعارك شرسة بين مجاميع مسلحة تابعة للحوثي وقوات الحرس الجمهوري تشارك لأول مرة في الحرب. قبل ذلك كانت المواجهات على أشدها في مديرية حرف سفيان التابعة لمحافظة عمران التي أطلقت أول شرارة انفجار للحرب الرابعة. باندلاع الحرب الأخيرة مطلع مايو، كان عبدالملك الحوثي القائد الميداني للجماعة المسلحة يتوعد بنقل المعارك إلى مناطق «حساسة» خارج صعدة. وقد عكست المواجهات الدائرة في مناطق: حرف سفيان، وبني حشيش جزءاً من وعيد الحوثي الابن وسط تصاعد السجالات الاعلامية بينه وقيادات الجيش والسلطة. طبق المعلومات التي حصلت عليها «النداء» فإن المخاوف من اندلاع المواجهات تشمل مناطق «حساسة» كسنحان وخولان، والأولى شهدت تحركاً لافتاً خشية تنفيذ هجمات من قبل متعاطفين مع الحوثي في المنطقة. خلال الحروب التي بدأت أولاها منتصف 2004 بين جماعة حسين بدر الدين الحوثي ولاحقاً أبيه وأخيه، اقتصرت المواجهات على مديريات محافظة صعدة. وقبل اشتعال الحرب الرابعة منتصف 2007 كانت الجغرافيا تمنح المواجهات ساحة إضافية: منطقة حرف سفيان التابعة لمحافظة عمران، حينها كانت جبهة صعدة هادئة وتمكنت وساطات قبلية من احتواء الموقف بعد إسقاط عناصر تابعة للحوثي طائرة مروحية في منطقة واسط. لكن المواجهات سرعان ما عادت لتشتعل في صعدة فدونت وقائع النسخة الرابعة من الحرب. الآن تدخل مواجهات الحرب الخامسة شهرها الثاني أصبح معها مدى سلاح جماعة الحوثي أكثر قرباً من العاصمة. ووسط مشهد المساجلات أطل يحيى الحوثي الاثنين، داعياً إلى إسقاط النظام رداً على تحريك السلطة ورقة إسقاط الحصانة البرلمانية عنه. عشرات القتلى وضحايا الجيش يسقطون بالخطأ«حرب سفيان» يسيطر الخراب بشكل كامل على مدينة حرف سفيان التابعة لمحافظة عمران بعد مواجهات دامية. بالإضافة إلى رائحة البارود تفوح رائحة الموت بكثافة، وبدلاً من كنس الشوارع اضطر عمال النظافة نهاية الاسبوع الفائت إلى «تنظيفها» من قرابة 70 جثة تعود لمدنيين حسب شهود عيان، ودفنها. تشهد المديرية الأكبر في محافظة عمران حرباً منذ مطلع مايو الفائت. في المدينة التي تمثل مركز المديرية ويقطنها أكثر من 20 ألف نسمة دارت أشرس المعارك بين القوات الحكومية وأتباع الحوثي. عندما بدأت المناوشات بين الجانبين تدشيناً للحرب الخامسة أرسلت القوات الحكومية تعزيزات إلى صعدة، وقد استخدمت منطقة شبارق كمنطقة عبور. وقتها قرر الحوثيون قطع الطريق بالإضافة إلى محاصرة اللواء 119 الواقع في الجبل الاسود والمشرف على المديرية. ودخلت الجماعة إلى مركز المديرية. لم تفلح وساطات قبلية في احتواء التداعيات، فاندلعت المواجهات بين الجانبين عقب تحذير أطلقه قائد اللواء 119 بإخلاء المدينة ونهاية المهلة المحددة. خلال الأسبوع الاول والثاني من المواجهات قتل العشرات من العسكريين وأتباع الحوثي. بحسب مصادر محلية وعسكرية فقد قتل 45 عسكرياً من العائدين من التقاعد بعد تعرضهم لقصف بالطيران عن طريق الخطأ عندما كانوا متحصنين بمبنى المجمع الحكومي. وسقط 15 عسكرياً بتبادل لإطلاق النار بين أفراد اللواء 119، و117 مشاة عن طريق الخطأ. بعد إنسحاب الحوثيين، الخميس الماضي من المدينة خلفوا وراءهم عشرات الجثث من رفاقهم بعضها نهشتها