منتديات مدينة الاحلام

منتديات مدينة الاحلام (http://m.dreamscity.net/)
-   القسم ألاخباري (http://m.dreamscity.net/f5.html)
-   -   اخر اخبار اليمن الجمعه 11/5/2012 . تخصيص مكان أقامه دائمه في القصر ودار الرئاسه لجمال بن عمر (http://m.dreamscity.net/t67400.html)

البرق 11 - 05 - 2012 17:40

اخر اخبار اليمن الجمعه 11/5/2012 . تخصيص مكان أقامه دائمه في القصر ودار الرئاسه لجمال بن عمر
 

اخر اخبار اليمن الجمعه 11/5/2012 . تخصيص مكان أقامه دائمه في القصر ودار الرئاسه لجمال بن عمر

الشاعر و الصحفي صلاح الدكاك : أقترح أن يخصص لـ"بن عمر" مكان إقامة دائمة في القصر ودار الرئاسة


حين يكتب يجعل من الكلمة شعلة و حين يمطر الشعر من بين اصابعه تعشب الصفحات كما لو كان ساحرا .. و حين تسكن الثورة قصيدته تغدو كل كلمة قنبلة و كل سطر انتفاضة .. و حين يتحدث عن السياسة تتساقط أقنعة و تتعرى وجوه و يتصدع جدار القداسة الذي يتحصن خلفه الطغاة .. إنه الشاعر و الثائر و الصحفي و الإنسان صلاح الدكاك .. إنها الكلمة التي تشعل ثورة و تصنع وعيا و تترك أثرا جارحا في الذاكرة .. كانت فرصة محاورته ثمينة بالفعل كما يقول الحوار الذي سررت كثيرا انه أجاب دعوتي اليه و خص به صحيفة الأمة .. لن اتحدث عن الدكاك كثيرا فسأتركه يحدثكم من خلال الحوار :


حاوره : علي أحمد جاحز





• صلاح الدكاك .. نرحب بك على صفحات صحيفة الأمة كشحصية ثورية نحاورها هذا الأسبوع .. نبدأ معك من صلاح القصيدة و الإبداع .. عهدناك منذ التسعينات صوتا شعريا مميزا لا يشبهه أحد و لا يشبه احد في لغته و نغمه حين يكتب .. من هو الشاعر الذي ترك أثرا في داخل صلاح الدكاك وفجر فيه كل هذا البركان الإبداعي الثوري الذي اشغل الساحة ..؟

- لا أستطيع أن أحدد أي الشعراء ترك الأثر الأعمق في شعري ، .. امرؤ القيس أم محمود درويش .. الشنفرى أم نزار .. المتنبي أم البردوني !

كل من قرأت لهم بشغف على امتداد حياتي تركوا أثراً على نحو ما في نتاجي الشعري, غير أنني حاولت منذ البدء وما أزال أحاول أن أكون صوتي الخاص , ولا أستطيع أن أجزم بأنني قد نجحت في ذلك , بصورة أرضى عنها .


· أنت تسعيني و جيل التسعينات أحدث ظاهرة تغييرية في الساحة الثقافية التي كانت تشهد ركودا و رتابة قاتلة قبل ذلك .. ما مدى امكانية أن نقرأ ما أحدثه جيل التسعينات الإبداعي من ثورة ثقافية و أدبية بكونه عامل رئيسي ضمن العوامل التي أسست للثورة الشبابية التي تشهدها اليمن منذ عام .. سيما و ان اسماء تسعينية تتصدر معركة الوعي اليوم ..؟ و بماذا تفسر تحول العديد من المبدعين الى أقلام و اصوات سياسية حاضرة بقوة ..؟

