ألى الجنان أيتها الغالية

كنت أعتقد أنني رجل تدرب على الموت طوال ثلاثة عقود مضت،،، كنت أرى نفسي رجل تصالح معه بعدما دفنت قائمة طويلة من الأحبة طوال العقد الأخير بيدي، لكن رحيلكِ المفاجئ أكد لي أن رحلتي مع الموت لم تنته بعد... وأيقنت أنني لم أتقن لغته بعد..لم أصل لمرحلة التحدث بلغة الموت بطلاقة !!!
موجوع جداً ولم يعد صدري قادر على إحتضان هذا الوجع..أحتاج لمساحات أخرى تكفي لهذا الوجع الذي يتشظى كل لحظة.. شعوري أنني بلا أب ولا أم يحيلني إلى شاب هرم قبل وقته...يصورني رجل عار الظهر ولا يتكئ إلا على سراب.
لن أتحدث عنكِ لكنني سأفتقد دعواتكِ ونداءاتكِ لي دائماً "هلا بالدكتور صالح".. من سيعيدها لي مرة أخرى بالصدق ذاته والنبرة نفسها التي أحبها جداً فقط منكِ
عزائي إنكِ ذهبت ضيفة لدى الكريم وكل ما أتمناه أن ألتقيكِ مع والدي وجدي وجدتي وخالي وأخي وقائمة ممن دفنتهم بيدي في جنان الخلد في مقعد صدق عند عزيز مقتدر.