الكلاب حد رواية شهود عيان. تقدر المصادر عدد المقاتلين من أتباع الحوثي في حرف سفيان بــ500 مسلح وقد تركزت المواجهات المستمرة حتى الآن في مناطق: ذو طالع، ذو كزمة، المربعة، وادي شبارق، الوقبة، المجزعة، حدقة وواسط الثنثلة. أكثر الاسلحة استخداماً من قبل الحوثيين: قذائف الآربي جي، القناصات بالاضافة إلى الرشاشات الثقيلة. وشهد اليومين الماضيين مواجهات متقطعة بين مجاميع قبلية مسلحة في منطقة ذو كزمة ومناطق متعددة في الثنثلة مع مقاتلين حوثيين. ولم يتسن معرفة عدد الضحايا وخسائر الطرفين. في صعدة استمرت المواجهات خلال الاسبوع الجاري في منطقة وادي مذاب مديرية آل عمار المتاخمة لمديرية حرف سفيان، وسقط العديد من القتلى والجرحى في غارة جوية على قافلة سيارات يعتقد أنها تابعة للحوثيين مساء الثلاثاء. وقالت المصادر المحلية إن الغارة استهدفت عدداً من السيارات شرق منطقة شبارق كانت متجهة إلى حرف سفيان ما أدى إلى سقوط (عدد غير معروف بين قتيل وجريح على الطريق). وقتل الأحد الماضي ثلاثة من قبائل العصيمات وجرح 11 آخرين في مواجهات مع أتباع الحوثي أثناء محاولتهم تحرير مدير عام مديرية آل عمار من الأسر لدى الحوثيين. واشتدت المواجهات على مداخل مديرية ضحيان بين الحوثيين وقوات الجيش. وقالت المصادر إن القوت الحكومية دمرت عدداً من المنازل بالدبابات والجرافات بينها منزل عبدالله بن يحيى القعود أحد القادة الميدانيين لجماعة الحوثي. نصف ساعة بالسيارة وبضع ثوان بالقذيفة بني حشيش في خط النار تحتاج السيارة إلى أقل من نصف ساعة للوصول إلى مديرية بني حشيش، وبضعة ثواني فقط يحتاجها سكان الأحياء الشمالية من صنعاء لسماع دوي المواجهات المسلحة بين الجيش والحوثيين. لأكثر من أسبوعين ترددت أصوات القذائف وقصف الطيران في أطراف العاصمة. وشعرت صنعاء للمرة الأولى بالحرب التي ظلت أخباراً تأتي من أقصى الطرف الشمالي للبلاد. لقد شهدت المديرية التي لا تبعد عن العاصمة أكثر من 20 كيلو متراً مواجهات شرسة بين مجاميع مسلحة تتبع الحوثي وقوات تخوض الحرب للمرة الأولى تتبع الحرس الجمهوري الذي يقوده أحمد علي عبدالله صالح. عشية الـــ14 من مايو الفائت بدأت شرارة المواجهات في المنطقة عقب تعرض مدير أمن العاصمة العميد محمد طريق لكمين مسلح نصب له في منطقة بيت السيد. وقد نجا القائد الأمني من الكمين فيما قتل اثنين من الجنود المرافقين. واتهمت عناصر تابعة للحوثيين بالوقوف وراء الحادثة. بحسب المعلومات المتوافرة، فإن المنطقة الامنية بالحتارش تلقت معلومات عن استعدادات عسكرية لأتباع الحوثي في المنطقة. على إثره جاء نزول مدير الأمن طريق الى المديرية رفقة بعض مشائخها. يقطن المديرية أكثر من 75 ألف نسمة، بحسب مصادر محلية، وتتكون أغلبها من المناطق الجبلية والوديان حيث تزرع العنب وتقع شمالي صنعاء. في محاولة للإنقضاض على المجموعة المسلحة أرسلت قيادة قوات الحرس الجمهوري لواءً عسكرياً للزحف على المنطقة. وخاضت القوات العسكرية مواجهات عنيفة، مازالت مستمرة حتى مساء الثلاثاء، مع الجماعة التي تراوحت تقديرات عددها بين 500 و1000 مسلح. وقد استخدم في المواجهات مختلف أنواع الاسلحة بما في ذلك الطيران وتكرر إعلان السلطات