منتديات مدينة الاحلام

منتديات مدينة الاحلام (http://m.dreamscity.net/)
-   قسم المنقولات الادبيه (http://m.dreamscity.net/f7.html)
-   -   الشاعر أحمد بشير العيلة (http://m.dreamscity.net/t13415.html)

ابن حماس 29 - 11 - 2008 15:20

الشاعر أحمد بشير العيلة
 
نبذة عن الشاعر أحمد بشير العيلة

http://www.poetasdelmundo.com/news/p...elah%20120.jpg


الجنسية : فلسطيني

تاريخ ومحل الميلاد : فلسطين ، رفح 7/6/1966 م

الإقامة : نزحت أسرة الشاعر من فلسطين بعد حرب 1967م لحاقاً بوالد الشاعر في مصر، كان عمر الشاعر وقتها عاماً ونصف العام، وأقامت الأسرة في الإسكندرية حتى عام 1975م . من عام 1975م حتى الآن يقيم الشاعر في ليبيا.

المؤهل العلمي : بكالوريوس فيزياء - كلية العلوم - جامعة قاريونس - بنغازي -1990م

الحالة الإجتماعية : متزوج وله طفلان.

الأعمال الإبداعية:

- بدأ النخيل : ديوان شعر- دمشق 1990م
- مقالات وقصائد منشورة في الصحف والمجلات المحلية الليبية والعربية الأخرى

- شارك الشاعر في العديد من المؤتمرات والندوات والمهرجانات الأدبية التي عقدت في الجماهيرية والتي منها:-
· المؤتمر السادس عشر للكتاب العرب - طرابلس 1990م
· مهرجانات النهر الصناعي – بنغازي
· مهرجانات المدينة – بنغازي

- للشاعر العديد من المخطوطات والتي لم تطبع بعد ، منها:-
· صديقي القرنفل /ديوان شعر
· أوردة الباب المغلق / ديوان شعر
· نداء إلى الله / ديوان شعر


- عمل الشاعر محرراً ثقافياً في صحيفة قاريونس لمدة ثلاث سنوات منذ 1989م
- كان من ضمن لجان تحرير بعض الصحف الموسمية مثل (النهر –.المدينة)
- عمل محرراً متعاوناً في صحيفة (أخبار بنغازي)
- في العام 2003 كان من ضمن إدارة التحرير لمجلة الثقافة العربية
- عمل الشاعر معدّاً إذاعياً متعاوناً للبرامج المختلفة في إذاعات الجماهيرية الليبية
- يعمل الشاعر في مجال التعليم كمدرس لمادة الفيزياء منذ العام 1990م
- أدرج اسم الشاعر في معجم البابطين الصادر عن مؤسسة البابطين الكويتية (الجزء الأول: صفحة 228).


ابن حماس 29 - 11 - 2008 15:24

أوردة الباب المغلق

منفيٌّ
حيث تُقَشَّرُ عن جلدك رائحةُ الأرض
وتبتلُّ ملابسُك بماءٍ مالح
ما أعمقَ حزنك
أصبحتَ نخيلاً مهجوراً من سعف الرؤيا
صارت دنياك جداراً تتسلّقه
لا تملكُ إلاَّ أن تزعقَ للماضي
والحاضر
أما المستقبل
فقبورٌ لن تبعثَ منها حيّا
لا تملكُ إلاَّ
أن تصرخ كفُّك بشعاراتٍ
تكتبها حتى المللِ .
...
منفيُّ
جَرُّوكَ من الخارطة بسفن الرفض
فارتبكَ سلاحُك
وانْهَارَ رصاصاً فوق البحر
اخترقَتْ كُوفِيَتَكَ الطلقات
نَزَفَ الطينُ طويلاً منها بين يديّ البحر
شَكَّلَهُ جُزُراً أحياناً
وأحياناً " قُوبَاءَ " على جلدك
فسماؤك ذَبُلَتْ
أرختْ زرقتَها بجمودٍ فوقك
فتهدَّلَ نهدُ الشمسِ
بليداً
كالحرباء .
...
ما أصعب أن يصبح ضوءُ العالَم
جِلْدَ عجوز ٍمُتَرَهِّل
لا تنفذُ منه الآمال
ما أصعب أن تنكشط رؤاكَ بسكين ٍ حاد
ليعروك أمام الناس
فَتُقْصَفُ بلداً ... بلداً
قلباً ... قلباً
وطموحك
محفوظٌ في صندوق زجاجٍ قرب سريرك
تستيقظ كل صباحٍ محدوداً
والشلل التام
رغيفٌ أسود
تأكله رغماً عنك
لا بأس
جدران الغرفة لا زالت
تحفظ خارطةً لبلادك
علماً منفرشاً
وبعض الصور الرطبة
لا تتضايق من نفسك
انزعْ كفيّك وعلِّقْها
في أقرب مسمارٍ كوفيةَ مُنْهَك
لترتاح من التلويح
لبلادٍ لم ترها .
...
منفيٌّ
والمنفى أرضٌ لصراعك مع مجهول
يا صاح
كَفَّايَ ضباب
محراثٌ في أرضٍ صلبة
عصفورٌ مقطوعُ الرأس
المنفى خنجر
فاربطْ كفّيك وراء الظَّهْر
لتثيرَ العالمَ بظهورك
مرسوماً في كل صباحٍ في الصحف اليومية
افتحْ لوحاتِك بالقوّة
ألصقْها فوق الصدر
فصدري : معرضُكَ الخافقُ بالشوق
والمتجوّل أبداً بالأشعار
الواقيةِ من الطعن .
...
عيناكَ حصاد
يستوعبُ كلَّ حقول العالم
ويوقِّعها
أعلى كلِّ قصيدة .
...
شعورك صعبٌ أن يُعْلَن
عَلِّقْهُ كمفتاحٍ في رقبتكَ لبابٍ مجهول
صَدِّقْنِي
أخشى أن يصدأ
فتظلُّ حياتُكَ مُوصدة القلب
آهٍ لبيوتٍ لم تُفْتَحْ بعد رحيل
الأقفالُ عتيقة
تتورّم صدأً
ونحن هنا
نتورّم غربة .
...
مسكينٌ باب الدار
يلحسهُ البردُ صباحَ مساء
هَزُلَ المسكين
وقفَ كثيراً ينتظرُ الآتين بلا جدوى
وتراخى على عكاز الزمن القاسي
وهو يراقب وطناً يُبْنىَ داخل قلبي
من بذرة عشق
وطناً يُبني بدموع الشوق
قد طالَ رحيلُك أزماناً
والباب على العكاز انهار
ارحمهُ
أطلقْ كوفياتِك نحوه
مسكينٌ باب الدار
لم يسمعْ دقاتِ القلب المتواصل نحوه
جَفَّتْ أوردته
تجعّد
نخرتْهُ السوسةُ
فانْهار .
...
يا بابَ الدار
يا ذا المصنوع – بعشق ٍ–
من لحم الأهل
وشوق الأهل
ودقات أيادي الأطفال
أفتحْ
لننام .
___________
10 / 5 / 1992

