يا مآذن صنعا عانقي الحرما..

سجل مكانك يا تاريخ عن قلمٍ أمضى على الوحدة الشمّاء والتزما
وأبلغِ الكون أنْ بنيانَ وحدتنا لو النيازك حطَّتْ فيه ما انْهدما
لو أنها الكرة الأرضية انْشرخت نصفين فانشقّ هذا الترْب وانْقسما
وجدتَ أبداننا في الشرخ بانيةً جسراً يعيد الثرى المشطور ملتحما
يا يوم مايو ستبقى خالداً أبداً ما دام في الشعب شريانٌ يفيض دما
لكل شعبٍ حمىً لا يستهان iiبه وإن وحدة هذا الشعب فيه حمى
وإن فينا لشعباً ماؤه عكرٌ يصيّر الطفل جندياً إذا انْفطما
شعباً أشد من البركان ثورته بطشاً.. وألين من مزنٍ إذا حلِما
يكتّم القهر دهراً في حفيظته حتى إذا امْتلأت ضيقاً بما كُتمَ
مضى لقاهره مستنقماً شرساً كالنار مهما تزدْ أكلاً تزدْ نَهَما
كالبحر بالفيَضان الهائجِ الْتطمتْ أمواجه الهوج فوق البر ملتهما
فلا يغادر ممن تحته iiأحداً إلا وقد أصبحتْ آثاره عدما
فهل لشعبٍ كهذا من ممزقةٍ؟! لا والذي قد حباه العز والشممَ

* * * * * * *

ماذا مع الشعراء المبدعين وقد أعيى الفصيحَ شعورٌ أنطق البُكُمَ
لدى مجيء رجالٍ كان مقدمهم للعيد عيداً.. فغنى العيد iiوابتسما
فألف مرحىً بكم يا قوم في iiبلدٍ إذا استضاف كراماً أخجل iiالكرما
لكُلِّكم وطناً ثانٍ iiبموطننا ومنزلاً كالذي ولاّه iiمحترما
نِعْمَ الضيافة في أرضٍ iiيمانيةٍ ونِعم من نستضيف القادة العُظما
أولو السقاية أصحاب النهى وذووا iiال رأي السديد الذي لا يحمل iiالسقمَ
السائسون شعوباً عنهمُ بعدت الباذلون لشعب القدس ما iiحُرمَ
الحاكمون بحكم الله دولتهم المستمدون من قرءانه iiالنُظُمَ
الموقفون لبيت الله iiخدمتهم المغدقون على حجّاجه iiالنِعمَ
لو أصبحتْ ذات أجسادٍ iiمكارمهم إذاً لضاق الفضاء الرحبُ وازدحما

* * * * * * ii*

مرحىً بآل سعودٍ إخوةً iiكُرما أعزةً سخروا للأمة iiالأممَ
حَبَاكُمُ الله كالجوزاء مملكةً شاخ الزمان وفيها المُلْك ما iiهرِما
قامت على الأسس المثلى iiدعائمها تقدس الدين والأخلاق iiوالقيمَ
أرى بكم عدناً تزهو مفاخرةً وقد وعى الموج ما فيها فما iiالْتطما
ولا يزال بصنعاءٍ لكم عبقٌ أريجه منذ عامٍ بعدُ ما iiانْعدما
عامٌ مضى منذ أقسمنا اليمين iiعلى نهج الوفاق.. وأنى ننكث iiالقسما
فها هي اليوم قد جاءت iiوفودكمُ كما عهِدنا تبر العهد iiوالذممَ
فيا جبال "سراةٍ" قبّلي "نُقُماً" ويا مئاذن صنعا عانقي الحرمَ
وخبّري أهل نجدٍ أنْ لهم iiنسباً هنا؛ وأن لنا في أرضهم iiرحما
فما لدينا بديلٌ عن iiأخوتنا وقد مزجنا ببعضٍ أنفساً iiودما
ولّى زمان التجافي حاملاً معه أيامه السود والأحقادَ iiوالنقمَ
وأشرقت بين شعبينا معاهدةٌ تبني غداً زاهراً بالخير iiمتّسما
قد رسّمتْ كل حدٍّ كان iiيقلقنا وهدّمتْ كل سدٍّ بيننا iiرُسمَ
فكلنا بعد ذاك العهد منتصرٌ وما به ظالمٌ أو آخرٌ iiظُلمَ

* * * * * * ii*

إن الحدود التي كانت تفرقنا صارت جسوراً عليهن الوداد iiنما
إن الجروح التي كانت iiتؤرقنا قد أصبحت تحمل الآمال لا iiالألما
ما عاد في الدرب من صخرٍ يعاق به ال سير الذي خطه أجدادنا iiالقُدما
فأكملا السير فيهِ يا علي ويا أمير آل سعودٍ وامْضيا iiقُدُما
لا شتّت الله بعد اللمّ iiشملكما ولا أعاد له الجرح الذي iiالْتئما
حلّ الوئام.. فما أحلى iiتجمّعكم هذا الذي يغضب الأعداء iiواللؤما
تزيد في مثل هذا الجمع iiهيبتكم فكيف لو أصبحت أعلامكم iiعلما؟!

* * * * * * ii*

اللهَ لو وُحِّدتْ يا قوم iiكلْمتكم لعاد للعرْب والإسلام iiعزهما
الله لو أن أيديكم تصير iiيداً وأن أفواهكم عند العدو iiفما
هناك لو كان يُحصى العزُ في رقمٍ لما وجدنا لنحصي عزكم iiرقما

* * * * * * ii*

يا قادة العرْب.. حتى ما iiتفرقكم وذا النزاع وهذا الإختلاف iiلمَ
لولا التفرق ما هُنّا أمام iiعدىً ولا أقاموا لهم في أرضنا iiخيما
ولا بقى المسجد الأقصى iiبنكبتهِ ولا أراق بنو صهيون فيه دما
يا قادة العرْب.. هل آن الأوان iiلكي توحدوا السيف والميدان iiوالقلمَ
هل آن للأمس أن تُطوى iiصحائفه وللمواجع أن تُكوى لتلتئما
قولوا "نعمْ" أثلجوا صدر الزمان iiبها وقدسوا اليوم من أقوالكم iiنَعمَ
فإن في يوم مايو خيرَ iiمنطلقٍ لوحدة العرْب.. فلْتسْتنفروا الهممَ
وبعدُ يا ربُّ وحّدْ شمل iiقادتنا أعد بهم عزة الإسلام iiوالشيمَ
ثم الصلاة على المختار سيدنا وأجمل القول قولٌ هكذا iiخُتمَ



المشاهدة بسرعة فاكس مودم 56كيلوبايت ( (اضغط هنا)