إحكام السيطرة على المديرية وتصفية عناصر الحوثي منها خلال الاسبوع. الثلاثاء الماضي أعلنت وزارة الدفاع السيطرة على المديرية وتصفية (كافة أوكار عناصر الفتنة والتمرد). وصباح أمس الثلاثاء قال محافظ صنعاء نعمان دويد إن القوات المسلحة أكملت سيطرتها على المديرية بنسبة 100٪ لكن المواجهات خلال الاسبوع ظلت مشتعلة. وقالت مصادر محلية لــ«النداء» إن القوات الحكومية لم تستطع الدخول إلى المديرية، وتفرض سياجاً عليها لمنع تسلل الحوثيين من وإلى المنطقة. المصادر ذكرت أن المواجهات هدأت الثلاثاء بعد أن شنت القوت الحكومية الاثنين هجوماً ضد الحوثيين المتمركزين في وادي رجام بعد انسحابهم من جبل الجميمة الاستراتيجي مستخدمة طائرات الهيلوكابتر. واستدعت قيادة المنطقة الأمنية في الحتارش وجهاء المنطقة الذين تعهدوا بالقيام بحماية مناطقهم ومواجهة الحوثيين. وقال المصدر إن المنطقة الأمنية ألزمت أبناء المديرية بوضع حدود لمناطقهم وطلبت منهم حمايتها من دخول جماعة الحوثي. ونشرت وكالة الأنباء الرسمية سبأ صوراً لمجاميع قالت إنهم من المقاتلين الحوثيين في بني حشيش استسلموا للقوات الحكومية. وقالت المصادر المحلية إن الأفراد الذين ظهروا قبض عليهم من قبل رجال القبائل وتم تسليمهم للقوات الحكومية. وفيما قال نعمان دويد إن منازل المواطنين لم تصب بأذى، قالت المصادر إن العديد من منازل المواطنين ومزارعهم ومعداتهم دمرت بالكامل جراء القصف. وذكرت أن قرية غضيران الواقعة على الطريق إلى المديرية دمرت منازلها بالكامل أثناء تمشيط الجيش، ولم يكن بها أي من أتباع الحوثي. ينتمي جميع المقاتلين إلى مناطق المديرية، وتلقى العديد منهم تعليماً دينياً في المدارس التي تبنتها جماعة الشباب المؤمن، بحسب المصادر. منذ يومين تسير المعارك بشكل مختلف: أثناء النهار تميل الأجواء إلى الهدوء وتبدأ المناوشات ليلاً سيما في مناطق الشرية وأطراف الرجاع. مساء الأحد استولت مجموعة مسلحة على طقم عسكري في منطقة الشرية وأسرت 2 من جنوده بالاضافة إلى مبلغ 6 ملايين ريال مرتبات الجنود مرابطين في احد المواقع بحسب مصدر محلي. يتحصن الحوثيون في مناطق جبلية، ولديهم الكثير من المؤن الغذائية، طبق معلومات المصدر، كما يتمركزون في شعاب وادي الشرية وهي منطقة محاطة بالجبال ويصعب الوصول إليها. وقد أقامت القوات الحكومية نقاطاً أمنية في منطقة غولة عاصم وبيت ناصر الحاج إلى الشمال الشرقي من المديرية لمنع تسلل الحوثيين من جهة نهم. 300 قتيل في شهر وأكثر من 2100 قتيل منذ بدء الحرب تحصد الحرب المشتعلة في صعدة وعدد من مديريات عمران وصنعاء العشرات من المدنيين والعسكريين بين قتيل وجريح يومياً. وعلمت «النداء» من مصادر طبية و عسكرية أن عدد القتلى من طرف الجيش على جبهات القتال في صعدة وحدها بلغ 300 قتيل وأكثر من ضعفهم جرحى منذ تجدد المواجهات مطلع مايو الماضي. وذكرت المصادر أن عدد الجثث التي تعود لجنود وترد إلى صنعاء من أرض المعارك لا يقل يومياً عن 5 مع 7 إلى 10 جنود جرحى، فضلاً عن الحالات التي يتم نقلها إلى مستشفيات قريبة كمستشفى السلام بصعدة. وتفرض السلطات الرسمية تكتماً شديداً بالنسبة لضحايا الجيش الذين يسقطون في المواجهات مع أتباع