منتديات مدينة الاحلام

منتديات مدينة الاحلام (http://m.dreamscity.net/)
-   قسم القصص والرويات (http://m.dreamscity.net/f9.html)
-   -   تُرى كيف ستكون ؟! (http://m.dreamscity.net/t13781.html)

أمة الرحمن 19 - 12 - 2008 19:41

تُرى كيف ستكون ؟!
 
بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله ..

ترى.. كيف ستكون؟


استيقظت على صوت هبوب الرياح .. التي جعلت ابواب النافذة تفتح وتغلق .. قلت في نفسي لعلها عاصفة .. نهضت من فراشي لأحكم إغلاقها .. نظرت خارجا .. وإذا بالبدر يقاوم السحب .. ويعزم على نشر النور..
تذكرت وجه حبيبي – صلى الله عليه وسلم –
عندما قال عنه انس - رضي الله عنه - : ( والله لقد كنت انظر إلى وجه رسول الله وأنظر إلى ضوء القمر ليلة البدر فوالله لقد وجدت وجهه أضوأ من وجه القمر ) ..نظرت إلى الساعة .. الثالثة فجرا .. مازال هناك وقت لصلاة الفجر .. توضأت .. ووقفت لأصلي ركعتين .. استعدادا للخروج من عالم الملك ..والدخول إلى عالم الملكوت .. الله أكبر .. نعم .. الله أكبر من كل شيء .. الله أكبر من كل هم ومن كل غم .. بعد انتهائي من الصلاة .. جلست أنظر إلى ذلك البدر .. سبحانك ربي .. ما أعظم خلقك .. تذكرت حادثة انشقاق القمر .. وتذكرت وتذكرت .. إلى ان قطع حبل أفكاري صوت الأذان .. قمت لأصلي الفجر .. وجلست اذكر الله إلى ان استسلمت للنوم ...

....
(رضاك يا أمي ) ..
( الله يرضى عليكِ .. لا تسرعي في السياقة!!) ..
قبلت يدها وجبينها .. ومضيت في طريقي إلى الجامعة .. عندما وصلت .. وجدت الهدوء يخيم على المكان .. وجوه الجميع شاحبة .. وكثير من الأعين دامعة .. لا حول ولا قوة الا بالله .. ماذا حدث ؟ التقيت بصديقتي منى ..

( السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يا منى )
(وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته يا آلاء)
(خير ؟ ماذا حدث ؟ لماذا هذا الهدوء المفاجئ في الجامعة ؟ )
( لقد توفيت سيرين صباح اليوم في حادث سيارة )
( سيرين ؟ من سيرين ؟ )
(أما تذكرينها جلسنا معها يوم أمس في المقهى وكانت تحادثنا عن رغبتها في النقاب وأن والديها يمنعانها عنه )
(تذكرتها .. ولكنها محجبة الحمدلله )
( نعم تخفي حجابها امام أهلها .. لأن والدها كان قد أبرحها ضربا عندما علم انها أرادت ان تتحجب )
(لا حول ولا قوة الا بالله .. إنا لله وإنا إليه راجعون )
( العجيب أنهم وجدوها في موقع الحادث في كامل حجابها .. والأعجب أنها كانت منقبة )
( سبحان الله .. الحمدلله أن الله أكرمها بالنقاب قبل أن يتوفاها .. إن شاء الله بعد الجامعة نذهب لنعزي أهلها ) ..
سبحان الله .. حتى المُحاضِر وجهه حزين .. الكل متأثر بوفاة سيرين .. لم أكن اعرفها كثيرا .. ولكن يبدو انها كانت فتاة طيبة .. الله يرحمها ويرحم الموتى المسلمين جميعهم ..

الوقت يمر ببطء شديد .. والمحاضرة تكاد لا تنتهي .. حتى المحاضر يلقيها باحباط شديد .. لقد شارف الفصل الدراسي على الانتهاء .. والكل قد وصل إلى مرحلة الاستياء والملل الشديد .. واخيرا حان الفرج .. وهم الجميع بالرحيل .. إلا أن نحيبا من خلفنا شدنا جميعا .. كانت أخت سيرين ..فتاة في غاية الجمال .. شعرها الذهبي يلمع من انعكاس الشمس عليه من النافذة .. توجهت الفتيات جميعا إليها .. يواسينها ويخففن عنها .. قلت في نفسي يا الله! ما أصعبه من موقف .. ولكن هذا حال الدنيا .. ذهبت إليها ..
استمعت إليها وهي تقول : ( لا أقول إلا الحمد لله .. لأنني أعرف أن سيرين قد ذهبت إلى الجنة .. فقد صبرت بما لم يصبر عليه بشر .. ولكنني سأشتاق إلى ذلك الصوت الحنون الذي سيوقظني على صلاة الفجر..سأشتاق وسأشتاق.. )
لم أتمالك نفسي وخرجت من المكان سريعا لأخبئ دموعي .. واتجهت خارجا وكانت صديقتي منى تركض ورائي ..