ابن حماس 29 - 11 - 2008 15:26

دلعونا


من رائحة الخبز العابقة بأيدي أمي
يخرج دلعونا
* * * * *
دلعونا
طفلٌ أشقى من أطفالي
ولدٌ يتسلّل لحقولي
يتمدّدُ فوق العشب الطالع بيني
وبين رؤاي
دلعونا
تطريزٌ آخر للأشياء
ينقرُ كالعصفور مواعيدَ العشقِ
فتقْطُرُ أجنحةُ رحيقٍ فوق أصابعنا
ولذلك نخجلُ
حين نمدُّ يدينا
لأيادي المحبوبات .
...
دلعونا
نهرٌ جَمَعَ منازلنا
في ضمّة زهر ٍ حوله
قلبٌ يتّسع لآلاف الشهداء
آهٍ دلعونا
كم نبتَ "اْللُّوتَسُ" (1) بين أصابع "شَبَّابَتِكَ" (2)
وكم نَبَضَ القلب
كم أرهقتَ جفونَك
كي تهدي كلَّ عريسٍ كُوفِيَّة
أذكرُ
كيف تُحَمِّم جسمَك في ضوء القمر الخمريّ
وتمسحهُ بمخيم
وأذكرُ
كيف لديك القدرة أن تحفظ أسماءَ الناس
وتواريخَ الميلاد لكل مدينة
دلعونا كان يُهَدْهِدُنَا بعد حصادٍ مُتْعَب
دلعونا كان يُجَمِّعَنَا حول سراجٍ
يسكبُ ضوءاً أصفرَ في عينينا
فيجيءُ إلينا
وبصوتٍ شاد
يزرع داخل تلك الصفرة سهرتنا
كنَّا ننبتُ حول حكاياه
ونقرفص
حين يَمَسُ براعمنا .
...
دلعونا أقدم أصحابي
يعرفني حين أهاجر عن نبضي
فيناجي القلب
يعرفني حين أَفُكُّ يديَّ من الأرض
فيضوعُ "عَتَابَا " (3)
يعرفني حين أَمُرّ
فيفتحُ خارطةَ فلسطين أمامي
ويُعَطِّرُنِي " دَبْكَة " (4) .
...
أعرفُ دلعونا
دلعونا كالخندق
يمشي وحده
وحمامٌ يلتقط الْحَبَّ الهارب من كِيسِ "الهيئة" (5)
دلعونا
أجملُ من يرقص في عرسي
ويشدّ قواي
يُوقفني جانب نخلته
ويلوِّح
دلعونا أجمل من " يَدْبُك " (6)
يقفز دلعونا
يجتاز حواجزنا الرملية
يطلقنا من كفيّه طيوراً
نحو فلسطي
قِمَََّةِ دلعونا .
_________
22 / 6 / 1992
1- دلعونا : من ألوان الغناء الشعبي الفلسطيني .
2- اللوتس : زهرة مائية من الزهور المقدسة في حضارات الشرق الأوسط .
3- الشبابة : الناي .
4- عتابا : من ألوان الغناء الشعبي الفلسطيني .
5- الدبكة : رقصة شامية .
6- الهيئة : هيئة الأمم المتحدة ( وكالة غوث وتشغيل اللاجئين )
7- يدبك : يرقص الدبكة .