الحوثي وهو ما يسلكه الحوثيون في التعامل مع خسائرهم. وطبق المعلوما التي حصلت عليها «النداء»، فإن عدد القتلى الذين سقطوا في صفوف الجيش خلال الحروب السابقة منذ أندلعت منتصف 2004 أكثر من 2100 قتيل، فيما لم تذكر عدد المصابين. ولم تتوافر معلومات بشأن الضحايا المدنيين الذين يسقطون بفعل المواجهات الأخيرة بين الحوثيين والجيش، فيما تمنع السلطات الصحافة المحلية والخارجية من النزول الميداني إلى المناطق التي شهدت الحرب. رفد الوحدات القتالية بـــ600 سائق وفني علمت «النداء» أن معسكر التأمين الفني بأمانة العاصمة، سيرفد بعد يومين الوحدات القتالية في محافظة صعدة ومنطقتي بني حشيش وحرف سفيان بـــ300 سائق ومثلها فنيين. وقالت مصادر عسكرية إن الوحدات القتالية التي تخوض معارك ضارية مع جماعة الحوثيين تعاني نقصاً في صفوف السائقين والفنيين، ما انعكس على تأخير الإمدادات والمؤن، فضلاً عن نقل المصابين. أضافت أن معسكر التأمين أعلن السبت الماضي فتح باب الإلتحاق بالجيش لمن يجيدون السواقه وكذا خريجي المعاهد الفنية، ومن المقرر أن يصل الاربعاء عدد الملتحقين إلى 600 وهو العدد المطلوب. قبيل وصول اللواء 115 إلى المحافظة مواجهات مستمرة بين أمن الجوف ومسلحين يعتقد أنهم حوثيون قالت مصادر محلية إن مدير مديرية الغيل بمحافظة الجوف تبادل إطلاق النار مساء الأحد الماضي مع مجموعة يعتقد أنها من أتباع الحوثي وإصابة أحد الأهالي قبل أن تتمكن تلك الجماعة من الفرار. وأضافت أن الحوثيين من أبناء المحافظة وتحديداً المقيمين في منطقة الساقية، نصبوا نقاط تفتيش على الطريق المؤدي إلى منطقتهم. وتأتي هذه الحادثة بعد أسبوع من قيام مجموعة مسلحة محسوبه على الحوثيين بمهاجمة معسكر السلام التابع للأمن المركزي بمديرية المصلوب ومقتل جندي وإصابة آخر. وأخذت المواجهات تتوالى مؤخراً بين أتباع الحوثي وأفراد الأمن الأمر الذي اعتبره كثير من أبناء المحافظة مؤشراً لانتقال المعارك بين الجيش والحوثيين إلى الجوف. وتشهد كثير من النقاط الأمنية في العديد من مديريات الجوف عمليات هجوم مستمر من قبل جماعة مسلحة تتهم بانتمائها لجماعة الحوثيين. وسبق أن لقي مدير أمن مديرية المطمة حتفه في حادثة تبادل إطلاق النار مع مجموعة مجهولة يعتقد أنها من أتباع الحوثيين وأفاد مصدر عسكري أن المحافظة ستستقبل خلال الأيام القادمة اللواء 115 مشاه الذي سيحل محل اللواء التاسع. ولم يفصح المصدر عن الواجهة التي سينتقل إليها. المستشفى العسكري بصنعاء حركة نشطة لاستقبال المصابين وجثث القتلى 10 ٪ فقدوا السمع وحديثو التجنيد أصيبو بصدمة نفسية مساء اليوم الثاني من مايو الفائت، جلس «نور الدين» أمام شاشة التلفاز يتابع تطورات الوضع في صعدة وتجدد المواجهات بين الجيش والحوثيين. وحين استيقيظ صباح اليوم التالي، شرع بإلغاء المواعيد التي سبق أن حددها لمرضاه، وأبلغهم بانشغاله خلال الأيام القادمة. إذ صار الطبيب الجراح «نور الدين» 52 عاماً، يدرك مقر عمله الجديد كلما تجددت المعارك شمال البلاد، ومذاك يوظب نور الدين (اسم مستعار) في المستشفى العسكرى بأمانة العاصمة. لكن هذه المرة تسنى لـــ«نور الدين» الإلتقاء بالعشرات من زملاء المهنة: «في كل المعارك التي