منتديات مدينة الاحلام

منتديات مدينة الاحلام (http://m.dreamscity.net/)
-   ملتقى اهل المدينة (http://m.dreamscity.net/f30.html)
-   -   فلنتحدث عن الحب (http://m.dreamscity.net/t15611.html)

بنت اليمن 13 - 04 - 2009 19:17

فلنتحدث عن الحب
 
حتمًا لا يليق بأي قلم أن يستجيب لهواجس الحرج، ويعرض عن تناول قضايا قرائه الحيوية، ولو كان طرحها غير مستساغ في بعض الأعراف الاجتماعية، فإنه متى نأت الأقلام الصادقة عن ذاك الميدان، انبرت له أخرى مسمومة تتناول هذه القضايا الحيوية بطرحها المضلل وتحليلها المغرض.
وانطلاقًا من هذا المبدأ أفتح ملفًا حيويًا بات من أخطر الملفات المتعلقة بالشباب، وهو ما اتضح من خلال العنوان، إنه ذلك التوجه الوجداني من كل من الجنسين للآخر، أو ما يسمى بالارتباط العاطفي بين الجنسين، أو ما نطلق عليه الحب، ذلك الطوفان الذي تختلف فيه الأفهام، وتتباين فيه الأنظار، ويتأرجح بين الحقائق والأوهام،
ذكر المبرّد عن أبي كامل عن إسحاق عن إبراهيم عن رجاء بن عمرو النّخعي,قال: كان بالكوفة فتىً جميل الوجه شديد التعبد والاجتهاد فنزل في جوار قوم من النّخع , فنظر إلى جارية منهن جميلة فهويها وهام بها عقله , ونزل بالجارية ما نزل به فأرسل يخطبها من أبيها , فأخبره أبوها أنها مسماة لابن عم لها , فلما اشتد عليهما ما يقاسيانه من ألم الهوى أرسلت إليه الجارية : قد بلغني شدة محبتك لي وقد اشتد بلائي بك , فإن شئت زرتك , وإن شئت سهلت لك أن تأتيني إلى منزلي , فقال للرسول : ولا واحدة من هاتين الخَلَّتين , {إني أخاف أن عصيت ربي عذاب يومٍ عظيم} أخاف نارا لا يخبو سعيرها , ولا يخمد لهيبها , فلما أبلغها الرسول قوله قالت : وأراه مع هذا يخاف الله؟؟ والله ما أحدٌ أحق بهذا من أحدٍ , وإن العباد فيه لمشتركون , ثم انخلعت من الدنيا و ألقت علائقها خلف ظهرها وجعلت تتعبد , وهي مع ذلك تذوب وتنحل حبا للفتى وشوقا إليه حتى ماتت من ذلك, فكان الفتى يأتي قبرها فيبكي عنده ويدعو لها , فغلبته عينه ذات يوم على قبرها فرآها في المنام في أحسن منظر فقال : كيف أنتِ ؟ وما لقيت بعدي؟
قالت:نعمَ المحبة يا سُؤْلي محبتكم حبٌّ يقود إلى خير وإحسانِ
فقال : على ذلك إلى ما صرت؟
فقالت: إلى نعيمٍ وعيشٍ لا زوال له في جنة الخلد ملك ليس بالفاني
فقال لها: اذكريني هناك فإني لست أنساك.
فقالت : ولا أنا والله أنساك , ولقد سألت مولاي ومولاك أن يجمع بيننا فأعني على ذلك بالاجتهاد ..
فقال لها: متى أراك؟
فقالت: ستأتينا عن قريب فترانا, فلم يعش الفتى بعد الرؤيا إلا سبع ليالٍ حتى مات رحمه الله تعالى.

وقال مخرمة بن عثمان: نبئت أن فتى من العُباد هَوِيَ جارية من أهل البصرة فبعث إليها يخطبها فامتنعت وقالت : إن أردت غير ذلك فعلت, فأرسل إليها: سبحااان الله! أدعوك إلى ما لا إثم فيه وتدعينني إلى ما لا يصْلُح؟ فقالت : قد أخبرتك بالذي عندي فإن شئت فتقدّم , و إن شئت فتأخر, فأنشأ يقول :


و أسألها الحلال وتدع قلبي *** إلى ما لا أريد من الحرام
كداعي آل فرعون إليه *** وهم يدعونه نحو الأثام
فظلّ منعما في الخلد يسعى *** وظلوا في الجحيم وفي السَّقام

فلما علمت أنه قد امتنع من الفاحشة أرسلت إليه: أنا بيديك على الذي تحب, فأرسل إليها : لا حاجة لنا فيمن دعوناه إلى الطاعة ودعانا إلى المعصية, ثم أنشد يقول:


لا خيرَ في من لا يراقب ربه ..... عند الهوى و يخافه إيمانا
حَجَبَ التُّقى سُبُلَ الهوى فأخو التقى ..... يخشى إذا وافى المعاد هوانا

قيل لبثينة : هذا جميل لما به فهل عندك من حيلة تنفسين بها وجده؟ فقالت : ماعندي أكثر من البكاء إلى أن ألقاه في الدار الآخرة, أو زيارته وهو ميت تحت الثرى. وقيل لعتبة بعد موت عاشقها: ما كان يضرك لو أمتعتيه بوجهك؟؟ قالت : منعني من ذلك خوف العار, وشماتة الجار, ومخافة الجبار, وإن بقلبي أضعاف ما بقلبه غير أني أجد ستره أبقى للمودة , وأحمد للعاقبة, وأطوع للرب, وأخف للذنب.

أخواتي الكرام .. كيف وصل هؤلاء العشاق إلى هذه الدرجة من العفاف مع من يحبون؟؟ وما هي أسباب عفتهم؟؟
انه الخوف من الله تعالى ... والرغبة في النعيم في الآخرة .. فأن من تمتع واستمتع بما حرمه الله في الدنيا فلا نعيم له في الآخرة .. قال صلى الله عليه وسلم: (من يلبس الحرير في الدنيا لم يلبسه في الآخرة, ومن شرب الخمر في الدنيا لم يشربها في الآخرة).. إذا فلنختار أحد اللذتين ... لذة الدنيا الزائلة.. أو لذة الآخرة الباقية ..

عافك الخاطر 07 - 06 - 2009 11:54

مشكوررررررررررررررررررر


الساعة الآن 06:48.

Powered by vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
ترقية وتطوير: مجموعة الدعم العربى
جميع الحقوق محفوظه لمدينة الاحلام ©


SEO by vBSEO