ابن حماس 29 - 11 - 2008 15:29

ظريف الطول*

" ظريف الطول "
نهرٌ محفوظٌ بعناية
في متحف جَدِّي
* * * * *
بالأمس تماماً
عرفتُ بقصَّتِهِ
فسرقتُ المفتاحَ الصَّدِئَ لبابِ القبو المعتم
من " صَدْرِيّة " جدي
ودخلتُ لأفُْرِجَ عن شخصٍ
أعرفُ سيرتَه الآن .
...
ظريفَ الطول
كان المطر غزيراً يوم عرفتك
في كل صباحٍ
كانت سيرتك تؤكِّدُني
أتبلّلُ بأغانيك
فأمشي مُنتشياً
أقفزُ
ويدايَ تداعب أغصان الزيتون
المتدلِّية كموال " عتابا "
يوم عرفتك
أمسكتُ بيافا
وحملتُ الْبَيَّارَاتِ بكفي
فانبهرَ مؤذنُ مسجدها الجامع
ونادى فيكَ فجئتَ تهرول
وتخندقتَ أمام المسجد نخلة .
...
ظريفَ الطول
يا سُلَّمَنَا العالي
هل تسمح لي
أن أقطف منك صلاةَ العصر
قد هَرِمَ الزيتونُ بجسمي
وأريدُ بذوراً كي أتجدّد
كَفَّايَ الجامدتان كفرعٍ يابس
والممتدةُ فوق قناة
أرهقها السُّوس
لا تعبرْ للمنفى وإلا ...
شَمَتَ الرأيُّ العام بفرعك وهو يغوص
وماذا لو غصتَ بهذا الوحل
كيف سأغسلُ كلَّ ملابسك العسكرية وهي ثقيلة ؟!! .
...
ظريفَ الطول
أتعبني البرقُ المنقوع بأعلى الدار
أخشى أن يصدأ سقفُ البيت
وأنام شتاء العام القادم مبتلاً
وبدون حكايا
وإن لم تأتِ في موعدك صديقي
وتغنِّ لي
فالبرد سيأكلني ثانيةً
...
كنتُ وحيداً
منسلاً من حلم العالم
كعصافير خريفٍ يَبست
في كفِّ وسائل إعلامٍ قصوى
ومستثنى من أزهار اللوتس
كنتُ وحيداً
ألبسُ آخرَ خيمة
وكلَّ ضباب المدن الكبرى
كنتُ وحيداً
أمشي بين ذئاب الناس
أُنْهَشُُ كلَّ صباح ٍ
أتضاءلُ
أُمْسِكُ كَفَّ رُؤَاي
أمشى تحت القصف بدون حدائق
كنتُ وحيداً
وصوت تروس الآلات المتحدة
فَتَّتَ أُذُنِي
لا أسمعُ شِعْرَ الأشياء
وتماماً
كمباني بيروت المقصوفة
يموت الضوءُ أمامي
كنتُ وحيداً
والمنفى يمتد بداخل جسمي حتى الطعن
قدمايَ بذورٌ فاسدةٌ لا تنبتُ وطناً
لا تنبتُ غير المنفي
كنتُ وحيداً
وحين تكون وحيداً
يذبحكَ الصمتُ من التذكار إلى التذكار
كلُّ ضجيج العالم يُغْرَسُ كالشوك برأسك
وكالإزميل بجبهتك المجهدة كمرفأ .
...
ظريفَ الطول
يا ذا المشبوك على خط الأفق كبرعم
والواثق دوماً من نفسه
أأصارحك قليلاً ؟
هاتِ " الشَّبَّابَة " واسمعْ :
تُتْعِبُنِي قسوةُ كفّيكَ
حين تحاول أن تقطف نرجسةً لصديقتنا
تتعبني قسوتُك
حين تحاول أن تنهض نخلاً
تتطاولُ في زرقة أشيائي
تمنعني من أن أتسلق كتفيك
لأوشوشَ في سعفك
حاول أن تفهمني
صدّقني
لا أقدرُ أن أكبر
سأظلُّ صغيراً وشقياً
لأهزَّ جذوعك
كي يَسَّاقَطَ من كفيّك الرطبُ
وكتابُ حكايا .
...
ظريفَ الطول
أنتَ صديقي
فأعرني مشيتك
لِتُعْجَبَ بي واحدةٌ من هذا العالم مرة
أعرني
- ولو لقرونٍ – كلََّ ملامحك
كم أتمنى
أن تؤخذ لي لقطة
أتوهجُ فيها سنبلةً في كفِّ الكرمل
وعصافير
تنبتُ " كالحَنُّون "** على شفتي
وتغني :
( يا ظريف الطول وقِّفْ تَاقُولّك ........
_______________
24 / 10 / 1992 م
* ظريف الطول : لون من ألوان الغناء الشعبي الفلسطيني .
** الحنون : زهرة شقائق النعمان

ابن حماس 29 - 11 - 2008 15:32

رثاء يوسبريدس (1)

