منتديات مدينة الاحلام

منتديات مدينة الاحلام (http://m.dreamscity.net/)
-   قسم المنقولات الادبيه (http://m.dreamscity.net/f7.html)
-   -   الشاعر طالب همّاش (http://m.dreamscity.net/t13479.html)

ابن حماس 02 - 12 - 2008 12:53

الشاعر طالب همّاش
 
نبذة عن الشاعر طالب همّاش


سورية – حمص
الانتاج الابداعي
1- نبوءة الثلج والنيل – دار الذاكرة - 1997
2- كأني أمومة هذي الحياة – دار أرواد للنشر - 1998
3- راهبة القمح الحمامة – اتحاد الكتاب العرب – دمشق - 1999
4- عم مساء أيها الرجل الغريب – اتحاد الكتاب العرب - ‏2000‏‏
5- آخر أسراب العصافير – وزارة الثقافة – 1999
6- ‏كآخر بيت في مرثية مالك – وزارة الثقافة ‏2000‏
7- نادب الحياة الأحزن – وزارة الثقافة ـ 2001
8- نحت فراتي لتمثال الغريب - وزارة الثقافة - 2002
9- النادم – اتحاد الكتاب العرب - دمشق – 2003
10- المتأمل عند نهاية الأمواج – اتحاد الكتاب العرب – دمشق 2006

ابن حماس 02 - 12 - 2008 12:54

سماوات ليلى

لم يزلْ شارداً
يتنادى مع الريحِ
فوق أديمِ الصدى والرمالِ،
وينتظر القافلهْ.
تتشرّدُ في ناظريه جمالٌ
يُحَدّبُهَا الأُفقُ خلفَ الصحارى
ويمحو السرابُ مسافاتها المقبلهْ..
في الخيالْ
لا غيومَ تخفّفُ من وطأةِ الشمسِ
وهي تكسّرُ بلّورها المرّ فَوق القفارِ
ولا طيف ليلى (إذا هبطَ الليلُ)
يسقيهِ من معمدانِ الصبا
خمرةً زائلهْ..
كالزلالْ.
مرّتِ الأرضُ من تحتهِ
والزمانُ الذي تتباطأُ دقّاته شاخَ
في (ظلمةِ الأقبيهْ).
فلماذا يهدهدُ بين الفيافي
مواويلَ مبحوحةَ الصوتِ
وهو وحيدٌ،
ومن أينَ يأتيهِ رجعُ الصدى
ليتيهَ كما الطفل ما بين وادي الجنون
ووادي القرى؟..
هائماً بين ليلاه والليلِ
كالنجمِ في ظلمةٍ صافيهْ.
أتكونُ الأُنوثةُ مأواهُ
حتى يتيهَ على طرفِ الوجدِ أعمى،
ويجعلَ من سَكْرَةِ الناي
تعويذةً لنداءينِ
ينسحبانِ على وترِ المدِّ كالآهِ
ثم يذوبانِ فوق مياه التشهّي
كما الهاء في القافيهْ؟
أم صراخُ فَمَيْنِ على أحرفِ العلّةِ
المستكنّةِ في النايِ..
أحلى الحروف التي شاءَهَا الحبُّ
بين حبيبينِ..
وامتصّها النايُ من شهوةِ الأغنيه؟
أم نداءانِ مختلفان – الطبيعةُ والموتُ-
يلتقيانِ وراءَ تَحدّبِ مجرى الصدى
مثلما يلتقي طائرانِ وحيدانِ..
يسترسلانِ على أيكةِ الحبِّ
لحناً شجيَّ الكمانْ؟!
أيكونُ الهلالُ الذي صارَ بدراً
ولاحَ من الشرق وجه أساهُ شبيهاً بها؟..
كي يطيلَ التأمّلَ في الليلِ
أم تتراءى لعينيهِ أطيافُ بيضاءُ
ساهمة في سماءِ الأُنوثةِ كالغيمِ
حتى يظلَّ على حالهِ
هائماً في أديمِ الزمانْ؟
أتكونُ النجومُ البعيدةُ
مرمى لعينينِ شاردتينِ بوجدِ الليالي
فلا تغمضانِ ولا تصحوانْ؟
لم تكن من بناتِ الطفولةِ أجملهنّ
على موردِ الماءِ..
لكنْ بنفسجها الغضَّ
حين يفيضُ بسكّرهِ العذبِ
يسحر أُفئدةَ العاشقينْ!
كان قوسُ الغمامِ الملوّن
ينشقُّ من صدرها كالزغاريدِ
والشمسُ كانت تطاردها كالغزالةِ
في سبخاتِ الشروقِ
لتكشفَ عن شامةِ الفجرِ في نهدها
المتكوِّرِ كالبيلسانةِ في الياسمين.
يترعرعُ مثل السنابلِ في الريحِ
حزنُ ضفائرها السودِ..
أجملَ من طلعةِ الصبحِ
فوق شواطئِ دجلةَ كانت..
وكانت إذا ظهرَ الحزنُ يغلبها النومُ
كي لا تراه..
وإن طلعَ البدرُ راحتْ مرايا الأُنوثةِ
تركضُ خلف نحيبِ السفرجلِ
مكشوفةَ الصدرِ
كيما تخبّئَ جوهرةَ الخلقِ عن أعينِ الناظرينْ!
ألذلكَ هامَ على نفسهِ؟
يتأملُ صورتها المستحمّةَ
مثل البحيرةِ فوق أديمِ الغروبِ،
ويعرجُ كالذئبِ نحو الطلولِ
التي أقفرتْ ليساكنها
كلما اغرورقَ الليلُ بالوجدِ
وانتصفتْ سهرةُ الساهرينْ.
... لا يرى في فيافي السكينةِ
غيرَ خيالٍ صبوحٍ
تصوّرهُ شمعةُ الحزنِ
فوق المضاربِ مثل هلالِ الحسينْ!
كلٌّ من هامَ وجداً بليلاه يوماً
ستعصيهِ ليلى
ليشتقّ من ضلعها امرأةً ثانيهْ..
ثم تعصيهِ
حتى يتيهَ ويدركَ في آخر العمر
أن الأنوثةَ ليست سوى مغربٍ وشروقٍ
يدورانِ حول صحاريه مثل العقاربِ
حتى تشيخَ السنين
وينتهيَ الدورانْ.
وتكونُ الحياةُ حياتهما هيَ منْ فُقدتْ
بينما تترمّلُ كالحجرينِ على قبرهِ
تينك المرأتان.

