منتديات مدينة الاحلام

منتديات مدينة الاحلام (http://m.dreamscity.net/)
-   قسم المنقولات الادبيه (http://m.dreamscity.net/f7.html)
-   -   جميع قصائد الشاعر عبدالرحمن العشماوي (http://m.dreamscity.net/t4128.html)

احلام 06 - 05 - 2007 12:54

جميع قصائد الشاعر عبدالرحمن العشماوي
 
جميع قصائد الشاعر عبدالرحمن العشماوي

http://www.alshamsi.net/sh3r/ashmawee/a19.jpg

نبذة عن حياة العشماوي

الشاعر عبدالرحمن صالح العشماوي شاعر عربي مسلم من المملكة العربية السعودية .. ولد في قرية عــراء في منطقة الباحة بجنوب المملكة عام 1956م وتلقى دراسته الابتدائية هناك وعندما أنهى دراسته الثانوية التحق بكلية اللغة العربية في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ليتخرج منها 1397 للهجرة ثم نال على شهادة الماجستير عام 1403 للهجرة وبعدها حصل على شهادة الدكتوراة من قسم البلاغة والنقد ومنهج الأدب الإسلامي عام 1409 للهجرة ..

تدرج العشماوي في وظائف التدريس في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية حتى أصبح أستاذاً مساعداً للنقد الحديث في كلية اللغة العربية في هذه الجامعة .. وعمل محاضراً في قسم البلاغة والنقد ومنهج الأدب الإسلامي حتى تقاعد قبل سنوات ..

شاعرنا عبدالرحمن العشماوي شاعر إسلامي كبير خرج بالشعر الإسلامي من الظلام إلى النور وأعاد إليه بريقه ورونقه في عصر الغناء والطرب ولذلك نال شهرة كبيرة في الوسط الإسلامي وسينال بإذن الله تعالى أجراً عظيماً من الله عز وجل فالعشماوي هو صاحب القصائد التي تدعو إلى بزوغ فجر جديد في هذه الأمة الميتة وهو صاحب الأسلوب الحماسي الذي لا يحتاج إلا إلى رجال يفهمون ما تعنيه أبيات هذه قصائده التي تبكي حسرة على ما آلت إليه أمورنا وهو في نفس الوقت يشحذ الهم ويتكلم عن الأمل القادم وعن الإشراقة الجديدة للشمس التي يتمنى العشماوي أن تنير سماء الأمة الإسلامية من جديد..

عبدالرحمن العشماوي شاعر نشيط وكاتب متفتح الذهن ومن الجميل حقاً أن ترى شاعراً مسلماً يتفاعل بقوة مع أحوال أمته ومشكلاتها وبشكل دائم يدعو إلى الإعجاب فقد كتب العشماوي أشعاره ومقالاته في البوسنة والشيشان ولبنان وبالتأكيد في أطفال الحجارة وفي أحوال الأمة وفي الخير والشر وفي أهوال يوم القيامة وغير ذلك .. وهكذا هو العشماوي دائماً يسخر قلمــه وقصائده في خدمة الإسلام والمسلمين وفي شحذ الهمم والتذكير بعزة الإسلام وقوة المسلمين كما أن العشماوي كاتب نشيط وله مقالاته الدائمة في الصحف السعودية ..

كما أن للعشماوي مشاركات في الأمسيات الشعرية والندوات الأدبية ، وله حضوره الإعلامي من خلال برامجه الإذاعية والتلفازية مثل (من ذاكرة التاريخ الإسلامي ، قراءة من كتاب ، وآفاق تربوية) ، بالإضافة إلى دواوينه وقصائده ومقالاته التي تنشر بشكل دائم في الصحافة وعلى شبكة الإنترنت..

للشاعر دواوين كثيرة مثل : إلى أمتي ، صراع مع النفس ، بائعة الريحان ، مأساة التاريخ ، نقوش على واجهة القرن الخامس عشر ، إلى حواء ، عندما يعزف الرصاص ، شموخ في زمن الانكسار ، يا أمة الإسلام ، مشاهد من يوم القيامة ، ورقة من مذكرات مدمن تائب ، من القدس إلى سراييفو ، عندما تشرق الشمس ، يا ساكنة القلب ، حوار فوق شراع الزمن و قصائد إلى لبنان ..

كما أن الشاعر عبدالرحمن العشماوي أديب ومؤلف وله مجموعة من الكتب مثل كتاب الاتجاه الإسلامي في آثار على أحمد باكثير وكذلك له كتـــاب من ذاكرة التاريخ الإسلامي ، بلادنا والتميز و إسلامية الأدب كما أنه له مجموعة من الدراسات مثل دراسة (إسلامية الأدب ، لماذا وكيف ؟) وأخيراً بقي أن نقول أن هؤلاء كتبوا العشماوي : أحمد عبداللطيف الجدع ، وحسني أدهم ..

احلام 06 - 05 - 2007 12:59

يــا واقـفـاً

مالي أراك تقلبُ النظرا **** وكأن عينك لا ترى أثرا ؟

وكأن قلبك لايحس بما **** يجري ولا يستشعر الخطرا

وكأن ما في الكونِ من عبرٍ **** ومن المواعظ واجهت حجرا

مالي أراك عقدتَ ألويةً **** للوهم ساقت نحوك الكدرا ؟

أو ما ترى شمس الضحى وإذا **** جن الظلام، أما ترى القمرا ؟

أو ما ترى الأرض التي ابتهجت **** أو ما ترى النبع الذي انحدرا ؟

يا هارباً من ثوب فطرته **** أو ما ترى الأشواك والحفرا ؟

أو ما ترى نار الظـلال رمت **** لهباً إليك وأرسلت شررا؟

مالي أراك كريشة علقت **** ببنان مرتعشٍ رأى الخطرا ؟

تصغي لقول المصلحين وإن **** فُتِحَ المجال ، تبعتَ من فجرا

إن أحسن الناس اقـتديت بهم **** وإذا أساؤا تتبع الأثرا

أتظل بين الناس إمعةً **** يسري بك الطوفان حيث سرى؟

عجباً أما لك منهج وسط **** كمحجةٍ نبراسها ظهرا ؟

يا ساكنا في دار غـفلته **** متوارياً وتعاتب القدرا

أنسيت أن الأرض حـين ترى **** الجفاف تراقب المطرا ؟

أنسيت أن الغصن يسلبه **** فصل الخريف جماله النضرا

مالي أراك مذبذباً قـلقا **** حيران يشكو طرفك السهرا ؟

هذا قطار العمر ، ما وقفتْ **** عرباته يوماً ولا انتظرا

فإلى متى تبقى بلا هدفٍ **** اسماً كأنك تجهل السفرا ؟

هبت رياح المرجفين على **** اسلامنا ، فلتحسن النظرا

أو ليس للقرآن جلجلة **** في قلبك الشاكي الذي انفطرا؟

أجزعت ؟ ، كيف وديننا أفق **** رحب وأدنى ما لديك ذرا ؟!

خسر الجزوع وإن سعى سعياً **** نحو المراد ، وفاز من صبرا

الأرض كل الأرض ترقبنا **** وتقول : هذا بابي انكسرا

لم تسلك الدرب الصحيح فهل **** ترجو النجاة وتطلب الظفرا ؟

إن الكريم إذا أساء بلا قصدٍ **** وأخطأ تاب واعتذرا

هذي بلادك ، ذكرها عَطِرٌ **** فبها تسامى المجد وازدهرا

رفعت لواء الحق منذ هوت **** أصنامها وضلالها اندحرا

هي واحة الدنيا فكم نشرت **** ظلاً على من حج واعتمرا

فافخر بها إن المحب إذا **** صدق الهوى ، بحبيبه افتخرا

دع عنك من ماتت مشاعره **** وفؤاده في حقده انصهرا

أرأيت ذا عقلٍ يمد يداً **** نحو التراب ويترك الثمرا ؟

فإلى متى أبقى تدنسني **** مدنية ، وجدانها كفرا ؟

ولديكم الاسلام ينقذني **** مما أعاني يدفع الخطرا

الأرض تدعونا انتركها **** ونكون أول عاشقٍ هجرا ؟

يا واقفاً والركب منطلقٌ **** أو ما ترى الأحداث والعبرا ؟

أو ما ترى في العصر عولمةٌ **** جلبت إليك بنفعها الضررا

ولديك مفتاح الصعود بها **** إن لم تكن ممن بها انبهرا

عد يا أخي فالبحرُ ذو صَلَفٍ **** كم مركبٍ في موجه انغمرا

كن واضحاً كالشمس صافية **** بيضاء يجلو نورها البصرا

احلام 06 - 05 - 2007 13:11

وقـفـة على أعـتـاب مستوطـنـة يهوديـة
************
يا أبي

هذي روابينا تغشَّاها سكونُ الموتِ ..

أدماها الضجرْ ..

هذه قريتنا تشكو ..

وهذا غصن أحلامي انكسرْ ..

يا أبي ..

وجهك معروق ..

وهذا دمع عينيك انهمرْ ..

هذه قريتنا كاسفة الخدينِ ..

صفراء الشجرْ ..

ما الذي يجري هنا يا أبتي ..