حول بحيرة تريتونيس (2)
ظهرت فجيعة
يوسبريدس
مهجةٌ سُحِقَتْ
نبضٌ تَفَتَّتَ قرب عيني
نهرٌ تبخّر في الكفوف
بعد أن ركب العصورَ جميعها
وامتدّ في شرايين بنغازي
يضوِّعُ تفاحات ( هيرا ) (3)
عبرَ ضوء ٍخافتٍ
مسح المدينةَ بالخرافة
نبضٌ له سحر الفواصل بين أحقابٍ وأخرى
نبضٌ غريبٌ لا يُحَسُّ بكفنا
لكن نراه بعيننا .. طللاً
ونقرؤهُ حضارة .
...
يوسبريدس
قافلةٌ من التاريخ نامتْ تحت أرضك
أَغْمَضَتْ أجفانَها حقباً
ولم نرها
سوى قطعٍ من الأحلام والفخار
هكذا تمضي
وتترك نبضها
طرقاً مجعدةً من الهجران
تماثيل
وأرغفةً من الأحجار
وتذكاراً لبنغازي
مقابرها
تُشْعِلُ الكلماتِ في أفواه من عبروا
ومن جاءوا
مقابرها
على كفَّي " سيدي اعبيد " (4)
تربط الأجيالَ عبر فواصل التوثيق للأجساد
وعبر غرابة اللُّقيا ببقعتها
النائمون هناك
كانوا بؤرةَ الأزمان
جاؤوا من تواريخ عديدة
عاشوا فوق جفنيها
يا لهذا السحر
مقبرةٌ
كلما تعب الزمانُ ينام فيها
كلما (انفلشتْ) جماعاتٌ بجانبها
تحفظ لقمةَ العيش التي أُخِذَتْ لمرحلةٍ
حكايا من تماثيل وأضرحة وعشب
فيا أصحاب
( أُلْبُومٌ ) بهذا السحر للماضين
أذهلني .
...
يوسبريدس
مشنقة أراها اليوم
مشنقة لأجيال القوارب
وهي تغرس حلمها في بحر برقة (5)
مشنقة لأجيال الشيوخ
الصانعين فضاءَ برقة
أي حزنٍ قد تراءى الآن منك
كل بكاء رهط النائمين بزندك
نذر قليل للرثاء
أحفادهم
داسوا على التاريخ والأجداد والمختار (6)
اغتسلوا بكيدهم الملوث بالدكاكين
أي جِنِّيٍّ أتوكِ به
ليقتلع البيوتَ المطمئنة من مدائن نبضها
ليقتلع العمالقةَ الذين تسامقوا
أشجارَ " كينياءٍ " (7) بذاكرة المدينة
ليقتلع الجذورَ من الحضارة
أي جِنِّيٍّ أتوك به
ليبصقنا بدون ملامح
ملحاً على السبخات مشلولا
أحفادهم
( لادون ) (8) أسود
خانَ المدينةَ
وابتلعها .
...
الخائنون
يسحبون الأرضَ من تحتي
يطفئون ملامحَ الآتين
يأكلون جذورهم
جرّافاتهم ردمتكم
أطفأتْ أسماءكم
فانتهيتم كالدُّمى
تتحركون
فوق مسرح التجار
من غير معنى .
...
الخائنون
يلقون كل عظام من ذهبوا
لإسمنت الفجيعة .
...
يوسبريدس
عَطَنٌ بتفاحات ذاكرة البلاد
وانهزامٌ للجياد
أخشى الوباء
أخشى الوباء
فإسمنت بهذا الخبث
يقلقني
____________
7 / 3 / 1993
هوامش :
1, 5 - أسس سكان افهريني (شحات الحالية) وسكان برقة (المرج الحالية) المدينة الخامسة في إقليم سيرينيكا , وأطلقوا عليها اسم (يوسبريدس) هذا الاسم الاغريقي الذي يعنى المدينة الغربية وكان ذلك في القرن السادس قبل الميلاد ويوسبريدس هي .... البذرة الأولى لمدينة
2- يقال أن بحيرة ( تريتونيس ) هي تلك البحيرة التي تفصل مدينة (برنيكي) سيدي خريبيش الآن عن اليابسة , وتكون مع البحر ذلك الرأس الذي سمى بشبه الجزيرة الكاذب (بسيودوبنياس) , وفي وسط هذه البحيرة كانت هناك جزيرة صغيرة بها معبد صغير (لفينوس) وتتحدث أسطورة بح
3, 8 - تتحدث الأسطورة اليونانية عن زواج كبير المؤلهين (بزيوس) من المؤلهــة (هيرا) وبهذه المناسبة أهدت الأرض (جيا) لهيرا شجرة التفاح الذهبى التي زرعتها في بسـتانها وأقامت على حراسـتها أربعاً من الحســـان أطلق عليهن اسم هيبريدس (حارسات التفاح الذهبي) وت
4- مقبرة سيدي اعبيد الحديثة , بنيت في الموقع نفسه الذي شغلته مدينة يوسبريدس وتقع عند الطرف الشمالي لسبخة السلماني الحالية بمدينة بنغازي وبها تجاورت المقابر القديمة مع المقابر الحديثة .
6– شيخ الشهداء عمر المختار دفن بداية في مقبرة سيدي اعبيد قبل نقل رفاته إلى ضريح عمر المختار بشارع عمرو بن العاص ثم إلى سلوق التي شنقه الغزاة الطليان فيها .
7 – اقتلعت أشجار الكينيا العملاقة التي كانت تشمخ في موقع يوسبريدس بطريقة وحشية كذلك دُمِّرت الآثار الموجودة في الموقع لغرض بناء محال تجارية دون استناد للقوانين التي تحمي الآثار والأشجار ودون أي اكتراث للمحتوى الثقافي والحضاري للمدينة ودون أي احترام لل

