|
|
#1
| ||||||
| ||||||
هنا الرعب والاثارة ]] ياسمين وأم الجماجم [[ بسم الله الرحمن الرحيم اردت ان احضر لكم هذه القصة المنقولة انا قراتها واعجبتني وشدتني اليها كتير وفيها من الخيال والواقع الذي نعيشه وقبل ان تقرءو القصة هناك شروط هي (قراتها بتركيز-وراحة-وبتأني-وان لا تقرأ منها شئ وتطنشها لانك مش هتقدر اطنشها)-هههههههههه-انا ما راح اطول عليكو بالحكي لاني عارف انكم متحميسن لقرأتها علي فكرة القصة بدها قلب قوي اتركم مع القصة * تحياتي * _ _ _ _ _ _ _ _ _ العنوان- ((((ياسمين ام الجماجم))) الحلقة الأولى قاد فارس سيارته المرسيدس مساءً في شوارع مدينة الناصرة متوجهاً إلى احد المطاعم للقاء عدة أشخاص في انتظاره .. توقف فارس على الإشارة الضوئية .. وفي اقل من ثانية فتح باب السيارة وصعدت امرأة .. جلست بجانبه وأغلقت الباب ورائها بهدوء وثقة ... وهو ينظر مذهولاً مستغرباً دون أن يفهم شيئا مما يحدث ... وكل ما يراه شبحاً اسود ... أو كتلة سوداء متحركة .. جال ببصره من القدم حتى الرأس لعله يرى شيئا يدل على جنس الكائن الذي يسكن تحت هذه الملابس السوداء ... رجل هو أم امرأة ولكن عبثاً فلا عيون ولا وجه ولا أيدي ترى من خلف هذا السواد .. وأمام هذه الحال نطق الكائن الساكن خلف تلك الملابس ... بصوت أنثوى جميل وهادئ وواثق : عفوا ... هل تستطيع أن توصلني إلى كفر كنا ؟ ابتسم فارس وقال :عفواً .. ربما أخطأت أنا لستُ سائق تاكسي ...! فقالت بهدوء : اعلم ذلك هيا أوصلني إلى كفر كنا ...! وبدون مبالاة وجد فارس نفسه يسير باتجاه كفر كنا وتناسى انه على موعد هام فكل ما كان يشغل باله هو من تكون صاحبة هذا الصوت الملائكي ؟ - وأدار بوجهه نحوها وقال :عفوا يا حجة ..! - وعلى الفور أدارت وجهها نحوه وقالت له : أنا مش حجة ... - قال : عفوا ...بقصد شيخه ! - قالت: ومش شيخه كمان .. - قال: إذن متدينة لدرجة كبيرة ؟ - قالت: لا..أنا مش متدينة ...! - قال: عفواً ..هل أنت مسلمة ؟ - قالت: يمكن...شو هيدي الاسئله .. مالك ..؟؟!! - فقال مستفزا : طيب ليش لابسه هذا الخمار ؟ - فقالت : أنا لابساه لأني لابساه ...!!! - فقال : طيب .. من أنت ؟ - فردت عليه : أنا قدرك يا فارس !! ذهل فارس ..فكيف علمت بإسمه .. وبدأ يفكر بأشياء كثيرة وقال وهو يضحك : - قدري أنا ... قولي لي يا قدري من سلطّك عليّ وحكالك عن اسمي ؟ - فقالت : آه .. أنا قدرك أنت .. وكيف عرفت اسمك فهذا شغلي أنا ... كنك ما بتأمن بالقدر ؟ - فقال : أنا ما بأمن باشي ...! - فقالت : إذا هيك تعلم من اليوم انك تؤمن بأشياء كثيرة ..! - فقال : لا بأس سأؤمن ... قولي لي ما هو اسمك أم سأناديك "انسه " قدرك أم "مدام" قدرك . - فقالت : قدرك أنت ... - قال: طيب يا قدري أنا اكشفي عن وجهك علشان أشوفك ؟ - فقالت : علشان ايش بدك تشوفني ؟ - فقال : مش قلت انك قدري ... بدي أشوف قدري أن كان حلو ولا يا ساتر ؟ - فقالت : ما تخاف .. قدرك حلو كثير ومش يا ساتر ... ومش راح تشوفني هلأ ، راح تشوفني في الوقت المناسب . - وقال فارس وهو مستفز والفضول يقتله : بدي أشوفك هلأ ما دمت بتقولي انك قدري - فقالت : وقف السيارة ...إذا بدك تتأكد أني حلوة ... تفضل اكشف عن وجهي وارفع الخمار وراح تشوف ... بس أحسن لك ما تعملها هلأ ! صمت فارس حائرا مذهولا مترددا بين أن يمد يده ليرى ماذا يخفي هذا الخمار .. أيفعل ذلك أم لا .. ولكن يده لم تتحرك ...!! أما صاحبة الصوت الجميل ذات الخمار الأسود فقامت بفتح باب السيارة وخرجت تسير في شوارع كفر كنا ..لا احد يرى منها شيئا ... وعاد فارس إلى الناصرة مسرعا لعله يلحق بالأشخاص الذين ينتظرونه ليجدهم قد غادروا المكان ...!! ابتسم وقال لنفسه : يا لقدري السيئ ... لقد خسرت الصفقة .. خسرتها لإشباع فضولي بالكشف عن سر هذه الكتلة السوداء وما تخفيه خلف هذا الخمار ..!! واصل فارس السير في الطرقات يفكر بسر هذه المرأة وما تخفيه .. ونظر إلى حيث كانت تجلس فرأى على الكرسي جمجمة بحجم كف اليد وقد زرعت مكان تجويف العينين كرات مطاطية ذات لون احمر كان يشع منها ضوءا باهرا ربما بسبب انعكاس الضوء عليهما ... امسك فارس بالجمجمة وقد سرت قشعريرة في جسمه من منظرها وحينما نظر إلى الجمجمة كان منظر الفكين اقرب إلى الابتسامة ...!! ضحك فارس وقال لنفسه : يا لقدري ... جمجمة وتبتسم ... احتار من حاجة هذه المرأة إلى هذه الجمجمة ؟ ولماذا تركتها معه ؟ أم أنها نسيتها دون قصد ؟ لا بد أن هذا الخمار يخفي قبحا لا مثيل له وهذا واضح بدليل أنها تحمل جمجمة ..!! مر يوم وفارس ما يزال يفكر بأمر هذه المرأة .. شعورٌ غريب يشده إليها لا يدري سببه ، أهو الفضول أم شيء آخر لا يعرفه..؟! سار فارس بسيارته دون هدف محدد ، ذهب إلى كفر كنا حيث نزلت ، فربما يجدها هنا أو هناك ... ولكن دون جدوى وعندما عاد إلى الناصرة رأى نفس المرأة تجلس على احد مواقف الباصات ... اقترب منها وأراد أن يحدثها لكنه كان خائفا من أن تكون هذه المحجبة التي يراها امرأة أخرى ... فكيف يميز أن كانت هي أم شبيهه بها ... وبحركة غير متوقعة اقتربت ذات الخمار الأسود من شباك السيارة .. - وقالت : ليش اتاخرت يا فارس ... أنا بستناك من ساعة ونص ...!! صعدت إلى السيارة وأغلقت الباب ... وهي ما زالت تعاتبه على تأخره وكأنها على موعد مسبق معه ... بقي فارس صامتاً وعلامات الاندهاش والتعجب تظهر على وجهه والحيرة تعتصره لأنه لم يفهم شيئا مما يدور حوله . - فقالت له : وصلني لحيفا . - ضحك فارس وقال : بتأمري بوصلك لحيفا ولوين ما بدِّك .. بس قولي لي يا.... - قاطعته وقالت : ياسمين اسمي ياسمين ، ناديني ياسمين . - فقال : ياسمين قولي لي عن جد كنت بتسنيني ولا بتمزحي ؟ - فقالت : آه أنا كنت بستناك ... أنت شو مفكرني كنت بسوي هون .. بستنى واحد تاني ... على العموم إذا ما بدك تشوفني بنزل هون ..!! فتحت الباب وهمت بالنزول ، لولا انه اعتذر لها - وقال : أنا بدي أشوفك .. بس مش شايف اشي منك غير هالسواد ! - فردت عليه غاضبة وقالت : مش مصدقني ...؟ قلت الّك أنا حلوة .. اقسم بالله أني حلوة وراح تشوفني في الوقت المناسب . - رد عليها فارس بصوت غلب عليه الحزن واليأس وقال : ياسمين قولي لي .. هل أنت إنسانة أنا بعرفها وحابة تمزح معي من ورا هالخمار ولا فيّ حدا مسلطك عليّ علشان تجنينيني ؟؟ - قالت: لا .. أنا ما بعرفك وما في حدا سلطّني عليك .. بس من اللحظة الأولى الّي شفتك فيها صرت قدرك .. وبعدها عرفت عنك كل اشي . - وقال لها : شو قصدك ...؟! - قاطعته وقالت له :لقد وصلت وعليّ أن اذهب . غادرت " ياسمين " الغامضة وبدأت تسير بالشارع حتى اختفت بين الزحام .. وعيون فارس لم تعد تستطيع ملاحقتها فاخذ بالضحك مستخفا مما يحدث وقد اتخذ قرارا أن لا يفكر في هذه المرأة الغامضة التي تود فقط أن تثير فضوله في لعبة ذكية .. فلا بد أن يكون من ورائها أحد .. وعاد إلى عمله ليشغل نفسه ولكنه فشل في أن يطرد خيالها من مخيلته واخذ يسأل نفسه : ما الذي يشدني إلى هذه المقنعة السوداء ؟ هل هو الفضول أم أن أسلوبها المثير قد اثر بي ؟ شقت السيارة طريقها من جديد إلى الناصرة وما أن وصل فارس حتى بدأ يقوم باتصالاته لترتيب عدة مواعيد لعمله ... بدل التفكير بسخافة فى هذه المرأة ، وما أن مرت عدة ساعات واقترب الوقت من منتصف الليل وقرر العودة إلى البيت حتى فوجئ بالمرأة " صاحبة الخمار الأسود " تشير بيدها له ليتوقف ... دق قلب فارس بسرعة وأصابه شعور غريب لم يعرفه من قبل ... شعور ممزوج بخوف رهيب من المستقبل ... وسعادة لرؤيتها .. توقف واقتربت المرأة من السيارة وفتحت الباب ورمت بجسدها الملفوف بالسواد على الكرسي - وقالت : فارس ممكن توصلني لبئر السبع ؟ لم يستطع فارس الإجابة بل وجد نفسه يسير في الطريق المؤدية إلى بئر السبع دون أن يجادل أو يأبه إذ كان عليه العودة إلى البيت او اذا كان احدهم بانتظاره ... خيم الصمت لدقائق طويلة عليهما كانت كأنها سنوات ... لم يتكلم احدهما .. نظر فارس إلى المرأة بعد أن استجمع جملة واحدة بعد الذهول الذي أصابه - وقال : ياسمين أنا في حياتي كلها ما عرفت شو هو الحب ... ومش مهم مين بتكوني أو مين انتِ ... أنا بصراحة حبيتك من أول مرة سمعت صوتك فيها .. ما شفتك وبعرفش مين بتكوني ... بس لأول مرة في حياتي بشعر أني مهزوم ، ايوه أنا مهزوم بحُبك ..!! - وقالت له ساخرة : بعدك ما شفتني وحبيتني .. الله يساعدك لما تشوفني شو راح يصير فيك ...!! - فقال فارس : راح احبك أكثر .. - فقالت : بصراحة أنا كمان مفكرة أني أحبك ..وخاصة أني قدرك يا ... - قاطعها فارس وقال : ياسمين عن جد أنت مصدقة شو بحكي ؟ - فقالت : آه يا فارس مصدقتك .. ما أنا قلت لك من اللحظة الأولى أني أنا قدرك . - فقال : ياسمين مين أنت ؟ - فقالت : ما تسال راح تعرف لحالك مين بكون ...!! وفي هذه الإثناء مرت السيارة من أمام حاجز للشرطة كان بجانب الشارع السريع بين تل أبيب وبئر السبع وأشار الشرطي إلى سيارة فارس بالتوقف لتجاوزه السرعة ... استجاب فارس للنداء وتوقف بجانب الطريق واقترب من النافذة شرطي وطلب من فارس أوراقه الخاصة " الرخصة والتامين ورخصة السيارة " وهّم فارس في إعطاء الأوراق إلى الشرطي .. وفي تلك الإثناء طلبت منه ياسمين أن لا يستجيب لطلب الشرطي وان يسير بسرعة ... سار فارس وهو لا يأبه بعواقب ما فعل مع الشرطة ... وأخذت ياسمين تضحك ولكن ما هي إلا لحظات حتى كانت عدة سيارات شرطة تطارد سيارة فارس وتنادي عليه بان يتوقف على يمين الطريق ... وجد فارس نفسه في ورطة كبيرة وتوقف رغم أن ياسمين طلبت منه أن لا يهتم بهم .. ونعتها بالجنون وقال لها : أنت مجنونة فعلا .. مجنونة وبدك تقتلينا . أحاطت الشرطة بالسيارة بعد أن توقفت واقترب الضابط منها وعلى وجهه علامات الغضب ... وما أن اقترب حتى بادرته ياسمين قائلة : ماذا تريد ؟ بدت علامات الذهول على وجه الشرطي وقال : لا شيء ...لا شيء ..!! - فقالت له : إذن ابتعد من هنا !! ابتعد الشرطي وصعد إلى السيارة العسكرية دون أن يكلم أحدا ... ويبدو أن احد إفراد الشرطة أصابه الفضول فاقترب من السيارة هو الآخر ... ولكن ما أن رأى ياسمين حتى ابتعد هو الآخر مسرعا وكأن كل منهما قد رأى "رئيس دولة" أو شيئا مهما أو شيئا غريباً ... وبسرعة أدار فارس رأسه باتجاه ياسمين ورآها تحمل بيدها " جمجمة " ورأى شعاعا احمر باهتا سرعان ما اختفى ، فحرك فارس عينيه من تأثير الشعاع واخذ يفحص بعينيه من أين مصدره ، وهو متأكد من انه رآه ينبعث من تحت النقاب الأسود ...أكمل فارس سيره مذهولا وهو يفكر بما حدث ، وهل أن منظر النقاب هو ما أخاف الشرطة ؟ أم أن الجمجمة ؟ أم أن هناك شيئا آخر ؟ لم يخفَ على المرأة ذات النقاب خوف وذهول فارس فقد كان ذلك بادياً على وجهه وعلى حركات يديه وعلى إشعاله السيجارة تلو الأخرى بنهم . - قالت له : شو فيّ يا فارس ..فّي اشي ؟ - فقال : اللي صار مع الشرطة غريب ..!! - فقالت : وما هو الغريب في الأمر أن تسال الشرطي ماذا يريد ... فيقولون لك لا شيء .. هذا يحدث مئة مرة في اليوم ولكن أنت مرهق وانا السبب في ذلك ... آسفة ، آسفة يا حبيبي ما كان يجب أن أجعلك تقود هذه المسافة الطويلة . وصلت السيارة مدينة بئر السبع وهناك طلبت منه السير في طريق جانبية ، سار بها فارس أكثر من ساعة ليدب الرعب في قلبه ويزداد الخوف أكثر وأكثر كلما أوغل في الطريق وكان هذا الطريق في عزلة عن العالم فلا شيء أمامه أو على جنبات السيارة سوى الصحراء المظلمة والكتلة السوداء التي تجلس بجانبه وأصوات عواء الذئاب يملأ المكان وتزيده رهبة ...تنهدت المرأة الغامضة وقالت : أوقف السيارة .. ها قد وصلنا . أوقف فارس السيارة وهو لا يرى شيئا يدل على عنوان . - فقال فارس وعلامات الذهول بادية على وجهه : إلى أين أني لا أرى سوى الصحراء المظلمة ؟ إلى أين هل تمزحين ؟ - قالت : كلا أنا لا امزح سنسير على الإقدام وبعد دقائق سنصل ... - قال : على الإقدام هل أنتِ مجنونة ؟ - قالت : هل أنت خائف ؟ - قال : نعم أنا خائف ، وهل يوجد عاقل يوافق على السير في هذه الأماكن ولو عدة أمتار ؟ - قالت : لا مكان للحب والخوف معا أما أن يقضي الحب على الخوف وإما العكس فان أردت أن أزيل الخمار لتراني فتعال معي ، واعدك بأنك ستسعد طوال حياتك . - قال : وما أدراني ماذا سيكون تحت هذا الخمار ؟ - قالت : تعال وستعرف بنفسك ...!! وسارت تشق طريقها في الظلام وفي عتمة الصحراء ، وكلما سارت خطوة شعر فارس بان روحه تبتعد عن جسده ... واختفت ياسمين المرأة الغامضة ..!! وفي وسط تردده وخوفه من أن يلحق بها أو لا يلحق ، بدأ يسمع عواء ذئاب آتٍ من بعيد ، تعالى صوت العواء أكثر وأكثر ، ازداد صوت العواء وتكاثر واخذ الصوت يقترب ... أدار فارس محرك السيارة ليهرب من المكان بسرعة لشعور بالخطر الذي يترقبه ... وصوت الذئاب يحيط به من كل جانب ... أبت السيارة أن تتحرك .. وحاول مرة أخرى ولكن دون جدوى فمحرك السيارة لا يعمل وكأن خللاً قد حل بها ، وبحركة لاشعورية وسريعة أغلق فارس نوافذ السيارة واحكم إغلاق الأبواب واخذ يترقب وصول الذئاب إليه وهو يتساءل : هل تستطيع الذئاب كسر الزجاج والدخول إلى السيارة ؟ وهل سأتحول إلى وجبة عشاء لذيذة للذئاب ؟!! وماذا سأفعل ؟؟ وكيف سأتصدى لها ؟؟ كم يبلغ عددها ؟؟ لا بد أنها عشرات الذئاب ..!! فالصوت يدل على ذلك ...الصوت قريب جدا وعلى بعد مترين أو ثلاثة أمتار على الأكثر ...ولكن لماذا لم تقترب من السيارة...؟ لا بد أنها تعلم بأنه من الصعب اقتحام السيارة فهي ستنتظر خروجي من السيارة لأصبح لها هدفا سهلا ... يا لغباء الذئاب ... هل تتوقع أن اخرج من السيارة وأقدم نفسي لها بهذه السهولة ؟!! واخذ فارس يلتفت تارة إلى الخلف وتارة إلى الأمام ... شمالا ويمينا ليرى أن كانت الذئاب قد هجمت ... وفي وسط هذا الخوف الرهيب من الموت الشنيع الذي يحيط به من كل جانب تذكر ( ياسمين الغامضة ) وتمتم وقال : لعنه الله على ......... " الله يسامحك يا ياسمين على ما فعلتِ " . فرك فارس عينيه واخذ يحملق في الأفق لتعود الطمأنينة إلى قلبه بعد أن رأى خيوط النور تشق طريقها وسط الظلام معلنة عن بدء شروق الشمس وعن الفرج القريب لخلاص فارس من " الموت " ومع انتشار النور تلاشى صوت الذئاب التي لم يرها .. نظر فارس حوله ليرى نفسه وسط صحراء جرداء قاحلة ... وعلى مدى نظره لا يرى أي اثر يدل على وجود حياة أو بشر ... ازداد فضول فارس حول المكان الذي ذهبت إليه ياسمين .. فتح باب السيارة واخذ يسير في نفس الاتجاه الذي سارت فيه ياسمين ، وبدأ يحدث نفسه ويقول : لا بد أنها قريبة من هنا ، فهي قالت أن المكان الذي سنذهب إليه على بعد عدة دقائق فقط .. نظر فارس حوله بكل الاتجاهات وأيقن انه لو سار عدة ساعات فلن يصل إلى أي مكان ... فنظر إلى الأرض ورأى اثار خطواته على الرمال ، فاخذ يبحث عن أي اثر لخطوات ياسمين الغامضة ولكنه لم يرى أي اثر ، فقرر أن يعود إلى السيارة ليصلحها ويعود أدراجه إلى الناصرة بعد أن يأس من وجود أي أمل يدله على ياسمين ذات الخمار . وفي طريقه إلى السيارة لمح عن بعد شيئا يثير الانتباه في وسط الرمال فسار نحوه لدقائق وما أن وصله واقترب حتى دبت القشعريرة في جسمه فقد رأى قبرا قديما يدل شكله على انه موجود منذ مئات السنوات وكان لون حجارته عبارة عن مزيج من الأسود والبني ولون الغبار المتراكم عليه ... فتساءل فارس بينه وبين نفسه : يا ترى ما هي حكاية هذا القبر ؟؟ ولمن هو ؟ لماذا هو في هذا المكان بالذات ؟؟ لا بد أن من بناه احتاج إلى وقت طويل .. حتى يبنيه بهذه الطريقة البارعة ؛ ولكن لماذا ؟.. وبدأت عشرات الأسئلة تدور في ذهن فارس ولكن دون أجوبة ... وبالرغم من الخوف الذي كان يراوده إلا انه وضع يده على القبر ليتحسسه ، ورفع يده التي التصق الغبار بها ، وشعر فارس أن على القبر كتابة معينة فاخذ يزيل الغبار عن القبر لعله يستطيع قراءة الكلمات المكتوبة ، فدبت بجسمه قشعريرة الموت والخوف...حينما قرأ المكتوب !! -انتظروا الحلقة التانية- واريد ان اشوف ردودكم علي الحلقة الاولي المصدر: منتديات مدينة الاحلام ikh hgvuf ,hghehvm DD dhsldk ,Hl hg[lh[l FF |
03 - 02 - 2009, 15:46 | رقم المشاركة : [2] | ||
| الحلقة الثانية افتح القبر لا مكان للحب والشك معاً .. أما أن يقضي الحب على الشك وإما أن يقضي الشك على الحب ( افتح القبر وسترى ما يسعدك ) !! وما أن قرأ فارس الكلمات المكتوبة على القبر حتى اخذ يهرول مسرعا إلى السيارة وهو يتمتم : يا الهي... ماذا يوجد داخل هذا القبر ومن هو الشخص الذي دفن فيه .. ومن يكون صاحبه ؟! فتح فارس بوابة السيارة وأدار المفتاح وتحرك بسرعة وهو ما زال يتمتم : يا الهي من يكون صاحب القبر ... من يكون ؟ وتذكر فارس أن السيارة التي كانت معطلة بالأمس اشتغلت الآن ... وأخذت السيارة تشق طريقها بسرعة جنونية إلى الناصرة هدأ روع فارس فابطء السرعة واخذ يكلم نفسه بصوت مسموع : لن ادع هذه المرأة تلعب في حياتي ..أنا لم أرها ولم اسمع سوى صوتها ولا ادري من تكون ...لماذا أوهمت نفسي باني أحبها ولماذا اتركها تتلاعب في مصيري ... اقسم بالله وبكل شيء عزيز باني لا أريدها ولهذا لن أفكر فيها حتى لو جاءت ولتكن من تكون ، فهي لا شيء ...