ابن حماس 02 - 12 - 2008 12:57

التفاح من جهة الشروق

من تلكَ
امرأةٌ تعانقُ شمسها الخضراءَ
فوق بحيرةٍ بيضاءَ
أم بنتٌ تسرّحُ شعرها الغجريَّ
مثل يمامةٍ زرقاءَ في ذهب الغروبْ؟
أم تلك أغنيةٌ (نساها)
الليلُ عند تَفتّحِ الرمَّانِ مغمضةً
لتشربَ نهلةَ العنَّابِ من فمها
سنونوةُ الحصى طلاًّ ،
ويقطفَ ثغرها الظمآنَ عصفورُ الجنوبْ.
من تلك لا قمراً
يطلُّ بحزنهِ الشفافِ
من خلفِ المدى الفضيّ
كي يبكي على الأكواب،
لا ناياً يعمّرُ من فؤادِ الحزنِ
تمثالَ الغريبْ.
فقطِ امرأةْ
معضوضةُ النهدينِ
كالتفاحِ من جهة الشروقِ
ووجهها المحمرُّ ترفعهُ
ذراعُ الخوخِ فوق السفحِ
قديساً على الأزهار..
امرأةٌ يضيءُ بنهدها سيفُ الصباحِ البِكرُ
فيما قلبها المبيضُّ
تحملهُ بأجنحةِ الحفيفِ (حمائمٌ بيضٌ)،
وتحرسهُ سويعاتُ المغيبْ.
فقطِ امرأةْ
مرفوعةٌ مثل المغيبِ على
غناءِ العندليبِ.
مقطوفةٌ كالبرتقالةِ
من منابتِ شعرها القمحيّ..
تولدُ من تلامسِ زهرتيْ لوزٍ
على غصنِ السفرجلِ..
من صبا زوجيْ حمامٍ أبيضينِ
يغازلانِ الصبحَ في شهرِ الحليبْ.
لا النهرُ يتركها ترقرقُ ماءها
المنسيَّ فوقَ حجارةٍ ملساءَ
لا موجٌ لتُسمعه خريرَ القشعريرةِ
في مجاري الروحِ..
لا فرسٌ يسابقُ شعرها للكستناءِ..
ويهرعُ الخرّوب نحو غروبها النائي
ليمسحَ عن ملامح وجهها
لونَ الشحوبْ.
لا شيءَ غير غمامةٍ
ورديةِ الأهدابِ
تذرفُ ماءها
لتصيرَ أقواساً من الألوانِ
فوقَ الحقل
أو شفقاً يذرذرُ فوق كوخِ الحبّ
ريحانَ الغروبْ.
من تلك امرأةٌ محلاّةٌ
بطعمِ الموتِ
أم مطرٌ لأحزانِ الطبيعةِ
كوّنتها الريحُ من ضدينِ
من ماء ونارْ؟
لكأنها ثمرٌ لأوجاعِ الخطيئةِ
قطّرتها من لبابِ الناي
خمرةُ عاشقٍ مرٍ
وشمَّ مذاقها السكّيرُ
مذهولاً بطعمِ الاحتضارْ!
هيَ منْ رأتْ في الليلِ يوسفَ
طالعاً كالبدرِ
(أجملَ من غروبِ الشمس)
نادته فلم تسمعْ سوى نغمٍ
يذيبُ طهارةَ الأزهارِ في ماءِ الشموعِ
ويستديرُ على محياه الهلالْ.
هي مَن رآها الصبحُ
(أجملَ من شروقِ الشمس)
طافيةً أنوثتها على التفاحِ
ناداها فلم يسمع سوى
رجعِ التأوّه في المدى..
وتراكضَ الليمونُ في سهلِ البقاعِ
شبيهَ صفرتهِ
لينحتَ من دموعِ اليأسِ أنصابَ الظلالْ!
هي من رأتهُ..
هو ما رآها..
هي ما رأتهُ..
هو من رآها..
لكنما قمرُ المواويلِ اشتهاها
وهي تغسلُ في مياهِ النهرِ
صلصالَ الأنوثةِ
إذ تراءتْ عضّةُ الشمسِ
الصغيرةُ تحتَ نهديها لهُ
