جبران ومي والحب الرومانسي جبران ومي والحب الرومانسي على أجنحة متكسرة انسابت مفردات الإعجاب لتنسج أروع وأجمل قصة حب رومانسية بين "مي زيادة" وجبران خليل جبران. ثلاثة وعشرون عاماً بقي الحب مخبأ في العيون وفي قلبيّ العاشقين وبين سطور الرسائل التي حملتها طيور الدوري عبر أشجار الأرز والسرو وبين الوديان لتوصلها من عاشق لآخر. كان جبران يسأل مي عن رنة التوجع في كلماتها الجميلة... كيف لا وهي تعيش لوعة الحب الممنوع آنذاك وعندما اعترفت كان ذلك على الورق قائلة: ولكني أعرف أنك محبوبي، وأني أخاف الحب واستدركت في لحظتها وقالت: كيف أجسر على الإفضاء إليك بهذا؟ الحمد لله أنني أكتبه على الورق ولا أتلفظ به ولو كنت الآن حاضراً بالجسد لهربت خجلاً... نعم هذا الخجل الجبلي الجميل الذي يعطي لحب "مي" قدسية ويضعه في محراب يصلي به العاشقان في مدى الأزمنة. ولعل هذا التواصل الروحي هو الذي أوحى لجبران بذلك الحلم الذي رسم فيه معالم النهاية بتراجيدية لحياة حبيبته مي زيادة عندما كتب لها "مي.. يا ماري.. يا صديقتي استيقظت من حلم غريب، ولقد سمعتك تقولين لي في الحلم كلمات حلوة ولكن بلهجة موجعة، والأمر الذي يزعجني ويزعجني جداً، هو أنني رأيت في جبهتك جرحاً صغيراً يقطر دماً". وبعد عشرين عاماً تتحقق نبوءة جبران... أي نفحة روحية تلك التي تجعل الحبيب قادراً على مشاهدة مصير الحبيبة، وأي شعلة حملت نبأ هذا الحب الأسطوري وطارت به في الأفق بعيداً، لا شك أنها "الشعلة الزرقاء"، الكتاب الذي تحدث لأول مرة عن تلك القصة الملحمية وحمل رسائل مي زيادة وجبران خليل جبران لتسمو بلغة الأدب العربي وتسمو بلغة الحب الإنساني العميق، وفيما يلي الرسائل بتواريخها ودون تدخل منا، ننشرها كما هي موضحين للقارىء كيف ومتى نشأ هذا الحب ولماذا لم يلتق المحبان : جبران ما معنى هذا الذي أكتبه؟؟ إني لا أعرف ماذا أعني به، ولكني أعرف أنك محبوبي، وأني أخاف الحب... أقول هذا مع علمي بأن القليل من الحب كثير، الجفاف والقحط واللاشيء بالحب خير من النزر اليسير. كيف أجسر على الإفضاء إليك بهذا وكيف أفرط فيه؟؟ لا أدري، الحمد لله أنني أكتبه على الورق ولا أتلفظ به، لأنك لو كنت الآن حاضراً بالجسد لهربت خجلاً بعد هذا الكلام، ولاختفيت زمناً طويلاً، فما أدعك تراني إلاّ بعد أن تنسى. مي زيادة بتاريخ 1924/1/15- ــــــــــ يا ماري...كنت في السادس من هذا الشهر أفكر فيك كل دقيقة بل كل لحظة، وكنت أترجم كل ما يقوله لي القوم إلى لغة ماري وجبران... وأنت تعلمين طبعاً أن كل يوم من أيام السنة هو يوم مولد كل واحد منا. إن "الامريكيين" أرغب شعوب الأرض في إرسال الهدايا والحصول عليها، ولسر خفي عني يعطف "الأميركيون" عليّ، وفي السادس من هذا الشهر أوقعني عطفهم في عرفان الجميل، ولكن يعلم الله أن الكلمة الحلوة التي جاءتني منك كانت أحب لدي وأثمن عندي من كل ما يستطيع الناس جميعهم أن يفعلوا أمامي، الله يعلم ذلك وقلبك يعلم. ولقد هيأ لي اننا جلسنا أنا وأنت، بعيدين إلاّ عما بنا وتحدثنا طويلاً، وقلنا ما لا يقوله سوى الحنين، وقلنا ما لا يقوله سوى الأمل، ثم حدقنا بنجم بعيد وسكتنا، ثم عدنا إلى الكلام فتحدثنا حتى الفجر. والله يرعاك ويحرسك يا مريم، والله يسكب أنواره عليك، والله يحفظك لمحبك. جبران خليل جبران بتاريخ 12كانون الثاني عام 1925 هذا الكلام الرقيق صادر عن اثنين من أهم كتّاب العربية في النصف الأول من هذا القرن. المرأة التي كتبت تعلن خوفها من الحب، الكاتبة الرومانطيقية البائسة التي كانت من أوائل طالبات جامعة القاهرة والتي كان عذابها كبيراً، حيث قضت آخر سنّي عمرها في مصح عقلي في لبنان، هذه المرأة فتنت آنذاك أهم رجالات الأدب والثقافة في عاصمة الشرق -القاهرة- بدءاً من لطفي السيد وانتهاءً بِ طه حسين، مروراً بالعقاد وبآخرين أقل شهرة. أما الرجل، فهو جبران خليل جبران الشاعر الرومانطيقي الأكثر شهرة بين أبناء جيله، والرسام والناثر، والثائر والمجدد...الذي طبقت شهرته الآفاق، والذي استطاع بتجديده في النثر العربي والشعر أن يغطي بظله معظم شعراء المهجر في عشرينات هذا القرن، ويكفي أن نقول أن كتابه "النبي" الذي كتبه بالانجليزية ما زال حتى الآن من أكثر الكتب مبيعاً في الولايات المتحدة الأميركية. منقول... |
جبران خليل جبران شاعر محلق في سماء الرومانتيكيه .. يعطيك العافيه ع النقل الرائع كوني بسعاده |
رد: جبران ومي والحب الرومانسي يسلمووو روعة الايام على هذا النقل الاكثر من رائع ولا يحرمنا منك يالغاليه |
الساعة الآن 03:05. |
Powered by vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
ترقية وتطوير:
مجموعة الدعم العربى
جميع الحقوق محفوظه لمدينة الاحلام ©