تقول الاخت

@الراشدي@ · #1 02 - 06 - 2008, 13:02

تقول الأخت :

عندما ظهر اسمه فجأة على شاشة الحاسوب .. و قرأت أول عبارة كتبها:
"أختاه أود أن أتعرف عليكِ"
خفق قلبي بقوة ، شعرت بأنني اجتاز مرحلة من حياتي إلى مرحلة جديدة ،
ترى هل هو حب المغامرة أو خوض تجربة
الأمل في أن تتغير حياتي وتتبدل
أم أن هذا الشيء الذي ينتفض داخلي ما هو إلا وخزة ضمير.. رجفة خوف من الله..

نعم أنا فتاة مثالية بشهادة أهلي و قاربي و أصدقائي
أنا مثالية ، بشهادة مدرستي ومعلماتي ..
بشهادة نفسي التي جعلت منها قدوة لزميلاتي

و لكن مهلاً إنه يعاود إرسال رسالة أخرى
"أختاه أرجو أن تردي هل تسمحين بأن نتعارف"
ما أروع هذه الكلمات.. و بدأنا الكلام
مضت الأيام والأسابيع والشهور..
رباه
لم أعد أحتمل غيابه عني.. أو أقوى على فراق كلماته ..

وماذا عن دروسي ومذاكرتي ..؟؟
ما عدت أذكر منها إلا أشباحاً عالقة في الذهن ..

و أهلي و أقاربي و صديقاتي إعتزلتهم ، و أصبحت أمضي جل وقتي معه..
كلماته أجمل .. وحرارة مشاعره أقوى ..
لقد اعترف لي بحبه إنه يحبني ويتعلق بي مثلما تعلقت به ..
لقد طلب مني أن يأخذ رقم هاتفي لنتحدث..
ولكن..لم لا ..؟؟
أما يمكن أن ويقلل من تفكيري به..
سأتصل به أنا ، لقد أعطاني رقم هاتفه .. و حفظته عن ظهر قلب
ما أروع صوته و رقة نبراته و عذوبة عباراته ..
اليوم هو يوم لقائي الأول به ، لقد حدد لي مواصفاته وهيئته ..
سأنتظره هنا في هذا المكان العام.
لكني كذبت على أمي و أبي لأجد حجة لخروجي..
إدعيت مرض إحدى صديقاتي اللاتي كنت أزورهن و أقوم بواجب صداقتي إزاءهن...

لقد تبدل حالي .. أكذب وأخادع و أنفرد بنفسي لساعات
و تدهور مستواي في الدراسة.. و تبدل حالي
ما عدت أساعد أمي ، وأفر من عيني أبي ، و أضيق ذرعاً بحديث ونصح أخوتي ،
أغلقت باب نفسي دون الجميع ، و فقدت كل شيء حلو في حياتي..

و لكن هل سيظل على عهده معي بالحب والمودة..
أين سيكون لقاؤنا القادم ..
هل بنفس الشقة التي اعتدنا اللقاء فيها...؟؟ لكن كيف سأخرج ..
لقد فرغت كل حيلي و محاولاتي العديدة للكذب والتهرب ، لم يعد لأهلي ذرة من ثقة بي ..
خاصة بعد أن ظهرت نتائج الامتحان ، ورسبت في عدة مواد..
وأرسلت المدرسة كشفا بأيام غيابي ، التي كنت أخرج فيها لمقابلته....

لكني سأحسم أمري معه .. إما أن يتقدم لخطبتي كما وعدني .. و إما..وإما..

لكن لم يعد ثمة خيار أمامي ، لقد ضاع مني كل شيء:
احترام أهلي وثقتهم بي.. تقدير زميلاتي.. ثناء معلماتي.. تفوقي.. مستقبلي ..

بل لقد ذبحت عفتي دون أن تراق نقطة دم واحدة..!!
نعم.. فقدت عفة خواطري التي تلح وتطاردني حتى استجيب لها ،
فقدت عفة بصري بعد أن اعتدت النظر إلى ما حرم الله ،
حتى هذه المواقع التي دلني عليها وأصبحت ارتادها حتى أدمنتها ،

حتى إذا ما ثارت ثائرتي لفعاله وغضبت ، أسكتني بوعد هامس بالزواج..

ولكن ماذا بعد..؟؟ ماذا بعد كل هذا الانحدار الذي لا نهاية له ..
إلى أي مدى سأظل أسقط من منحدر إلى منحدر..
رباه ...
إنه لا يرد على رسائلي ، ويغلق هاتفه دوني ،
و يتهرب مني بعد أن شعر بإلحاحي في أن يتقدم لخطبتي..

لقد كتب رسالة بعد أيام من مطاردته و البحث عنه يقول لي فيها :

لا يمكنني أن أمنح اسمي لإنسانة سهلة المنال مثلك ..

هكذا.. أنا أصبحت صفتي وكل ما يذكره من أمري أني إنسانة (سهلة المنال) ..
بعد أن كنت الفتاة المثالية و النموذج المحتذى في الخلق والدين والعلم والثقافة
أصبحت فجأة (سهلة المنال)..

نعم لديه حق لقد قادني تفريطي وتنازلي بأن أصبحت هكذا ..
هكذا وصلت إلى أسفل الدرج وقاع الهاوية..
لقد رحل ليبحث عن ضحية و فريسة أخرى
يروى بها ظمأ نفسه العطشى التي تمرست على نصب شباك الحب والعشق
لتقع فرائسه تحت وطأة ضعف النفس وعذوبة التجربة وحب المغامرة..

لقد ذبحت نفسي ألف ألف مرة..
وأنا استجيب له واتبع خطوات الشيطان خطوة بعد خطوة..
لقد خنت أهلي الذين خدعتهم و دنست ثقتهم في التراب..

رحمتك يا إلهي..
هل من أمل أن ألملم شتات نفسي.. و أستعيد طهارة روحي و عفاف قلبي و جوارحي..
أرتمي في أحضان أمي.. و ألثم يد أبي.. و أستجدي عطف نصح أخوتي..؟؟
هل لي من أمل أن أعود..أن أعود...؟؟؟

المصدر: منتديات مدينة الاحلام

jr,g hghoj