دارت بين الجيش والحوثيين، يتم تفريغ من 8 إلى 15 طبيباً وإرسالهم إلى هنا- المستشفى العسكري- بحسب الحاجة لكن هذه الحرب كبيرة ووصل عددنا (الأطباء) إلى أكثر من 40 طبيباً من خارج المستشفى». قال «نور الدين» وزاد: «اغلبنا جراحين والبعض أخصائين عظام وحوالي 6 جلد و2 أطباء نفسيين». مع اندلاع أي حرب، يصبح الأطباء جزءاً من أدواتها، وتغدو المستشفيات العامة والعيادات المتنقلة رفقة الجنود في ميدان المعركة أشبه بمصنع إعادة إنتاج السلع المستهلكة. يرى «نور الدين» أن ما يقوم به وزملاؤه واجب وطني وإنساني وقال: إذا لم نشعر بالمسؤولية في هذه الظروف فلسنا أطباء». منذ اندلاع الحرب في صعدة، منتصف 2004، شهد المستشفى العسكري بأمانة العاصمة، حركة نشطة على الدوام، ارتكزت على استقبال الجنود المصابين وتطبيبهم في أقسام: الطوارئ، العمليات، المجارحة، واستقبال جثث الجنود في ثلاجة المستشفى. أيضاً شهد المستشفى فترات خمول متقطعة إجمالاً لا تتجاوز أيامها الشهرين في السنة، وخلالها يحظى منتسبو المؤسسة العسكرية -غير المقاتلين بصعدة- بفرصة معاينة وعلاج مجاني. طبقاً لمصادر طبية، حقق المستشفى أعلى رقم قياسي خلال الأربعة الأسابيع الفائتة، في عدد المصابين والجثث التي استقبلها، وأن الإصابات هي الأخطر من تلك التي خلفتها الحروب السابقة بين الجيش والحوثيين، وأن المستشفى صار يستقبل يومياً 3 أضعاف الحالات التي كان يستقبلها سابقاً. كل مؤشرات المستشفى العسكرية تقول إن الحرب الراهنة هي الأكثر شراسة، المؤشرات أيضا تسلط الضوء على ميادين القتال الأكثر عنفاً في هذه الحرب. فإلى تضاعف الأرقام: الأطباء، المصابين، القتلى، وميزانية المستشفى أيضاً تضاعفت، فإن 70٪ من الحالات الواصلة للمستشفى قادمة من منطقة بني حشيش ومنظقة حرف سفيان بمحافظة عمران، فيما30٪ فقط من الحالات نقلت من صعدة. ووصفت المصادر الطبية حالة مصابي الأخيرة بالأفضل (تعذر الحصول على إحصائية بعدد الحالات) وقالت إن 1 من عشرة -أصيبوا في المعارك التي دارت في بني حشيش و حرف سفيان- أسعف إلى المستشفى وهو فاقد السمع، ومثلها مصاب بصدمة نفسيه، وأضافت أن الغالبية من الذين فقدوا السمع أوأصيبوا بصدمة نفسية شفوا. في حالة فقد السمع أوضحت المصادر أنها بسبب قربهم من مكان الانفجارات، فيما الغالبية من الذين أصيبوا بصدمة نفسية هم من حديثي التجنيد. باحة جنائزية في الصباح الباكر تكتظ الباحة الخارجية للمستشفى العسكري بأمانة العاصمة، بالرجال والنساء والأطفال أيضاً. بعضهم جاءوا للتأكد من صحة خبر مشؤوم عن مقتل قريب له، وآخرين تجاوزوا لحظات التمني، هم هنا لاستلام جثة حبيب قتل أثناء تأدية "الواجب" في حرب الحكومة والحوثيين. إلى المشهد الجنائزي المطبق على رؤوس المتجمعين، تحفل الباحة صباح كل يوم بأصوات ونانات سيارات الإسعاف التابعة لقوات الجيش وهي تغادر بوابة المستشفى صوب إحدى المقابر لدفن قتلى «الواجب»، لحظتها تكون ونانات أخرى يشق صفيرها طريقه نحو المستشفى وما أن تطل على الباحة حتى تكون بوابة المستشفى قد فتحت والمتجمعون أخذوا يتدافعون نحوها وتحديداً اولئك الذين يتمنون عدم صحة الخبر المشؤوم. عقب تجاوز سيارات الإسعاف بوابة المستشفى وإختفائها