ابن حماس 29 - 11 - 2008 15:35

جيدٌ أن تعصر الميثيولوجيا

إلى أبطال مخيم مرج الزهور المنفيين في الجنوب اللبناني
...
أن تعصر الميثيولوجيا
وترشف هذا النهار
عصيراً باردا ًلمزاجك
تماماً
مثلما ينحاز نهرٌ لابتسامتك
وأنت تقرأُ
ما نشرتَ اليوم من حزن ونار
في مقالتك الأخيرة
تماماً
مثلما طَعَنَتْكَ ذكرى
كيف تخدشني قضاياكَ الصغيرة
وأنا سبيٌّ مثل جدول
أرغموا مجراه أن يُنهي الخريطة ؟ .
...
صريعٌ جدول الحلم أمام الباب
مثل طابور ٍ من النمل
وقِفْلُ الخيل مغلق
مَنْ يفتحِ الأبوابَ كي تعدو إلى صدري
وتغرسَ تدمراً
عند التقاء بنفسجيْن
من قُبلاتيَ الأولى إلى زينوبيا
امسحي دبقَ البحار
فأنا أحاول أن أصلي اليوم عندك
كي تُسْقِطي عني الفجيعة .
...
يا امتدادي
الجمْ دماءك بالتراب
فالبحر عطشانٌ صباحَ اليوم
عند فَكِّ الواد
وأنا مصابٌ بالتخثُّر
خارج النخل وعكا
يا أسوارها
هل تسمحين
أن نعصر الميثيولوجيا
ونُلْقي
قبعةً لفجر ٍ ما إليك
وهل تسمحين
أن تَتَفَتَّتُ كل المنافي دونك
وهل تسمحين
أن نمسح البحر َمن صوتنا
لكي نتهجَّى البلادَ بدون تميُّع .
...
يا عنباً حول غزّة
قد عَتَّقُوكَ بمرج الزهور بكاءً
أن نعصر الميثيولوجيا
تماماً
مثلما أبكي على مَسْخِ الرجال إلى نبيذ
بعدما
ملؤوا انتفاضتنا عرائش
واخضراراً هائلاً في القلب .
...
اصمدوا
حزيرانُ قادم
خبيثٌ حزيران هذا
عند استواءِ الفواكه داخل " تل الربيع " (1)
وعند احتراق المواسم في حلمنا .
...
جيدٌ أن تستفيقَ اليوم من غير ثلوج
جيدٌ
أن تعصر الميثيولوجيا
وتُلْقِي بياناً جديداً
للوكالاتِ الهزيلة
وهي تجمعُ ثلجكم
وتلقِيهِ
كخبز يابسٍ للأنبياء
وهم حفاةٌ حول المسجد الأقصى
وفوق رؤوسهم
وَحْيٌّ مُجَمَّد
مثل سحابةٍ بيضاء من ثلجٍ وأدمع
الوكالات
تحرق خبزَكم
وتعجنكم فطيراً طيِّباً للمترفين
أوقفوا نزف الحكايا
من ذكرياتٍ ترتمي حول الكلام
أزيحوا
من فوق هذا الجسم أَنْهَارَ الخيام
واغتسلوا
بصخرة الإسراء
البردُ منقطعٌ للحظة
أُخرجوا
وادخلوا في آلة التصوير غاباتٍ من النخل
أكملوا دورةَ الأرض
وطوفوا حول يافا
أَلْفُ عصفورٌ سينطلقُ .
...
هنا
بين تلك الأصابع ِ
قاومتُ روما
هنا
بين تلك الأصابع ِ
وحين قطفتُ جيوشَ " صلاح الدين " من الأمنيات
مَرَّ سيلٌ من زغاريدٍ على الشهداء
فاضتْ حدائقُهم على كتفي
كيف أحملُ كل هذا الوجد وحدي ؟ .
...
هامشٌ نحنُ
يمتدُّ كالسرطان في كتبي
وأحلامي
وصوتي
كَفَّايَ عاقرتان
كيف أُوَضِيءُ الأنهارَ من حلمي
ومن عزفي
كيف أمرُّ " كالموّال " في ريق ِالحدائق
وفي جذوع البرتقال ؟
كيف أضمُّ أصحابي بكل مطار ؟
كيف ؟
اغفروا شكل الخيام
قد قَيَّّدَ الفقهاءُ " مالكَ "(2) في " المدينة "(3)
من يَقْوَى على فتوى رجوعك من "مرج الزهور"(4)؟!.
...
أن تعصر الميثيولوجيا
تماماً
مثلما يبتلُّ " العاصي الثاني "(5) بأحماض القذائف
تتعفنُ الجغرافيا بالمهزلة .
...
من لَوَّثَ الأضواءَ صُبح هذا اليوم
رائحةُ النهار تصيبنا بدوار
هذا نهارٌ غامقٌ لا نبضَ فيه
مُعَلَّبٌٌ منذ الهزيمة
كل فجرٍ نستحمُّ بنكسة الأخبار
والعصافيرُ ذبيحة .
...
امنحيني كَفَّكِ
تعويذةً للكرمل
مَلَلْتُ من التداوي كل يوم
كلما داخَ اتجاهي
وَجَّهْتُ ليمونَ البلاد إلى دمي
كَمَّادَاتِ من عشب الخرائط فوق رأسي
آهِ يا رأسي
مليءٌ بالذُّباب وبالطموح
وبمُنْتَهَى الشهداء .
...
أن تعصر الميثيولوجيا
تماماً
مثلما
اقتربتْ يداكَ من الضباب
لتشرب القهوةَ في يافا
صباح الغد .
______________
4 / 5 / 1993
(1) مايُسمى تل أبيب
(2) الإمام مالك
(3) المدينة المنورة
(4) منفَى المبعدين الفلسطينيين
(5) نهر الليطاني وسمي العاصي الثاني لأن الصهاينة غيّروا مجراه فلم يعد يصب في البحر مثل نهر العاصي .

