منتديات مدينة الاحلام - الوطنيون على الأبواب

الوطنيون على الأبواب
http://www.eatilaf.com/articles/1.jpg
خالد الجبوري

أصبح واضحا للجميع داخل العراق وفي والعالم أجمع ما يمر به هذا البلد العريق من صعوبات وكوارث بسبب الصراع السياسي والحزبي ومن محاولات جر مجتمعه المتماسك أصلا إلى طروحات طائفية وعرقية ومحاصصة على المستويات كافة وتدخل الدول الإقليمية في مقدراته ، فتشخيص الخلل نصف العلاج كما يقولون .. ولهذا كله نرى المشروع الوطني الذي يدخل الانتخابات يجب أن يحتوي على برنامج اجتماعي واقتصادي وسياسي يتمتع برؤية شاملة مغايرة تماما لكل الطروحات الضيقة التي لا تمتلك المشروع الإصلاحي ،فالتغيير الوطني أصبح ضرورة ملحة لإعادة بناء العراق ، على أسس صحيحة ومتكاملة ، ليعود العراق متبؤا المركز الذي يليق به كبلد عظيم وشعب متميز وحضارة عريقة ضمن المنظومة العالمية .
إن المشروع الوطني الذي يجب أن تمنحه الجماهير صوتها في الانتخابات القادمة أن يكون مشروعا لكل العراقيين بدون تمييز وهو يتبنى الوطنية فكرا والانتماء للوطن الواحد شعبا وأرضا ًويسعى للتغيير بل وتقديم الشخصيات الوطنية التي تؤمن بأن العراق الوطن والشعب هو عراق موحد و هو لجميع العراقيين ... ويجب أن يركز المشروع على ثلاثة عناصر أساسية :
العنصر الأول هو الكفاءة لأنها تنبع من المهنية ووضع الاختصاص في المكان المناسب لأجل البناء وعندما نقول الكفاءة يعني إيجاد العنصر الذي يريد أن يعمل ويخدم للمصلحة العامة ..
العنصر الثاني هو النزاهة وهو المشترك الثاني للمشروع الوطني فلا يمكن للكفوء ذو الخبرة المهنية أن يمد يده للمال العام بأي حال من الأحوال وهذا ما ينشده كل حريص على أموال وثروات البلد فالنزاهة الحقيقية هي التي تعطي الكفاءة فرصة النجاح الناجزة ..
والعنصر الثالث هو الوطنية .. فسمة الوطنية يجب أن تكون ممزوجة بدماء صاحب الكفاءة النزيه لأنه يعمل ويسخر إمكاناته من اجل بلده وشعبه لأنه وببساطة يكون قد رضع من ثدي دجلة والفرات وانه عشق تراب هذه الأرض وذاق طعم ملحها واستنشق عبير تربتها وانه قطعة من كبدها بل هو ابنها البار يقلقه ما يلحق بها من مآسي وويلات ويقض مضجعه ما يراد لها من مخططات ومشاريع مشبوهة ..
فالمحاور الثلاث يصب بعضها في بعض ولا ينفك بعضها عن البعض وإلا فما فائدة الكفاءة إن لم تكن مزينة بالنزاهة وما فائدة الكفاءة وان كانت نزيه ولكنها لا توالي أبناء جلدتها ولا يهز ضميرها ما يجري على بلدها وان لم تكن وطنية فهي ابعد عن النزاهة وان تبجحت بالنزاهة إلا أنها قد أهدرت ثروات البلد إلى الغير إلى غير مستحقيها ..
وفي الختام يا شعبي العظيم كفى صمتا .. ودع صوتك المدوي يهز الآفاق من اجل التغيير هذه المرة فهؤلاء الوطنيون ينتظرون على أبواب قلعتك التي شيدتها سواعد أبناءك أصحاب الحضارة الذين علموا الدنيا كيف تخط الحروف عندما كانت الأمم غارقة في مستنقعات الجاهلية وكانوا أول من سنّ قوانين في زمن كان المتوحشون يحتسون كؤوس العدم .. فلا تدع صوتك هذه المرة إلا وهو يهتف لهم وحدهم وينشد لهم لحن الحرية والخلاص .. فهؤلاء أبناءك الحقيقيين يقفون لكي تختارهم وتقدمهم .. أبنائك الذين لم يخذلوك عندما ألمت بك المحن ولم يكذبوك عندما كفر الآتون من وراء الخداع والوهم والسراب برسالاتك وهموا أن يبيعوا بثمن بخس سمواتك المقدسة على أبناء الشياطين ....