لا شيء .. ولن ادع خيالي يصنع منها شيئا .!! عادت الثقة لنفس فارس وعاد إلى حياته الطبيعية ليمارس العمل والنجاح بعيدا عن الأوهام وبالرغم من نجاح فارس في قدرته على طرد ( ياسمين المرأة ذات الخمار ) من عقله وأفكاره ، إلا انه أدرك أن الحياة لم تعد مثل السابق وانه غير قادر على الخلاص من شعور الآسي والحزن لفقدانه شيئا مهما في حياته . وأخذ يحدث نفسه قائلا : يا رب ... ما الذي يربطني بهذه المرأة الغريبة ؟ هل هو الحب ؟ فانا لا أؤمن بالحب ... ولن أؤمن به ... وان كان هناك حب فلماذا لم اعرفه من قبل...؟ لماذا هي ؟ فانا اعرف عشرات الفتيات الجميلات ، لماذا هي وانا لم أرها ولا اعرف ما هو شكلها ؟ سوداء ، بيضاء ، شقراء ، قبيحة أو جميلة ... لماذا اربط نفسي بامرأة الخمار والقبور والجماجم والذئاب والصحراء ، والخوف والجنون ..؟ لماذا ؟ وما الذي يجبرني على ذلك ، أي حب هذا ، لا بد انه الفضول ، ولكن منذ اللحظة الأولى اشعر بهذا الشعور ...يا الهي هل هو الحب ؟! هل الحب مجنون لهذه الدرجة ، أم أنها لعنة علقتُ بها لتدمر حياتي ، كلا لن ادعها ... لن أفكر فيها ...كفاني جنونا وغباء وضعفا ... كفى !! سار فارس في شوارع الناصرة ، مرة يشعر بالفرح والثقة لخلاصه منها وتارة يشعر بالحزن والإحباط لفقدانه إياها ..!! وفجأة .. لمح فارس في آخر الشارع عن بعد امرأة ترتدي السواد والخمار وتسير في الشارع مبتعدة ... خفق قلب فارس بقوة ولم يتمالك نفسه فاخذ يسير خلفها بسرعة ليلحق بها وكأن هناك قوة تسيره نحوها دون إرادته ... اقترب فارس ولم تعد تفصله عنها سوى عشرة أمتار أو اقل ، ودخلت ذات الخمار إلى احد المحلات التجارية في الشارع ووقف فارس ينتظر خروجها .. وبنفس اللحظة كانت هناك يد تربت على كتفه وبصوت جميل هادئ يقول له :أثقل يا مجنون ... فتلفت فارس إلى الخلف نحو مصدر الصوت فرأى ( ياسمين ذات الخمار الأسود ) واقفة تضحك . - فقال فارس : ياسمين حبيبتي ، أين كنت ؟ أين اختفيت ...؟ أين ذهبت ..؟ لماذا لم تأت ...؟ أنا احبك ولا حياة لي بدونك ...لا استطيع أن أحيا بدون سماع صوتك أو أن أراك ... مع إنني لا أرى سوى الخمار ... أرجوك ارحميني . - قالت ياسمين ذات الخمار : فارس لماذا تسير خلف هذه المرأة ... من أين تعرفها ، وماذا تريد منها ؟؟ أنت كاذب أنت لا تحبني ... وان كنت تحبني فلماذا تسير خلف امرأة أخرى ... - قال فارس : ياسمين ، حبيبتي اعتقدت أنها أنت ، خاصة وأنها تشبهك في الأسود والخمار. - قالت ياسمين : لا يا حبيبي ، أنا أحلى منها بكثير ، وشو جاب لجاب ، أنا يا حبيبي ما في واحدة أحلى مني. - قال فارس : ياسمين بدك تجننيني ، هو أنا شايفك ولا شايفها ، هو في حد بقدر يشوف من تحت هالعبايه والخمار ... فانا يا دوب سامع صوتك ... كيف بدي اعرف أن كنت أحلى منها ولآ هي أحلى منك ... يالله أن كنت واثقة من جمالك ارفعي الخمار علشان أشوفك . - ضحكت ياسمين وقالت : أنا موافقة على رفع الخمار ، وهلأ بتشوف أني أحلى من كل بنات الناصرة ... وأحلى من البنت اللي أنت لاحقها كمان ... بس بشرط أول بتنادي عليها وبتخليها ترفع الخمار وبتشوفها ، تفضل ادخل المحل ورآها وشوفها ... - قال فارس : شو القصة بهذه البساطة ... بدك ادخل وأقول لواحدة متدينة بالله ارفعي الخمار ، علشان أشوف وجهك ... شو المناسبة ... ولا بدك أتبهدل ؟ - فقالت ياسمين : شو هي أحسن مني ، شو بتفكرني ... ولا بس بدك ... - فقال : حبيبتي أنا بحبك ومن حقي أشوفك وأما هي ما بتهمني ، ليش أشوفها . - فقالت : لقد قلت لك أني جميلة جدا ...والله العظيم أنا حلوة كثير .. بدك اوصفلك نفسي ... أنا شعري طويل وناعم ، وعيوني وساع ، وبشرتي ... - قاطعها فارس وقال : ياسمين أنا ما بيهمني أن كنت جميلة ولا لأ ، وعلى فكرة ما فّي واحدة بتقول عن حالها مش حلوة . - فقالت : أنا حلوة ، صدقني وما تستعجل الأمور ، وستفخر بي فانا عندما رايتك لأول مرة قررت أن اختار نفسي زوجة لك ..." ولا أنت مش واثق بذوقي " . - ضحك فارس بصوت عال وقال ساخراً : أنت اخترت نفسك زوجة لي ، جميل أنا موافق ... هيا بنا إذن نتزوج ...!! - فقالت : لكن يجب أن تصبر بضعة أسابيع حتى انهي بعض المشاكل العائلية ومن ثم نتزوج فورا أن وافق أهلي أو لم يوافقوا ولكن الأهم من ذلك يجب أن اتاكد بأنك تحبني فعلا ... والآن هيا تعال أوصلني ... - فقال