|
همسات أوباما وميدفيديف تغطي على هدير قمة سيول النووية غطت «همسات» الرئيسين الأميركي باراك اوباما والروسي ديميتري ميدفيديف في رواق فندق «هيلتون» على أعمال قمة الأمن النووي التي اختتمت أعمالها في سيول أمس، وجندت لها أكثر من 25 ألف شرطي ورجل أمن بينهم قرابة 2500 شرطي مرور لم يمنعوا عدسة ولاقطة من اختراق «حاجز الصوت» ورصد عبارة همس بها باراك في أذن ديميتري ـ كما يحلو للرئيسين الأميركي والروسي مخاطبة بعضهما الآخر تعبيرا عن رفع الكلفة ـ يطلب فيها ساكن البيت الأبيض المتطلع لولاية ثانية إبلاغ رئيس روسيا القديم الجديد فلاديمير بوتين بأن «لا يلح كثيرا الآن في موضوع الدرع الصاروخية»، مضيفا «حين سأفوز في الانتخابات ستكون الأمور أسهل». هي همسة استحسنها ميدفيديف، ووعد بنقلها إلى بوتين، لكنها أضرمت في قلوب منافسي أوباما الجمهوريين ركاماً من «الحقد النووي» على أوباما واستطرادا على روسيا. واتهم الجمهوريون أوباما بأنه «مستعد أكثر من اللازم» لتقديم تنازلات لروسيا بشأن الدرع الصاروخية، معتبرين الحديث المسجل دليلا على أن المرشح الديموقراطي «يخطط سراً» لتقديم التنازلات إلى موسكو في مقابل العودة إلى البيت الأبيض. وصرح رئيس الحزب الجمهوري رينس بريبوس أن اوباما «يسمح لحياته السياسية بفرض إملاءات على الأمن القومي»، متسائلاً: «هل كان ينوي إخبار الناخبين بهذا الحديث؟». واعتبر المرشح الجمهوري الأوفر حظاً للرئاسة ميت رومني أن «أوباما يحتاج إلى الإفصاح عن أجندته الحقيقية أمام الرأي العام»، واصفا روسيا بأنها «العدو اللدود». أما ستيفن بيفر، مدير مبادرة «بروكينغز» لمراقبة التسلح، فقد صرح بأن إعادة انتخاب إدارة أوباما قد تؤدي إلى تبادل المعلومات في هذا المشروع مع موسكو. وقال «ربما تصل بهم الصلافة حد السماح للمسؤولين الروس بالاطلاع على النظام وتفقده». وقال مايك تيرنر، عضو الكونغرس الجمهوري عن ولاية اوهايو، ورئيس اللجنة الفرعية للقوات المسلحة في مجلس النواب في رسالة مفتوحة: «أنا وزملائي لن نسمح بأي محاولات لمقايضة الدرع الصاروخية مع روسيا». بيد أن ميدفيديف لا يرى في «همسة» أوباما فضحا لسر. وقال من سيول «أنا وباراك غالبا ما نتحدث خلف الأبواب المغلقة لساعتين وأكثر، وأسمع منه ويسمع مني رأيا في هذه القضية أو تلك، ونقول لنؤجلها إلى وقت أفضل». بدوره، رفض أوباما هذه التصريحات، مشدداً على أنه لا يمكن ان يحصل شيء في واشنطن من دون توافق سياسي واسع. وقال إن «الطريقة الوحيدة بالنسبة لي للتقدم في هذه المسألة هي مشاورة البنتاغون والكونغرس والحصول على دعم الحزبين». وأضاف «بصراحة الأجواء الحالية ليست ملائمة لهذا النوع من المشاورات الجدية وأعتقد أن ما كتب في الساعات الـ24 الأخيرة يدل على ذلك». أما أنصار «نظرية المؤامرة» فيسمعون في «همسة» أوباما، تعبئة لناخبيه، وليس زلة لسان بالصدفة. ويذكرون بأن ساركوزي ارتكب أيضا مع أوباما «زلة لسان» حين وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنه «كذاب ومتعب». وإذا كان أنصار «المؤامرة» قد اعتبروا زلة نيكولا ساركوزي رسالة «غزل» للناخبين العرب والمسلمين في فرنسا، فإنهم يرون في زلة أوباما «مناجاة» لناخبي أميركا المستائين من ضخامة الموازنة العسكرية في مقابل ضآلة الاعتمادات المخصصة للرعاية الاجتماعية. ويعكس تسليط وسائل الإعلام الأميركية والعالمية الأضواء الساطعة على حدث هامشي في قمة الأمن النووي التي شارك فيها رؤساء وممثلو 53 بلداً ومنظمة، استهانة 7500 صحافي عالمي ومحلي غطوا القمة، بالنتائج الهزيلة للمؤتمر الذي لم يخرج من قعقعته غير شعاع أمل صغير بأن الدول صاحبة القرار النووي ستعمل على حماية المنشآت النووية ولن تسمح بوصول «اليورانيوم القذر» إلى أيدي الإرهابيين. وكانت زيارة أوباما للمنطقة العازلة بين سيول ـ وتعني «أرض الصباح الهادئ» ـ وبيونغ يانغ ـ وتعني «أعالي الجبال» ـ الحدث الأكثر تعبيرا عن حرص واشنطن على أمن حلفائها... وليس بالقنابل النووية وحدها يحيا الانسان! عن السفير اللبنانية 28/3/2012 لـــ سلام مسافر |
| الساعة الآن 02:42. |
Powered by vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
ترقية وتطوير:
مجموعة الدعم العربى
جميع الحقوق محفوظه لمدينة الاحلام ©