- لست مع فكرة فرز وتقسيم الشعراء بمعيار تسعيني , ثمانيني , فتواريخ نشر النتاج الشعري قد تكون متأخرة على تواريخ كتابتها , كما أن من الصعب تحديد تاريخ بعينه لإكتمال ولادة شاعر , غير أن هذا الفرز يمكن أن يصدق قياساً بالوضع السياسي والاقتصادي الذي يعكس نفسه ولا ريب على نتاج الشاعر انفتاحاً ومستوى حريات أو تضييقاً وقمعاً للحريات , ووفقاً لذلك بوسعنا أن نقول إن التسعينيات شهدت ازدهاراً نسبياً على مستوى الانفتاح والتعددية , كما على مستوى وسائط الاتصال والنشر , خلافاً للثمانينيات مثلاً , وقد أتاح هذا لشعراء كثيرين من هذا الجيل قدراً من الفسحة لتقديم نتاج شعري بموقف فني أكثر تحرراً ومكاشفة وإجتراحاً للجديد والوثب على الأسوار والموانع ... مع ذلك يبقى السؤال : لأي عقد يمكنك أن تنسب شاعراً بقامة عبد الله البردوني الذي ظل شديد التجاوز وعابراً للزمن بامتياز , كما كان ذاته في كل العقود بتفاوت تعقيداتها السياسية والاقتصادية .. أعتقد أنه لابد للأديب والشاعر أن يدفع ضريبة لموقفه الشعري السياسي والفني و الفلسفي .. وهذا الاستعداد لدفع كُلفة الكينونة , هو ما جعل أصواتاً شعرية بعينها حاضرة بقوة في كل زمن رغم التغييب والتكميم وضراوة القمع .


· صلاح الدكاك حين يكتب القصيدة الثورية يثير جدلا و يصل الى أكبر مساحة من الانتشار .. مع ان ثمة انطباع ان القصيدة الثورية في زمن السرعة المعلوماتية و الصورة الحية للحدث لم تعد فاعلة في تشكيل الموقف و الوعي .. كيف استطاعت قصيدة صلاح الدكاك ان تكسر هذا الانطباع كما شاهدنا خلال شهور الثورة اليمنية ..؟

- حين تذهب إلى الجهة التي لا يجرؤ الآخرون على الذهاب إليها , وتتواجد في المناطق المفخخة والمحظورة التي لا تطأها الأقلام متجرداً من المحاذير والإملاءات والمواقف التكتيكية , فإنك تلامس الحقيقة التي هي غاية أي عمل فني .. الحقيقة التي يخاف أو يعجز الكثيرون عن المكاشفة بها لكنهم يحسونها ولها حضور في أعماقهم .. عندها فقط يكون الشعر أكثر دوياً .. وإذا كان التزوير والفلترة هما عملة هذا العصر الرائجة , فإن الأعمال الأدبية المتمتعة بصدق الموقف والمدفوعة بإنسانية نقية , رغم ندرتها , تبقى هي أكثر ما يبحث عنه الناس ويحتاجون إليه .


· هناك من يقسم الرأي و أصحاب الرأي الى معسكرين .. مع الثورة " أي مع علي محسن و حلفائه " و مع النظام " أي مع علي صالح و حلفائه " .. في أي معسكر تقف كتاباتك الثورية بشكل عام .. و من تخدم حين تكتب ..؟

- هذا التقسيم والفرز الذي يحاصر ويختزل توجهات البشر في معسكرين , هو المستهدف بالثورة , .. الثورة باعتبارها تحريراً لذات الفرد من التبعية والمصادرة ومحاولات تدجينها كرأس من جملة الرؤوس في حظائر مملوكة لمراكز القوى الحاكمة .. إن القول بأن من ينتقد علي محسن والأحمر , يكون في صف (( صالح )) أو العكس , هو قول يُقر ضمنياً بأنه لا شرعية ولا وجود لقوى أخرى خارج شرعية و وجود هذين المركزين اللذين يمثلان برأيي مركزاً واحداً في مواجهة أحلام الشارع في تنوع وتعددية وشراكة حقَّة لا تقوم على التبعية بل على مواطنة حرة وعقد اجتماعي ينتظم علاقاتها تشارك القوى الاجتماعية بطيفها الواسع في صياغته وتُسخـَّر له أدوات الحكم ومؤسسات الدولة بمعزل عن المحاصصة والتوارث المقنَّع للبلد والموارب خلف لافتات عصرية زاهية .. إن هذا القول أو المنطق هو امتداد و توأم لذلك الذي يرى في من يرفض التبعية للسعودية , عميلاً لإيران .. كتاباتي عميلة لذاتي ومجنَّدة للحقيقة وفضح الزيف الذي تريد له قوى المحاصصة أن يكون معبود الجماهير ؛ حتى تدخل في دين القطيع بعيون معصوبة و تبتهل للأصنام نفسها بعد أن ثارت عليها و رَفَضَتْها .