عن الأنظار، يشرع أحد جنود البوابة بتفريق المترقبين، وإبعادهم عن البوابة. هذا المشهد غدا روتيناً يومياً منذ تجددت المواجهات بين قوات الجيش والحوثيين مطلع مايو الفائت. تتيح زيارة المستشفى العسكري رصد المعركة من جانب واحد. لكن كل من يعملون في محيط المستشفى يجمعون على أن هذه المعركة كبيرة وفقاً لرصدهم حجم الحركة التي يشهدها المستشفى عبر تدافع سيارات الإسعاف المحملة بالمصابين والجثث. هم أيضاً يجزمون أن المستشفى تلقى مؤخراً دعماً سخياً، وقالوا: هذه هي المرة الأولى التي تستقبل فيه المستشفى حالات كثيرة، لكن حركة البيع والشراء خفت لديهم عكس الحروب السابقة التي كانت فيها حالات الإصابة قليلة، لكنها تحدث حركة نشطة في تجارتهم. في الجهة المقابلة للمستشفى تقف سيارات عديدة، كثير منها هي لأقرباء مصابين، أطباؤهم قرروا مغادرتهم بعد تلقيهم العلاج، غالبيتهم كانت أصابتهم في الأطراف. بانتظار خبر «جميل» تتطلع أسرة المساعد جميل مهيوب الشُعبي إلى رؤية ولدها حياً رغم أنها استقبلت العزاء فيه منذ أسبوع. عند كل رنة هاتف يخفق قلب شقيقه ماجد بأمنية وحيدة قد تأتي من الطرف الآخر: «حصَّلنا جميل». لكن المكالمة المنتظرة لم تأت بعد، ويخشى أن لا تأتي أبداً. حتى الخميس الـــ22 من مايو الفائت، كان جميل الذي يعمل في دائرة سلاح المهندسين موجوداً في صنعاء لقضاء إجازته. المقيل الأخير قضاه صحبة أصدقائه وبعض معارفه. كان مستمتعاً بتبادل الحديث معهم. قرابة الخامسة مساءً من نفس اليوم تلقى أمراً من كتيبته بالعودة فوراً. لابد أن الوجهة هي صعدة حيث عادت الحرب المدمرة مرة أخرى. «حاول إقناعهم بأنه في إجازة وأنه موجود في تعز فقالوا له إنهم يعرفون أنه في صنعاء وأمروه بالعودة -يقول أحد أصدقائه لــ«النداء». ربما كان يفكر بزيارة عائلته بتعز حيث رزق بطفلة منذ أسبوعين، لكنه لم يستطيع الإفلات من «صعدة». بعد خمسة أيام فقط تحول جميل 36 عاماً إلى خبر صادم لأسرته وزوجته: تلقت بلاغاً من أحد زملائه يفيد بمقتله. عندما لجأت أسرة الشُعبي للدائرة التي يتبعها لم تقدم جواباً حاسماً، ووضعت احتمالين أمام المفجوعين: إما أنه جريح أو قتل. واستمرت الأنباء المتضاربة تقصف الأسرة من الجهات المعنية. «اليوم التالي اتصلوا قالوا: عظم الله أجرك»، قال شقيقه ماجد الموجود في صنعاء لــــ«النداء». وأضاف: طلعنا صنعاء إلى المستشفى العسكري بحثنا في الثلاجات ولم نجد الجثة. عندما تلقت الأسرة الخبر، خارت قواها «الجهال والكبار يبكوا والبيت مخبوط خبيط»، وفق حديث ماجد عن صدمة أسرته. استقبلت الأسرة العزاء في حارة المساعد المفقود بتعز، بينما ظلت الأنباء تتواتر على نحو مربك. أخيراً وقفت الدائرة على توصيف لمصير جميل: إنه مفقود. ليس معروفاً على وجه الدقة حتى الآن ما إذا كان المساعد العديني جريحاً أو مقتولاً أو أسيراً: المؤكد أنه كان مع اثنين من رفاقه يقود عربة نقل عسكرية محملة بالامدادات في الطريق إلى صعدة. بحسب معلومات الدائرة فإن العربة تعرضت لكمين في منطقة حرف سفيان على يد عناصر تابعة للحوثي. ما يبعث الأمل مجدداً للأسرة أن أحد زملائه (مصاب) أبلغهم أنه رآه حياً بعد تعرضهم لإطلاق النار قبل أن يغمى عليه. ولدى الدائرة