( آلاء آلاء!! إلى أين ؟ )
( إلى البيت )
( ألن نذهب للعزاء ؟ )
(طيب .. سنذهب ولكن لن نطيل الجلوس لأنني أشعر باختناق كبير )
وصلنا .. ما شاء الله .. هذا ليس بيتا هذا قصر .. ما شاء الله .. حديقة كبيرة .. ازهار ملونة يداعبها النسيم .. أشجار صوت حفيفها كأنه نغم موسيقي يلامس اوتار القلب ويثير الشجون فيه على رحيل سيرين .. دخلنا ..
ظهرت لي امرأة وقور .. عيناها جاحظتان من كثرة البكاء .. بل وبشرة وجهها قد جفت من أثر كل تلك الدموع ..
تلعثمت عن الكلام بعد هذا المنظر إلا ان منى قالت:
( عظم الله اجركم يا خالة ) ..
الكل حزين .. الكل يرتدي الأسود .. أصوات مبعثرة .. روائح شتى .. هدوء مزعج .. تلونا جزءا من القرآن وادينا حق العزاء وهرعت إلى الخارج .. أريد فقط الذهاب إلى البيت .. إلا أن ام سيرين لحقت بي تنادي :

( يا فتاة ! هل اسمك آلاء ؟ )
(نعم يا خالة أنا آلاء )
(هناك غرض يخصك من سيرين )
عدت أدراجي وتساءلت في نفسي .. عجيب .. غرض يخصني ؟ خير ؟ مشيت خلفها .. وأنا ارى خزفيات وآنيات أثرية ومظاهر ترف اخرى .. صعدت السلالم خلفها .. سجاد أحمر .. ورخام من النوع النادر .. قلت في نفسي يا الله!!كل هذا سيزول .. وصلت إلى باب غرفة .. ومقبض الباب مرصع بالذهب الخالص .. إلا انه عندما فُتِح الباب ..
كانت غرفة خالية ..
حصير على الأرض ..طاولة .. سجادة صلاة وعليها مسبحة .. مصحفين .. كتاب أحاديث .. قلت بسرعة:
( غرفة من هذه يا خالة ؟ )
( غرفة سيريـ... ) وانخرطت في بكاء عجيب ..
ثم أشارت لي بأن أحمل المصحف الموضوع على الطاولة .. حملته .. نظرت إليه .. فتحت أول صفحة .. وإذا باسمي مكتوب عليه .. نظرت إلى أم سيرين .. قالت بصوت متقطع :

( ذهبت يوم أمس لشرائه .. قلت لها أنت تملكين واحدا لمن هذا الآخر .. أجابتني إنه لإنسانة غيرت حياتي كلها وخرجت من البيت ولم تخبرني لماذا .. لا أعلم ما الذي قمت بفعله .. ولكن كل ما أعرفه ان وجهها كان مشرقا من السعادة )..
جثوت على ركبتيّ .. خانني صبري وجموحي .. حضنت المصحف الشريف وبكيت .. سيرين .. يا الله .. سيرين .. ثم قمت مسرعة لكي لا أثقل ببكائي على والدتها .. لا أدري كيف استطعت أن أسوق السيارة وأصل إلى البيت بالسلامة .. هرعت مسرعة إلى غرفتي وأقفلت على نفسي الباب .. ارتميت على السرير بكيت إلى أن اخذني النوم .. استيقظت على صوت أذان المغرب .. شعرت بأنه لا توجد عظمة في جسدي إلا وتؤلمني .. قاومت الالم .. استجمعت قواي وقمت لأصلي .. ثم جلست انظر إلى ذلك المصحف الشريف .. فتحته .. وتلوت اكثر سورة احبها .. وهي سورة البقرة .. شعرت بطمأنينة كبيرة ..
أكيد سأشعر بذلك..
فقد قال الله عز وجل { أَلا بِذِكْرِ الله تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبْ } .. ثم اخذت أقلب في الصفحات .. وفوجئت .. بأن هناك خط مرسوم بالقلم الرصاص تحت آية معينة .. وعندما قراتها سارت القشعريرة في جسدي ..
{ يَا أَيَتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّة ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّة فَادْخُلِيْ فِي عِبَادِي وَادْخُلِي فِي جَنَّتِي } .. قلبت صفحات اخرى وهناك العديد من آيات البشارة المخطط تحتها مثل{ سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوْهَا خَالِدِينْ } ،{ رَضِيَ الله عَنْهُمْ وَرَضُوْا عَنْه }،{الحَمْدُ لله الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَن} ،{ دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ الّلهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلام وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِينْ } .. والكثير الكثير من هذه الآيات .. يا الله ! .. لقد كانت تعرف ان ساعتها حانت .. كانت تعرف انها ستموت .. يا الله!! .. بقيت اتأمل الآيات إلى ان أرعبتني نغمة الجوال ..

