منتديات مدينة الاحلام

منتديات مدينة الاحلام (http://m.dreamscity.net/)
-   القسم ألاخباري (http://m.dreamscity.net/f5.html)
-   -   مستوى الوعي لدى العراقيين ......بين الشك والحقيقة (http://m.dreamscity.net/t22064.html)

ابوبنين 14 - 11 - 2009 21:49

مستوى الوعي لدى العراقيين ......بين الشك والحقيقة
 
مستوى الوعي لدى العراقيين ..............بين الشك والحقيقة


الكاتب د.أمين الشط

ان البعض يتمادى في تشككه بوعي العراقيين ومستوى ادراكهم لمجريات الامور , سواء على الساحة العراقية الداخلية , او في المحيط الاقليمي او على المستوى العالمي .. وينزل بتقييمه لهم الى مستوى اعتبارهم قطعان يسيرون مغمضي العيون بلا عقول تتحرك .. وتتحكم بهم الغرائز ورواسب الماضي بكل الوانها وتبعاتها .. مما يسهل انقيادهم الي حيث يريد اللاعبون على الساحة العراقية .. ولكن الحقيقة غير ذلك تماما .
فالمتابع للشأن العراقي ويعيش بين العراقيين , ويحتك بمختلف الشرائح والفئات الاجتماعية لكافة التصانيف والتراكيب , وعلى امتداد الفترات السياسية المتعاقبة منذ العهد الملكي حتى اللحظة التي نعيشها الان , يرى ان العراقيين , وحتى البسطاء منهم , لهم من الوعي والادراك لما يجري على ساحتهم الداخلية , ولو بدرجات متفاوتة , الاانهم يمتلكون القدرة على المتابعة لمجريات الامور وتحليلها ومعرفة حقيقتها وعواملها واهدافها ..
حقا , ان طبيعة الانظمة التي توالت على حكم العراق , والاساليب التي اعتمدتها في التعامل مع العراقيين , كان لها الاثر البالغ والرئيس في تحديد مواقف العراقيين لما يجري على الساحة , وتحديد المساحة المسموح بها لابداء ارائهم والتعبير عما يدورفي عقولهم وخواطرهم .. ان العقود الثلاثة المظلمة التي عاشها العراقيون في ظل حكم نظام البعث الارهابي , لاسيما خلال فترة وجود المقبورصدام في موقع رئاسة الجمهورية , الذي كان فيها الامن السياسي وامن صدام هو الكل في الكل في حياة العراقيين , وهو من المحرمات المطلقة التي لاتمس او لايجوز التفكير بها , والموت هو المصير المحتوم لكل من يحاول الدخول الى هذه الدائرة الحمراء .. او حتى الاشارة اليها .. الى درجة ان الناس في توجس وخوف رهيب من كل شخص مهما كانت علاقته , وفي البيوت كانوا يخافون من اطفالهم خشية ان ينقلوا ما يدور من همسات في البيت الى الاخرين ومن ثم تصل الى ازلام النظام والنتيجة معروفة .. فصار الناس يسمون اطفالهم برجال الامن .. كان الناس يخافون من كل شئ , والمثل السائد انذاك ( ان للحيطان آذان ) .. واستمر الخوف وارتداداته الى مابعد سقوط النظام , لان الآثارالبليغة التي تركها النظام في نفوس العراقيين التي تغلغلت في اعماق شخصياتهم وتكوينها النفسي , ليست من السهولة التخلص منها في فترة وجيزة .. ورغم كل هذا التعسف والاضطهاد وتكميم الافواه وغسل العقول , في ظل النظام السابق , فقد كان الناس على وعي عال وادراك كبير لتفاصيل الامور , ولديهم القدرة العالية في التحليل والمناقشة , فيما لو اتيحت لهم الفرصة والاطمئنان لبعضهم البعض , وهذه حال مختلف الشرائح الاجتماعية ..
وفي عهد العراق ( الجديد ) , كان ينبغي ان تنقلب الصورة رأسا على عقب في كل تفاصيل الحياة الاجتماعية والسياسية في البلد , واولها حرية الرأي , وهذا ماكان يعيش على حلمه العراقيون قبل السقوط .. ولكن الذي صار بعد السقوط , انه ظهرت على الساحة العراقية قوى وتيارات واحزاب وعناصر ماانزل الله بها من سلطان . وفي ظل الانفلات الامني والفوضى , ضاع الناس في خضم الصراعات والتكالب على المغانم , فهدرت الحقوق وانتهكت الحرمات واستبيحت الحريات ,و صارالناس في خشية وحذر لان القوى قد تعددت على الساحة , وكل يوجه سهامه لكل من يحاول المساس بالساحة التي يسيطر عليها , فكريا او عقائديا او