هل نفضَ الموتَ التتَرْ ؟!

يا أبي ..

هذا هو الفجر تدلَّى فوقنا من جانب الأُفُقْ ..

وفي طلعته لون الأسى ..

هاهو المركب في شاطئنا الغالي رَسَى ..

غيرَ أنا ما سمعنا يا أبي ..

صوتَ الأذانْ ..

عجبًا ..

صوتُ الأذانْ ؟؟

منذ أنْ صاحبني الوعيُ بما يحدث في هذا المكانْ ..

منذ أنْ أصغيتُ للجدَّةِ ..

تروي من حكاياتِ الزمانْ :

( كان في الماضي وكان )

منذ أن أدركتُ معنى ما يُقالْ ..

وأنا أسمع تكبيرَ أذان الفجرِ ..

ينساب على هذي التِّلالْ ..

فلماذا سكت اليومَ ..

فلم أسمعْ سوى رَجْعِ السؤالْ ؟؟!

يا أبي ..

هذا هو الفجر ترامى في الأُفُقْ ..

هذه الشمس تمادت في عروق الكونِ ..

ساحت في الطرقْ ..

فلماذا يا أبي لم نسمع اليومَ الأذانْ ؟!

ولماذا اشتدت الوحشة في هذا المكانْ ؟؟

يا أبي ..

كنا على التكبير نستقبل أفواج الصَّباحْ ..

وعلى التكبير نستقبل أفواج المساءْ ..

وعلى التكبير نغدو ونروحُ ..

وبه تنتعش الأنفس تلتأم الجروحُ ..

وبه عطر أمانينا يفوحُ ..

فلماذا يا أبي لم نسمع اليوم الأذانْ ؟!

ولماذا اشتدت الوحشة في هذا المكان ؟!

يا بُنَيَّ اسكتْ فقد أحرقني هذا السُّؤالْ ..

أنت لم تسألْ ولكنّك أطلقت النِّبال ..

أوَ تدري لِم لمْ نسمع هنا صوت الأذانْ ؟!

ولماذا اشتدت الوحشة في هذا المكانْ ؟!

هذه القرية ما عادتْ لنا ..

هذه القرية كانت آمنهْ ..

هي بالأمس لنا ..

وهي اليوم لهم مستوطنَهْ

السامي 07 - 05 - 2007 12:22

الف شكر احلام
لنقلك عن هذا الشاعر الرائع
والشيخ الفاضل
لكم نستمتع حين نتنقل بين سطوره
مشكوره احلام
ودمت بود

احلام 07 - 05 - 2007 12:26

وقفة وداع شعري لابن عثيمين يرحمه الله
شـموخ الصـابريـن
**************************

لحقَ الشيخُ بركبِ الصالحين **** فلماذا يا جراحي تنزفين؟

ولماذا يا فؤادي تشتكي **** ولماذا يا دموعي تَذرفين؟

رحل الشيخ عن الدنيا التي **** كلُّ ما فيها سوى الذِّكر لَعين

فارقَ الدنيا، وما الدنيا سوى **** خيمةٍ مَنصوبةٍ للعابرين

فارقَ الدنيا التي تَفَنَى إلى **** منزلٍ رَحبٍ وجناتٍ، وَعِين

ذاكَ ما نرجو، وهذا ظنُّنا **** بالذي يغفر للمستغفرين

رحل الشيخُ على مِثلِ الضُّحَى **** من صلاحٍ وثباتٍ ويقين

فلماذا أيُّها القلبُ أرى **** هذه اللَّوعَةَ تسري في الوَتين؟

ولماذا يا حروفَ الشعر عن **** سرِّ آلام فؤادي تكشفين

أتركي الحسرةَ في موقعها **** تتغذَّى من أسى قلبي الحزين

وارحلي بي رحلةً مُوغلة **** في حياةِ العُلماءِ الأكرمين

واسلُكي بي ذلكَ الدَّربَ الذي **** ظِلُّه يحمي وجوهَ السالكين

يا حروفَ الشعر لا تَصطحبي **** لغةَ الشعر الى جُرحي الدَّفين

ربماأحرقها الجرحُ، فما **** صار للشعر فَمٌ يَروي الحنين

واتركي لوعةَ قلبي، إنَّها **** تارةً تقسو، وتاراتٍ تَلين

وادخلي بي واحةَ العلم التي **** فُتحت أبوابُها للوافدين

عندها سوف نرى النَّبعَ الذي **** لم يزل يَشفي غَليلَ الظامئين

شيخُنا ما كانَ إلاَّ عَلَماً **** يتسامى بخشوع العابدين

عالمُ السنَّةِ والفقهِ الذي **** هزَمَ اللهُ به المبتدعين

لا نزكّيه، ولكنَّا نرى **** صُوراً تُلحِقُه بالصادقين

في خيوط الشمس ما يُغني، وإن **** أنكرتها نظراتُ الغافلين

راحلٌ ما غاب إلا جسمُه **** ولنا من علمه كنزٌ ثمين

ما لقيناه على دَربِ الهوى **** بل على دَربِ الهُداةِ المهتدين

لكأني أُبصر الدنيا التي **** بذلت إغراءَها للناظرين

أقبلت تَعرض من فتنتها **** صوراً تَسبي عقول الغافلين

رقصَت من حوله، لكنَّها **** لم تجد إلا سُموَّ الزَّاهدين

أرسل الشيخُ إليها نَظرةً **** من عُزوف الراكعين الساجدين

فمضت خائبةً خاسرةً **** تتحاشى نظراتِ الشَّامتين

أخرجَ الدنيا من القلبِ، وفي **** كفِّه منها بلاغُ الراحلين

لم يكن في عُزلةٍ عنها، ولم **** يُغلقِ البابَ عن المسترشدين

غيرَ أنَّ القلبَ لم يُشغَل بها **** كان مشغولاً بربِّ العالمين

أوَ ما أعرض عنها قَبلَه **** سيِّدُ الخلقِ، إمامُ المرسلين

أيُّها الشيخُ، لقد علَّمتنا **** كيف نرعى حُرمَةَ المستضعفين

كيف نَستَشعِرُ من أمَّتنا **** صرخة الثَّكلَى ودَمعَ الَّلاجئين

كيف نبني هِمَّةَ الجيل على **** منهج التقوى، ووعي الراشدين

كنتَ يا شيخ على علمٍ بما **** نالنا من غَفلةِ المنهزمين

قومُنا ساروا على درب الرَّدَى **** فغدوا ألعوبةَ المستعمرين

شرَّقوا حيناً وحيناً غرَّبوا **** واستُبيحت أرضهم للغاصبين

هجروا الصَّالحَ من أفكارهم **** فتلقَّتهم يدُ المستشرقين

وارتموا في حضن أرباب الهوى **** من ذيول الغاصب المستعربين

ضيَّعوا الأقصى وظنُّوا أنَّهم **** سوف يحظون بِسِلمِ المعتدين

فإذا بالفارس الطفل على **** هامة المجد ينادي الواهمين

صاغها ملحمةً قُدسيَّةً **** ذكَّرتنا بشموخ الفاتحين

قالها الطفلُ، وقُلنا معه **** إنَّ بيعَ القدس بَيعُ الخاسرين

أيُّها الشيخُ الذي أهدى لنا **** صُوَراً بيضاءَ من علمٍ ودين

لم تكن تغفل عن أمَّتنا **** وضلالاتِ بَنيها العابثين

كنتَ تدعوها إلى درب الهُدَى **** وتناديها نداءَ المصلحين

قلتَ للأمةِ، والبؤسُ على **** وجهها الباكي غبارٌ للأنين

إنما تغسل هذا البوسَ عن **** وجهكِ الباكي، دموع التائبين

أيها الشيخُ الذي ودَّعَنا **** عاليَ الهمَّةِ وضَّاح الجبين

نحن نلقاك وإن فارقتَنا **** في علومٍ بقيت للرَّاغبين

أنتَ كالشمسِ إذا ما غَربَت **** أهدتِ البَدرَ ضياءَ المُدلجين

أنتَ ما ودَّعتَنا إلاَّ إلى **** حيث تُؤويكَ قلوبُ المسلمين

إن بكيناكَ فإنّا لم نزل **** بقضاء الله فينا مُوقنين

في وفاةِ المصطفى سَلوَى لنا **** وعزاءٌ عن وفاةِ الصالحين

ذلك الرُّزءُ الذي اهتزَّ له **** عُمَرُ الفاروقُ ذو العقل الرزين

ماتَ خيرُ الناس، هذا خَبَرٌ **** ترك الناسَ حيارى تائهين

طاشت الألبابُ حتى سمعوا **** ما تلا الصدِّيقُ من قولٍ مُبين

لا يعزِّينا عن الأحبابِ في **** شدَّةِ الهول سوى مَوتِ الأمين

إنها الرُّوح التي تسمو بنا **** ويظلُّ الجسم من ماءٍ وطين

يحزن القلب ولكنَّا على **** حُزنه نَبني شموخ الصابرين

كلُّنا نفنَى ويبقى ربُّنا **** خالق الكون ملاذُ الخائفين

احلام 07 - 05 - 2007 12:27

حــوار بيني وبين أمي
********************

أمي تسائلني تبكي من الغضب **** ما بال أمتنا مقطوعة السببِ؟!