ابن حماس 29 - 11 - 2008 15:37

كرة الثلج


المنفَى
حمضٌ مسكوبٌ فوق الجلد
وأنا أتآكلُ
جَدّاً ... جَدّاً
نبضاً ... نبضاً
يا مطرُ
لِمَ لمْ تأت ؟
وتغسل هذا الحمض
سمائي مُنَتّفَةُ الغيم
وأنا أرتجفُ من الصحو ِ
الثلج كثيرٌ في جسمي
خنقَ الأنهار
لا خبر يفرح
لأن النساء بعيداتُ جِدّاً
واليخوتُ جوامد .
...
قلبي نهرٌ متقوقع ٌ
ومنزو في الرفّ
مكانهُ خواءٌ لا يُطاق
ريحٌ عاصفة ٌ
كرةُ ثلجٍ تنزلقُ على تجاعيدي
تكبرُ .. تكبرُ حتى ابتلاعي
من له القدرة أن يوقفها
أُعطيه كلَّ الدوالي
فضاءً صغيراً له .
...
قلبي مفتوحٌ للريح
النبضُ صريرٌ مزعج
ينقرُ رأسي طولَ الليل
يبلعُ كلَّ الأنهار المكتوبة صبح الأمس
لا يتركها ترسمُ خارطةً لخَضار
قلبي مفتوحٌ للريح لتزعق فيه
نزعتْ بمرارة
صورَ الشهداء من الجدران
وقضايا صغري
أَلَّفَهَا العشاقُ بلا وعي ٍ ... شِعراً .
المنفَى
أسوأُ عنوان
ما إن يبتعد شموخُك
حتى يتمدد قَصَبٌ وحشيٌّ حولك
يطعن بحوافٍ من ريح ٍ
تنحتُ قسوتَها في جذعي
تدوسُ على أوراق القلب الساقطة على طرقٍ تهوي
تتشبثُ أضلاعي بغصنٍ من صور الأصحاب
أتدفّأُ من جمر الأصحاب .
ذاكرتي
قِطْمِيرٌ حاولَ أن يستجدى الطقس
ويغطيني
لا من لمسة ماءٍ تفرد كفي سعفاً
ذاكرتي
نهرٌ مَرّ بيافا
فامتلأَ ضِفافا .
المنفَى
قِفْلٌ للأرض
تخرج من صندوق الدنيا مرتجفاً
شِعْرُكَ منفى
صلاتكَ منفى
وجهكَ منفى
و كُوفِيَّتُكَ الآن
صراخٌ مشلولٌ فوق الجدران
إياكَ وأحلامِ لقاء
لا تحلم ْ
أحلامكَ أحصنةٌ ربطت أطرافكَ بحوافرها
وتناءتْ
فَتَجَرْجَرْتَ
لا تحلمْ كي لا تتمزق .
شمسُ المنفى تفتحُ فكَّيها
تأكل كل طموحك
الضوء عذابٌ حين يكون رتيباً وسخيفاً
حين يطلّ بلا جدوى
داخل منفاك
وداخل سجنك
تَتَشَبَّعُ كل خلايا جسمك منه
تكاد بأحلامك تخضَّر
وتورق أجنحةٌ لك
تكبر ُ.. تكبر ُ
وترفرف
لكنك تُصْدم
بجدار السجن
مسكينٌ أنت
ضحك الضوءُ عليك
أعطاكَ تذاكرَ وهمية .
...
جرحك لا يهدأ
تأتي من رحلتك وتفتح باب الغرفة
تُشْعِلُ نبضَ الضوء
تنبض ألوانُ العلم المفروش على الجدران
ترمقكَ الصور ُالنازفةُ عليها
يُفتح جرحك
موسيقى هادئة ً
وكتابَ قصائد
يتحولُ جسمُك لمآذن
وصفوف كراسي
تُجْلِسُ أحبابَك فيها
تقف أمام تشوّقهم
و تُرَوِّد *
...
مسكين ٌجسمك
نواةٌ معطلةٌ عن تَفَتُّح
جذر ٌبليدٌ بأقصى الصفوف
مهيضٌ تحت زجاج ٍسميكٍ يُسمى :
وثيقةَ لاجئ
جَرَحَتْكَ عميقاً ؟
لا تحزنْ
جذوركَ صاغتْ عُشّاً ليمامٍ فوق الكهف
نبضكَ
يتمدّد فوق الباب
بيوتَ عناكب
لا تحزنْ
الكفار سينصرفون بعيداً
فاحملْ جرحَك واتبعني
___________
21 / 1 / 1994
* الترويدة : لون من ألوان الغناء الشعبي الفلسطيني .

