منتديات مدينة الاحلام

منتديات مدينة الاحلام (http://m.dreamscity.net/)
-   القسم الاسلامي (http://m.dreamscity.net/f4.html)
-   -   تفسير سورة الضحى (http://m.dreamscity.net/t5602.html)

البرق 16 - 09 - 2007 00:52

تفسير سورة الضحى
 
بسم الله الرحمن الرحيم



تفسير سورة الضحى


منقول من تفسير في ظلال القرآن الكريم




الضحى


من الاية 1 الى الاية 2

وَالضُّحَى (1) وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى (2)



سورة الضحى

تعريف بسورة الضحى

هذه السورة بموضوعها , وتعبيرها , ومشاهدها , وظلالها وإيقاعها , لمسة من حنان . ونسمة من رحمة , وطائف من ود . ويد حانية تمسح على الآلام والمواجع , وتنسم بالروح والرضى والأمل . وتسكب البرد والطمأنينة واليقين .

إنها كلها خالصة للنبي [ ص ] كلها نجاء له من ربه , وتسرية وتسلية وترويح وتطمين . كلها أنسام من الرحمة وأنداء من الود , وألطاف من القربى , وهدهدة للروح المتعب , والخاطر المقلق , والقلب الموجوع .

ورد في روايات كثيرة أن الوحي فتر عن رسول الله [ ص ] وأبطأ عليه جبريل - عليه السلام - فقال المشركون:ودع محمدا ربه ! فأنزل الله تعالى هذه السورة . .

والوحي ولقاء جبريل والاتصال بالله , كانت هي زاد الرسول [ ص ] في مشقة الطريق . وسقياه في هجير الجحود . وروحه في لأواء التكذيب . وكان [ ص ] يحيا بها في هذه الهاجرة المحرقة التي يعانيها في النفوس النافرة الشاردة العصية العنيدة . ويعانيها في المكر والكيد والأذى المصبوب على الدعوة , وعلى الإيمان , وعلى الهدى من طغاة المشركين .

فلما فتر الوحي انقطع عنه الزاد , وانحبس عنه الينبوع , واستوحش قلبه من الحبيب . وبقي للهاجرة وحده . بلا زاد . وبلا ري . وبغير ما اعتاد من رائحة الحبيب الودود . وهو أمر أشد من الاحتمال من جميع الوجوه . .

عندئذ نزلت هذه السورة . نزل هذا الفيض من الود والحب والرحمة والإيناس والقربى والأمل والرضى والطمأنينة واليقين . .



من الاية 3 الى آخر السورة

مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى (3) وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَّكَ مِنَ الْأُولَى (4) وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى (5) أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوَى (6) وَوَجَدَكَ ضَالّاً فَهَدَى (7) وَوَجَدَكَ عَائِلاً فَأَغْنَى (8) فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ (9) وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ (10) وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ (11)


(ما ودعك ربك وما قلى . وللآخرة خير لك من الأولى . ولسوف يعطيك ربك فترضى). .

وما تركك ربك من قبل أبدا , وما قلاك من قبل قط , وما أخلاك من رحمته ورعايته وإيوائه . .

(ألم يجدك يتيما فآوى ? ووجدك ضالا فهدى ? ووجدك عائلا فأغنى ?). .

ألا تجد مصداق هذا في حياتك ? ألا تحس مس هذا في قلبك ? ألا ترى أثر هذا في واقعك ?

لا . لا . .(ما ودعك ربك وما قلى). . وما انقطع عنك بره وما ينقطع أبدا . .(وللآخرة خير لك من الأولى). . وهناك ما هو أكثر وأوفى: (ولسوف يعطيك ربك فترضى)!

ومع هذه الأنسام اللطيفة من حقيقة الأمر وروحه . . الأنسام اللطيفة في العبارة والإيقاع . . وفي الإطار الكوني الذي وضعت فيه هذه الحقيقة:

(والضحى . والليل إذا سجى). .