· أسفرت الثورة عن تقاسم طرفين للسطلة و للبلد .. ما مدى حقيقة وجود اصوات وطنية لا تعمل لصالح احد المعسكرين .. و هل بالفعل هناك ثوار مستقلون يرفضون التسوية التي تجري بين الطرفين ..؟

- المحاصصة وتقاسم البلد ليس نتاجاً للثورة بل نتاج للإجهاز عليها , ولضمان استكمال الإجهاز بصورة كاملة , فإن سلطة الصفقة تحاول تكويم الشارع في إقطاعياتها والإلحاح في تصوير المحاصصة كمنجز ثوري يحظى برضا (( الجميع )) ويرقى لمصاف ما ينشدونه من تغيير .. لذا فإن من الطبيعي أن يجري تصنيف الرافضين للتسوية في خانة (( أعداء الثورة )) .. البلد الآن مختطفة من عصابات الحكم ذاتها كالأمس تماماً غير أن هذه العصابات تلبس اليوم مسوح الثورة وتذرف الدموع أمام الشاشة وتتبادل أنخاب الدم في الكواليس . حتى لو لم يكن هناك بالفعل من يرفض التسوية فإنه ينبغي أن نخترع من يرفضها ، وإنني أستغرب على أي قاعدة يجري تعميم رضا الشارع عن التسوية , إذ من السخف أن نتعاطى مع المهزلة التي جرت في 21 فبراير باعتبارها معياراً للرضا ومضخة لشرعية أطراف الصفقة .. بل العكس تماماً هي نفي كامل للشارع وتعبير صريح عن خوف هذه الأطراف من سخطه وعجزها عن الحصول على رضاه طواعية بمعزل عن مهزلة المرشح الواحد الأحد .. وبقية (( أطفال أنابيب النفط )) المولودين خارج الرحم الوطني..

ليس هناك ثوار مستقلون .. هناك ثوار أحرار .


· لعبة الوعي عن طريق الكلمة كان لها اثر كبير على توجيه الحدث الثوري و تسخيره لأجندات معينة هي التي انتصرت .. الى اي حد تؤمن بأن ثورة الوعي فاعلة في توجيه الحدث .. و لماذا لم يكن هناك ثورة وعي مستقلة .. أو بالأصح لماذا لم يصل الصوت المستقل إلى توجيه الفعل الثوري و بالتالي الوقوف في وجه تزييف الوعي الحاصل ..؟

- الدفع بالشارع اليمني على طريق التسوية التي تكرس تبعية اليمن للرياض وللرغبة الأمريكية في الهيمنة , هو مشروع بدأ مع اللحظة الأولى لخروج الناس واندلاع الاحتجاجات , وقد سُخرت له الكلمة والصورة والقذيفة والمال , فنهض إعلام النفط وتحديداً (( الجزيرة والعربية )) بدور فاضح ولئيم في (( فلترة المشهد )) على طريق التسوية وصناعة رموز مزيفين وخلع الألقاب عليهم وتضخيم أدوار القوى التقليدية في (( الثورة )) , كل ذلك بالتوازي مع القمع المباشر والعلني للشارع على مستوى الأرض , والذي بلغ ذروته في صورة نصف عام من دَكِّ مدينة تعز بالقذائف وإغراقها بالعصابات المسلحة , وتركها نهباً للفوضى , تماماً كما يحدث اليوم في أبين وعدن ولحج للغاية نفسها المتمثلة في قسر الشارع على وقف الاحتجاجات والرضوخ للأمر الواقع وتسليم الزمام لسلطة الصفقة على أمل مستحيل بأن تقوده باتجاه أحلامه . برأيي أن السلطة اتكأت على إمكانات مادية هائلة , كما على الوضع المتردي للشارع سياسياً واقتصادياً وثقافياً والذي زاد تردياً في الأثناء .. فيما كانت القلة الواعية اللاعبة خارج كل نقاط تفَوُّق السلطة هذه , تعوِّل على صدقها كرأسمال وحيد فقد عملت السلطة بصفتيها (( الحاكمة والمعارضة )) على كيل التهم لها والتشنيع بها وضرب سياج منيع بينها وبين إمكانية وصول رؤيتها إلى القطاع العريض من الناس .. لقد وجد الشارع نفسه أمام خطاب تعبوي واحد موجه , تتعدد تعبيراته ولا يتغير مضمونه الذي يصب في نهاية المطاف للتأثير على قناعات الناس والانحراف بالمزاج العام عن الثورة لصالح المبادرة التي مثـَّلت نهاية سامجة لعام من الإنتفاضة... وأعتقد أن الشارع يستجمع قواه مجدداً ويستعيد مزاجه الغاضب الرافض ليثور على نحو أكثر زخماً بإفتراض أن الأحداث قد ضاعفت وعيه بنفسه و بخصومه .