ابن حماس 29 - 11 - 2008 15:39

صدأ

نبضكَ - يا مسكين - ضباب
يملأُ نافذةَ رؤاك
يخنقُ أنفاسك
يطعنك بعنفٍ في كل محاولة تَفَتُّح
احذر ْ
لوحاتُ طموحك ينهشُها صدأٌ فتّاك
يمتدُّ من اللون الأول في روحك
حتى خطِ حدود النرجس في بلدك
هذا الجسد الناحل
مسجونٌ بين وثيقتك الباهتةِ الجذر
مسكينٌ دمعُك
جَفَّ من الحُرقة
اجمعْ ما بقيَ لعظمك من لحمٍ وعرائش
عسى أن تنهض
بطِّن صومعتَك
اسكنْ داخلها رصاصاً مدفوناً في الرمل
لا وطنَ لديك
اصدأْ كما تبغي السياسة
اليافطاتُ تمرّ في أذني بلا معنى
أحلامنا اهترأتْ
تفتّتتِ البشارةُ عند أول الأخبار
لا كفان لي لأجبرها
" مِثْلَ الزُّجَاجَةِ كَسْرُهَا لا َيُجْبَرُ " .
...
أنا صدِيءٌ بما فيه الكفاية
لا مطر ٌعلى قلبي
ولا أحلام
أنا الآتي من الوجع ِ
على كتفي نهار ٌذابلٌ لا حَدََّ له
كيف أَمُرُّ في الأخبار حُلْواً يافعاً
وألفُ قُفْلٍ في براعمنا ؟
كيف أهرِّبُ الأنهار َ في قصص الغرام
وألفُ صحراء ٍتعاندني ؟
كيف تضمني لغتي نبيّاً من قرنفل
وألفُ سدٍّ بين غاري والبشر ؟
كيف ؟ .. كيف ؟
أأطلعُ يا صحاب
أأحتملُ الرجوعَ إلى كيان النرجسة
أتحتملُ الجسور َرجوعَ أغنيتي
وبين أساسها صدأُ الممالك
أنا صدِيءٌ بما تُملى السياسة
لا نُضْر لي
رسائلُ الأحباب/ كيمياءُ التعازي
محاريثٌ لأطنان الصدأ
أستغلُّ تفكُّكاً في نقطةٍ بالعمق
كي أنجو بضوئي
ليمدَّ جذراً في الشقوق .
...
جلدي تآكل
لا سقف للنجوى إذن
ولا للأغنيات
لا أرض للتطريز المقدسيّ على تفتُّح صدرها
ولا دبكات
منهارٌ تماماً
مثل مئذنةٍ أطاحتها القذيفةُ فجر هذا اليوم
البلاد تخون مخلصَها
تَحْقِنَهُ بفقر ٍ دامسٍ ضَنِكٍ
جلدي تآكلَ
جيشٌ من الصدأ اللعين اجتاحني
هل يسيرُ العالمُ المجنون عكس الزنبقة ؟
إنه الصدأ المكلَّس فوق جسمي
قارةٌ قصوَى من اللعناتِ
والخنقِ المُبَرْمَج
صدأٌ يُحوِّل صرحَ قامتنا إلى حشرة
صدأٌ يفتّتُ حلمنا
ويهمِّشُ التاريخَ
محقونٌ فضائي بالضمور
مطحونٌ مدايَ بألفِ جور
من العراق إلى اليمن
وأنا أئنُ
أنا وَهِن
قارةٌ قصوى من البرد
لا كوفيةٌ للدفء
أو كفٌّ تَحِنُ ...
ولا وطن .
_________
31 / 5 / 1994