حمراءَ كالتفاحةِ البكر
التي ما مسّها ضوء
ولا قطفتْ يدانْ!
من ذلك الماء الذي
ينحلُّ من فطر الوحامِ الغضّ
تنبتُ زهرةُ الحنَّاءِ قانيةً
كصحنِ الأقحوانْ.
ورأى الحليب بأمِّ عينيهِ
يطيّر من غبارِ الطلعِ أصدافاً
لحزنِ الروحِ،
شاهدَ موته المخبوءَ في جسدِ الأنوثةِ
طاهراً كالماءِ،
مرّاً كالجذامْ.
ورأى قصاصاتٍ مدلاةً على الأزهارِ
تقطرُ من فؤادِ المرأةِ المعبودِ..
شاهدَ في عراءِ النهدِ ظلّ حمامةِ
بيضاءَ
فاردةً جناحيها
على زيتونةِ الجنسِ الحرامْ.
هي أيُّ امرأةٍ
تلاطمُ شعرها الأمواجُ
فوقَ رمالها العطشى؟،
ويحملها الحفيفُ
على سنابلِ قمحهِ المبحوحِ...
كي يرثَ الهبوبُ خريرها المخضَّر من دمها..
وشهوتُها ترفرف كالملاءةِ في الظلامْ.
لكأنها مرسومةٌ عند الفراقِ
على موسيقا الحجرةِ الأبهى
بريشةِ عاشقٍ أعمى،
تأملّها طويلاً قبل أن تمضي
وراحَ بلوثة المجنونِ
يعجنُ من زهورِ اللوزِ
والعنبِ العصيّ على الخمورِ،
ومن غبارِ الطلعِ في المنثورِ
ألواناً
ويرسمها بأهدابِ العيونْ!
لكنه بعد انتهاءِ الرسمِ
تعصيه الأنوثةُ في تفتّحِ زهرها الموؤودِ،
والضوءِ المراقِ على غلالةِ
حزنها الشفافِ..
يعصيهِ التأملُ في المدى
المعزولِ للأحداق
لا الأيدي بقادرة على
تضفيرِ خصلةِ شعرها الباكي
كتطريزِ الأرزّ على السطورِ،
ولا العيونُ السودُ قادرة
على إمساك طيفِ جمالها النائي
بإطباقِ الجفونْ.
أهي الخلاصةُ للأنوثةِ ذاتها؟
أم أنها العطرُ الخفيّ لزهرةِ النسيان.
يرسمها خيالٌ دافئٌ كالناي
كي يمضي بقيّةَ عمره الفاني قبالتها
يبادلها أحاديث المنون.
لكأنما الشعراءُ رسّامو نساءٍ
كلما رسموا امرأه
ضاعتْ ملامحها مع الكلماتِ،
واختلطت أنوثتها مع الألوانِ
لا الناياتُ تجدي باستعادةِ حزنها الشفّافِ
بالآهاتِ
لا الصهباءُ تجدي في تمثّل سكرها النائي..
فقطْ وهمُ امرأهْ
من فرطِ عذرتها
تكادُ النفسُ تمسكها بأهدابِ العيونْ!
لا يفعلُ الشعراءُ شيئاً غير دحرِ الموتِ
بالصمتِ الخفيّ لرغبةِ النغماتِ
في أنثى الموات..
ولمسِ أطراف الحياة
بحبّ امرأة إذا اكتهلَ الغروبُ،
وحبسِ أنفاس السكونْ.
كي يسمعوا ما قالت الأشياءُ
قبل الصمت... قبل الصوت
قبل تفتحِ الأحزان من رئةِ المراثي..
قبل خلقِ الليلِ من رحمِ السكونْ.
من تلك امرأةٌ تعانقُ شمسها الخضراءَ
أم لونٌ يزّين برهةً بيضاءَ
بالوهمِ الحنونْ؟
لا الشاعرُ الأبديُّ يدري كنه عذرتها
ولا يدري الجنون.