· ما الذي يعيق وجود صحافة مستقلة فاعلة و وسائل اعلامية غير موجهة ..؟ و هل تعتقد اننا نتجه الى التحرر من الإملاءات و السيطرة على الوعي المجتمعي ..؟

- التعددية السياسية ينبغي بالضرورة – أن ترافقها تعددية إعلامية ومناخ صحي لنشوء صحافة أهلية , وعدم إنجاز التعددية الأولى يسحب نفسه على صورة سوق إعلامية محتكرة لمطبعة وحيدة ومعلن وحيد وخطاب إعلامي واحد.. وعليه فإن الصحف الحرة التي ترفض التعاقد مع مطبخ تمويل والعمل كبوق لصالح طرف من أطراف الاحتكار السياسي الاقتصادي الإعلامي , لاتنشأ وإذا نشأت فإنها سرعان ما تتعثر وتتوقف عن الصدور , فيما الاستمرارية هي رأسمال مهم لأي صحيفة . لقد توقفت صحيفة محترمة وحِرفية بامتياز (( كالنداء)) لنفس هذه الأسباب باعتقادي – ويبدو أن النزاهة هنا تعادل شهادة الوفاة .

في الجنوب لا تزال (( الأيام )) موقوفة ولم يكلف وزير الإعلام نفسه , حتى عناء التبرير لاستمرار توقيفها , ولو أن حكومة باسندوه كانت ثمرة ثورة لصدرت (( الأيام )) بصورة عفوية كنتيجة لسقوط النظام . لكن ليس كل ما يتمنى المرء يدركه . الجمهورية هي الأخرى ورغم كونها صحيفة ممولة من دافعي الضرائب أصبحت عرصة مقتطعة من فصيل سياسي هو (( الإصلاح )) , بصورة فاضحة ومراتٍ عدة تعود إليَّ مقالاتي مذيلة بعبارة (( ممنوع من النشر )) .. فيما لا يكف رئيس تحريرها الجديد القديم عن نشر مقالات تنال مني ومن آخرين كثيرين كل ذنبهم أنهم ليسوا في صف التسوية وغير موالين للإصلاح . ويعكف ((آل الأحمر)) منذ فترة على مشروع إغراق الجنوب بإعلام مهمته إبقاء المزاج الجنوبي داخل حظيرة تغذية مراكز الحكم في الشمال ورهناً لما تضخه من معلومات وتحليلات وآراء لا وجود لهجس الشارع الجنوبي فيها ولا حضور لقضيته العادلة على أي مستوى ..

أعتقد أن قناة (( المسيرة )) جاءت بالتزامن مع الحاجة الماسة لكسر هذا الاستحواذ , وهي تسير على نحو رزين ومتفهِّم صوب إكتساب مزيد من الحِرفية, وكلما استطاعت أن تلامس هجس الشارع , وعملت كقناة متخففة من (( البروبجندا )) السياسية , كلما تحولت إلى رهان لمشاهد أصبح يرتاب في نوايا الإعلام وينظر أبعد من سحنة المذيع إلى الممول ؛ لا أدَلَّ على ذلك من الانهيار (( الدراماتيكي )) لرصيد قناة (( الجزيرة )) من الثقة التي راكمتها على مدار عقدين في نفوس أكثرية المشاهدين العرب .. قد يبدو الناس مغفلين وبسطاء ويمكن الضحك عليهم , لكن هذه الأرضية تبقى رخوة لمن يريد أن يقدم إعلاماً طويل العمر , لا إعلاماً (( لطويل العمر)) .


· صلاح الدكاك الثائر .. مالذي حصل بعد أكثر من سنة ثورة ..؟ هل ترى أن النتيجة كانت عند مستوى طموحك و طموح شعب ..؟

- الإجابة منثورة في سياق ردودي على الأسئلة السابقة . لقد نزفنا من الدم ما يكفي لتشجير الربع الخالي ؛ وانتهينا إلى حكومة تذرف الدموع وتتسول بها محلياً وخارجياً لا أكثر . هذه القيادة الهجينة والزائفة لا ترقى لمستوى الكرامة التي يستحقها هذا الشعب وهذا البلد .