(آلاء السلام عليكم )
( وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..أهلا منى )
( قلقت عليك كيف اصبحت الآن ؟ )
(الحمدلله انا بحال أفضل جزاكِ الله خيرا على سؤالك)
(طيب ..انتبهي لنفسك واراك إن شاء الله غدا في الجامعة )
ووجدت رسالة لم انتبه لها .. إنها من أمي .. تخبرني أنها لن تستطيع العودة إلى المنزل هي ووالدي اليوم نتيجة ضغط العمل عليهم .. قلت في نفسي الحمدلله فأنا احتاج إلى ان اقضي بعض الوقت بمفردي .. ولم يكن باستطاعتي أن آكل او ادرس او أعمل شيء .. فقد شعرت بإنهاك عجيب .. ولا تزال تلك الآيات تدور في رأسي .. ثم نظرت إلى السماء .. ورأيت البدر .. إلا انه اليوم مضيئ اكثر .. سبحانك ربي .. وجلست أفكر .. يا الله .. غرفتها لا شيء فيها .. مع أن بيتها يظهر عليه الثراء الفاحش .. إنها تحاول ان تتشبه بحياة الصحابة رضوان الله عليهم ..فكأنها زهرة يانعة تقف صامدة وسط كل أوراق الخريف المتساقطة... وفعلا ..
كانت عيناها تتمتعان ببريق عجيب ..
فقد كانت في غاية السعادة عندما كانت تسألني عن النقاب .. أعلم أنه ليس مفروض وليس مرفوض كما أجمع العلماء .. ولكن سبحان الله لعلها أرادت أن تكون من نساء المؤمنين اللواتي تنطبق عليهن آية (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا) إلا كانت تستشعر بأن الله سيكرمها فيه وأن والدها سيسمح لها به أخيرا..كيف صبرت كل هذه المدة ؟ والله إنه لصعب إخفاء هذا الموضوع .. أي أب هذا ؟ ثم لماذا ارادت إعطائي المصحف ؟ لم تلتق بي سوى البارحة .. وتساؤلات وتساؤلات شتى ..
ثم خلدت للنوم ورأيت رؤيا عجيبة ..
رأيت مسجد عندنا في دبي .. عرفته من سقفه .. ورأيت سيرين تصلي .. نظرت إلى ساعة الحائط .. الساعة الثالثة فجرا ..
عجيب ..
لماذا تصلي في هذا الوقت المتأخر في هذا المسجد البعيد عن بيتها .. أما عادت إلى البيت من الجامعة ؟ بقيت تصلي وتصلي إلى ان اذن الفجر .. ولم يكن هناك احد سواها يصلي .. وبدا الإمام بالصلاة .. يا الله! .. ما سمعت اعذب من هذا الصوت!! .. من هذا الشيخ ؟ .. أردت ان أصلي معهم ولكنني كنت بعيدة .. السلام عليكم ورحمة الله .. السلام عليكم ورحمة الله .. نظرت إلي سيرين وابتسمت .. أنا فزعت في بادئ الأمر ..
تستطيع ان تراني ؟ معقول ؟؟
ثم ابتسمت لها .. ورأيتها وضعت النقاب وخرجت .. ركبت السيارة .. وعلمت أنها الآن في الطريق إلى الجامعة .. أسرعت خلفها وركبت معها في السيارة ..وهي تردد : ( اللهم صلي على سيدنا محمد مفتاح باب رحمة الله عدد ما في علم الله صلاة وسلاما دائمين بدوام ملك الله ) وكانت تبتسم
وكأنها ترى النبي – صلى الله عليه وسلم – أمامها ..
حاولت ان احادثها ولكنها لم تسمعني .. أردت ان أسألها ماذا حدث لكِ ؟ ولماذا أراكِ الآن ؟ ولماذا ولماذا ..وإذا بي أسمع صوت اصطدام كبير .. لم استوعب.. ماذا حدث ؟ .. كان هناك رجل مسرع خلفها وفقد السيطرة على السيارة وصدمها .. من شدة الصدمة .. اصطدمت سيارتها باحدى النخيل .. واندفعت من الزجاج الامامي ..وانا لم يحدث لي شيء .. صرخت :
( سيريييييييييييييييييييييييييييييييييين ) ..
هرعت إليها .. وإذا ببصرها شاخص نحو السماء .. وابتسماتها لا تفارق شفتيها .. وسمعتها تقول بصوت منخفض :
( بل الرفيق الأعلى يا رب..الرفيق الأعلى..اشهد ان لا إلا الله وأشهد أنك يا محمد رسول الله )
نظرت حولي .. أين رسول الله ؟ شعرت بطيف سرى بالقرب مني وفاحت ريح عطرة لا أستطيع أن أصف مدى روعة هذه الرائحة .. ثم التفت نحو سيرين ..وضعت يدي على قلبها .. لم يعد هناك نبض .. ولا نفس .. انتقلت إلى رحمة الله .. ثم شعرت بيد باردة وضعت على كتفي ويقول صاحبها :
( أتعلمين يا آلاء لماذا اختارتك سيرين ؟ )
هززت برأسي بأنني لا .. لا أعرف .. دون ان أنظر إلى من يكلمني ..
(لأنك قلت لها قولا قبل شهرين جعلها مشتاقة للقاء الله .. قلت لها آية فَادْخُلِيْ فِي عِبَادِي وتحدثت عن ترقي العبد بالانكسار والتذلل وأنها اعلى مرتبة يصل إليها العبد .. وان أهل ياء نسب عبادي اختصهم الله عز وجل ..بحيث كل واحد منهم يعيش ذليل لله .. فقير إلى الله .. خاشع لله .. لا يأكل إلا لله .. ولا يفرح إلا لله .. فبقيت طول هذه الفترة وهي تسعى للوصول لهذه الرتبة .. وقد وصلت .. سبحان الله ..)
نظرت خلفي لأرى من يحادثني ..
معقول ؟؟؟؟؟؟
ثم أكمل :
هذه خاتمة سيرين .. وما احسنها من خاتمة ..