ما بال أمتنا فلّتْ ضفائرها **** وعرّضت وجهها القمحيّ للّهبِ؟!

ما بال أمتنا ألقت عباءتها **** وأصبحت لعبة من أهون اللّعَبِ؟!

ما بال أمتنا تجري بلا هدف **** وترتمي في يدي باغ ومغتصبِ؟!

ما بال أمتنا صارت معلّقةً **** على مشانق أهل الغدر والكذبِ؟!

ما بالُها مزّقت أسباب وحدتها **** ولم تُراع حقوق الدين والنّسَبِ؟!

أمي تسائلني والحزن يُلجمني **** بني مالك لم تنطق ولم تُجبِ؟!

ألست أنت الذي تشدوا بأمتنا **** وتدّعي أنها مشدودة الطُّنبِ؟!

وتدعي أنها تسمو بهمتها **** وتدعي أنها مرفوعة الرتبِ؟!

بني، قل لي، لماذا الصمت في زمن **** أضحى يعيش على التهريج والصّخبِ؟!

أماه .. لا تسألي إني لجأت إلى **** صمتي، لكثرة ما عانيت من تعبي

إني حملت هموماً، لا يصورها **** شعر، وتعجز عنها أبلغ الخطب ِ

ماذا أقول؟، وفي الأحداث تذكرة **** لمن يعي، وبيان غير مقتضبِ

تحدّث الجرحُ يا أماه فاستمعي **** إليه واعتصمي بالله واحتسبي

احلام 07 - 05 - 2007 12:27

ريحــانة الـقـلب
***************

حسبي من الهّم أنّ القلب ينتحبُ **** وإن بدا فرحي للناس و الطربُ

مسافرٌ في دروب الشوق تحرقني **** نار انتظاري ووجداني لها لهب

كأنني فارس لاسيفَ في يده **** والحرب دائرة والناس تضطرب

أو أنني ُمبحر تاهت سفينته **** والموج يلطم عينيها وينسحب

أو أنني سالكُ الصحراءِ أظَمأه **** قيظٌ ، وأوقفه عن سيره التعب

يمد عينيه للأفق البعيد فما **** يبدو له منقذ في الدرب أو سبب

يا شاعرا ما مشت في ثغره لغةٌ **** إلا وفي قلبه من أصلها نسب

خيول شعرك تجري في أعنّتها **** ما نالها في مراقي عزّها نصب

ريحانةَ القلب عين الشعر مبصرةٌ **** وفجرنا في عروق الكون ينسكب

وأنت كالشمس لولا نورُها لطغى **** ليل المعاناةِ وازدادت به الحُجب

يا من أبى القلبُ إلا أن يكون لها **** وفـيه مأوى لعينيها ومنقلب

الله يكتب يا ريحانتي فإذا **** أراد أمضى وعند الناس ما كتبوا

لو اجمعَ الناسُ أمراً في مساءتنا **** ولم يُقدّر لما فازوا بما طـلبوا

ريحانةَ القلب روح الحب ساميةٌ **** فليس ُيقبل فيها الغدر والكذب

ليس الهوى سلعةً ُتشرى على ملأٍ **** ولا تباع ولايأتي بها الغَلب

قد يعشق المرءُ من لامالَ في يده **** ويكره القلبُ من في كفّه الذهب

حقيقةٌ لو وعاها الجاهلون لما **** تنافسوا في معانيها ولااحتربوا

ما قـيمة الناس إلا في مبادئهم **** لا المال يبقى ولا الألقاب والرتب

احلام 07 - 05 - 2007 12:29

مع التحية إلى براءة الطفلة «إِيمان حجو»، وعزاءً صادقاً لأهلها ولكل طفل فلسطيني

آآآآه يا إيمــان
******************

أَيُّ ذئبٍ خائنٍِ أيُّ قَطيعْ ..... أيُّ غَدْرٍ في روابيها يشيعْ؟

أيُّ جرحٍ في حماها نازفٍ ..... أيُّ مأساةٍ، لها وجهٌ مُرِيعْ؟

أيُّ عصرٍ، لم يزلْ قانونُه ..... يمنحُ العاريَ ثوباً من صَقيعْ؟

يمنحُ الجائعَ رَكْلاً في القفا ..... صائحاً في وجهه: كيف تجوعْ؟!

يمنَع العطشانَ من منبعه ..... وإذاحاوَلَ، أسقاه النَّجيعْ

أيَّها السائل عمَّا أشتكي ..... من لظى الحزن الذي بين الضُّلوعْ

لاتسلْ عن جَذْوةٍ أشعلها ..... ظالمٌ يقتل أزهارَ الرَّبيعْ

لا تسلني، واسأل الغَرْبَ الذي ..... يأمر اللَّيلَ بإطفاء الشموعْ

ينقض العَدْلَ بحقِّ النَّقض في ..... مجلسٍ يعجز عمَّا يستطيعْ

أسأل الغَرْبَ الذي واجهنا ..... منه قلبٌ بالأباطيل وَلُوعْ

قل له: مهلاً فقد بان لنا ..... فَشَلٌ في نُصرة الحق ذَريعْ

أنتَ للباغي يَدٌ ممدودةٌ ..... ليت شعري، أين أَخلاق «يَسُوعْ»؟!

أيُّها السائل عُذْراً، فأنا ..... أُبصر الأطفال من غير دروعْ

واجهوا الحرب كما واجهَها ..... إبنُ عفراءَ، وسعدُ بن الرَّبيعْ

وأرى دبَّابةً غاشمةً ..... حولها ألْفُ جريحٍ وصريعْ

وأرى سرْبَ قرودٍ خلفها ..... ووراء السِّرب خنزيرٌ وضيعْ

لا تسلني عن حقوقٍ لم تزلْ ..... بين تجَّار الأباطيلِ تضيع

لا تسلني عن يد راجفةٍ ..... لم تزلْ تَشري أساها وتبيعْ

لا تسلْ عن واحةِ الصَّمت التي ..... ضاقت التُّربةُ فيها بالجذوعْ

يالَها من ليلةٍ حالكةٍ ..... نسَيِتْ أنجمُها معنى الطُّلوعْ

رسم القصفُ لها خارطة ..... بعد أنْ مرَّ من اللَّيل هَزيعْ

كانت الأُسرةُ في منزلها ..... ترقب الفجرَ، وفي الأحشاءِ جُوْع

طفلةٌ مُنْذُ شهورٍ وُلدتْ ..... بين جدرانٍ مشتْ فيها الصُّدوع

أمَّها تنتظر الزوجَ على ..... شاطىءِ الذكرى بأحلام الرُّجوعْ

تُرضع الطِّفلةَ من ثَدْي الأسى ..... في مساءٍ فاقدٍ معنى الهجوعْ

أغلقت باباً على مزلاجه ..... بَصْمةٌ دلَّتْ على الجُرْمِ الفظيعْ

مَن تنادي، وإذا نادتْ، فمن ..... يكشف الغفلةَ عن هذي الجموعْ؟!

يا لها من ليلةٍ ماجت بها ..... وبما فيها من القَصْفِ الربوعْ

غارةٌ جوِّيةٌ أشعلها ..... ظالمٌ مُسْتَوْغِرُ الصَّدر هَلُوعْ

صارت الدَّارُ بها دارَ أَسَىً ..... واشتكى من جَدْبهِ الرَّوض المَريعْ

فشراب ُ الطفلِ ماءٌ آسِنٌ ..... وطعامُ الأمِّ فيها مِنْ ضَريع

أين منها مجلس الخوف الذي ..... لم يردِّدْ بَعْدُ أفعالَ الشروعْ؟!

غارةٌ جوِّيةٌ وانكشفتْ ..... عن ضحايا شربوا السُّمَّ النَّقيعْ

غارةٌ، وانكشفتْ عن وردةٍ ..... كان من أشلائها المِسْكُ يَضُوعْ

آهِ يا إِيمانُ من أُمَّتنا ..... لم تزلْ تَجْتَنِبُ الدَّرْبَ الوَسيعْ

صلَّت الفَرْضَ صلاةً جَمَعَتْ ..... كلَّ ما في نفسها، إلاَّ الخُشوعْ

أصبحتْ تسأل عن موقعها ..... بعد أن حطم رجليها الوقوعْ

حُسِمَ الأَمرُ وما زالتْ على ..... وهمها بين نزولٍ وطُلوعْ

كيف ترجو الخيرَ ممَّن يَقتفي ..... أَثَرَ المظلوم، بالظلم الشَّنيعْ

ويُرينا كلَّ يومٍ صورةً ..... حيَّة فيها إلى البغي نُزُوعْ

يمنحُ الأُمَّ التي أثْكلَها ..... قَسْوَةً تَسلُبُ عينيها الدُّموعْ

إنه الغَدْرُ اليهوديُّ الذي ..... لم يزلْ يضربنا الضَّرْبَ الوَجيعْ

آهِ يا إِيمانُ، يا راحلةً ..... قبل أنْ تُكملَ سُقياها الضُّروعْ

أنتِ كالشمس التي غيَّبها ..... ليلُها قَبْلَ بداياتِ السُّطوعْ

أنتِ كالنَّجمةِ لمَّا أَفَلَتْ ..... قبل أنْ يستكملَ الضوءُ اللُّموعْ

أطلقوا نحوَكِ صاروخاً فيا ..... خَجْلَةَ القَصْفِ من الطفل الوَديعْ

لا تظني أمتي خاضعةً ..... هيَ يا إِيمانُ، في صُلْبِ الخضوعْ

دَمُكِ الغالي بيانٌ صارخ ..... فارفعي الصوتَ، وقولي للجميعْ:

يا ضَياعَ العَدْلِ في الأَرض التي ..... تَرتضي أَنْ يُقْتَلَ الطِّفلُ الرَّضيعْ

احلام 07 - 05 - 2007 12:30

تساؤلات طفل شردته الحــرب
من أين أبدأ رحلتي ؟
****************

الليل مكتئبٌ وقريتنا يضاجعها الخراب

ونساء قريتنا على الطرقات يسدلن الحجاب

يخشين – يا أبتي – على أعراضهن من الذئاب

وبكاؤهن يشيع في آفاق قريتنا اكتئاب

وعويل أطفال يذيب القلب ، قد فقدوا الصواب

وهزيم رعد - يا أبتي – يفضي بآلام السحاب

ووميض برق تستضيء به المشارف والشعاب

وسفينة في البرِّ آمنة وأخرى في العُباب

وغناء عصفور على فننٍ يردده غراب

وأنين أفئدة يمزقها التلهف والعذاب

ويد مكبلة وهذا السيف يلمع كالشهاب

وصراخ أسئلة بلا وعي ، تحن إلى جواب :

ما بالهم يستأسدون ويطحنون رؤى الشباب ؟!

ويعربدون ، وينشرون على الورى قانون غاب ؟!

ما بالهم ، في غيهم يتسلطون على الرقاب ؟

ما بالهم ، شربوا دماء الأبرياء بلا حساب ؟؟

همج .. أليس لهم إلى البشر ، انتماء وانتساب ؟؟

بشر؟؟ نعم لكنهم عند عند الرغائب كالدواب

هم كالوحوش بدا لهم في حربنا ظفرُ وناب

أواه من جور العدو ومن مجافاة الصحاب

من أين أبدأ- يا أبي ؟ والليل يرفده الضباب

من أين ألبس – يا أبي ؟ جسدي يحن إلى الثياب

كل المنابع أصبحت مستنقعات للذباب

صارت وجوه الهاربين دفاتر الأمل المذاب

وعيونهم صارت كهوفا للذهول وللعذاب

من أين أبدأ رحلتي ووجوه أصحابي غضاب ؟

يبست على دربي الخطا وتنابحت حولي الكلاب

ستقول يا- أبتي – تصبر ، سوف نقتحم الصعاب

ستقول : لا تجزع ، فمثلك في الحوادث لا يهاب

أتظن أني لا أرى ما نحن فيه من اضطراب ؟!

أتظن أني لا أرى سجني ، ولا تلك الرحاب ؟!

إني لأسمع ما يقال على المنابر من سباب

إني لأعرف كل وجه يختفي خلف الحجاب

كم من وعود – يا أبي – لكنها مثل السراب

هذا صواب يا بني ، وهل تقول سوى الصواب ؟؟

أعداؤنا مثل الذئاب ونحن نصطاد الذئاب

بيقيننا نمضي ونهزم كل شك وارتياب

وإلى متى هذا السؤال وعندنا نحن الجواب

سنسد باب الظلم يا ولدي ونفتح ألف باب

احلام 07 - 05 - 2007 12:30

أيها العالم ما هذا السكوت ؟
******************

أيُّها العالمُ ما هذا السكوتُ **** أو ما يؤذيك هذا الجبروتُ؟

أو ما تُبصر في الشيشان ظلماً **** أو ما تُبصر أطفالاً تموتُ؟

أو ما يُوقظ فيك الحسَّ شعبٌ **** جمعُه من شدَّة الهول شَتِتُ؟

أرضه تُصلى بنيران رصاصٍ **** وشظايا هُدمت منها البيوتُ

أو ما تُبصر آلاف الضحايا **** ما لها اليوم مقيلٌ أو مبيتُ؟

شرَّدتها الحربُ في ليلٍ بهيمٍ **** ما لها في زحمة الأحداث قوتُ

تأكل الأخضر واليابس حربٌ **** كل ما فيها من الأمر مقيتُ

أين منها مجلس الأمن وماذا **** صنع الحلفُ وأين الكهنُوتُ؟

أيها العالمُ ما هذا التغاضي **** كيف وارى صوتك العالي الخفوتُ؟

أو ما صُنعت قوانين سلامٍ **** عجزت عن وصف معناها النُعـوتُ؟

قاذفات الروس إعلان انتهاكٍ **** لقوانينك ، واللَّص فَلُوتُ

فرصة أن تُعلن الحق ولكن **** فرص الحق على الباغي تفوت

ربما تعلن قول الحق لكن **** بعد ما يعلنه في البحر حوت

أيها الأحباب في الشيشان صبراً **** إن من ينصر حقاً يستميتُ

إن يكن للروس آلات قتالٍ **** فلنا في هجعة الليل القنوتُ

احلام 07 - 05 - 2007 12:32

غــداً يتحدث الرطب
********************

حروف الشعر تنتحب **** فلا فكر ولا أدب

وأوزاني معلقة **** فلا زحف ولا خبب

ذوت أغصان روضتنا **** فلا تين ولا عنب

كأن الأرض ما استمعت **** إلى ما قالت السحب

تعفر وجه خيمتنا **** وما شدت لها الطنب

عجبت لأمر أمتنا **** يقاتل دونها الطرب

ملابسها مرقعة **** وبحر جراحها لجب

وفي أفكارها خلل **** على الإيمان ينسحب

وبعض رجالها بقر **** ولكن ما لهم قتب

أرى حربا فوا أسفا **** سيوف رجالنا خشب

أرى الأخطار محدقة **** وفي أفواهها لهب

تحدثنا بلهجتها **** وفيها الخوف والرهب

وأمتنا يخدرها الهوى **** المكشوف واللعب

أسائل أمتي وعلى **** لساني الملح والقصب

لماذا كلما طلبوا **** يلبى عندنا الطلب

فنأكل كلما أكلوا **** ونشرب كلما شربوا

ونفرح كلما فرحوا **** ونغضب كلما غضبوا

وننزل كلما نزلوا **** ونركب كلما ركبوا

ونسكت كلما سكتوا **** ونصخب كلما صخبوا

ونرفض كلما رفضوا **** ونرغب كلما رغبوا

أقول لأمة قعدت **** وجيش عدوها يثب

إذا داسوا كرامتنا **** فماذا ينفع الذهب

وماذا ينفع التلفيق **** والتضليل والكذب

إذا جفت منابعنا **** فماذا تنفع القرب

وكيف ?تكن من مطر **** بيوت سقفها خرب

أسائل بعض من قرءوا **** وأسأل بعض من كتبوا

لماذا أمتي احترقت **** فمنها النار والحطب

حماها يستباح ولم **** تجرد سيفها العرب

ألا يا أمتي انتفضي **** فإن الكون يرتقب

ولا تخشي ظلام الليل **** إن الحر يحتسب

فلولا الليل ما رقصت **** على أهدابنا الشهب

إلا يا جذع نخلتنا **** غدا يتحدث الرطب

احلام 07 - 05 - 2007 12:33

يـــا صديقــاً
**************

يــاصديقا عشــت أيـام صفـــاءٍ
تنـطــوي في ظلهـا الأوهـام طيـا
أيــن ذاك الـود يـــامنكـره
يوم كنــا ننسـج الحــب سويـا
صحـوة الحــاقـد يــاصــاحبنا
ربمـــا تـغـفو غـفــواً سـرمديا
راقــب الأيـام فــي رحــلتها
وترى الســابــح فــي أفكاره
وتـرى فيــهــا فـقيراً وغنيــا
وتــرى المغـمــوس فـي لـوعتـه
وتــرى فيهـــا عصيــاً وتـقيـا
كـلهـم يمضـي إلــى وجهتـــه
ثــم يــأتـــي المــوت لايترك شيا
يــافــؤادي لاتجامــل صاحبــاً
إن أراد الشر أوحــــاول غيا
عـبثاً حاولت أن أقـنـعـه
أن هـذا الحـقد لايـنفع حيا
فـأبى أن يقـنع اليــوم وقــد
تـقـنع الايــام مـن يبـقـى عصيا
خير مافي المرء إن رام الهــدى
وصــلاح الأمــر أن يبـقـى وفيــا

احلام 07 - 05 - 2007 12:34

إليكِ أيتها الأخت الصغيرة هذه الهدية
لـيـس هذا عيدي
*****************

قابَلتني في فرحةٍ بالتحية **** ولها بسمة على الثغر حيه

خطوها راقص تقول سـروراَ **** هاهو العيد جئت أبغي الهديه

فتمطت في القلب آهة جرح **** وتساءلت والدموع سخيَّه

أي عيد رقصت شوقاً إليه ؟ **** أي عيد ذكرته يا أخيه ؟

أهو عيد للقدس عاد إلينا ؟ **** بعد أن دمَّرته أيد غبيَّه

عجبت أختي الصغيرة من حا **** لي وقالت في دهشة ورديَّه:

إنه عيدنا وعيد رفاقي **** عيد حلوى وذكريات غنيَّه

قم معي يا أخي نُؤرجح بعضاً **** في أراجيحنا ونلعب( فَيّه)

قلت يا أختُ (مرجحي ) وتغنَّي **** لم تزل نفسك الطهور نقيَّه

كنت طفلاَ يا أخت مثلك خِلواَ **** من همومي، وليس في القلب كيَّه

كم غدونا إلى البيوت صباحاَ **** يوم عيدي نحن الرفاق سويّه

وطلبنا من ربَّة البيت حلوى **** وسرقنا إذا استطعنا البقيَّه

كم هنئنا بمثل عيدك هذا **** فاصدحي بالرضى وعيشي هنيَّه

هو عيد الأطفال مثلك يا أختي **** وعيد الأبطال عيد البريَّه

ليس هذا عيدي ، فإن جراحي **** لم تزل يا حبيبة القلب حيَّه

ليس هذا عيدي ولكنَّ عيدي **** أن أرى أمتي تعود أبيَّه

احلام 07 - 05 - 2007 12:35

مشاهد من يوم القيامة
************************

وقفت جميع مشاعري تتأمل ...وفمي عن النطق المبين معطل

ما كنت في حلم ولا في يقظة... بل كنت بين يديهما أتململ

أرنو إلى الأفق البعيد فماأرى ... إلا دخانا تائهـا يتجول

وحشود أسئلة تجر ذيولها ... نحوي وباب الذهن عنها مقفل

أحسست أن إرادتي مسلوبة ... وشعرت أن مخاوفـي تترهل

وشعرت أني في القيامة واقف ... والناس في ساحاتها قد هرولوا

يسعون كالموج العنيف عيونهم ... مشدوهـة وعقولهـم لا تعقـل

والكون من حولي ضجيج مرعب ... والأرض من حولي امتداد مذهل

قد أخرجت أثقالها وتأهبـت ... للحشر وانكسر الرتاج المقفـل

والناس أمثال الفراش تقاطروا ... من كل صوب هاهنا وتكتلـوا

كل الجبال تحولت من حولهم ... عهنا وكل الشامخـات تزلـزل

وجميع من حولي بما في نفسهم ... لاه فلا معـط ولا متفضــل

كل الخلائق في صعيد واحـد ... جمعت فسبحـان الذي لايغفـل

وأقيم ميزان العدالـة بينهـم ... هـذا بـه يعلـو وذلك يـنزل

وتجمعت كل البهائم بعضهـا ... يقتص من بعض وربـك أعـدل

حتى إذا فرغ الحساب وأنصفت ... من بعضها نزل القضاء الأمثـل

كوني ترابا يا بهائم .. عندهـا ... صاح الطغاة وبالأماني جلجلـوا

يا ليتنا كنـا ترابـا مثلهــا ... يا ليتنا عـن أصلنـا نتحـول

هيهات لا تجدي الندامة بعدما ... نصب الصراط لكم وقام الفيصل

ومضيت أقرأ في الوجوه حكاية ... إجمالهـا عنـد الذكي مفصـل

ورأيت مالا كنت أحلم أن أرى ... حولي وقد كشف الستار المسدل

هذا هو النمرود يندب حظـه ... والدمع مـن هول المصيبة يهطل

وهناك فرعون المألـه نفسـه ... يسعى بغـير بصيرة ويولول

وهناك كسرى تـاه عند إيوانه ... مترنـح فـي سـيره متملمـل

وهناك قيصر نفسـه مكسورة ... وبقـلبـه ممـا يعانـي مرجـل

وهنا ابو جهل يراجع نفسـه ... عينـاه توحـي أنـه يتـوسـل

يارب أرجعنا لنعمـل صالحـا ... غير الذي كنـا نقـول ونعمـل

هيهات قد طوي الكتاب ألم يكن ... فيكـم نـبي بالهدايـة مرسـل

سبحان ربك هؤلاء جميعهـم ... كانـت لهـم دار هنـاك تبجـل

لكنهم كفروا بمن أعطاهــم ... ملكـا وعاثوا في البـلاد وقتلـوا

ورموا بشرع الله خلف ظهورهم ... عزلوه عن حكم الزمان وعطلـوا

جمع الطغاة هنا وقد هانوا علـى ... ربـي وعـد المؤمـن المتبتـل

وقفوا وآلاف الضحايا حولهـم ... فاليوم ينظر في الأمور ويبطل

واليوم يسعـد مؤمـن بيقينـه ... واليوم يشقى الفاسق المتحلل

واليوم يمتد الصراط فمسـرع ... نحو النعيم وزاحف متمهل

ومحمل بالذنب زلـت رجلـه ... فهوى ونار جهنم تستقبل

فأجلت طرفي ساعة فرأيت من ... أمر القيامة مايروع ويذهل

هذا أب يسعى إلـيه وحيـده ... وبمقلته ترقب وتـوسل

أبتاه أرهقني المسـير وحاجـتي .. شيء يسير لايمض ويثقل

شيء من الحسنات ينقذني وقـد ... خفت موازيني وفيك أؤمل

أنت الذي عودتني فيما مضـى ... بذلا ومثلك في المصائب يبذل

وإزور وجه أبيه عنه مـرددا ... نفسي أحق بما تقول وأمثـل

ومضى كسيف البال يسأل نفسه ... ماذا جرى لأبي .. أهذا يعقل ؟

وبدت له بين الجموع حليلة ... كانت تفضله وكـان يفضـل

وغدا يناديها رويدك زوجتي ... فأنا الحبيب وليس مثلك يجهل

ريحانتي أنسيت أيام الصبا ... أيام كنا من هوانـا ننهـل ؟

أنا من وهبتك في فؤادي منزل ... ماكان فيه لغير حبك منزل

شيء من الحسنات ينقذني وقد ... خفت موازيني وفيك أؤمـل

قالت له والهـم يشعـل قلبهـا ... لهبا وفي أحشائهـا يتغلغـل

عذرا فـأنت رفيق عمري إنمـا ... نفسي أحق بما تقول وأمثـل

ومضى كسيف البال حتى لاح في ... وسط الزحام خيال من لايبخل

أم رؤوم راح يركـض نحوهـا ... جذلا وهل بعد الأمومة موئل ؟

حملته في أحشائهـا وتحملـت ... من أجل راحته الذي لايحمـل

أمـاه ياأمـاه مـدي لي يـدا ... فلكم بذلت إذا أتيتك أسـأل

شيء من الحسنات ينقذني وقد ... خفت موازيني وفيـك أؤمـل

قالت له والدمع يغلب صـبرها ... نفسي أحق بما تقـول وأمثـل

ونقلت طرفي لحظة فرأيت مـا ... لاتستريح له النفـوس وتقبـل

بشر كأنهم الحوامل قد مشـوا ... مشيا ثقيـلا والمصيـبة أثقـل

من هؤلاء ؟ فقال من يدري بهم : ... أهل الربا بئس المقام المخجـل

أكلوا الربا جهرا ولم يتورعـوا ... عن أكله ومشوا إليه وأرملـوا

ماصدهم عن أكلـه بطلانـه ... وكذاك باطل كـل قـوم يبطـل

وأخذت ناحية أفكـر بالـذي ... يجري وأرسل ناظـري وأنقـل

ماذا أرى رجل يحيـط برأسـه ... طوق وفي رجليه قيـد محجـل

من ذلك الرجل التعيس ؟ فقال لي ... من عنده خـبر يقـين ينقـل

هذا الذي خان العهود وعاش في ... دنياه يغتصب الحقوق ويأكـل

يسطوا على مال الضعيف وأرضه ... واليوم يجـني ماثـراه ويحمـل

الشبر في الدنيـا يقابلـه هنا ... سبع من الأرضين بئس المحمـل

ورأيت قومـا يدعسون كأنـهم ... نمل وقد ذاقـوا الهوان وجللـوا

من هؤلاء البائسـون أراهـم ... هانوا ومن كتب الكرامة أعقلوا

فأجابني : هم كل مختـال لـه ... فيما مضى كـبر عليـه يعـول

وذهلت عنهم حين أبصر ناظري ... رجل يساق الى الجحيم ويعتــل

ووراءه امرأة يحيـط بجيدهـا ... حبل يلف مـن الجحيـم ويفتـل

من ذلك الرجل الشقي وهذه ... تجـري علـى أعقابـه وتولـول

هذا أبو لهب وزوجتـه الـتي ... كانت تجول على النـبي وتجهـل

وأخذت ناحية فـلاح لناظـري ... روض وأزهـار ونـور مقبـل

غرف بطائنهـا الحريـر وتربها ... مسك بماء المكرمـات مبلـل

ونساؤهـا حور فوجه مشـرق ... كالشمس ساطعة وطرف أكحل

أنهارهـا عسـل وخمـر لـذة ... للشاربـين وشربهـا لايثمـل