· هناك من يقول بأن الثورة انتصرت و أن نضال الثوار أثمر .. كيف أتت ثمار نضال صلاح الدكاك و مواقفه الثورية من وجهة نظرك انت ..؟ و كيف تنظر الى مستقبل الثورة في ظل المعطيات الراهنة ..؟

- الثورة كالمطر يبدأ بقطرة وينتهي بسيل , لكن جرافات المؤامرة كانت أقوى من زخم السيل , فصرفته باتجاه (( جِرْبَة )) كبار الإقطاعيين .. غير أن السماء تغيم مجدداً وستمطر ما ينفع الناس غداً .. الثورة مرفأها العدالة الإجتماعية فإذا لم تَرْسُ عليه فإنها تستمر وينبغي أن تستمر في الإبحار إلى أن تصل .


· تعز و شباب تعز و ثوار تعز وساحات تعز .. و شهداء تعز الذين سقطوا على الأرصفة في كل محافظة .. تعز كانت قبلة التطلعات في نجاح الثورة و مصدر خوف و قلق النظام و الوصاية الإقليمية في الشهور الأولى .. ترى ما الذي حجب تلك القبلة عن اليمنيين وبالتالي خفف الخوف و القلق من ثوريتها بعد ذلك ..؟

- من المعلوم أن تعز كانت رأس حربة في مضمار الفعل الثوري , فشبابها أول من دشنوا الخروج والاحتجاجات في وقت مبكر في 11 فبراير 2011م , وقرروا المبيت في الشارع وقد تميزت انتفاضة تعز بإنفلاتها ودفقها واستعصائها على التدجين من قبل الملتحقين بالثورة لاحقاً ، و خيالها الثوري الذي كان ملهماً للمحافظات الأخرى , الأمر الذي كان يربك بشدة حسابات (( المؤتمر والمشترك )) .. حيث بات من المؤكد أن هذين الأخيرين كانا يتشاطران مخاوف مشتركة تتمحور حول أن الشارع ينبغي أن يكون مسيطراً عليه من أحدهما أو كليهما وليس من مصلحتهما أن يفلت كلياً لأنه بهذا الإفلات سيطيح بالطرفين .. وبناءً عليه فقد كانت تفاهماتها وراء الكواليس تقضي بمحاصرة الشباب في الساحات , ومواجهة كل خروج غير متفق عليه بقسوة وعنف , على غرار تصعيد 4 إبريل 2011م في تعز , وتصعيد (( العودة إلى التحرير في مايو 2011م )) وقبله وقوع أربع من مديريات الأرياف في أيدي الشباب في مارس 2011م , أبرزها (( مديرية المعافر )) , علاوة على تظاهرتي مجلس الوزراء ومبنى الإذاعة والتلفزيون بصنعاء . كل هذا النزق الثوري النبيل نعرف اليوم أنه جرى قمعه بتواطؤ (( طرفي الوفاق )) , ولاحقاً وبعد فشل تطويق ساحة الحرية بتعز بلواء عسكري قدمته أحزاب المشترك باعتباره من الألوية المؤيدة للثورة , جرى اتخاذ قرار إحراق الساحة بالتواطؤ ذاته , حيث هيأت حادثة اقتحام الساحة وإحراقها بوتيرة عنف مرتفعة , مناخاً شعبياً ملائماً من الإحتقان والسخط والشعور بعدم جدوى العمل السلمي , وفي غمرة هذه القابلية الشعبية للإصطفاف خلف أي بندقية يُعتقد أنها يمكن أن تعيد التوازن لنفسية الشارع المختلة والمصدومة بفاجعة الحادثة , دفعت القيادة التقليدية (( للإصلاح )) بجهوياتها وميليشياتها المسلحة , واستفرغت احتقانات الشارع , التي كانت ستثمر ولا ريب عن تطور طبيعي لآليات مواجهة متكيفة مع المستجدات وفي حدود العمل السلمي ,.. أقول إن إغراق المدينة بالميليشيات الجهوية استفرغ هذه الاحتقانات في صورة عمل مسلح فوضوي سجالي محدود لا يرقى لمصاف كفاح مسلح نوعي ينجز الحسم .. لقد عطلت مثل هذه الخطوة الاعتراضية التي استثمرت شارعاً محتقناً آيلاً للتسليم , أهمَّ عناصر قوة الانتفاضة في تعز والمتمثلة في الشراكة الشعبية الواسعة لمختلف شرائح البنية الإجتماعية التعزية , في تقرير المصير , و وضعت الزمام في قبضة حفنة من الجهويين والعسكر العاملين بالتبعية لإملاءات المركز في صنعاء , كما اختزلت المدينة التي كانت قد تفتحت عن طاقات ورموز شبابية مدنية جديدة , في بضعة أشخاص من الحرس القديم . لقد انفردت آلة القتل التابعة (( لعلي صالح )) ومجاميع الفوضى المسلحة التابعة (( لعلي محسن )) بالمدينة طيلة أكثر من نصف عام من الدَّك والتدمير والعدوان والإنهماك في القتل بهدف تركيع المدينة لطرفي السجال ، وعوضاً عن أن تقوم المحافظات الأخرى بخطوات تصعيدية لمؤازرة المدينة وتشتيت قوة السلطة وقدرتها على الإنفراد بها وتنفيذ عدوانها بمأمن من ردود الفعل .. شهدت تلك المحافظات لاسيما صنعاء مواتاً وخوراً منقطع النظير ..