آلاء خاتمتك .. ترى كيف ستكون؟

المشاكس1 20 - 12 - 2008 13:33

اللهم اجعل الجنة هي دار آلاء

ابكتني كثير هذة القصة الرائعه

واسعدتني اكثر لما فيها من روعه واحساس للقاء رب العالمين


مشكورة اختي علي القصه

و دائما نشتاق لجديدك

معاذ سعيدان 20 - 12 - 2008 13:44

مشكورة جدا علي اللقصه

:n200674[1]:

الحزين و المجروح 20 - 12 - 2008 16:42

الاء امة الرحمن جزاكي الله عني خبر الجزاء
واعلمي ان قصتكي دعتني اراجع حساباتي
فاسال الله الذي فرض الحجاب على النساء ان
يحسن خاتمتي وخاتمتك وخواتم المسلمين
مشكوووووووووووووووووره اختي الغاليه
وتقبلي مروري
واعلمي انه لو كان هناك تقيم للقصص
لكانت قصتك هي اولى القصص

روح القمـــر 25 - 12 - 2008 17:58

اللهم اغفر لنا كل خطئيه

مشكور يالغاليه

البرق 30 - 12 - 2008 11:56

مشكورة اختي علي القصة


واللهم ارحمه واسكنه فسيح جناتك

ابن حماس 24 - 03 - 2009 21:47

امة الرحمن


الف شكر


وبارك الله في عملك الرائع


الساعة الآن 19:03.

Powered by vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
ترقية وتطوير: مجموعة الدعم العربى
جميع الحقوق محفوظه لمدينة الاحلام ©


SEO by vBSEO