ابن حماس 02 - 12 - 2008 12:58

المقهى


ذات مساء سراني
جلسَ الشاعر ُوالراهب والسكّيرُ
إلى طاولةِ الحزن
وراحوا يرتشفونَ لبابَ الخمرة ِ
في زاوية الحانْ .
جلسوا عُمياً عن ضوء الحزن المشدود
كخيط بين عيون الناس
وعن عمر ِالليل المحدودب ِكعجوز ٍ
فوق ضهور الكهان .
لم ينتبهوا
للقمر ِالطالعِ من بغداد َ
يفيضُ بحزنِ صوفيِ في دنياه ُ
ولا لحداءِ الغصّة ِفي قلب ِامرأةٍ
ترضعُ من شرفتها الغيم َالظمآنْ .
كان الأوّلُ ملتفّاً بقميص ِالدمع ِالشفّاف
يصيخ ُالسمع َإلى صوت ِامرأة
يتهادى كمواويل ِالليل
وثانيهم يتأمّلُ في الأفق ِالشرقيّ
ملاكا نورانيّ الطلعةِ
يكشفُ عن حزن ِالدنيا في عينيه
وتحملهُ فوقَ قباب ِالغيم
(قرائينُ )بياض ٍ، وأناجيل ُحنانْ .
فقط الثالثُ ظلّ يغوصُ بقاع ِالصمت
وحيداً ،
يحسو الخمرَ
وينصت ُللشاعرِ وهو يدبُّ على الأرض كأعمى
ويحدّقُ في حزن ِالراهب ِكالسكران ْ.
قال الشاعر ُللراهب ِ:
منذ زمانٍ وأنا أرقدُ في تابوت ِالعزلةِ
منتظراً أن تأتي امرأةٌ كملاك ِالموت
لتقتلني ،
وتهزّ َعلى موتي النائم أجراسَ الهذيانْ .
قال الراهب ُ:سبع ُليال ٍ
وأنا أصغي لنحيب ِالمطر ِالأبيض في الليل
ولم تأت ِالنشوة ُ
كي أشربها كنبيذ ِالرمان ْ.
رفأَ الشاعرُ عينيه ِ ،
وهامَ الراهبُ في التيه ِ
وسال َعلى وجه ِالسكيرِ بكاء ٌأبيض ُ
وانطفأَ الحان ْ.
وانتشر َالليلُ أميراً
فوق جميع العميانْ

ابن حماس 02 - 12 - 2008 13:00

شجرة الأغاني القديمة

أظلمَ الليلُ بعد المغيبِ
وطالَ غيابُ النديمْ .
أظلمَ الليلُ وانغلقَ الباب ُ
مثل كتابٍ قديمْ .
زمّليني بثوبِ صلاتكِ يا أَمَةََ الحزنِ
إني ضريرُ السوادِ
و أعمى الليالي .
لا أرى غير غيبوبةِ الموتِ ،
غير غديرِ المدامعِ في الليل ،
غير مذلّةِ نفسي
وخسرانِ حالي .
زمّليني إلى مطلع الفجر
كي أتكوّرَ في رحمِ الليل ..
بين الضلوعِ الحنونةِ مرتعشاً
كاليتيمْ !
فأنا المتألّمُ في عزلتي
والمعذّبُ نفسي
أصيرُ إلى شبحٍ زائلٍ كالأغاني العتيقة
واحسرتاه !
وأنا صاحب ُالموتِ مأوى عذاباته ِ
وصديقُ آساهْ !
لست أسمعُ في الحجراتِ
سوى حسرات ِنفوسٍ تجوس
ظلاميّةَ الليل ..
ريحِ الخريف على شجر
شاهقِ اليأس ِعالي .
لستُ أسمعُ في الريح غير أناشيد ِ وحشتهِ
وأنينِ صداهْ !
فاقرئي من مراثيك ِما يملأُ الروحَ
بالوجد
كي تتساقطَ منّي الدموعُ
وتغسلني غصّة غصةً
من خطيئة حزني الزنيمْ !
رتِّليها بنبرةِ راثٍ
لتسبح َنفسيَ في سكراتِ المنيّة
من أوّلِ الليل حتى بياضِ السديمْ !
وحشةً وحشةً يتسلّلُ عبر الشبابيك
صوتُ غناءٍ قديمْ !
صوتُ ناءٍ غريبٍ على الأرض
يدفنُ بين قفار الليالي العميقة
عزلتَهُ الخالده ..
صوتُ عميانَ أربعةٍ
يعبرونَ طريق السكوت
وصولا ًالى سكتاتِ الظُّلَم ْ ..
صوتُ حادٍ يغنّي على مسمعِ الأبجدية
ما يجعلُ الريح َترفع ُأذرعها
لتمزّق صدرَ السكون الأصمّْ ..
صوتُ محتضرٍ تتوجّع ُمن موتهِ الأرضُ
في حشرجاتِ الصدى الراعده ..
صوتُ باكٍ ترعرع ُنبرتَهُ الريحُ
في رجع ناي ٍحطيمْ ..
وحشةً وحشةً
يتسلّلُ عبر الشبابيك صوت غناء قديمْ !
متعباً وجريحاً
يقطّعُ أشجانه وترًا وترًا في المواويل
عندَ احتدامِ الألمْ !
حاملاً حزنَ أغربةِ الأرضِ
والشهقاتِ التي تتألّمُ في غصصِ الروحِ
دمعاً ودمْ !
فتشيعُ مع الريحِ رائحةُ الحزنِ
ينذرفُ الدمع ُمن كلّ عينْ !
وتجيءُ العذاباتُ رجعَ صدى
نائحاً وحزينْ !
هل يطيبُ مع الليل غيرُ الحنين إلى لحنِ نَمْ ؟
: لأهزَّ سريركَ فوق كرومِ الينابيعِ ،
بين الحمائم والياسمينْ !
نَمْ في حرير الطفولة ِ
تحت سماء الأنوثةِ
بين ضفاف البحيرات طائرَ تمْ !
تتغنى به كالرسولة ِراضيةَ الروحِ
أمْ .
لحنُ نَمْ
صيَّرتهُ المهودُ الصغيرة هدهدة ًعذبةَ الهمسات
لأطفالها النائمينْ ..
صيّرتهُ الدوالي
عناقيدَ مسكرةً تتدلى على كلّ فمْ .
لكأنَّ الأغاني العتيقةَ شجرةُ حزنٍ
تهزُّ غدائرها السودَ فوق نعاس
اليتيم ْ .
لحنُ نمْ
ذائب ُالحزن في صوتِ أمْ .
لحنُ نمْ
أحرفُ الأبجديّةِ وهي تزقزق ُمثل العصافير
بين عرائشِ غيمْ ..
لحنُ نمْ
طائرٌ تتساقطُ آهاتُهُ ريشةً ريشة ً
في احتراق هواءِ الندمْ ..
لحنُ نمْ قطراتُ حليب ٍمعطّرةٍ
تتلألأُ فوق شقائقِ فمْ ..
لحن نمْ
قمرٌ صامتٌ
يذرفُ الدمعَ في كأسِ دمْ ...
لحنُ نم ْ
نجمةٌ في سماءِ السكينةِ سهرانةً
كفؤادٍ كريمْ .
كفّنيني بأعشاب ِشعركِ
كي أتأمّلَ هذا السواد الحميمْ !
كفنيني..
فقد أظلمَ الليلُ وانغلقَ البابُ مثل كتابٍ قديمْ .