سياسياً أعتقد أن الحزب الإشتراكي تحديداً والناصري تالياً كانا قادرين على تحقيق اصطفاف ثوري شعبي يذهب بالمدينة صوب أحلامها , لو أنهما لم يقـُدِّما مصلحة (( ائتلاف المشترك )) على مصلحة الشارع وحاجته لرافعة سياسية طليعية تثمن قيمة اللحظة التاريخية التي يمر بها البلد و رياح التغيير المواتية لإنجاز تحول حقيقي , لا تبديد الفرصة والدم في حروب فتات . مثل هذا الدور لم يكن (( الإصلاح )) مؤهلاً للعبه , بالنظر إلى خلو تاريخه من رصيد يُذكر في الانحياز للشارع المتمدن بقواه العاملة , وعلى العكس كان هذا التيار , ولا يزال ثقَّالة تاريخية تشده إلى الوراء وتكرس ارتهانه – لاسيما في تعز – لمركز القيادة التقليدية التي تمثل نواة سلطة صنعاء. مع ذلك أراهن أن تعز قادرة على إرباك كل الحسابات المطمئنة لصمت المدينة المؤقت بفعل ضراوة القمع وحجم الإنهاك الذي لحق بها.


· هناك من يقول بأن الشرعية الوحيدة في البلد هي شرعية الرئيس هادي و لذلك يعول على قراراته في تحقيق حلم اليمنيين في التغيير .. ما تعليقك على قراراته ؟ و هل تعتقد أنه يمكن ان يكون بالفعل أصبح يتصرف من موقع الرئيس ..؟


- شرعية "هادي" مستمدة من صفقة الوفاق حول المبادرة التي عُقِدت بمعزل عن رضا الشارع وبكسر إرادة الناس لا بتمثيلها، وعبر عملية مفبركة تفتقر للحد الأدنى من النزاهة وتكرِّس نفي الشعب وقسره على الاحتكام للأمر الواقع، كما تؤصل لمبدأ تقاسم البلد كتركة بين عائلتين ثار عليهما الشارع بهدف كسر استحواذهما المزمن على مقدراته وطاقاته وإعاقة مشروع بناء الدولة الحديثة الذي كان ولا يزال مصبّاً لكل تضحياته ونضاله على مدى عقود ما بعد سبتمبر 1962.

لا أتصور أن لـ "هادي" قوة خارج قوة المحاصصة التي تلبي حاجة السعودية وأمريكا لخطام تقود به البلد لا لقيادة وطنية حقَّة ذات سيادة وتبني علاقاتها إقليمياً ودولياً على أساس من المصلحة العامة للبلد وشعبه.

وفقاً لذلك فإن "قرارات هادي" ليست أكثر من غطاء يحاول إضفاء شرعية على عملية إعادة الانتشار على مستوى كواليس السلطة و واجهتها، بهدف إقناع الشارع بأن تغيُّراً جوهرياً قد حدث وتبديد وقته في التعويل على قيادة عقيمة لن تفقس سوى المزيد من التوافقية المعطًلة لكل شراكة، مهما امتد بها الزمن.

