يكتشف الأطباء، في بعض الاحيان، صدفة فائدة عقار يعطى لمريض يعاني من مرض معين، لانه يشفيه من مرض آخر، وهذا ما حدث بالفعل مع عقار مضاد للسرطان اسمه كومبريتاستاتين a-4.


حسب مجلة ابوتيكي رودنشاو الالمانية تم بالصدفة في أحد معاهد البحوث الطبية في واشنطن التوصل الى هذا الدواء الرائد الذي يمكنه ان يمنع إصابة ملايين البشر بالعمى التام او الجزئي، وأثبت فعاليته بعد أن أجريت مئات التجارب على الحيوانات ثم الناس المصابين بمرض السرطان في مراحل مبكّرة، لكنهم في نفس الوقت ولأسباب صحية معرضين للاصابة بحالة مرضية تدعى " الحول الجزيئي الرطب". وهو مرض ينجم عن تكاثر خلايا دموية غير طبيعية خلف شبكية العين تسمح بتسرب السوائل مسببة بذلك تشكل نسيج من الندب، ومؤدية الى إتلاف مركزي الرؤية.

وقد يصيب مرض الحول الجزئيي الرطب في بعض الحالات كبار السن المصابين بمرض السكري المتقدم جدا. لكن تستغرق عملية الشفاء من المرض الذي يكون المريض ليس على علم به بل مصاب بمرض السرطان، تستغرق من شهرين الى عامين. وكان الباحثون قد طوروا دواء " كومبريتاستاتين"بشكل أولي لمنع نمو وتكاثر الأورام السرطانية عن طريق منع التروية الدموية عنها، لكنهم أدركوا في ما بعد انه يمكن ان يستخدم لمنع حدوث المرض الذي يهدد العينين بالعمى.

لكن من المهم معالجة هذا المرض حال ظهوره فقط وقبل مرحلة تشكل البرك الدموية في العينين، لذا فان الفحص الدوري في سن ما فوق الستين يعتبر ضروريا جدا لاكتشاف المرض بشكل مبكر وتفادي فقدان البصر. وتعتبر أعراضه الانزعاج من الضوء وتشوش الرؤية من الاعراض الاولى المنذرة بالاصابة به، إضافة الى الاصابة بالمياه الزرقاء( الجلوكوما) واعتام عدسة العين( الكتاركت) واعتلال الشبكية السكرية.

والملفت ان عقار كومبريتاستاتين a-4 الذي يستخدم لعلاج السرطان والان لعلاج الحول الجزئيي الرطب، مشتق من جزيء عضوي يسمى " كومبريتام كافرام" يستخرج من لحاء شجرة الصفصاف الافريقية، وأثبت فعاليته في التجارب التي أجريت كقاتل فعال لخلايا الأورام السرطانية.