للمواظبة على تناول وجبة الإفطار في الصباح تأثير إيجابي على الأداء الذهني للأطفال، حسب ما أكدته نتائج دراسة حديثة أجرتها الرابطة الألمانية لأطباء الأطفال والمراهقين، ومقرها مدينة كولونيا.

وقد أثبتت الدراسة، التي أجريت بكلية التمريض التابعة لجامعة بنسلفانيا الأميركية، أن الأطفال الذين يواظبون على تناول وجبة الإفطار في كل صباح يرتفع مستواهم في اختبار القدرات اللغوية وكذلك اختبار الذكاء (IQ-Test) أكثر من غيرهم من الأطفال ممَن لم يواظبوا عليه.

وراقب الباحثون في هذه الدراسة مجموعة من 1300 طفل في السادسة من العمر في الصين حيث تحظى وجبة الإفطار هناك بأهمية كبيرة، وتبين لهم أن إجمالي الأداء العام انخفض بمعدل 2.5 نقطة لدى الأطفال الذين لم يتناولوا وجبة الإفطار في الصباح بصورة مستمرة، مقارنة بغيرهم من الأطفال الذين يحرصون على تناول الإفطار.


http://www.aljazeera.net/file/getcus...a-075f76230349
كما تبين لهم كذلك أن القدرات اللغوية لأولئك الأطفال انخفضت أيضا بمعدل 5.58 نقاط ومستوى الذكاء بمعدل 4.6 نقاط عن غيرهم.

وتعليقا على ذلك أكدت البروفيسور الصينية جيانغ هونغ ليو التي أشرفت على الدراسة أن مرحلة الطفولة مهمة للغاية في حياة الإنسان، حيث تتحدد خلالها العادات الغذائية والحياتية للإنسان بشكل عام، لافتةً إلى أن المواظبة على تناول وجبة الإفطار تندرج ضمن السلوكيات الإيجابية التي يجب أن يتعوّد عليها الإنسان منذ مرحلة الطفولة.

وإلى جانب أهمية وجبة الإفطار في إمداد المخ بالعناصر الغذائية المهمة بالنسبة له بعد قضاء الليل كله دون تناول أي طعام، تتمتع هذه الوجبة بتأثير إيجابي على السلوك الاجتماعي للطفل من خلال تناوله الطعام مع أسرته.

كما أن التواصل بين الأطفال وآبائهم على مائدة الإفطار يُمكن أن يساهم في تطور المخ لدى الطفل، حيث تُتيح وجبة الإفطار وباقي الوجبات الأخرى فرصة جيدة للطفل لزيادة ثروته اللغوية وتدريب فهمه للغة ومهارته اللغوية الأخرى وكذلك تزويده بالمعلومات العامة.

وقد أكدت الخبيرة ليو أن الدراسات السابقة في هذا المجال استطاعت أن تُثبت أن عدم المواظبة على تناول وجبة الإفطار في الصباح يكون مقترناً غالباً بعادات أخرى غير صحية، مثل التدخين أو تناول الكحول أو قلة ممارسة الأنشطة الحركية.