وبناؤها من فضـة من فوقهـا ... ذهب وعند الله ماهو افضـل

أقـل من فيهـا نصيبا حظـه ... أضعاف دنيانا وربـك يجـزل

رأيت فيها الساكنين ربوعهـا ... نحو الجنان وفي المنازل أنزلـوا

على الأرائك يجلسون حديثهم ... مستبشرين بما رأوه وحصلـوا

يتذكرون حوادث الدنيا الـتي ... صمدوا لها وعلى الإله توكلـوا

طوبى لكم هذي منازلكم فمـا ... خابـت مساعي من يجد ويعمل

أجلت طرفي في الوجوه فـلاح لي ... وجه بدا وكأنما هـو مشعـل

وجه الرسول يشع نورا صادقـا ... قد جاء في حلل السعادة يغفل

ورأيت أصحاب الرسول وقد مضوا ... نحو الجنان وفي المنازل أنزلـوا

ورأيت مؤمن آل فرعون الـذي ... نبذوا .. وصفحة وجهه تتهلل

والكوثر الرقراق لاتسـأل فمـا ... مثلي يجيب وليس مثلي يُسأل

نهر كأن الـدر يجـري بينـه ... أو أنه النور الذي يتسلسـل

سبحـان ربك هاهنا حصل الذي ... ماكان لولا فضل ربك يحصل

ورفعت طرفي لحظة فرأيت مـن ... لاشيء يشبهـه وليس يمثـل

نور تجلـى للخـلائـق كلهـا ... فتواضعـوا لجلالـه وتذللوا

وقعوا سجودا يلهجون بذكـره ... والكون بالصمت المهيب مكلل

سجدوا وأما المبطلون فحاولـوا ... أن يسجدوا لكنهم لم يفعلـوا

وصحوت من حلمي ونفسي بالذي ... شاهدت مؤمنة وعيني تهمـل

وشعرت أن مظاهر الدنيا الـتي ... لهوى ..مظاهر نشوة لا تكمـل

وعلمت ان الله يمهـل عبــده ... عطفـا عليـه وأنـه لا يهمـل

وهنا وقفت وفي فؤادي دوحـة ... تحنـو علي غصونهـا وتظلـل

هي روضة الإيمان يجري نهرها ... عذبـا ويشدوا في رباها البلبل

احلام 07 - 05 - 2007 12:36

ذات الوشــاح
**************

ذات الوشــاح
أزهارُ الوادي,.

تَبعَثُ عِطرَ شذاها

ورحيق الطَّلِّ,.

يُسَلسِلُ في الأغصانِ نَداها

أهدابُ الشمس,.

تُراقب خَيط رُؤاها

ورُؤاها ترسمُ وجهَ هواها

وهواها نارٌ,.

تحرق مَن خَلفِ البابِ,.

تُلَوِّحُ للشمس يَداها

وأمام البابِ عيونٌ,.

تُغمَضُ حين تَراها

قامتُها تسمع وَقع خطاها وخطاها تسمع هَمسَ ثراها

وثراها يُنشد لحن الخِصبِ,.

ويهتف حين يراها

من سرَّبَ في عينيها النومَ,.

ومن أغمض جَفنَ الليلِ عليها,.

مَن غطاها؟؟

ولماذا قبل طلوع الفجر دَعاها؟؟

وأباح لجيش الرُّعبِ حماها؟

مَن أسكنَ فيها الرُّعبَ,.

ومن أغواها؟؟

ولماذا امتص رحيق براءتها,.

ووراء جدار الحسرة ألقاها؟

مَن أطفأ شمعة بسمتها,.

ولماذا انقلبت شفتاها؟

مَن مزَّق فضل عباءتها

وبثوب الاغراء كساها؟

من أحرق قمح بيادرها

وبحب الحنظل غذَّاها؟

ولماذا عكَّر منبعها

وبكأس الأوهام سقاها؟

ولماذا اغتال محاسنها

بالصمت وعد خطاياها؟

مَن تلك، وكيف تحدِّثنا

عن أنثى نجهل فحواها؟

ولماذا صِرتَ تلاحقنا

بحكايا نجهل مغزاها؟

عمن تسألنا، عن ليلى

فلماذا تبعث ذكراها؟!

ولماذا لا تسأل قيسا

ليصور بعض سجاياها؟!

وليقرع باب قبيلتها

بالحب ليطلب لقياها

عمن تسألنا، عن لُبنَى

أو سُعدى او مَن والاها؟

مهلا,.

فسؤالي عن أخرى

يخفق بالحب جناحاها

حيرني وصف ملامحها

والشعر بعالمها تاها

عيناها,, كيف أصورها

والأفق الحالم عيناها

ربطت بالسحر ضفائرها

وعليه تلاقى جفناها

فكأن البدر استنسخها

وكأن الحسن تبناها

أسألكم عن ذات وشاحٍ

صبحها الرعب ومساها

تشكو والليل يلاحقها

يدفن في الظلمة شكواها

وأبوها يفتل شاربه

يغمض عينيه ويتباهى

وأخوها الأكبر يتغنى

في بلد الغربة بسواها

وأخوها الأوسط يتلهى

بنوادي الليل ويغشاها

وأخوها الأصغر يتلقى

زيف القنوات وطغواها

أما أبناء عمومتها

فقلوب تطفو بهواها

أسألكم عن أجمل انثى

رُفِعَت للخالق كفاها

شجر الزيتون موائدها

والتين المثمر حلواها

تضحك للشمس مآذنها

والبدر يتوق لنجواها

اسألكم عن ذات وشاحٍ

تمسك بالجمرة يُمناها

أنتم أخلفتم موعدها

ونقضتم بالذل عُراها

اسأل عن أجمل فاتنة

صوبها الغدر وأدماها

تشهد بالجرح مآذنها

ويحدِّث عنها أقصاها

والمسرى يسمع صرختها

ويكاد إلينا ينعاها

لو كان لها عين تبكي

لاجتاحت بالدمع رباها

عاشقة أسرف عاشقها

في الهجر، فمن يتولاها؟؟

احلام 07 - 05 - 2007 12:38

وقفــة أمام عام الحزن
********************

لمن يتدفَّق النَّغَمُ؟

وماذا يكتب القَلَمُ ؟!


ومَنْ ترثي قصائدُنا؟

وكيف يُصوَّر الألمُ؟


إذا كان الأسى لَهَباً

فقُلْ لي: كيف أبتسمُ؟


وقُلْ لي: كيف يحملني

إلى آفاقه الحُلُمُ؟


إذا كانتْ مَوَاجعُنا

كمثل النَّارِ تضطرمُ


فقُلْ لي: كيف أُطْفِئُها

وموجُ الحزن يَلْتِطم؟!


أَعامَ الحُزْنِ، قد كَثُرَتْ

علينا هذه الثُّلَمُ


كأنَّك قد وعَدْتَ المَوْت

َ وعداً ليس ينفصمُ


فأنتَ تَفي بوعدكَ،

وهوَ يمضي ـ مسرعاً ـ بِهِمُو


ألستَ ترى رِكَاب الموتِ

بالأَحباب تنصرمُ؟!


ألستَ ترى حصونَ العلمِ

ـ رَأْيَ العينِ ـ تنهدم؟


نودِّع ها هنا عَلَماً

ويرحل من هنا عَلَمُ


جهابذةُ العلوم مضوا

فدمعُ العين ينسجم


مضوا ـ وجميعُ مَنْ وردوا

مناهلَ علمهم ـ وَجَموا


تكاد الآلةُ الحًدْبَا

ءُ، والأَقدام تزدحِم


تطير بهم إلى الأعلى

وبالجوزاءِ تلتحمُ


أكادُ أقول: إنَّ الشِّعرَ،

لم يَسْلَمْ له نَغَمُ


وإنَّ عقاربَ الساعاتِ

لم يُحْسَبْ لها رقمُ


تشابهتِ البدايةُ والنهايةُ

واختفتْ "إرَمُ"


ونفَّــذ سَدُّ مَأْرِبَ كلَّ

ما نادى به "العَرِمُ"


هوى نجمُ الحديثِ كما

هوتْ من قبله قِمَمُ


وكم رجلٍ تموتُ بموتهِ

الأَجيــالُ والأُمَــــــــــمُ


أَناصرَ سُنَّة المختارِ،

دَرْبُــكَ قَصْــدُه أَمَـــمُ


رفعتَ لــواءَ سنَّـتنـا

ولم تَقْصُرْ بك الهِمَمُ


قَضَيْتَ العمرَ في عملٍ

بـه الأَوقــاتُ تُغْــتَـنَـمُ


خَدَمْتَ حديثَ خيرِ النَّاسِ،

لـم تسأمْ كمـن سئمـــوا


حديثُ المصطفى شُرِحَتْ

بــه الآيـــاتُ والحِكَــــــمُ


فنحن بنور سنَّتـــه

إلى القرآنِ نحتكـــمُ


خَدَمْتَ حديثَ خير النَّاسِ،

لم تُنْصِتْ لمن وَهِمـــــُوا


ولم تُشْغَلْ بما نثروا

من الأهواءِ أو نظموا


سَلِمْتَ بعلمك الصافي

من "البَلْوَى" وما سَلموا


غَنِمْتَ بما اتجهْتَ له

ومَنْ نشروا الهدى غَنموا


ومَنْ جعل العُلا هَدفاً

فلن ينتابَه السَّأَمُ


أَناصرَ سنَّة الهادي

سقاكَ الهاطلُ العَمَمُ


بكتْكَ الشَّامُ ـ وَيْحَ الشَّامِ ـ

أخفــتْ بَـــدْرَها الظُّـــلَمُ


وخيَّم فوق "أَرْدُنِها"

