منتديات مدينة الاحلام

الحب

أردتُ التجوال في شوارع مدينة القدس ....ومدائن كثيرة في فلسطين.... زُرتْ كثيراً من المطاعم .....والمقاهي .....وشبه النوادي..... لأبحث عن معنى لكلمة الحب ....شاهدتُ الكثير من الأفلام التي تتحدث عن الحب.... تَعبتْ أنفاسي.... تَورمتْ أقدامي.... دون جدوى .....لمْ أجد لها مكاناً يليق بها..... رغم أنَ أحرفها قليلة ما هي إلا حرفان .
سَئمتُ من هذه الرحلات ....والتنقلات.... عاودت إلى منزلي وقررت التنازل عن هذا المعنى...
قبلَ أن أصل بسيارتي إلى المنزل .... أقف على الإشارة الضوئيه بالقرب من منزلي .
فُتحَ باب سيارتي... وجلست بقربي ...
قالت : لا تهتمي أكملي مسيرتك .
قلت : من أنتِ؟
قالت : أنا التي سَئِمتِ من العثور عليّ.... وقَرَرتِ العوده بدوني .
سُرِرتْ لهذا الخبر.... أهلاً وسهلا بكِ... أنتِ الحب .
نعم أنا الحب.
أوقفتْ سيارتي مره ثانيه.... وتَدخلتُ مسرعه.
أكملي مسيرتك حتى نَصلْ إلى منزلك.
إني متشوقة لكِ كل الشوق لأتعرف عليكِ .
ابتسمت بقولها .....سأُحادثكْ في منزلك فقط.
لا بأس نحنُ على مقربه من منزلي .... ووصلنا وفَتحتْ لها باب السيارة ....كأنها ملكة ....وأدخلتها قبلي المنزل.... أجلستُها بمكان لا يجلسه أحد عسى أن يليقَ بها ولن أفصح عن مكان جلوسها الأن.... كنت معجوئةً جداً بها ...وسألتها ماذا تشربين؟
ابتسمت ...بل تقهقهتْ أنا تَرعرَعتْ في منزلك ....في أحضانك.... في نفسك .....شَرِبتْ من دموعك سنين طويله.... تعالي واجلسي بقربي.... تعالي واسمعيني.... لا تقاطعيني حتى النهاية.
بعيوني وأنا أُغمِضُها تفضلي.
قالت : كيفَ تبحثين عني على حافات الطريق...... في مجالس الخمر ومقاعد المعا تيه... أنا يا حبيبتي.... أنا الحب... لا أتواجد هنا وهناك.... فأنا أكبر من السكن في مكان زائل في يوم من الأيام.... أنا أعيش في الروح ....واتجول في النفوس ....وأحيا في منازل الأجساد التي تُقدسني ....وتحميني من اللعنات ....فأنا لَمْ أُخلق في هذا الكون لِتلعنوني ...أنا من الله ...أنا ملاكٌ من ملائكة الخير ...إعلمي بأني لا أسكن في النسيان ...أنا في كل الأزمان.... قبل الأرض والسماء .
أنتِ حينَ تُحيني في نفسك ....وجسدك ...وحواسك..... في كل مكان ....وكل شيء تقومين به أنتِ ... حينَ تُتقنينَ الرجوع للماضي ....وتُتقنين العَومْ في النفوس .....وتُتقنين السهر في التأملات.... وتُتقنين العمل والفكر.... وتُتقنين الصمتْ والكلام .....وتُتقنين البكاء والابتسامات.... وتُتقنين الصدق والعهود..... وتُتقنين حِفظ التاريخ ...وتُلَملمين ما ذَكرتُه.... أضيفي إلى هذا ....تربية طِفلك وحثه على أن يكون أفضل منكِ... فيما قَصرتِ به ...حين لا تمتلكين الأشياء الأكثر مالاً..... وتُبدلينها بالروحانيات والذكريات والطموحات وتَمتلئين بغنى النفس ... وتعودي لتسجدي لله فإنَ العباده هي الإتقان ... هذا يعني إنكِ تُدركين الحب تماما... فأنا منكِ وأعيشك بكل ثانيه.... إنَ الحب يا حبيبتي هو الإتقان.... وأعلمتك بأنَ العبادة إتقان...ومحاسبة الحواس الخمس إتقان.... فهذا يعني ...أنَ الحب هو الذي يعيش في أنفس الثلاثة ....فأنا جزء لا يتجزأ من الروح ...أنا لا أعرف المستحيل.... ولا أُهزم ....ولا أعرف العقوبات .....ولا الحواجز التي تَتهمونَني بها.... أنا حرة لأني من الروح ....ليس هناك مَنْ يقف في طريقي أبداً... فقبلَ أن تَلعَنوني باسم الحب.... أدركوا متطلباته.... وخفاياه... حينها تعرفوا أن لَعنتي تُغضب الله. لا تشوهوني وتَرسموا صوري هنا وهناك.... في الشوراع والملاهي.... وغرف الفنادق لساعات.... أنا لا أُستأجر.... ولا أُشترى ....ولا أُباع أنا حرة ...... فإن أردتِ أن تعرفي معنى الحب ....أُذكري الروح...وخلق باعث الروح و مُطمئِن النفوس.... فأنا أبدأ بآخر حرف من الروح.... وأنتهي بأخر حرف من الروح .
قالت:سأعطيكِ طريقه لتَريني فيها...أحضري ورقه وقلماً.
إني أحضرت ماذا أفعل؟
أُكتبي (بالروح)
كتبت وبعد؟
خذي الحرف الاخير وأكمليه بأول حرف .
فعلت أنه إسمك (حب)
نعم وأنا بكل روح مكاني مقدس وأكبر من السخافات.
فأنا نهايتكم... لأُذكرَكم ببدايتِكم ....أُعذريني... تَعبت من النقاش فإني أخاف ُ الله على في الحديث بالروح ....أكثر من هذا ......فاستريحي فأنا أعيشك ....وأنت تعيشينني وتُدركينني.... فأنتِ الخلود بالروح .

مع تحيات الكاتبة خالدة غوشة
فلسطين القدس الشريف