وإذَن فإن "هادي" يتصرف وفقاً للدور الموكول إليه في مسرحية المبادرة وبناءً على إملاءات المخرج الدولي،.. و زيارات "جمال بن عمر" المتكررة لـصنعاء تشير إلى الأيدي التي تمنح "دمى الخيوط" حركتها وتضخ وهم الحياة في "البيادق"..

أقترح جدياً أن يخصص لـ"بن عمر" مكان إقامة دائمة في القصر ودار الرئاسة حقناً للمال الذي يذهب في شراء التذاكر بصورة مستمرة....


· المشترك يمن على الثورة بأنه من قادها و نظم صفوفها و حافظ عليها و يمتلك الرؤية الوحيدة للتغيير .. كيف تقرأ أداء المشترك في الثورة على ضوء النتيجة التي خرجت بها الثورة ..؟

- "ائتلاف المشترك" لم يزرع شيئاً لكنه حصد كل شيء.. هو بمثابة القرصان الذي يكمن في عرض البحر ليسطو على قراصنة آخرين ودون عناء يظفر بكل شيء في عملية خاطفة قليلة الجهد وفيرة العائد...

لقد تلَقَّت الثورة في ظهرها من الطعنات أكثر مما تلَقَّته في صدرها، بفعل تواطؤ وخذلان هذه الكتيبة السلطوية الملتَفَّة التي كانت لا أكثر من قوة إِلهاء و فَّرَت المناخ الملائم لإصابة الثورة الشبابية في مقتل؛ ومكاسب "المشترك" هي انعكاس لخسارة الشارع....


· ما مدى امكانية نجاح الحوار الوطني .. و ما هي مقومات نجاحه في ظل واقع مليء بالتناقضات و التعقيدات و التباينات في المواقف ..؟

- الحوار في جوهر معناه هو اتفاق أطراف مختلفة على آلية تدير من خلالها إختلافاتها وتنظمها، وليس بالمطلق استئصالاً للاختلافات بهدف إنجاز تجانس مميت تتماهى فيه كل الألوان في لون القوى المحتكرة لأدوات الحكم وشروط الحوار، على النحو الذي تسعى أحزاب الصفقة أن تفعله الآن عبر "فبركة أطر" تنخرط معها في حوار داخل صالة مرايا لا تعكس سوى رؤية وحيدة هي رؤيتها، في سبيل اكتساب "مزية الإجماع" التي تتيح لها لاحقاً تخوين غير المنخرطين في "مهزلة الحوار" المعد سلفاً، وشرعنة توجيه ضربات للقوى المستمرة في العمل الثوري بتهمة شق الصف...


· لماذا يتم اطلاق تهمة حوثي على أي تيار مستقل لا يعمل لصالح أحد المعسكرين الحاكمين ..؟ و ما موقفك أنت من اصرار البعض عدم الاعتراف بوجود قوى معارضة مستقلة عن الوصاية المحلية و الخارجية ..؟

- تحاول أحزاب الصفقة التعمية على حقيقة أن الشارع لا يزال محتقناً، وحتى تبرر عجزها عن معالجة هذه الاحتقانات بصورة جذرية، تقوم بإلقاء تبعاتها على شماعة "أعداء الوفاق وبقايا النظام والحراك الانفصالي المسلح"، وتقدم الشارع في صورة المغرر به لقوى خارجية مزعومة تهدد حالة "الرفاه والاستتباب" الذي ينعم به بزعمها؛ كما تسعى بذلك لتصوير خصومها السياسيين كقوى دخيلة على المشهد السياسي المختزل حالياً في "أحزاب الصفقة"، "فالآخرون هم الجحيم" الذي تمعن في إخماده بالشائعات والتخوين و"الشيطنة" وهكذا يصبح أي تواصل أو تنسيق سياسي بين "الحوثيين" وأي مكون ثوري آخر حول أهداف مشتركة خارج رغبة "أحزاب الصفقة"، بمثابة تهمة وجرم في تقديرها..

الأصل هو التفاف الشارع مع أحزاب الصفقة حتى ضد نفسه، الاستثناء هو إلتفافه حول مصالحه التي ليست في حسبان المبادرة، وبحثه عن شركاء في النضال من أجل تحقيقها؛.. إنه منطق إقصائي أخرق...