ابن حماس 02 - 12 - 2008 13:01

بحيرات للتأمّل

بحيراتٌ وموسيقى وأفقٌ رائعُ الأصدافْ
بحيراتٌ لنخلدَ للتأمّلِ
في مصيرِ العمرِ
عند نهايةِ الصفصافْ .
بحيراتٌ لنبصرَ في الطيورِ العالياتِ
حنيننا للموتِ
حين نغادرُ الدنيا
ونسبحُ في سماءِ الليلِ كالأطيافْ .
بحيراتٌ لنصغي في نحيبِ الموجِ
للمرثيةِ الأزليّةِ الإنشادِ
خلفَ ( مراكبٍ ) رحلت إلى الماضي
ولم ترجعْ بها الأيّامُ من غيبوبةِ النسيانَ ..
للموتى الذين ترهّبوا في غابةِ الأسلافْ .
هي الطلليّةُ الأبديّةُ النشدانِ للعشاقِ ،
معموديّةُ الذوبانِ في الذكرى البعيدةِ
وانحلالُ الروحِ كالحسراتِ تحتَ تهاطلِ النفنافْ .
كأنَّا في شواطئها حداةُ الموتِ
خلفَ نوافذِ المجهولِ
يحملنا هديلُ حمائمِ الأمواجِ
للإبحارِ خلفَ تعاقبِ الأعوامِ ،
للتحديقِ في الرحمِ الغروبيِّ الجريحِ
وقد تكوّرَ كالجنينِ على أمومةِ حزنهِ الشفاف ْ .
كأنَّ نشيجها المائيَّ رجعُ قصائدِ الهجراتِ للنائين ..
ترجيعُ المواويلِ التي تتكرّرُ الزفراتُ
تحت رياحها الصماءِ ،
والمعنى لصرخةِ عاشقٍ في الأبجديّةِ
أدركتهُ الإنتحابةُ فانبرى كالطفلِ
يلهجُ حائراً بنبوءةِ العرّافْ .
بحيراتٌ لنشهدَ بالخيالِ أنوثةَ الأشجارِ
تخفقُ في فضاءِ العزلةِ المخضوبِ بالدمعاتِ ،
والشمسَ التي نُحتتْ من الحزنِ السماويِّ المقدّسِ
في الغروبِ ،
ونشهدَ الضوءَ الذي يتطهّرُ الغرباءُ
في محرابهِ
من سوأة ِ الأوصافْ .
..لنجلسَ ساكنينَ وشاخصينَ كآخرِ الزهّادِ
في طيرانِ قبّرةِ الأفولِ وراءَ خطِّ الذكرياتِ
..مفكّرينَ كأوّل الرهبان
فيما يجعلُ الأمواجَ توقيتاً لعمرٍ ضاعَ ،
والأيامَ نائيةً يغيبُ هلالها في آخرِ الأريافْ .
بحيراتٌ تراهفُ في المدى الشفقيِّ
أحزانَ الغنائيّاتِ ،
والرؤيا البعيدةَ لابيضاضِ الروحِ
في أفق الرؤى المذهولِ
والفانونَ حول أفولها الموهومِ
أصنامٌ تحدّقُ في أديمٍ مقمرٍ
في ليلهِ المصطافْ .