"لقد أطلق التعبير جوا من الحنان اللطيف , والرحمة الوديعة , والرضى الشامل , والشجى الشفيف:

(ما ودعك ربك وما قلى . وللآخرة خير لك من الأولى . ولسوف يعطيك ربك فترضى). .(ألم يجدك يتيما فآوى ? ووجدك ضالا فهدى ? ووجدك عائلا فأغنى ?). . ذلك الحنان . وتلك الرحمة . وذاك الرضى . وهذا الشجى:تنسرب كلها من خلال النظم اللطيف العبارة , الرقيق اللفظ , ومن هذه الموسيقى السارية في التعبير . الموسيقى الرتيبة الحركات , الوئيدة الخطوات , الرقيقة الأصداء , الشجية الإيقاع . . فلما أراد إطارا لهذا الحنان اللطيف , ولهذه الرحمة الوديعة , ولهذا الرضى الشامل , ولهذا الشجي الشفيف , جعل الإطار من الضحى الرائق , ومن الليل الساجي . أصفى آنين من آونة الليل والنهار . وأشف آنين تسري فيهما التأملات . وتتصل الروح بالوجود وخالق الوجود . وتحس بعبادة الكون كله لمبدعه , وتوجهه لبارئه بالتسبيح والفرح والصفاء . وصورهما في اللفظ المناسب . فالليل هو (الليل إذا سجى), لا الليل على إطلاقه بوحشته وظلامه . الليل الساجي الذي يرق ويسكن ويصفو , وتغشاه سحابة رقيقة من الشجى الشفيف , والتأمل الوديع . كجو اليتم والعيلة . ثم ينكشف ويجلي مع الضحى الرائق الصافي . . فتلتئم ألوان الصورة مع ألوان الإطار . ويتم التناسق والإتساق" .

إن هذا الإبداع في كمال الجمال ليدل على الصنعة . صنعة الله التي لا تماثلها صنعة , ولا يتلبس بها تقليد !

(والضحى . والليل إذا سجى . ما ودعك ربك . وما قلى . وللآخرة خير لك من الأولى ولسوف يعطيك ربك فترضى). .

يقسم الله سبحانه - بهذين الآنين الرائقين الموحيين . فيربط بين ظواهر الكون ومشاعر النفس . ويوحي إلى القلب البشري بالحياة الشاعرة المتجاوبة مع هذا الوجود الجميل الحي , المتعاطف مع كل حي . فيعيش ذلك القلب في أنس من هذا الوجود , غير موحش ولا غريب فيه فريد . . وفي هذه السورة بالذات يكون لهذا الأنس وقعه . فظل الأنس هو المراد مده . وكأنما يوحي الله لرسوله [ ص ] منذ مطلع السورة , أن ربه أفاض من حوله الأنس في هذا الوجود , وأنه من ثم غير مجفو فيه ولا فريد !

وبعد هذا الإيحاء الكوني يجيء التوكيد المباشر: (ما ودعك ربك وما قلى). . ما تركك ربك ولا جافاك - كما زعم من يريدون إيذاء روحك وإيجاع قلبك وإقلاق خاطرك . . وهو(ربك)وأنت عبده المنسوب إليه , المضاف إلى ربوبيته , وهو راعيك وكافلك . .

وما غاض معين فضله وفيض عطائه . فإن لك عنده في الآخرة من الحسنى خيرا مما يعطيك منها في الدنيا: (وللآخرة خير لك من الأولى). . فهو الخير أولا وأخيرا . .

وإنه ليدخر لك ما يرضيك من التوفيق في دعوتك , وإزاحة العقبات من طريقك , وغلبة منهجك , وظهور حقك . . وهي الأمور التي كانت تشغل باله [ ص ] وهو يواجه العناد والتكذيب والأذى والكيد . . والشماتة . .(ولسوف يعطيك ربك فترضى). .

ويمضي سياق السورة يذكر الرسول [ ص ] ما كان من شأن ربه معه منذ أول الطريق . ليستحضر في خاطره جميل صنع ربه به , ومودته له , وفيضه عليه , ويستمتع باستعادة مواقع الرحمة والود والإيناس الإلهي . وهو متاع فائق تحييه الذكرى على هذا النحو البديع:

(ألم يجدك يتيما فآوى ? ووجدك ضالا فهدى ? ووجدك عائلا فأغنى ?). .

انظر في واقع حالك , وماضي حياتك . . هل ودعك ربك وهل قلاك - حتى قبل أن يعهد إليك بهذا الأمر ? - ألم تحط يتمك رعايته ? ألم تدرك حيرتك هدايته ? ألم يغمر فقرك عطاؤه ?

