تنحي الرئيس اليمني علي عبدالله صالح عن الحكم !





المبتكر – صنعاء :أبدى الرئيس اليمني علي عبد الله صالح امس، استعداده للرحيل عن السلطة بعد حكم دام 32 عاما، «شرط انتقال سلس للسلطة ومن دون أعمال الفوضى»، وأشار إلى ان المطالب بإسقاطه «أثّرت على اقتصاد البلاد» وقال علي صالح خلال لقاء بعشرات من رجال الدين وبثها التفاز اليمني، امس، «يقولون (المعارضة) ارحل عن السلطة، قلنا: نحن على استعداد لذلك شرط ان يتم عبر انتقال سلس للسلطة ومن دون أعمال الفوضى». وأضاف: «سئمنا السلطة بعد 32 عاما والناس سئمونا لكننا نريد انتقال الحكم بطرق سلمية». وأشار الرئيس اليمني إلى ان «التظاهرات والاحتجاجات في المدن اليمنية أثرت على الحركة التجارية والوضع الاقتصادي وبخاصة بعد نصب الخيام في الساحات العامة»، وقال: «سياسة نصب الخيام لن تجدي بشيء والأفضل العودة إلى طاولة الحوار». وكان المحتجون في معظم المحافظات اليمنية قرروا الاعتصام الدائم في الساحات العامة أشهرها «ساحة الحرية» في جوار «جامعة صنعاء» و«ساحة التغيير» في مدينة تعز جنوبا للمطالبة برحيل علي صالح، الذي يحكم اليمن منذ منتصف يوليو 1978 مع أسرته التي بيدها مقاليد الأمن والجيش. واتهم علي صالح «جهات» لم يسمها بـ «تمويل التظاهرات» المطالبة بإسقاطه، وقال: «هم يريدون الفتنة»، وشدد على أن «دور رجال الدين ضروري في درء الفتنة بين اليمنيين»، وأبدى ترحيبه بأي مقترح لرجال الدين في اليمن للخروج منها. وقال: «ما يقوله العلماء سنقول لهم نحن على السمع والطاعة». وتابع علي صالح مخاطبا رجال الدين من مذهب الزيدية والشافعية المتعايشتان في اليمن منذ نحو ألف عام «اتفقوا فيما بينكم على الخروج بحل يفضي إلى خروح اليمن من محنها، وستكونون انتم من بيده الحل والعقد». واشار علي صالح الى ان المعارضة رفضت كل المبادرات، وأصرت على الاحتكام إلى الشارع. ووضع الرئيس اليمني الكرة في مرمى علماء بلاده برئاسة الشيخ عبد المجيد الزنداني لاتخاذ ما سيقررونه، «لتجنيب اليمن أي مصير مجهول»، بعد رفض أحزاب «اللقاء المشترك» الحوار معه. وقال:، «هناك صراع في أقطار عربية وأجنبية، وفي نهاية المطاف يجلس المتصارعون على طاولة المفاوضات بعد أن تسال الدماء وتهدر الطاقات ويدمر الاقتصاد». وتابع: «(…) أنا أقولها، العلماء يتحملون مسؤولية في الدنيا والآخرة، ويتحملون مسؤولية ما يترتب على الفوضى من إزهاق للأرواح وهدر للطاقات وإخافة للطفل والمرأة، ستتحملوها انتم اليوم وبعد اليوم». ودعا العلماء «للبقاء في جلسات طارئة حتى يصلوا إلى حل المشكلة»، وحملهم قول كلمة «الحق للحاكم والمحكوم… وقرروا ما تريدون ونحن سنقول لكم سمعا وطاعة» وكررها ثلاث مرّات. وفي وقت سابق، رفضت أحزاب « اللقاء المشترك» المعارض امس، «مبادرة» تقدم بها الرئيس علي عبد الله صالح لتشكيل حكومة وحدة وطنية خلال ساعات. وكان علي صالح اجتمع للمرة الأولى منذ نحو العام بكتل البرلمان من أعضاء حزبه اول من امس، بينما كشف أعضاء البرلمان عن كتلة الحزب الحاكم ان «مقار الحزب في غالبية محافظات ومديريات اليمن مقفلة ولا تؤدي دورها في الوقت الراهن، بينما تفتح كتلة المشترك مقارها». وقال ان «أحزاب المشترك ينطبق عليها المثل الشعبي القائل: أشتي لحمي من كبشي وأشتي كبشي يمشي، فهي تريد تعددية سياسية، لكن إذا كسب الطرف الآخر الغالبية، تقول، الشعب لا يجب أن يحكم بالغالبية وإنما بالتوافق، فإذا كان الأمر كذلك وفازت، فستعتبر ذلك تجسيدا للديموقراطية ولإرادة الأمة، أما إذا فاز غيرها، فتلك ليست إرادة الأمة». وعن حديث رئيس الوزارء السابق حيدر العطاس، قال: «كان حديث العطاس واضحاً حول ما يهدف من هذه الفوضى وهو إسقاط النظام خلال أسابيع حسب مزاعمه، وسيستلم هو النظام وانه جاهز لتسلمه ومن ثم يتجه نحو الفيديرالية وبعد ذلك الانفصال، وهذا واضح من كلامه». واتهم «الإعلام الخارجي» بـ «عدم الحيادية»، قائلا: «ما يدور في العالم الآن هو إعلام يجب أن يظهر كل الشرفاء وكل المخلين عبر وسائله. فمحافظة حجة ردت ردا قويا بالمسيرات، لكن لم يذهب الإعلام ليغطي ماذا يفعلون، بل ذهب باتجاه المعتصمين قرب جامعة صنعاء، وليس لدينا مانع في ذلك، لكن حجة حشدت مليون وأمانة العاصمة وصنعاء حشدت مليونا وكل المحافظات تخرج في مسيرات، فيما الإعلام الخارجي يركز على قلة قليلة». وكانت المعارضة أعلنت امس، رفضها لمقترح إقامة حكومة وحدة وطنية، وأصرت عبر ناطقها الرسمي محمد الصبري على «إسقاط النظام». وقالت المعارضة التي تخطط بالفعل لاحتجاجات تعم البلاد اليوم، انها لن تقبل بمثل هذا الاقتراح. وذكر محمد الصابري، وهو ناطق باسم حزب «اللقاء المشترك»، وهو ائتلاف للمعارضة، أن المعارضة قررت الوقوف الى جانب المطلب الشعبي لاسقاط النظام وانه لا تراجع عن ذلك. وقال مسؤول آخر في المعارضة ان حكومة الوحدة التي يعرضها علي صالح لن ينظر لها على أنا صادقة لانه لم يتم تنفيذ اصلاحات فعلية. وفي صعدة، انضم رجل الاعمال في مجال السلاح فارس مناع، الذي اعتقل أكثر من مرة نتيجة اتهامه ببيع السلاح للحوثيين، الى المتظاهرين المطالبين برحيل علي صالح. وفي أبين جنوبا، قتل جنديان وجرح اثنان آخراين أمس، في هجوم نفذه مسلحون يعتقد أنهم من تنظيم «القاعدة» على نقطة عسكرية. وفي صنعاء، طالبت وزارة الإعلام من مراسلي «الجزيرة» غير اليمنيين بالمغادرة نتيجة اتهامهم بعدم تغطيتهم التظاهرات بحيادية بعد شهر من وصولهم، بينما سينزل اليوم انصار المعارضة الى الشارع في «يوم الغضب».