· اللجنة التنظيمية للثورة قدمت مصفوفة مطالب للجنة الحوار مع الساحات .. ما تقييمك لتلك المصفوفة ..؟ و إين ستقف حين يبدأ الحوار ..؟

- النقاط التي شرطتها اللجنة التنظيمية، لا وزن لها في ميزان العمل الثوري لأن هذه اللجنة ليست سوى ذراع مملوك للأحزاب المنخرطة في التسوية وامتداد لأجندتهم التي تحاول اختزال كل المكونات داخلها، وبخصوص موقفي من الحوار أعجز عن أخذ الأمر على محمل الجد، ولا أرى فيه أكثر من تحصيل حاصل، وجراحة تجميل لوجه الصفقة القبيح....


· تعرضت مع عدد من الأسماء الثورية لحملة تكفير .. هل ساءك هذا ..؟ و كيف يكون الكفر بنظرك انت ..؟ و هل صحيح أنك تحب لفت الانظار من خلال تعمد إثارة المكفرين ..؟

- الفتوى هي عصا "الإصلاح" الغليظة التي يستخدمها ضمن أسلحة أخرى كثيرة في عملية إزاحة الخصوم.

وهكذا فإن الكافر ليس من لا يؤمن بالله بل من يكفر بالمشروع السياسي "للإصلاح" ويصطدم مع مصالحه، ويعكر صفو صفقاته...

إنه ضرب من ضروب الإحتكار التي يمارسها "الإسلام السياسي" متمثلاً في احتكار تأويل النص الديني كامتداد للاحتكار السياسي والاقتصادي ونفي الآخر والضيق بتعدد الرؤى والمفاهيم..

و أنا لا أتعمد أن "أُخالف لأُعرف" ... أنا أُقدِّم قناعاتي دون حساب لمن قد تستفزه هذه القناعات ... لا أريد أن أكون سواي كشرطٍ للحصول على رضا الآخرين...أريدهم أن يتقَبَّلوني بعواصفي و رعودي ومزاجي المتطرف، فهذه هي خلاصتي؛ وهذا هو "أنا" الذي لا تنازل عنه ولا مجاملة فيه و تلك هي الديمقراطية التي نرغب في أن تسود...قبول الآخر كما هو لا كما نريد له أن يكون.


· صلاح الدكاك .. ما هو مشروعك الوطني الذي يمكن أن تضحي لأجل تحقيقه.

- "إذا كان هناك ما يستحق أن نعيش من أجله فإنه يستحق أن نموت من أجله" كما يقول آرنستو تشي جيفارا..

بالتأكيد هناك الكثير من الغايات التي تمثل في مجملها مشروعاً أُضَحِّي من أجله ؛ إحداها وأبرزها خلاص الإنسان من نير الإستغلال والقنانة العصرية المُقَنّعة وبلوغ مجتمع العدالة الذي يعيد الاعتبار لآدمية البشر، ويخلصهم من ربقة التمييز والقهر الاجتماعي وعماء الخرافة والغيبيات، ويفاضل بين الأفراد على محك العمل والإنتاج.

أريد حرية بلا سقف متحررة من أغلال الحاجة لكسرة خبز يسفح المرء كرامته وذاته في الكدح لتوفيرها...


· حين تكتب .. أين تجد نفسك أكثر في القصيدة أم في المقالة السياسية ..؟ و لماذا ..؟

- أجِدُني في كل ما أكتبه سواء كان قصيدة أم مقالة سياسية، لكنني أعتقد بأن الكتابة السياسية هي ضريبة مؤقتة لبلد غير مستتب، لأنها تستفرغ طاقة الكاتب التي يمكن تسخيرها في سبيل عمل أكثر ديمومة بعيداً عن السجال الإضطراري العابر والمفروض على الكاتب في هذا البلد...


· ما الذي تود طرحه من خلال " الأمة " و لم يرد في اسئلتي ..؟

- أنت لم تُفَوِّت شيئاً لم تسألني فيه وأتمنى أن أكون قد أجبت عن كل شيء ولم أفوِّت شيئاً..


الساعة الآن 04:38.

Powered by vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
ترقية وتطوير: مجموعة الدعم العربى
جميع الحقوق محفوظه لمدينة الاحلام ©


SEO by vBSEO