فارس ساخراً : والى أين هذه المرة تريدين أن أوصلك ... إلى صحراء سيناء أم إلى جنوب لبنان ؟!! - فقالت ياسمين بنبرة حزينة : آسفة ... أنا آسفة اللي طلبت منك توصلني . وسارت مسرعة واختفت وسط الزحام وفارس خلفها يناديها ولكنه لم يستطع اللحاق بها ..!! عاد فارس سائرا إلى سيارته وهو حزين وخائف من أن تكون ياسمين قد غضبت وان لا تعود من جديد ... جلس فارس في سيارته وهو لا يدري ماذا يفعل وفي لحظة رأى ياسمين ذات الخمار تقترب من السيارة - وتقول له : أنا آسفة اللي دخلت في حياتك ... خلص هذه آخر مرة تشوفني فيها . وهمت ياسمين بالذهاب لولا أن فارس امسك بها وأصر على أن تركب السيارة - وقال لها : حبيبتي أنا بمزح معك لا أكثر ، والله لو طلبت مني أوصلك إلى آخر نقطة في العالم لفعلت ، فلا تكوني مزاجية لهذه الدرجة ... والآن أين تريدين أن أوصلك ؟ فهزت المرأة الغامضة رأسها وقالت : أوصلني إلى طبريا . فتحرك فارس باتجاه طبريا وقال لها : ياسمين ما حكاية تحركك من مكان إلى آخر وفي أوقات مختلفة وما حكاية القبور والجماجم ؟ - فقالت غاضبة : أية قبور ... وما دخلي أنا بالقبور ، وعن أية جماجم تتكلم ، أين هي الجماجم ؟ فمد فارس يده إلى جيب السيارة وفتحه واخرج منه الجمجمة الصغيرة - وقال : أنا أتحدث عن هذه الجمجمة وعن الجمجمة الأخرى التي تحملينها بيدك واقصد بالقبور القبر الذي ذهبت إليه في الصحراء ... أم تراك نسيتي؟ - قالت ياسمين : أنت مجنون أي قبر في الصحراء ...؟ أنا لم اذهب إلى أي قبر شو أنت بتفكرني ... الم اطلب منك أن تاتي معي لترى أين اسكن ولكنك خفت وتركتني أسير لوحدي ... وهذه ليست جمجمة ... انظر إليها ، أنها ليست جمجمة أنها مجرد حجر يجلب الحظ . - فقال فارس : كلا يا حبيبتي أنها جمجمة صغيرة ، أما أن تكون لطفل صغير حديث الولادة أو لشيء آخر لا ادري ما هو .!! - فقالت : أن كنت مصرا على أنها جمجمة فليكن ذلك ... أنها تجلب الحظ ...انظر إليها أليست جميلة ؟ لماذا أنت خائف ؟ هل تخاف من حجر أو كما تقول من جمجمة ؟ دعها معك وستجلب لك الحظ السعيد صدقني يا فارس - فقال : ياسمين ما هو السر الذي تخفينه خلف هذا الخمار ... من أين أنتِ ومن أنتِ؟ - فقالت : لماذا أنت خائف ؟...أنت تحبني وانا احبك ...فماذا يهمك من أكون ومن أين أنا ...؟ لقد قلت لك ستعرف كل شيء في الوقت المناسب ... وان كنت في عجلة لمعرفة من أكون فاقض على خوفك وستعرف كل شيء متى شئت ... وكل ما استطيع أن أقوله لك أن اسمي ياسمين وانا جميلة ، جميلة جدا وان أردت أن ترى صورتي ، ابحث عني في حلمك القديم !! - فقال : عن أي حلم تتحدثين ؟ - فقالت : أنت تعرف ماذا اقصد ، لا تهرب من الحقيقة والآن أوقف السيارة هنا وانتظرني ولا تذهب حتى أعود ... بعد خمس دقائق سأعود خرجت ياسمين مسرعة واختفت بين المباني في شوارع طبريا ... وأكثر ما لفت انتباه فارس أنها تسير بين الناس دون أن يكترث بها احد ، بالرغم من ملابسها الغريبة والخمار الملفت للانتباه , فنادرا ما يرى في شوارع طبريا التي معظم سكانها من اليهود هذا اللباس الغريب ...!! مرت دقائق وساعات ولم تعد المرأة الغامضة وفارس ما زال ينتظر وقد جن جنونه وخرج من السيارة واخذ يبحث عنها في الشوارع حتى وصل إلى احد الشوارع وكانت بجانبه مقبرة فقال في نفسه : مثل هذه المجنونة الغريبة ليس من المستبعد أن تكون في هذه المقبرة .. فقرر فارس أن يدخل المقبرة بعد أن تغلب على خوفه ، فدخل وبدأ يسير بين القبور حتى رأى قبرا قديما كأنه نفس القبر الذي رآه في الصحراء !! دفع الفضول فارس للاقتراب من القبر واخذ يزيل الغبار الذي تراكم عليه منذ زمن لعله يقرأ اسم صاحب القبر. وقد كتب (1790) دفن هنا ابن " ........" والكلمات الأخرى قد مسحت مع الوقت وفي وسط القبر كتب بلغة عربية منقوشة على الحجر : يا زائري لا تخف وأنت تنظر قبري يا زائري أنا قدرك وأنت قدري يا زائري أنا منك وأنت مني يا زائري احفر التراب ولا تتركني لوحدي يا زائري أغلق قبرك يفتح قبري يا زائري افتح القبر فأنت مخلصي وما أن قرأ فارس هذه الكلمات حتى سقطت دموعه وأصابته حالة من الهستيريا وبدأ برفع بلاطة القبر بكلتا يديه ... ويحاول ولكن دون جدوى ، فوزن البلاطة كان أثقل من أن يستطيع رفعها لوحده واستمر فارس في المحاولة حتى خارت قواه ودب اليأس في قلبه واخذ يدور حول " القبر" لعله يجد طريقة ما لفتح القبر ، وأيقن انه بيديه المجردتين لن يستطيع فتحه وقرر فارس أن يذهب ويحضر المعدات الأزمة لذلك من فأس وشواكيش ...