المعنية معلومات أن جميل فقد مع 4 آخرين، 3 منهم يتبعون لواء المجد، والمرجح أنهم أسرى. لكن مصير المساعد الذي يخدم في الجيش منذ أكثر من 15 عاماً ما يزال محض تخمينات. ثمة شيء فاصل تنتظره الأسرة عن مصير جميل. سينتفض ماجد فرحاً إذا جاء النبأ: «حصلنا جميل» إنه الخبر الوحيد الذي يبقيهم على أمل. جثة "نصار" ترابط في حيدان لم يعد ينتظر "مروان" الإطلالة الحيوية لشقيقه الجندي "نصار"، بل جثته. منذ الجمعة الماضي يواظب الشاب على زيارة المستشفى العسكري بصنعاء. لقد تلقت أسرته خبر مقتله. وهو يحاول معاينة الخبر بين قوائم الجثث القادمة من ميدان المواجهة مع أتباع الحوثي بصعدة. صباح الاثنين كان "مروان" يقضي يوما جديدا أمام المستشفى، في مضمار البحث عن "نصار"/ الجثة. عندما توقفت سيارة تابعة للجيش محملة بجثث عدد من الضحايا في الجهة الخلفية من المستشفى، هرع "مروان" إليها وقد اقترب منها محرر "النداء". كانت الجثث مراكمة بعضها فوق بعض. تأكد "مروان" من الكشف المرفق مجددا. إن "نصار" قد قُتل، لكن جثته ليست بين هذه الجثث المكومة. قبل سبع سنوات التحق نصار محمد عبدالسلام الشرعبي بالجيش، وقُدِّر له أن يلتحق باللواء 17 في الخوخة بالحديدة. وقد انتقل بعدها إلى جزيرة حنيش مع أفراده. أمضى فيها قرابة ثلاثة أعوام. باندلاع حرب صعدة منتصف 2004 بين القوات الحكومية وأتباع حسين الحوثي قررت القيادة العسكرية للمنطقة نقل اللواء إلى جبهة القتال: صعدة. خاض الشاب جميع المواجهات خلال الحروب السابقة. وكتبت له الحياة، فيما سقط الكثير من زملائه. قبل أن تعود المواجهات بين الجيش وأتباع الحوثي كان "نصار" قد بدأ خطوته الأولى نحو الزواج: الخطوبة. وبالنسبة لجندي يرابط في أكثر مناطق المواجهة شراسة بين الجانبين فإن تحقيق الخطوات اللاحقة تصبح محل شك. يوم الجمعة الماضي تلقت الأسرة النبأ المصيبة: ربما قتل نصار. على الفور تحرك الفزع في أسرته. "اتصلت بأحد زملائه في صعدة، وهو تأكد من قائد الكتيبة، ومنه علم أن نصار استشهد في أحد جبال حيدان"، يقول مروان. انتقل بعض أقارب الجندي القتيل إلى صنعاء. كانت وجهتهم المستشفى العسكري. لكنهم لم يجدوا الجثة. بعد متابعة قائد الكتيبة الذي ما يزال مرابطا في صعدة تلقت الأسرة الجزء الثاني من المصيبة: ما تزال جثة نصار في الجبل وتعذر على الكتيبة إخلاؤها. بينما تضاعفت آلام والدته، المريضة بانزلاق في العمود الفقري، يواضب مروان يوميا على زيارة المستشفى العسكري، عله يجد "نصار" بين جثث أخرى تفد يوميا. "هناك جثث كثيرة في المواقع لم تستطع القوات المسلحة أخذها ومضى عليها أكثر من 15 يوما بسبب حصار الحوثيين"، قال لمروان أحد عناصر الأمن أثناء محاولته التخفيف عنه المصدر: منتديات مدينة الاحلام hgpvf lu hgp,eddk>> [yvhtdh hgohlsm |
07 - 06 - 2008, 11:48 | رقم المشاركة : [2] | |||
| لاحول ولا قوة الا بالله العلي العظيم الله ينتقم من اللي كان السبب وينتقم من الحوثي المعفن وكل اذنابة البقر اللي يمشو مايدرو عن شي | |||
مواقع النشر (المفضلة) |
| |
Powered by vBulletin Version 3.8.7 Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd ترقية وتطوير: مجموعة الدعم العربى |