سحابٌ غـَيْــثُـــه الأَلمُ


بكتْ "ألبانيا" لعبتْ

بها أحقادُ من ظلموا


وعشَّش في مرابعها

بُغاثُ الطير والرَّخَمُ


بكاكَ المسجدُ القُدْسيُّ

والمدَنيُّ، والحَرَمُ


بكتْكَ سلاسلُ الكتبِ

التي كالدُّرِّ ، تنتظم


فسلسلةُ الأحاديث

التي صحَّتْ لمن فهموا


وسلسلةُ الأحاديث

التي ضَعُفَتْ لمن وَهموا


وتحقيقُ الأسانيد

التي ثبتتْ لمن علموا


علومٌ كلُّها شَرَفٌ

تعزُّ بعزِّها القِيَمُ


أناصرَ سنَّةِ الهادي

لنا من ديننا رَحِمُ


لقيتُكَ دونَ أن ألقاكَ،

تُورق بيننا الشِّيَمُ


لقيتُكَ في ظِلالِ العلمِ

والأزهارُ تبتسم


تجمِّعنا محبَّةُ خير

مَنْ سارتْ به قَدَمُ


خَدَمْتَ جَلال سنَّته

فيا طُوبى لمن خَدَموا


رحلْتَ رحيلَ مَنْ أخذوا

من الأمجادِ واقتسموا


كأنَّك لم تُدِرْ قلماً

ولم يُجْرِ الحديثَ فَمُ


حزنَّا، كيف لم نحزنْ

وشِرْيانُ القلوبِ دَمُ؟


ولكنَّا برغم الحزنِ

لم يشطحْ بنا الكَلِمُ


نعبِّر عن مَواجعنا

وبالإسلام نلتزمُ


ولولا أنَّ أَنْفُسَنا

بربِّ الكون تعتصمُ


لَمَاجتْ بالأسى وغدتْ

أمام الحزن تنهزم

احلام 07 - 05 - 2007 12:38

غـــريــب
*************

غريب وأوطاني تُداس وأمتي ***** تعاني وموج الظلم يشتد صائله

غريب وهل في هذه الدار منزل؟ ***** لمن في سواها تستقر منازله

ألا ليت شعري يا بلادي متى أرى ***** خميساً من الأبطال سارت جحافله

يجَّمعنا شرع حكيم وسنّة ***** فيبدوا لنا زيف الضلال وباطله

أقافلة الإسلام هيا تحفزي ***** وسيري فإن الشر سارت قوافله

أيا أمتي قد يأنس المرء بالهـوى ***** ويشتاق للدنيا وفيها مشاغلُه

ويمضي مع الأيام يشدو بحبها ***** وفيها ولو يدري تقيم مقاتله

غريب .. ختار الحياض وماؤها ***** غثاء وحوض الدين تصفو مناهله

وكم من صديق تحسب الخير قصده ***** فتبدو على مر الليالي مهازله

ومن سار في الدنيا بغير طريقة ***** فقد بات والأوهام سم يداخله

تناول من الأغضان ما تستطيعه ***** ودعك من الغصن الذي لا تطاوله

احلام 07 - 05 - 2007 12:39

تألقي يا حروف الشعـر
*******************

لا تُطفئي شمعة لا تُغلقي بابا **** فمـذ عرفتك وجه الفجر ما غابا

ومذ عرفتك عين الشمس ما انطفأت **** ومذ عرفتك قلب الحب ما ارتابا

ومذ عرفتك ريح الخوف ما عصفت **** ومذ عرفتك ظن الشعر ما خابا

تزينت لك أشعاري فكم سكبت **** عطراً ، وكم لبست للحب أثوابا

وكم أثارت جنون الحرف فـارتحلت **** ركابه في مدى شعري وما آبا

تألقي يا حروف الشعر واتخذي **** إلى شغاف قلوب الناس أسبابا

وصافحي لهب الأشواق في مهج **** محروقة واصنعي للحب جلبابا

وسافري في دروب الذكريات فقد **** ترين ما يجعل الإيجاز إسهابا

وصففي شعر أوزاني فقد عبثت **** بشعرها صبوات الريح أحقابا

وعانقي فوق ثغر الفجر أغنية **** كتبتها حين كان الفجر وثابا

وحين كانت شفاه الطل منشدة **** لحناً يزيد فؤاد الروض إطرابا

وحين كان شذى الأزهار منطلقاً **** في كل فج وكان العطر منسابا

تألقي يا حروف الشعر واقتحمي **** كهف المساء الذي ما زال سردابا

ومزقي رهبة في البدر تجعلـه **** أمام بوابة الظلماء بوابا

وخاطبي قلبي الشاكي مخاطبة **** تزيده في دروب العزم أدرابا

يا قلب يا منجم الإحساس في جسد **** ما ضـل صاحبه درباً ولا ذابا

قالوا أطالت يد الشكوى أظافرها **** وأقبلت نحوك الآهات أسربا

وأشعل الحزن في جنبيك موقده **** وأغلقت دونك الأفراح أبوابا

ماذا أصابك يا قلبي ألست على **** عهدي يقيناً وإشراقا وإخصابا

حددت فيك معاني الحب ما رفعت **** إليك غائله الأحقاد أهدابا

صددت عنك جيوش الحزن ما نشأت **** حرب ولاحرك الباغون أذنابا

ولا تقرب منك اليأس بل يئست **** آماله فانطوى بالهم وانجابا

فكيف تغرق في بحر جعلت على **** أمواجه مركباً للصبر جوابا

أما ترى موكب الأنوار كيف غدا **** يعيد نحوي من الأشواق ما غابا

وينبت الأرض أزهاراً ، ويمطرها **** غيثاً ويجعل لون الأفق خلابا

انظر إلى الروض يا قلبي فسوف ترى **** ظـلاً وسوف ترى ورداً وعنابا

قال الفؤاد أعرني السمع لست كما **** تظن أغلق مـن دون الرضا بابا

لكنها نار الحزن ، كيف يطفئها **** صبر وقد أصبح الإحساس شبابا

يزيدها لهباً دمعُ اليتيم بكى **** فما رأى في عيون الناس ترحابا

وصوت ثكلى غزاها الليل فانكشفت **** لها المآسي تحـد الظفر والنابا

نادت ، ونادت فلم تفرح بصوت أخ **** يحنو ولا وجدت في الناس أحبابا

وأرسلت دمعة في الليل ساخنة **** فأرسل الليل دمع الطل سكابا

ضاعت معالم بيت كان يسترها **** عن الذئاب ، وأمسى روضها غابا

فكيف تطلب تغريد البلابل في **** روض يُشيع به الطغيان إرهابا

هون عليك فؤادي لست منهزما **** حتى أراك أمام الحزن هيابا

هون عليك فؤادي واتخذ سببا **** إلى التفاؤل ،واترك عنك ما رابا

وقل لمن بلغ الإحساس غايته **** منهما ، فما عاد مكسوراً ولا خابا

لاتُطفئي شمعة يا من أبحت لها **** حمى فؤادي ، فإن الليل قد آبا

أما ترين ضياء الشمس كيف بدا **** مستبشراً ، فحماه الليل وانجابا

لكنها لم تطاوع يأسها فمضـت **** تخيط من نورها للبدر جلبابا

ما حركت شفة غضبي ولا شتمـت **** وما أثارت على ما كان أعصابا

مضت على نهجها المرسوم في ثقة **** وأعربت عن سداد الرأي إعرابا

لو أنها شغلت بالليل تشتمه **** لما رأت في نجوم الليل أحبابا

كذلك الناسُ لو لم يفقدوا أمـلاً **** واستمنحي رازقاً للخلق وهابا

فعندها سترين الأفق مبتسماً **** والشمس ضاحكة والفجر وثابا

احلام 07 - 05 - 2007 12:41

الــبــاحــة اليوم
***********

صوتي لصوتك يا قلبي الحنون صدى **** فاهتف بلحن الرضى واجعل أساك فدى

أنخْ هنا ركبك الساري، فأنت على **** أرض ستُنبت أزهار الهناء غدا

أسمعْ رُبى غامدٍ لحناً، تردّده **** زهرانُ، فالدّرب صار اليوم متّحدا

إنّي حفرتُ روابي الشعر، أزرعها **** حباً، وصدقاً وللإنسان ما قصدا

يا فهدُ .. ها أنت والأزهار راقصة **** من حولنا تزدهي حبا لمن وفدا

الباحةُ – اليوم – لحن سوف أنشده **** شعراً، وتُنشدُه هذي الرُّبى أبدا

أرضيتها بلقاء، سوف يحفظه **** تاريخها زمنا، لا يعرف العددا

سمعتُ أزهارها تحكي، وقد حلفت **** بالله صدقا، إذا أحسنتم المددا

لتصبحنّ مثال الحسن في بلد **** لكم محاسنه ... أنعم به بلدا

وعدتُ قلبي بحلم كنتُ أرقبه **** إنّ الفتى من يفي دوماً بما وعدا

وها أنا اليوم ألقي الشعر تسمعني **** ربوعها، وأرى في ربعها فهدا

شعرا يعيش على أنغامه أملي **** ويقتل اللحن فيه الحزن والكمدا

يشدو به "حُزنةُ" العالي، وينقله **** لحناً شجياً إلى كل الربوع "شدا"(1)