ابن حماس 25 - 12 - 2009 01:49

مائيّةُ الليلِ البيضاء

يا قديسَ النورِ الطالعَ من فوق سطوحِ
الدورْ !
كالنهدِ المتلألىءِ أبيضَ تحت سماوات من بلّورْ ..
رُشَّ على القلبِ الأعمى قطراتِ النورِ
المُسكر ِكالرمانْ !
كي يتطهّرَ في بركةِ ضوءٍ ورديٍّ
كالكروانْ .
أنرِ العقلَ المظلمَ
كي يشربَ من منبعكَ الصافي
أيّلُكَ الظمآنْ !
فأنا مولودُ العتماتِ الأعمى
وصغيرُ الموت
أدقُّ على بابِ الفجرِ
: لقد طالَ الليل ُ
أفيقي يا شمسَ النساك
لأرفعَ نفسي كرضيعٍ
نحو قناديلِ الصبح ِالسكرانْ !
ما أجملَ أن يهطلَ في الصبح ِحليبُ الغيمِ
على الأشجارِ الرضّع ِفي البستانْ !
وتفيضَ عيون ُالماء سكارى
وتطيرَ الطيرُ رفوفاً وفرادى ..
فطواويسُ لقاحٍ ،
وإناثُ بلابلَ زرقاءُ ،
وسربُ حساسينَ ذكورْ .
يا قمر َ الليلِ الساكنِ بين كنائسِ نورْ !
يا رؤيا نفسي المتصوّفةِ العمياءِ ،
وريَّ الروحِ العطشى ، ونميرَ الظمآنْ !
أذبِ الروحَ الباكيةَ الثكلى..
ذاتِ الحزنِ الصافي
كالنسماتِ الريحانيّةِ فوق ملامسِ أزهار ِ
اللوزِ
أذبها !..
صَيِّرْهَا ماء ًلتسيلَ كحبرٍ أعمى
في أوقيانوسِ النورْ !
فانا لستُ سوى كوخٍ مهجورٍ في الليلِ
البائسِ
يسكنُ قلبي
مرفوعاً فوق ظلامِ الليلِ مسيحٌ مصلوبٌ
وبقربي ترقدُ يائسةً روحُ الإنسانْ !
مالي غيرُ نحيبٍ مقطوفٍ من ندمي الأسودِ
يغتصبُ الحزنَ الضائعَ في الروحِ
وناياتي أوتارٌ تهتزُّ على صوتِ غرابْ .
منذ زمانٍ وأنا أستقبلُ أغراباً
وأودّع أغرابْ .
منذ زمانٍ وأنا أفتحُ أبواباً مغلقةً في الليل
وأغلقُ خلف جثامينِ الوحشةِ أبوابْ !
لا ( أحداً ) يجلسُ قربي في أعمقِ ساعاتِ الصمتِ
سوى أنصابِ العزلةِ والغيّابْ !
ما لي امرأةٌ
بيضاءُ ترائيني
لأقول لها : يا بيضاءْ !
أيّ سماءٍ مزهرةٍ تتشعشعُ دامعةَ العينينِ على مرآكِ المسكرِ ،
أيّ ضياءٍ ضاحٍ يتقطّرُ من نهدِ سماءٍ عذراءْ ؟
ما أجملَ أن تتساقطَ من كفّيكِ
قطراتُ الطلِّ الظمآنِ
على القلبِ
ولا يبلغ حدّ َالإرواءْ !
يا بيضاءْ !
يا ذاتَ الإسمِ الناعمِ كالأضواءْ !
حلّي شلاّلَ غدائركِ السوداءِ على صدرِالعاشقِ
كي ينبتَ نرجسَهُ المستاءْ !
يا سلطانةَ هذا الليلِ الآسيانِ
وجدوله ُالجاري في الروحِ
كسلسلةِ الأفراحْ !
أيُّ إوزاتٍ تتلاقى عند حفافي النبعِ
وتسبحُ عاريةً في الأفقِ الفواحْ ؟
أيُّ أصابيعَ تتمتمُ في حزِّ الشهوةِ
عند تلامسِ نهدينِ رضيعينِ ،
تفكفكُ أزرارَ الخضرةِ عن سرِّ التفاحْ ؟
فتذوبُ فيوضُ الليلِ بماءِ اللذّةِ كالصهياءْ .
مالي امرأةٌ لأقولَ لها :
صُبّي فوق الجسدِ العطشانِ ينابيعَ الماءْ !
صُبّي الماءَ وغنّي طاهرةَ الصوتَ
ليغتسلَ القلبُ من البأساءْ !
صوتكِ عصفورٌ مرتعشٌ يهتزُّ على أوتارِ حساسينِ الفجرِ
ويسكرُ بالموسيقى عند ضفافِ الماءْ .
صوتكِ ماءٌ ذابَ على مسمعِ نبعٍ ذوّابٍ ،
ونوافيرٌ دموعٍ باكيةٌ تحت شبابيكِ الغرباءْ .