إلخ !! وعاد إلى سيارته بعد أن أصبح مغطى بالتراب من رأسه إلى أخمص قدميه وتحرك للبحث عن دكان لشراء المعدات اللازمة ... ولكنه لم يجد أي مكان مفتوح يستطيع من خلاله شراء المعدات اللازمة وعليه قرر أن يذهب إلى مدينة مجاورة لطبريا لشراء المعدات ولم يكن فارس ليستطيع أن يفكر باي شيء إلا كيف يستطيع أن يفتح القبر ويرى ما بداخله وإحساس قوي جدا يسيطر عليه أن داخل هذا القبر شيء يعرفه أو أن داخل هذا القبر قصة غريبة !! كانت السيارة تسير بسرعة جنونية وهو يشعر أنها لا تتحرك للوصول إلى اقرب مكان يستطيع شراء فأس منه ، ولكن الطريق بعيدة ، وصبر فارس بدأ ينفد ، ولمعت في رأس فارس فكرة أدخلت السرور إلى قلبه وفارس لا يعجز عن حل مشكله ... أدار السيارة وتوجه إلى الورش القريبة من الشارع ونادي على العامل الذي يقوم بحراسة الورش وطلب منه فأسا وطوريه ، ولكن العامل ارتاب في أمر فارس وخاصة أن الليل قد حل دون أن يدرك فارس ذلك واخذ العامل يسال فارس .. - شو بدك في الطورية في هالليل ؟ - قال فارس : شو الغريب في الموضوع ؟ - قال الحارس : لا بأس واحد مثلك كلو غبار وتراب وراكب مرسيدس وجاي في هالليل يطلب طوريه وفأس يعني مش اشي غريب ....؟! - فقال فارس وهو يضحك : اسمع أنا قتلت واحد وبدي أروح ادفنوا خذ (200) شيكل وأعطيني اللي طلبتوا وخليني أتسهل . - فضحك الحارس أيضا وقال : لا شكلك قاتل عشرة مش واحد . - فقال فارس : يا عمي أنت عامل فيها قصة بدك تبيعني فأس وطوريه وإذا ما بدك خلصني . - فقال الحارس : اسمع يا حبيبي لا أنا عامل فيها قصة ولا بدي اعمل قصة العدة مش إلي ... هذه لصاحب العمار روح اطلبها منو وسيبني بحالي .!! - نظر فارس إلى الحارس نظرة اشمئزاز وسار عدة أمتار باتجاه السيارة ولكنه عاد إلى الحارس وقال له : شو اسمك أنت ؟ - فقال الحارس : شو بدك في اسمي ؟؟ - فقال فارس : شو خايف تقولي اسمك ؟ - فقال : اسمي محمد ... - فقال فارس : اسمع يا محمد أنت باين عليك زلمة محترم وانا بدي أقلك الصحيح : أنا رايح أطول كنز مدفون قريب من هون إذا بتيجي تساعدني بعطيك ربع الكنز . - فقال الحارس : شو أنت بتتهبل علّي ؟ - فقال فارس : يا محمد على الحساب ما أنت ذكي .. يعني واحد مثلي راكب مرسيدس شو بدوا في الفأس والطورية إلا علشان ( الكنوز ) المدفونة ، وعلى فكرة حتى السيارة هاي أنا اشتريتها من ورا الكنوز اللي بطولها في الليل ومبين انو أنت كمان طاقة الفرج انفتحت لك ... بدك تيجي معي ولا أروح أشوف واحد غيرك ؟؟ وأدار فارس ظهره للحارس وسار ذاهبا إلا أن الحارس لحق به وقال له : سأحضر معك ولكن تعطيني نصف الكنز !! ابتسم فارس وقال له : لا يا حبيبي بس الربع ... وإذا أنت مش حابب بشوف غيرك . وافق الحارس حتى لا يضيع فرصة العمر وعاد إلى الورشة واحضر معدات كثيرة وضعها في السيارة واخذ عهدا من فارس أن لا يغدر به بعد إخراج الكنز . سارت السيارة حتى وصلت إلى جانب المقبرة واخذ فارس يتحين الفرصة المناسبة حتى يدخل المقبرة دون أن يراه احد ، وقفز فارس والحارس مع المعدات إلى داخل المقبرة وكان باديا على وجه الحارس الخوف من رهبة المكان ولكن حلمه في الكنز المنتظر كان أقوى من الخوف واخذ فارس يسير وخلفه يسير الحارس بين القبور يبحثان عن القبر الغريب ولم يكن من السهل إيجاد القبر في عتمة الليل وخاصة أن القبر قديم ، وعن بعد استطاع أن يجد القبر من بين عشرات القبور المحيطة به وسار باتجاه القبر لكن الحارس لم يتحرك من مكانه ..!! - التفت فارس إلى الحارس وقال له : هيا يا محمد تحرك يا حبيبي وتعال نفتح القبر ونطلع الكنز ، بلكي ربنا فتحها عليك مثل ما هو فاتحها عليّ . ولكن الحارس لم يتكلم كلمة واحدة ولم يتحرك من مكانه واستمر فارس في حديثه وقد وجدها فرصة للانتقام واشفاء غليله من الحارس وما فعله به . وقال له : يالله يا محمد ليش خايف هو أنت لسه شفت اشي من اللي أنا شفتوا ، ما أنا قلتلك أعطني الفأس والطورية وما تعملهاش قصة بس أنت باين أمك داعيا لك ... ورمق الحارس فارس بنظرة مرعوبة والقي بالعدة التي يحملها على الأرض وقال : مبروك