stc ماذا عن هيئة الاتصالات؟!
 

راشد محمد الفوزان
مساء الجمعة الماضية وصلتني رسالة وكل عملاء stc السعودية رسالة تحمل مضمونا أن كل المكالمات ستكون مجانا للجوال والهاتف لأصحاب الفواتير المفوترة ستصبح مجانا بدءا من أمس السبت إلى آخر ما عمل الإعلان والحملة الترويجية التي أصبحت الآن باطلاع الجميع. لا يهم ما هي حسابات الاتصالات السعودية حول هذا العرض الخيالي وغير المسبوق حتى الآن على مستوى العالم كما تؤكد الشركة. ما يعنيني الآن أنني طالبت بمقالة سابقة أن تبدأ هيئة الاتصالات السعودية بفتح المنافسة على الأسعار والبقاء للأفضل من خلال عدم وضع حد أدنى للأسعار وهو ما ترفض هيئة الاتصالات القيام به حتى الآن وبتأكيد من معالي محافظ هيئة الاتصالات وحواري الشخصي معه والذي ساق أسبابا عدة ترى الهيئة أنها مهمه ولا تتنازل عنها من جودة خدمة والمحافظة عليها، وأيضا لطبيعة الشركات الجديدة التي تكبدت أموالا ضخمة كقيمة رخصة، وكأن هذه رسالة أن المستهلك هو من سيتحمل تكلفة هذه الرخصة، حين طالبت برفع الحد الأدنى وإلغائه من المنافسة السعرية كان الهدف الأساسي هو خدمة للمستهلك وأن الجودة حين تتردى سيكون المستهلك له الحق بتغيير الشركة والمنافسة ستشتعل وكل ذلك من صالح المستهلك، ونقدر أن لهيئة الاتصالات نصيباً من الإيرادات سيتأثر ولكن من باب أولى خدمة المستهلك في ظل هوامش ربحية هائلة لقطاع الاتصالات تصل سنويا ما يفوق 20 مليار ريال وهو يوازي دخل شركة الكهرباء بكاملها (نلحظ هذا ربح وهذا إيراد) وحين نرى إيراد وزارة المياه بمبلغ لا يتجاوز ملياراً واحداً فقط وأكد لي ذلك وزير المياه والكهرباء باتصال هاتفي وشخصي، الآن شركة عملاقة وكبيرة والأكبر عربيا كقيمة تعلن عن تقديم عرض لم يحدث مسبقا وهو مكالمات مجانية لمدة شهر وبوقت حساس جدا إجازة حج وعيد الأضحى وموسم حج ولعشرين مليون عميل، لم استوعب العرض لقوتة حقيقة واتصلت وسألت قبل يوم السبت وفعلا كان حقيقياً فالاتصالات السعودية تؤكد هذا الخبر، وكانت قبلها قدمت عرض 5 دقائق وبعدها مجانا قبل سنة تقريبا، وأركز هنا على خدمة العملاء للشركة ولا أتحدث عن الأثر المالي فالشركة لها حساباتها وهي تحقق رغم كل ذلك أعلى ربحية، طبعا سيكون التشكيك للبعض من المستخدمين هو المقدم والأحكام المسبقة وتفسيرات ومبررات لإظهار أن العرض تشوبه شائبة، ولكن أي شائبة تشوب العرض وهو مجاني تماما وبلا شروط. شركة الاتصالات السعودية تقدم "رسالة" مهمة وبليغة لهيئة الاتصالات أننا كقطاع نستطيع أن نقدم أسعاراً منافسة وهناك فرصة هائلة لخدمة العملاء وأن الأسعار ممكن أن يعاد النظر بها يا هيئة الاتصالات، وشركة الاتصالات اختارت وقتا هو الأصعب كذروة وتحد كبير، فماذا سيكون موقف هيئة الاتصالات الآن وهذه العروض الخيالية تحدث من تحت يديها وبمعرفتها، قد لا يرضي هذا القرار هيئة الاتصالات ولكنه قانوني فهو عرض محدد الوقت والزمن وستفقد هيئة الاتصالات دخل 16% لمدة شهر، ولكن كم ربح ووفر المواطن لشهر واحد، والهيئة منذ عشر سنوات وهي تحصل على 16% سنويا من الإيرادات، سنرى من الأكثر قدرة تحمل الهيئة أم المواطن المحدود الدخل، شكرا للاتصالات السعودية وأتمنى يكون محفزا للمنافسين بخدمة أفضل وأسعار منافسة، بدأت المنافسة وعام 2010 سيحمل الكثير من المفاجآت بين الشركات الاتصالات.