لقد ولدت يتيما فآواك إليه , وعطف عليك القلوب حتى قلب عمك أبي طالب وهو على غير دينك !

ولقد كنت فقيرا فأغنى الله نفسك بالقناعة , كما أغناك بكسبك ومال أهل بيتك [ خديجة رضي الله عنها ] عن أن تحس الفقر , أو تتطلع إلى ما حولك من ثراء !

ثم لقد نشأت في جاهلية مضطربة التصورات والعقائد , منحرفة السلوك والأوضاع , فلم تطمئن روحك إليها . ولكنك لم تكن تجد لك طريقا واضحا مطمئنا . لا فيما عند الجاهلية ولا فيما عند أتباع موسى وعيسى الذين حرفوا وبدلوا وانحرفوا وتاهوا . . ثم هداك الله بالأمر الذي أوحي به إليك , وبالمنهج الذي يصلك به .

والهداية من حيرة العقيدة وضلال الشعاب فيها هي المنة الكبرى , التي لا تعدلها منة ; وهي الراحة والطمأنينة من القلق الذي لا يعدله قلق ; ومن التعب الذي لا يعدله تعب , ولعلها كانت بسبب مما كان رسول الله [ ص ] يعانيه في هذه الفترة , من انقطاع الوحي وشماتة المشركين ووحشة الحبيب من الحبيب . فجاءت هذه تذكره وتطمئنه على أن ربه لن يتركه بلا وحي في التيه وهو لم يتركه من قبل في الحيرة والتيه !

وبمناسبة ما ذكره ربه بإيوائه من اليتم , وهدايته من الحيرة وإغنائه من العيلة . . يوجهه ويوجه المسلمين من ورائه إلى رعاية كل يتيم , وإلى كفاية كل سائل , وإلى التحدث بنعمة الله الكبرى عليه , وفي أولها:الهداية إلى هذا الدين:

(فأما اليتيم فلا تقهر . وأما السائل فلا تنهر . وأما بنعمة ربك فحدث). .

وهذه التوجيهات إلى إكرام اليتيم والنهي عن قهره وكسر خاطره وإذلاله , وإلى إغناء السائل مع الرفق به والكرامة , كانت - كما ذكرنا مرارا - من أهم إيحاءات الواقع في البيئة الجاحدة المتكالبة , التي لا ترعىحق ضعيف , غير قادر على حماية حقه بسيفه ! حيث رفع الإسلام هذه البيئة بشرعة الله إلى الحق والعدل , والتحرج والتقوى , والوقوف عند حدود الله , الذي يحرس حدوده ويغار عليها ويغضب للاعتداء على حقوق عباده الضعفاف الذين لا يملكون قوة ولا سيفا يذودون به عن هذه الحقوق .

وأما التحدث بنعمة الله - وبخاصة نعمة الهدى والإيمان - فهو صورة من صور الشكر للمنعم . يكملها البر بعباده , وهو المظهر العملي للشكر , والحديث الصامت النافع الكريم . .

الجرئ2006 16 - 09 - 2007 01:15

جزاك الله خير الجزاء

على النقل المفيد


ودمت اخي الغالي

البرق 18 - 09 - 2007 17:33

الجري

الف شكر لك على مرورك الجميل

ღღ حمـاس ღღ 19 - 09 - 2007 22:05

بارك الله فيك البرق

وجعلها في موازين حسناتك

بيســــان 20 - 09 - 2007 03:43

بارك الله فيييك
وجزاك الله الف خير
ننتظر جديدك
ودمت بخير

البرق 29 - 09 - 2007 15:15

حماس

مرورك اسعدني جدا

الف شكر لك

البرق 29 - 09 - 2007 15:16

بيسان

الف شكر لك على تواجدك في هذه الصفحه

هاوي تصاميم 04 - 10 - 2007 14:46

البرق

تفسير واضح وجميل

بارك الله فيك

البرق 04 - 10 - 2007 15:02

هاوي تصاميم

تصفحك هنا يزيدني حماسه
على تواجدي في المنتدى
بارك الله فيك

المصـــ افريكانو ـــري 08 - 10 - 2007 01:09

بارك الله فيك


الساعة الآن 13:53.

Powered by vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
ترقية وتطوير: مجموعة الدعم العربى
جميع الحقوق محفوظه لمدينة الاحلام ©


SEO by vBSEO