عليك الفأس ومبروك عليك الطورية والكنز .. وكمان ما بدي توصلني أنا وراي أولاد وبدي أعيشهم . واخذ الحارس يركض هاربا مرعوبا ورغم عتمة الليل الموحشة ورائحة الموت المنتشرة بين القبور ورهبة المكان !! اخذ فارس يضحك من تصرفات الحارس ضحكة خرجت من أعماق نفسه وما أن تلاشى صداها في سكون الليل بين الأموات ، حتى عاد الخوف والذعر إلى قلبه بعد أن وجد نفسه وحيدا ومع كل خرفشة ورقة أو صوت آت من بعيد أو قريب تخيل له عشرات الصور .. فتارة يخيل له أن القبور ستفتح وسيخرج الأموات من قبورهم كما يحدث في أفلام الرعب !! استجمع فارس شجاعته وحمل المعدات واقترب من القبر أكثر فأكثر .. ليرى جمجمة صغيرة أخرى وضعت على القبر .. استجمع قوته وواسى نفسه فقد اعتاد على رؤيتها . ونظر إلى الكتابة الموجودة على القبر وشعر أن هناك شيئا قد تغير ... أشعل ولاعة السجائر ليرى على نارها أن الكتابة المنقوشة والتي قرأها قبل عدة ساعات قد تغيرت وان الكتابة الجديدة أيضا منقوشة على الحجر وقد حلت مكانها واخذ بقراءتها : أظلمت الدنيا ومخلصي عاد ولم يعد حكم علي أن أبقى وحدي لأيام جدد حلمي في مخلصي كان على غير ما اعتقد كنت أظن أن مخلصي قبل الغروب سيعد لم تعد أقدام فارس تقوى على حمله حتى جلس على حافة قبر آخر ينظر إلى القبر مشدوها لا يقوى على الحراك ولا يدري ماذا يفعل أو لماذا هو موجود في هذا المكان ، وشعور قوي ينتابه بأنه تأخر وقد فات الأوان على فتح القبر وهو لا يعلم لماذا أراد فتح القبر وما شعر فارس إلا بأيدي الأموات تمسك به من الخلف ليتجمد من الخوف ويكاد يغشى عليه من الأموات الذين أحاطوا به من كل جانب واخذ قلبه يدق بسرعة معلنا أن يوم القيامة قد قام وان الأموات امسكوا به ، وان ملك الموت سيأخذ روحه .!! لم يستطع فارس الصراخ أو التحدث بل أغلق عينيه مستسلما للموت والأموات الذين يحيطون به . وفي هذه اللحظات شعر فارس بان احدهم قد سكب الماء على وجهه وفتح عينيه ليرى ضوءا موجها إلى وجهه ويسمع صوتا يقول له بلغة عبرية : ماذا تفعل هنا ؟ لم يستطع فارس النطق من هول الصدمة وبدأ فارس يستعيد وعيه شيئا فشيئا ليجد نفسه يجلس على كرسي في مركز " شرطة طبريا " وان الأموات الذين تخيلهم ما هم إلا شرطة . يقترب احد ضباط الشرطة من فارس ، وهو يحمل بيده كوبا من القهوة ويناولها لفارس ويجلس بجانبه ويقول له : اشرب القهوة ... استيقظ يا ... ويشعر فارس براحه كبيرة حينما رأى أن الضابط هو " ابن عمته " سعيد العامل في شرطة طبريا . يحتسي فارس القهوة ، ويبدأ الحديث مع سعيد ليقاطعه ويقول له : ممنوع عليّ الحديث الآن معك ..سنتحدث بعد أن يتم التحقيق معك من قبل الضابط المسئول ... وتم التحقيق مع فارس لعدة ساعات وأخذت إفادته . ليحضر بعد ذلك سعيد ويجلس هو يقول له فارس : لماذا كل هذه القصة ، هل القانون يمنع الجلوس في المقابر؟؟!! - فقال سعيد : فارس حينما قبضت عليك الشرطة ، وأغمي عليك كانوا يظنون انك احد ( مدمني المخدرات ) ولكن بعد أن رأوا ملابسك المتسخة بالغبار والمعدات التي بحوزتك أصبح الأمر اخطر من ذلك ، فأنت الآن تواجه مشكلة كبيرة سيتم فحص المقبرة في الصباح وان وجدوا أي تخريب ستكون المتهم الوحيد وان لم يجدوا ستتهم بمحاولة تدنيس وتخريب مقبرة يهودية ، وهذه عقوبتها ليست بسيطة ... ذهل فارس من كلام سعيد ، ومن الورطة الكبيرة التي وقع فيها !! - فقال لسعيد : هل تستطيع أن تخرجني بكفالة...؟ - ربت سعيد على كتف فارس وقال له : دعنا نرى ما سيحدث غدا وعلى العموم لقد بلغت اهلك انك متواجد عندي في البيت في حيفا حتى لا يقلقوا عليك . ترقبوا ترقبوا الحلقة الثالثة والرابعة | ||
08 - 02 - 2009, 20:34 | رقم المشاركة : [3] | ||
| مشكوووووووووووووووووووووووووووووووور مشكور على الجهد الملحوظ وتقبل مروري | ||
28 - 07 - 2009, 20:40 | رقم المشاركة : [4] | |||
| مشكووووووووووووور وبنتظر بقية القصة | |||
مواقع النشر (المفضلة) |
أدوات الموضوع | |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
شاهد فيديو غلي الايفون 6 | الملك | قسم الألعاب الإلكترونية | 33 | 12 - 11 - 2010 10:46 |
Powered by vBulletin Version 3.8.7 Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd ترقية وتطوير: مجموعة الدعم العربى |