سياسيا وحتى مغانميا .. فسادت عند الناس مقولة مفادها , اذا كان ايام النظام السابق حزب واحد وجهة واحدة تكمم الافواه وتقتل الحريات , اصبح في العراق الجديد احزاب وتيارات وقوى لاحصر لها تقوم مقام النظام الصدامي في ممارسة الظلم والاستبداد واضطهاد الناس واعتماد مختلف الاساليب للتسلط والتحكم بمقدراتهم , وصار القتل والاختطاف والابتزاز بأنواعه من الوسائل القذرة المباحة على الساحة .. واصبح شذاذا الآفاق والافاكين والقتلة والسفلة وحثالات البشر هم الذين يتحكمون بمصير الناس في ارواحهم وممتلكاتهم وحرياتهم ومعتقداتهم ..
وفي ظل هذ الظروف القاسية التي جعلت بعض العراقيين مضطرين ان يترحموا على ابشع نظام عرفته البشرية .. كان العراقيون على مستوى عال من الوعي والادراك لما يجري على ساحتهم الداخلية وما يحيط بهم من اجواء اقليمية وعالمية , وما يخطط لهم في الظلام .. ورغم كل هذه الاجواء الظلامية , ترى الناس ورغم التحفظات بدافع الخوف , يعبرون عن ارائهم وتحليل معطيات الواقع المؤلم ومآل الامور مستقبلا .. وبعد انحسار موجات الانفلات العاتية , وانكسار الاحزاب لاسيما الدينية في الانتخابات المحلية التي كانت تتحكم في الساحة الداخلية , وتراجع التأييد الشعبي لها الى حد كبير بحيث اصبحت معزولة في المجتمع بحالة يرثى لها , نتيجة الاستهتار الذي مارسته عناصر هذه الاحزاب الطفيلية الانتهازية الجاهلة المتخلفة .. واستغلت الدين ابشع استغلال , فاساءت له اسوء اساءة , وشوهت صورته ومعتقداته وشعائره .. وراحت تستخدم الدين سيفا مسلطا على رقاب الناس لاضطهادهم والتلسط عليهم , وتكميم افواه الناس ولجم حرياتهم بسلاح القداسة التي أسئ استخدام هذه المفردة مما افقدها مضمونها ورمزيتها وتهاون الناس بها الى حد كبير .. وفي هذه الايام اخذ الناس يعبرون عن ارائهم وقناعاتهم ويناقشون مجريات الامور في تحاليل تبعث على الاعجاب والدهشة والارتياح .. ففي اي مكان او مجال تصادف فيه الناس من مختلف الشرائح حتى البسطاء منهم , تراهم يطرحون مواضيع الساعة وما يجري على الساحة العراقية من امور واحداث , وتقييم العملية السياسية والاعيبها وملابساتها واهدافها واللاعبين فيها والقوى والتيارات التي تتحرك عليها والايادي الخفية التي تحركها , والموقف من الانتخابات القادمة وتقييمها وما سوف تؤول اليه من نتائج , وكل ما يتعلق باوضاع العراق السياسية والاقتصادية والامنية والاجتماعية .. نجد هذا التناول والمقاربات في سيارات الاجرة وعند محلات الحلاقة والمحلات التجارية والمقاهي ومعارض السيارات وفي المدارس والجامعات وبقية المؤوسسات الحكومية وفي الشارع والبيوت , وفي كل مكان يتواجد فيه العراقيون من مختلف المستويات والشرائح الاجتماعية . واصبح الناس لايبالون بطرح آرائهم وقد كسروا حاجز الخوف , وانتقاداتهم القاسية تتوجه نحو كل الجهات ولكل المستويات , مما يجعل المرء في ارتياح واطمئنان لما وصلت اليه حالة الوعي لدى العراقيين في الداخل , مما له انعكاساته الايجابية على الواقع العراقي حاضرا ومستقبلا , ويجعل صوت العراقي المفتاح الاساسي والفيصل لمتسقبل العملية السياسية , وتحديد اوزان القوى الفاعلة فيها ومستقبلها .. فقد وصل التذمروالاستياء لدى الناس حدا لايوصف من هذه العملية ومن القوى السياسية لاسيما الدينية منها التي افلست بالكامل وفقدت ثقة من كان يثق بها ويؤيدها ويدعمها .. وصار اغلبية العراقيين يتطلعون الى البديل الذي يستطيع ان ينتشل العراق من هذا الواقع المأساوي , ومن هذه الطغمة التي تتحكم بمقدراته التي جاءت كبديل اسوء للنظام الصدامي المقبور



الساعة الآن 14:49.

Powered by vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
ترقية وتطوير: مجموعة الدعم العربى
جميع الحقوق محفوظه لمدينة الاحلام ©


SEO by vBSEO