صوتكِ هزّاتُ مهودٍ تتأرجحُ بالأطفالِ الرُّضع ِفي حقلِ مساءْ .
صوتكِ طيرُ سنونو يبكي خلف سياجِ المغربِ سحنتَهُ السوداءْ !
صوتك سكّينٌ يجرحُ حنجرة َالبلبلِ
في فردوسِ غناءْ .
غنّي لينامَ الزاهدُ في خلواتِ الليلِ
فقد حلَّ الصمتُ
ونامَ الذهنُ المتأمّلُ في الليلِ الأبيضِ شفّافاً
كإناءُ النورْ .
وتلاشى فوق شجيراتِ المغربِ إنشادُ العصفورْ .
يا قمرَ الوردِ المشرقِ من ظلمةِ نورْ ..
إفتحْ بابك َللناسكِ
كي يجلسَ تحت مساءاتِ الحزنِ الزرقاءِ
ويصغي لتلامسِ أجراسِ سكوتِكْ !..
لِيُكَوِّبَ كفّيهِ الضارعتينِ إلى مرآكَ
ككأسينِ صغيرينِ ..
فترتعشانِ بسُكْرٍ أبيضَ
من مروى سَكَرَاتِكْ !
فأنا الصوفيُّ المتزمّلُ بالصمتِ
أشرّعُ شباكي الليليَّ على بحران الظلمات
وأصمتُ ذاكَ الصمتَ الصابي
في ظلِّ صلاتِكْ .
فأرى درباً ذهبياً يمتدُّ بعيداً خلفَ مسافاتِ الغيم
فأشعرُعن يسراي وعن يمنايْ ..
تتهادى كقصاصاتِ الموسيقى الورديةِ
رنّاتُ نواقيسكْ .
لكأنَّ عصافيرَ اللوزِ تزقزقُ في صدري
ويسيلُ حليبيّاً لحنُ الحزنِ الذائبِ في همساتِ النايْ .
فأذنْ يا مولايْ !
للروحِ الثاكلِ
- روحِ الخاطىء -
أن تغرقَ في بُحْرَانِ سكوتكْ !
أن تشربَ من مدمعكَ الماطرِ عينايْ !
شرّعتُ ذراعيَّ أمامَ الفجرِ طويلاً
لا طلعَ الصبحُ
ولا لاحتْ كحمامةِ برٍّ رؤيايْ .
مولايَ أنا منفردٌ في سُكنايْ .
مالي أمٌّ تبكي من نافذةِ المطرِ المذروفِ
لأجثو كيسوعٍ تحت مدامعها
وأبوح بصوت ( أسيانٍ ) يا أمَّايْ !
يا أيُّوبَةَ قلبِ الندمِ الجاثي
كسراجٍ قربَ جراحِ الناسْ !
أأظلُّ أهزُّ سريرَ الناياتِ الناحبةِ النغماتِ
لتغفو الروحُ
فلا تسكتُ أغنيتي
أو يهدأُ للغفوةِ نايْ
يا أمايْ !
صوتُ آذانِ المغربِ يبكي في الأفقِ الصامتِ
ويسيلُ حزيناً رجعُ نواقيسِ القدّاس ْ !
وأنا المنحوتُ كرسمٍ باكٍ فوق نعوشِ الفجرِ ،
يتيمُ الميتمِ ..
من يشعلُ في الآحادِ ضلوعَ الشمعِ لراحةِ نفسي
أو يزرعُ فوقَ ترابِ الميتِ
غصينَ الآسْ ؟
من يسقي روحي الظمآى من منبعهِ الصافي
شُربةَ ماءِ السلوانِ
لأنسى نفسي في أسماءِ سوايْ ؟
يا أمايْ !
يا قنديلَ الحزنِ الدامعِ في ليلِ الغربةِ
قطراتٍ .. قطراتْ !
قطّرْ فوق فؤادي النادمِ
أحزاناً وصلاةْ !
فأنا لم أتسببْ بالحزنِ إلى (أحدٍ )
غير دماغي المتعبِ
ويتيماتي الكلماتْ .
فلماذا تبلوني الأشعارُ وأبلوها
وأنا أبصرُ كلماتي تتألّمُ في نظراتِ الباكينْ ؟
أتكونُ حياتي
حبلَ غسيلٍ مشدودِ بين مغيبينِ غريبينِ
تلوحُ عليهِ ثيابُ أناسٍ مجهولينْ ،
ومناديلُ نساءٍ قدّيساتْ ؟
تشربُ آهاتي الريحُ ، وتذروها كالورقِ الميتِ على مثوايْ !
يا أماي !
حزنكَ شفافٌ ، أصفى من دمعِ العتمةِ ،
عذبٌ وبريءٌ وطهور ْ !
حزنكَ مبخرةٌ تهتزُّ على ساقِ الصمت ِ
فترشحُ عطراً باكٍ ، وأريجَ بخورْ . .
حزنكِ كلماتٌ تتدلّى كمصابيحِ الوحشةِ فوق أماسي النورْ ..