ابن حماس 25 - 12 - 2009 02:13

الذئب


أَقْعَى بجانب وَحشتي
عند الخروج من الهزائم
عَوَّى
وأشعلَ داخل قَبْوِ فرقتنا عيونه
عيناهُ جزء ٌمن بريق المرحلة
الكل مُؤتَنِسٌ بها
وأنا الوحيدُ بلا أنيس
كلما قاربتُ للنسغ ِ
ارتعدتُ من التنابح خلف ظهري
يا أبا جُعْدَة
اتئدْ
أحتاجُ شيئاً من صفاءٍ كي يمرَّ الأنبياءُ إلى نشيدي .
...
مَنْ رفيقي في ظلامٍ قارسٍ ؟
الذئبُ ساعتُنا التي عَوَّتْ على الجدران
فانضبطتْ فرائسُنا
إلى سجادةٍ فُرِشَتْ على البحر المقيت
وانضبطتْ تروسُ نشيدنا
لتحية القرف المخيف .
ذئبٌ على مَرْمَى طموحي
مزّقتْ أنيابُهُ طرفَ الحصير
وليس لي جسدٌ يُمَدَّدُ بارتياحٍ بعد ذلك
الذئب ينهش قامتي في كل عامٍ نخلتين
يا أيها الرعبُ المحاطُ بكل مطلع نرجسة
هذا دمى
خُذهُ لِتَطْلُعَ بارتياح ٍ
وابتعدْ عنها لتنمو
كيف تجثمُ صخرةٌ فوق البراعم
كيف يفترس العواءُ أصابعَ الملَك الملازم لانتمائي
من سينشلني
والأفق يسكنهُ العواء .
...
عواء ٌ
كَزِرّ ٍ مزعجٍ في ياقة الليل
أُجْبِرْنَا عليه ولم نقاوم
عواءٌ
ينمو كصخر ٍ حول رأسك
داسَ الخريطةَ ثم أقعى فوقها
كالحامض الماكر ،
مُتَآكِلٌ جِدّاً أنا
في كل ليلٍ تزدريني قوتي
يا أبا جُعده
مستنقعٌ جسدي وأنت تجثم حوله
لا نار فيه ولا رصاص لتبتعد .
...
الجوّ قاتم
غمامةٌ خرجتْ من الكوفية العانس
وغادرتِ المكانَ إلى كتابٍ قارصٍ
حيث الجنود الحامضون
يرتلونَ نشيدَ عودتهم إلى القِشَرِ السميكة
عائدٌ ذئبُ الحكايا
سمِّمُوا هذا العشاء
فسوف ينهشهُ معي .
لقد كرهتُ مفاصلي
تخشى يدايَ من التمدُّدِ
ركبتايَ من المسير
فالذئبُ يسكن قرب أول منحنى
خمسون عاماً تحت قوقعتي
مللتُ من البُزَاق
نصفُ أنهار البلاد استهلكتها غُدَّتاي
ونصفها لم يستوِ
كيف ينضج نهدُها
ولا كفٌّ ترويها بكل مساء ؟ .
...
من يبتهل لي
صدر البلاد الضامر الشتوي
لا يروي مآذننا
جفتْ زخارفُ مدخل المحراب
والأنبياء تفتتوا
سقطوا تراباً
الذئبُ غصَّ بعظمةٍ فاهتاج
هاج الترابُ
أسرى سريعاً للأفق
التصقَ التصاقاً بازرقاق الجلد
أناملي انتفختْ كأعواد الثقاب
قَدَحَتْ بدعوة مظلومٍ على الأفق
فاشتعلتْ
كيف أهربُ بالنبوّة
والأرض تلبس جلدَ ذئب ؟ .
نِصْفُ يافا في الدقيق ِ
ونصفها في الماء
والعشبُ فاصل
الخبز لَمْ يَنْمُ على سطح اكتفائي
الأيادي هاجرتْ من نصف قرن
معظم الأيدي الخبيرة في العجين
ماتتْ
لا خبزٌ على الصّاج
طَقْطِقْ يديكَ على الحديد
كي ينام القوم
وينسوا جوعَهم .
خيطُ الزخارف فوق صدر " الناصرة "
فَرَطَتْهُ " مريم "
صدرُها عارٍ ولا سَتْرٌ هناك
ومن أجدَى بستر
البتول ... أم المدينة ؟
إنها لغة التبادل بين عاجزتين .
الجنود تغيرت أشكالهم
رضعوا من الصخر المجاور للدناءة
لم يرتضوا صدر النَّهَر
شربوا البِرك
شَعْرٌ كثيفٌ اعتلَى أجسادَهم
تَقْطِيبُ جبهتهم أَضَرَّ الجمجمة
استدقت مثل جمجمة الذئاب
تحلَّقْنا بخوفٍ حولهم
عندما
غَصُّوا بأرضٍ كاملة .
...
يا أبا جُعدة
تحياتي
لستَ مُقْلِقَنَا الوحيد
ولستَ منهجنا الوحيد
نريدُ ليلاً هادئاً ،
كلما اشتدَّ العواء
امتدَّ خدشٌ في السماء
جلدُنا المصنوعُ من قُبَلِ الأمومة
ومن مياهِ القَطْر
أرقُّ من الندى
وأهمُّ من شَدْوِ الحصاد
أبعدْ نيوبَك مرةً عنِي
ليعرفني الغناء .
...
القحطُ عنواني صباح اليوم
كل سنبلة أُرَبِّيها تموتُ بصرختك
أكلتَ نصفَ قصائدي
صُعِقْتُ من المرارة والجفاف
أنت الذي الْتَهَمَ الغيومَ الآتية
وتركتَ سقفي عارياً
هل كلما استيقظتُ من حلم ٍ
أُحِسُ قوافلي
جذوعَ نخلٍ خاوية ؟ .
يا أبا جُعدة
- وليتكَ سامري –
أصنعتَ جسمَك من تصافحهم
وعظمَك من ضلوع الطاولات ؟
أَبَصَمْتَ كَشْرَتَكَ الأخيرة فوق صفحتهم
فصفّقنا ؟ !
إننا لغةٌ تعاندُ نفسها
كلماتها سقطتْ على عسل السياسةِ كالذباب
أجسادنا سِرْبٌ من النحل المهلل للسراب
ورؤوسنا أملٌ قديم
عشرون عاماً
ثم تسكن في المتاحف .
...
يا أبا جُعدة
- وليتكَ سامري -
أتصحبني إلى كهفٍ يُجِيدُ صناعة الرُّسل
أتصحبني إلى كهفٍ يشاركني البكاء
إني غشيمٌ في الأماكن
بُوْصَلَتِي عواؤك
يا نبييِّ
إنني المهزومُ والمجني عليه
والمحنّك في الضياع .
يا أبا جُعدة
افترسْنا الأنبياءَ
وانتشينا كل هذا الوقت
عَلَّمْتَنَا
أن نأكل القِيَمَ التي صَنَعَتْ نخيلاً في البلاد
فانكشفتْ شوارعنا لهم
ولم نقو َ
إلا علَى تكسيرِ زيتونةِ عيسي
بعد صلبٍ في المنافي
ازرع نيوبَك في الصميم
وانهشْ مآذننا
إننا نحيا بلا نبض ولا أحلام .
يا ذئبُ
لا جسم لي لتأكلني
ناحلٌ كالمرحلة
كُلْ فجرَنا القادم
واتركنا بلا أضواء .
___________

الجرئ2006 31 - 12 - 2009 00:26

تسلم الايادي اخي الغالي على النقل الاكثر من رائع

وتقبل مروري البسيط


الساعة الآن 13:57.

Powered by vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
ترقية وتطوير: مجموعة الدعم العربى
جميع الحقوق محفوظه لمدينة الاحلام ©


SEO by vBSEO