أفنيتُ فيها شباب الحرف أنظمه **** وصفاً لها. كلما قرّبته ابتعدا

يا بلبل النغم العذب الذي غرست **** ألحانه عبر هاتيك الرّبوع صدا

إن كنت تشدو على أغصانها فعلى **** غصون قلبي عصفور الهناء شدا

يا شعر غرّد على أيك المشاعر في **** صدق فقد يؤنسُ التغريد من وجدا

هذا اللقاء الذي نحياه، ينقلني **** إلى زمان، أضاء المشرقين هدى

رأيت فيه رسول الله، يملؤه **** عدلا، وكان لمن يحتاجه سندا

وقد رأيت به الصدّيق ممتثلاً **** كما رأيت به الفاروق متّقدا

ولم تزل تسمع الأيام صرخته **** ويشرب الدهر منها عزّة وفدى

قد قالها عمر الفاروق في ثقة **** بالله، يمهرها الأموال والولدا

فلو تعثّر في صنعاء راحلة **** براكب، كنت مسئولا ومنتقدا

من حقّق النصر في بدر ومن جعل **** الأحزابَ، بالرغم من إحكامها، بددا؟

ومن طوى الأرض للإسلام طائعه **** إلا الذي لم يزل في حكمه أحدا

إنا نكوّن بالإسلام رابطة **** مهما اختلفنا فقد صرنا بها جسدا

لو اشتكى كدرا ماءُ الخليج شكا **** منه الفرات، ولم ينس الأسى بردى

ليس التزمّت طبعاً في عقيدتنا **** ولا التّحلّل .. إنّا نبتغي رشدا

وليس من يمتطي للمجد همّته **** كمن قضى عمره لهوًا فضاع سُدى

لا يعرفُ الحرّ إلا من تعامُلهِ **** ولا الشجاع الفتى إلا إذا صمدا

قد يغرق المرء في لذّاته، ويرى **** دنياه نشوى ويأتي عيشُه رغدا

حتى إذا ما تمادى في غوايته **** تبدّلت حاله بعد الرضى نكدا

مهما غفا الناس إعراضاً فلن يجدوا **** من دون ربهم الرحمن ملتحدا

في كل ذرّة رمل من جزيرتنا **** معنى من العزّ، بالبشرى يسيل ندى

تمّت لنا نعم الرحمن في بلد **** كالمنهل العذب، كم من ظامئ وردا

إليه تهفو قلوب المسلمين على **** بُعد المسافات، والإسلام منه بدا

دستورنتا الحق، لا نرضى به بدلا **** به نسـير إلى أهدافـنا صُعُدا

فبالهدى نجعل الأيّام ناعمةً **** تزهو.. وإن أحكمتْ أعداؤنا العُقدا

نمضي بإيماننا، و الله يكلؤنا **** ما خاب من مدّ لله الكريم يدا

احلام 07 - 05 - 2007 12:42

قــالوا تطرف جيلنــا
*****************

صبح تنفس بالضياء وأشرقا **** الصحوة الكبرى تهز البيرقا

وشبيبة الإسلام هذا فيلق **** في ساحة الأمجاد يتبع فيلقا

وقوافل الإيمان تتخذ المدى **** دربا وتصنع للمحيط الزورقا

وحروف شعري لا تمل توثبا **** فوق الشفاه وغيب شعري أبرقا

وأنا أقول وقد شرقت بأدمعي **** فرحا وحق لمن بكى أن يشرقا

ما أمر هذه الصحوة الكبرى **** سوى وعد من الله الجليل تحققا

هي نخلة طاب الثرى فنما **** لها جذع قوي في التراب وأعذقا

هي في رياض قلوبنا زيتونة **** في جذعها غصن الكرامة أورقا

فجر تدفق من سيحبس نوره **** أرني يدا سدت علينا المشرقا

يا نهر صحوتنا رأيتك صافـيا **** وعلى الضفاف رأيت أزهار التقى

ورأيت حولك جيلنا الحر الذي **** فتح المدى بوابة وتألقا

قالوا تطرف جيلنا لما سما **** قدرا وأعطى للبطولة موثقا

ورموه بالإرهاب حين أبى الخنى **** ومضى على درب الكرامة وارتقا

أو كان إرهابا جهاد نبينا **** أم كان حقا بالكتاب مصدقا

أتطرف إيماننا بالله في عصر **** تطرف في الهوى وتزندقا

إن التطرف ما نرى من غفلة **** ملك العدو بها الزمام وأطبقا

إن التطرف ما نرى من ظالم **** أودى بأحلام الشعوب وأرهقا

لما رأى جريان صحوتنا طغى **** وأباح أرواح الشباب وأزهقا

ما زال ينسج كل يوم قصة **** تروى وقولا في الدعاة ملفقا

إن التطرف أن يسافر مسلم **** في لهوه سفرا طويلا مرهقا

إن التطرف أن نرى من قومنا **** من صانع الكفر اللئيم وأبرقا

إن التطرف أن نبادل كافرا **** حبا ونمنحه الولاء محققا

إن التطرف أن نذم محمدا **** والمقتدين به ونمدح عفلقا

إن التطرف أن نؤمن بطرسا **** وهو الذي من كأس والده استقى

إن التطرف وصمة في وجه من **** جعلوا صليبهم الرصاص المحرقا

إن التطرف في اليهود سجية **** شربوا به كأس العداء معتقا

إن التطرف أن يظل رصاصنا **** متلعثما ورصاصهم متفيهقا

يا من تسائلني وفي أجفانها **** فيض من الدمع الغزير ترقرقا

وتقول لي رفـقا بنفسك إننا **** نحتاج منك الآن أن تترفقا

أو ما ترى أهل الضلالة أصبحوا؟ **** يتعقبون شبابنا المتألقا

لا تجزعي إن الفؤاد قد امتطى **** ظهر اليقين وفي معارجه ارتقى

غذيت قلبي بالكتاب وآيه **** وجعلت لي في كل حق منطقا

ووطئت أوهامي فما أسكنتها **** عقلي وجاوزت الفضاء محلقا

أنا لا أخدر أمتي بقصائد تبني **** على هام الرياح خورنقا

يسمو بشعري حين أنشد صدقه **** أخلق بمن عشق الهدى أن يصدقا

أوغلت في حزني وأوغل في دمي **** حزني وعصفور القصيدة زقزقا

أنا يا قصيدة ما كتبتك عابثا **** كلا ولا سطرت فيك تملقا

عيني وعينك يا قصيدة أنورا **** دمعا وشعرا والفؤاد تحرقا

قالوا قسوت ورب قسوة عاشق **** حفظت لمن يهوى المكان الأعمقا

بعض الرؤوس تظل خاضعة فما؟ **** تصحو وما تهتز حتى تطرقا

خوان أمته الذي يشدو لها **** بالزيف والتضليل حتى تغرقا

خوان أمته الذي يرمي لها **** حبلا من الأوهام حتى تشنقا

كالذئب من يرمي إليك بنظرة **** مسمومة مهما بدا متأنقا

شتان بين فتى تشرب قلبه **** بيقينه ومن ادعى وتشدقا

شتان بين النهر يعذب ماؤه **** والبحر بالملح الأجاج تمذقا

إني لأعجب للفتي متطاولا **** متباهيا بضلاله متحذلقا

سلك العباد دروبهم وهو الذي **** ما زال حيران الفؤاد معلقا

الشمس في كبد السماء ولم يزل **** في الشك في وضح النهار مطوقا

النهر يجري في القلوب وماؤه **** يزداد في حبل الوريد تدفقا

وأخو الضلالة ما يزال مكابرا **** يطوي على الأحقاد صدرا ضيقا

يا جيل صحوتنا أعيذك أن أرى **** في الصف من بعد الإخاء تمزقا

لك من كتاب الله فجر صادق **** فاتبع هداه ودعك ممن فرقا

لك في رسولك قدوة فهو الذي **** بالصدق والخلق الرفيع تخلقا

يا جيل صحوتنا ستبقى شامخا **** ولسوف تبقى بالتزامك أسمقا

سترى رؤى بدر تلوح فرحة **** بيمينها ولسوف تبصر خندقا

سترى طريقك مستقيما واضحا **** وترى سواك مغربا ومشرقا

فتحت لك البوابة الكبرى فما **** نخشى وإن طال المدى أن تغلقا

إن طال درب السالكين إلى العلا **** فعلى ضفاف المكرمات الملتقى

وهناك يظهر حين ينقشع الدجا **** من كان خوانا وكان المشفقا


الساعة الآن 04:51.

Powered by vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
ترقية وتطوير: مجموعة الدعم العربى
جميع الحقوق محفوظه لمدينة الاحلام ©


SEO by vBSEO