حزنكِ ماءٌ رحمانيٌّ
يهطلُ كالصلواتِ على صدرِ الناسكِ
من قلبِ مسيح ِالنورْ ..
يا مرضعةَ الروحِ لبانَ معاطشِكِِ الناضبِ
دمعةُ ثديٍ هرّتْ فوقَ يديَّ كزهرةِ لوزٍ طاهرةٍ
فبكى الأطفالُ الرضعُ في القلبِ الظمآنْ !
وأنا الكهلُ ، الطفلُ ،
خدينُ العزلةِ ..
حزني طائرُ صيفٍ برّيٍّ
يسبحُ تحتَ سماوات الفجرِ رضيعاً سكرانْ .
عشرون مساءً وأنا أتامّلُ موتي في المرآةِ
فلا هجعَ القبرُ
ولا وقفتْ في وجهي الصلبانْ .
أأظلُّ وحيداً أجلس ُ كالراهبِ في حيدٍ صخريٍّ
وأحدّقُ مكتئباً في أفقِ الخسرانْ ؟
تأفلُ خلفي شمسٌ ميّتةٌ
وأمامي يفغرُ فمهُ الشبحيَّ
ضريحٌ مهجورْ .
يا صاحبَ مصباحِ النور ِالعالي
أسكرْ باصرتي بالرؤيا
وارفُ جراحَ الروحِ بخيطانِ النورْ !
فلقد أظلمتُ وشيّختُ وأدبرتُ
أنا المتألّمُ كالريحِ على الأطلال
أهدهدُ حلماً ميتاً في الظلماءِ ،
وأغمضُ كالغاربِ جفنيَّ إليكْ .
خذني دوريَّاً مرتعشاً ، بردانَ وجوعانَ
لأنقر حبّاتِ الحنطة ِمن أعشابِ يديكْ !
خذني عندَ شيوعِ الظلمة في دنيا الأموات
لأذرف جمراتِ عيوني
في مجمرِ عينيكْ !
ما أجملَ أن تتلامس َعند أفولِ الكونِ الرحمانيِّ
أيادي الناسِ المرفوعةِ بحثا عن لحظة حبٍّ
بأصابيعِ يديكْ !
ما أجملَ أن يتقطَّرَ دمعُكَ في أعيننا
تقطيرَ العسلِ السكرانْ !
وتفتّحَ أزهارُ الشمسِ على قمصانِ الغيمِ
صباحاً ..
وتصيرَ الأرضُ الثكلى قزحاً من ألوانْ !
ما أجملَ أن تتراءى من نافذةِ الحزنِ البيضاءِ
جميلاً كالعصفورْ !
يا قمرَ النور أنرني ،
أنرِ العاشقَ بالنورْ !
أنرِ الأرضَ المظلمةَ العمياءْ
بفيضٍ من مرآكَ ،
ارفعها كالمتألمةِ العذراءِ
إلى ضوءِ سراجكَ لتراكَ ..
وتمسحَ بالكفّينِ مسيلَ الدمعِ الهاطلِ من ينبوعِ أساكْ !
أنرِ الأرضَ الموحشةَ ، القفراءَ
لتهدأ وحشتها تحتَ مراياكَ ،
ويسكتَ في الأفقِ المتعبّدِ
ناقوسُ الندمِ المكسورْ !
واروِ براريها العطشى بحليبِ الصبحِ
المتساقط من حلمات ِالكونِ النوراني
لتلقمَ كالزهراءِ فمَ العاشقِ ثديَ الأملِ الملآنْ !
ما أحزنها..
راقدةٌ في مهدِ الليلِ
ترتّلُ مرثيّتها الأبديّةِ جاثيةً في جذعِ مصلاّك !
.. واقفةً ..باكيةً ..
قدّامَ عذاباتِ المصلوبِ
ترائيها رؤيا مذهلةُ النورِ
فتصرخُ : ما أحلاكْ !
وبراحتها الزيتونيّةِ تلمسُ جرحَ المصلوبِ
فيرتعش الجرحُ
ويجري دمهُ الزاهرُ كالماءِ طهورْ
* * *
يا قديسَ الليلِ السهرانِ على جدولِ نورْ !
يا قمرا يتلألأ كالعنب الدامع تحت عرائشه البلّور !
رُشَّ على القلبِ الأعمى قطراتِ النورْ !

الجرئ2006 31 - 12 - 2009 00:59

جميل ان اجد انسان يعلو في هذا المكان وهو الغالي ابن حماس

تسلم اناملك ع النقل الجميل


الساعة الآن 02:49.

Powered by vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
ترقية وتطوير: مجموعة الدعم العربى
جميع الحقوق محفوظه لمدينة الاحلام ©


SEO by vBSEO